أبو عبد الله محمد بن يحيى
02.08.2009, 11:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده – بأبي هو وأمي –
وبعد ... :
حُكِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمَرَ الْفَرَزْدَقَ بِضَرْبِ أَعْنَاقِ أُسَارَى مِنَ الرُّومِ
فَاسْتَعْفَاهُ الْفَرَزْدَقُ،فَلَمْ يُعفه وَأَعْطَاهُ سَيْفًا لَا يَقْطَعُ شَيْئًا فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:بَلْ أَضْربُهُمْ
بِسَيْفِ أَبِي رَغْوَانَ مُجَاشِعِ ، يَعْنِي سَيْفَ نَفْسِهِ، فَقَامَ فَضَرَبَ بِهِ عُنُقَ رُومِيٍّ مِنْهُمْ
فَنَبَا السَّيْفُ عَنْهُ، فَضَحِكَ سُلَيْمَانُ وَمَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ :
أَيَعْجَبُ النَّاسُ أَنْ أَضْحَكْت سَيِّدَهُمْ**خَلِيفَةَ اللَّهِ يُسْتَسْقَى بِـهِ الْمَطَـرُ
لَمْ يَنْبُ سَيْفِي مِنْ رُعْبٍ وَلَا دَهَشٍ**عَنْ الْأَسِيرِ وَلَكِـنْ أَخِّـرَ الْقَـدَرُ
وَلَنْ يُقَدِّمَ نَفْسًـا قَبْـلَ مِيتَتِهَـا**جَمْعُ الْيَدَيْنِ وَلَا الصَّمْصَامَةُ الذَّكَرُ
ثُمَّ أغمد سَيْفَهُ وَهُوَ يَقُولُ : مَا إنْ يُعَابُ سَيِّدٌ إذَا صَبَا وَلَا يُعَابُ صَارِمٌ إذَا نَبَا
وَلَا يُعَابُ شَاعِرٌ إذَا كَبَا . ثُمَّ جَلَسَ وَهُوَ يَقُولُ : كَأَنّي بِابْنِ الْمَرَاغَةِ قَدْ هَجَانِي فَقَالَ :
بِسَيْفِ أَبِي رَغْوَانَ سَيْفِ مُجَاشِـعٍ**ضَرَبْت وَلَمْ تَضْرِبْ بِسَيْفِ ابْنِ ظَالِمِ
ثُمَّ قَامَ فَانْصَرَفَ وَحَضَرَ جَرِيرٌ وَخُبِّرَ بِالْخَبَرِ وَلَمْ يُنْشَدْ لَهُ الشِّعْرُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
بِسَيْفِ أَبِي رَغْوَانَ سَيْفِ مُجَاشِـعٍ**ضَرَبْت وَلَمْ تَضْرِبْ بِسَيْفِ ابْنِ ظَالِمِ
ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَأَنّي بِابْنِ الْقَيْنِ وَقَدْ أَجَابَنِي فَقَالَ :
ولا نَقْتُلُ الْأَسْرَى ولَكِنْ نَفُكُّهُمْ**إذَا أَثْقَلَ الْأَعْنَاقَ حَمْلُ الْمَغَارِمِ
فَاسْتَحْسَنَ سُلَيْمَانُ حَدْسَ الْفَرَزْدَقِ عَلَى جَرِيرٍ ثُمَّ أَخْبَرَ الْفَرَزْدَقَ
بِشِعْرِ جَرِيرٍ وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِحَدْسِهِ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ :
كَذَاك سُيُوفُ الْهِنْدِ تَنْبُو ظُبَاتُهَا**وتَقْطَعُ أَحْيَانًا مَنَاطَ التَّمَائِـمِ
ولا نَقْتُلَ الْأَسْرَى وَلَكِنْ نَفُكُّهُمْ**إذَا أَثْقَلَ الْأَعْنَاقَ حَمْلُ الْمَغَارِمِ
وهَلْ ضَرْبَةُ الرُّومِيِّ جَاعِلَةٌ لَكُمْ**أَبًا عَنْ كُلَيْبٍ أَوْ أَخًا مِثْلَ دَارِمِ
وَلَيْسَ الْعَجَبُ في كَلَامِهما -إنْ صَحَّ- مِنْ جَوْدَةِ الْقَرِيحَتَيْنِ
وَلَكِنْ مِنْ اتِّفَاقِ الْخَاطِرَيْنِ .
والله المستعان
ادعوا لأخيكم
والسلام
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده – بأبي هو وأمي –
وبعد ... :
حُكِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمَرَ الْفَرَزْدَقَ بِضَرْبِ أَعْنَاقِ أُسَارَى مِنَ الرُّومِ
فَاسْتَعْفَاهُ الْفَرَزْدَقُ،فَلَمْ يُعفه وَأَعْطَاهُ سَيْفًا لَا يَقْطَعُ شَيْئًا فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:بَلْ أَضْربُهُمْ
بِسَيْفِ أَبِي رَغْوَانَ مُجَاشِعِ ، يَعْنِي سَيْفَ نَفْسِهِ، فَقَامَ فَضَرَبَ بِهِ عُنُقَ رُومِيٍّ مِنْهُمْ
فَنَبَا السَّيْفُ عَنْهُ، فَضَحِكَ سُلَيْمَانُ وَمَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ :
أَيَعْجَبُ النَّاسُ أَنْ أَضْحَكْت سَيِّدَهُمْ**خَلِيفَةَ اللَّهِ يُسْتَسْقَى بِـهِ الْمَطَـرُ
لَمْ يَنْبُ سَيْفِي مِنْ رُعْبٍ وَلَا دَهَشٍ**عَنْ الْأَسِيرِ وَلَكِـنْ أَخِّـرَ الْقَـدَرُ
وَلَنْ يُقَدِّمَ نَفْسًـا قَبْـلَ مِيتَتِهَـا**جَمْعُ الْيَدَيْنِ وَلَا الصَّمْصَامَةُ الذَّكَرُ
ثُمَّ أغمد سَيْفَهُ وَهُوَ يَقُولُ : مَا إنْ يُعَابُ سَيِّدٌ إذَا صَبَا وَلَا يُعَابُ صَارِمٌ إذَا نَبَا
وَلَا يُعَابُ شَاعِرٌ إذَا كَبَا . ثُمَّ جَلَسَ وَهُوَ يَقُولُ : كَأَنّي بِابْنِ الْمَرَاغَةِ قَدْ هَجَانِي فَقَالَ :
بِسَيْفِ أَبِي رَغْوَانَ سَيْفِ مُجَاشِـعٍ**ضَرَبْت وَلَمْ تَضْرِبْ بِسَيْفِ ابْنِ ظَالِمِ
ثُمَّ قَامَ فَانْصَرَفَ وَحَضَرَ جَرِيرٌ وَخُبِّرَ بِالْخَبَرِ وَلَمْ يُنْشَدْ لