pharmacist
11.04.2012, 12:00
طالب بحقك في الاسترخاء
دخل عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ذات يوم على أبيه وهو في نوم ضحى
فقال: «يا أبت إنك لنائم وإن أصحاب الحوائج لقائمون ببابك؟!»
فقال: يا بني إن نفسي مطيتي.. فإن جهدتها قطعتها.. ومن قطع المطية لم يبلغ الغاية.
واليوم وفي زحمة الحياة وضغوطها، ظن كثير ممن أسرتهم مشاغل الدنيا
أن إهمال الراحة والاسترخاء والاستجمام دليل على جديتهم في امتلاك زمام الأمور،
وأنتج هذا نوعاً من الأمراض التي لم تكن موجودة قبل ذلك مثل
(الاضطراب، والتوتر، والانفعال الزائد، وغيرها من الأمراض النفسية
التي تتولد من الضغوطات المختلفة)،
مما دعا علماء النفس إلى التأكيد على أهمية أن يأخذ المرء مساحة من الاسترخاء والراحة
تتناسب طرديا مع المجهود الذي يبذله.
وشدد المختصون على خطورة الاندماج اللاواعي في طاحونة الأعمال التي لا تنتهي،
ودعوا إلى أهمية أن ينظر المرء إلى وقت الراحة والاسترخاء
بنفس ذات النظرة ـ الهامة ـ التي يرى بها أعماله ومشاغله.
إن الراحة والاسترخاء ليسا ترفا، ولا يجب أن ننظر إليه على أنه وقت آخر ضائع،
بل يجب أن نضع له مكانا في قائمة أعمالنا، ونكافح من أجل أن نقتنصه في زحمة الحياة.
إن ضحايا التوتر والشد العصبي لكثر.. وجل أمراض السكر وضغط الدم تتأتى
من انهماك المرء المبالغ فيه في العمل، والتركيز التام في مشكلاته وتفاصيله.
ولقد توقفت متأملاً أمام رسالة بعث بها نابغة العرب الأديب مصطفى صادق الرافعي
إلى أحد أصدقائه يشكو فيه انغماسه التام في العمل مهملا لدقائق الراحة والاسترخاء
قائلا :
(أنا لا أزال بين مريض وصحيح، وقد كان مرضي إنذارا لي من طبيعتي
فلو تماديت في العمل لهدمت نفسي هدما لا يرمم، ولا بد لي من ترك دماغي وشأنه سنة كاملة،
لا يكون همي فيها إلا الرياضة والهواء،
حتى يتجدد ما اندثر ويشتد ما ضعف، ولعل الله يعقب بعد عسر يسرا).
ما أجمل هذا الوصف، وما أعمق تفسير الرافعي لتلك المشكلة التي ألمت به.
وعلى الجانب الآخر فإن الاسترخاء يعطي نتائج إيجابية عالية،
نرى ذلك جليا في رد رئيس وزراء بريطانيا القوي (وينستون تشرشل)
والذي قاد بلاده للنصر في الحرب العالمية الثانية على سؤال
عن كيفية الصمود أمام الاكتساح الألماني والذي أطاح بمعظم دول أوربا في بداية الحرب،
فأجاب : بالنوم ساعة واحدة بعد الظهر!.
وعلل ذلك بأنه رجل يعرف جيدا كيف ينظم وقته، ويقتنص ساعة يوميا يسترخي فيها،
ويصفي فيها ذهنه من المشاغل والمشاكل،
فلا يضطر ـ تحت الضغط ـ إلى اتخاذ قرارات مشوشة غير منضبطة تضر بلاده
فتعلم يا صاحبي كيف تنظم وقتك جيدا،
وتحتفظ لنفسك بساعة أو أكثر تريح فيها ذهنك، وتعيد إليه صفاءه ونقاؤه.
حاول أن تكون للرحلات الترفيهية أهمية في جدول أعمالك.
نمي هوايتك التي تستمتع بممارستها، والجأ إليها حين تشعر بالإنهاك والإجهاد.
استنشق من هواء هذا الكون بعمق، فاتحا ذراعيك،
معانقا الكون بأسره قبل أن تسقط أسيراً لأمراض لا يداويها إلا الله.
إشراقه :
لا بأس على المسلم أن يلهو ويمرح ويتفكه، على أن لا يجعل ذلك عادته وخلقه،
فيهزِل في موضع الجد، ويعبث ويلهو في وقت العمل. (عمر بن عبد العزيز)
منقول
دخل عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ذات يوم على أبيه وهو في نوم ضحى
فقال: «يا أبت إنك لنائم وإن أصحاب الحوائج لقائمون ببابك؟!»
فقال: يا بني إن نفسي مطيتي.. فإن جهدتها قطعتها.. ومن قطع المطية لم يبلغ الغاية.
واليوم وفي زحمة الحياة وضغوطها، ظن كثير ممن أسرتهم مشاغل الدنيا
أن إهمال الراحة والاسترخاء والاستجمام دليل على جديتهم في امتلاك زمام الأمور،
وأنتج هذا نوعاً من الأمراض التي لم تكن موجودة قبل ذلك مثل
(الاضطراب، والتوتر، والانفعال الزائد، وغيرها من الأمراض النفسية
التي تتولد من الضغوطات المختلفة)،
مما دعا علماء النفس إلى التأكيد على أهمية أن يأخذ المرء مساحة من الاسترخاء والراحة
تتناسب طرديا مع المجهود الذي يبذله.
وشدد المختصون على خطورة الاندماج اللاواعي في طاحونة الأعمال التي لا تنتهي،
ودعوا إلى أهمية أن ينظر المرء إلى وقت الراحة والاسترخاء
بنفس ذات النظرة ـ الهامة ـ التي يرى بها أعماله ومشاغله.
إن الراحة والاسترخاء ليسا ترفا، ولا يجب أن ننظر إليه على أنه وقت آخر ضائع،
بل يجب أن نضع له مكانا في قائمة أعمالنا، ونكافح من أجل أن نقتنصه في زحمة الحياة.
إن ضحايا التوتر والشد العصبي لكثر.. وجل أمراض السكر وضغط الدم تتأتى
من انهماك المرء المبالغ فيه في العمل، والتركيز التام في مشكلاته وتفاصيله.
ولقد توقفت متأملاً أمام رسالة بعث بها نابغة العرب الأديب مصطفى صادق الرافعي
إلى أحد أصدقائه يشكو فيه انغماسه التام في العمل مهملا لدقائق الراحة والاسترخاء
قائلا :
(أنا لا أزال بين مريض وصحيح، وقد كان مرضي إنذارا لي من طبيعتي
فلو تماديت في العمل لهدمت نفسي هدما لا يرمم، ولا بد لي من ترك دماغي وشأنه سنة كاملة،
لا يكون همي فيها إلا الرياضة والهواء،
حتى يتجدد ما اندثر ويشتد ما ضعف، ولعل الله يعقب بعد عسر يسرا).
ما أجمل هذا الوصف، وما أعمق تفسير الرافعي لتلك المشكلة التي ألمت به.
وعلى الجانب الآخر فإن الاسترخاء يعطي نتائج إيجابية عالية،
نرى ذلك جليا في رد رئيس وزراء بريطانيا القوي (وينستون تشرشل)
والذي قاد بلاده للنصر في الحرب العالمية الثانية على سؤال
عن كيفية الصمود أمام الاكتساح الألماني والذي أطاح بمعظم دول أوربا في بداية الحرب،
فأجاب : بالنوم ساعة واحدة بعد الظهر!.
وعلل ذلك بأنه رجل يعرف جيدا كيف ينظم وقته، ويقتنص ساعة يوميا يسترخي فيها،
ويصفي فيها ذهنه من المشاغل والمشاكل،
فلا يضطر ـ تحت الضغط ـ إلى اتخاذ قرارات مشوشة غير منضبطة تضر بلاده
فتعلم يا صاحبي كيف تنظم وقتك جيدا،
وتحتفظ لنفسك بساعة أو أكثر تريح فيها ذهنك، وتعيد إليه صفاءه ونقاؤه.
حاول أن تكون للرحلات الترفيهية أهمية في جدول أعمالك.
نمي هوايتك التي تستمتع بممارستها، والجأ إليها حين تشعر بالإنهاك والإجهاد.
استنشق من هواء هذا الكون بعمق، فاتحا ذراعيك،
معانقا الكون بأسره قبل أن تسقط أسيراً لأمراض لا يداويها إلا الله.
إشراقه :
لا بأس على المسلم أن يلهو ويمرح ويتفكه، على أن لا يجعل ذلك عادته وخلقه،
فيهزِل في موضع الجد، ويعبث ويلهو في وقت العمل. (عمر بن عبد العزيز)
منقول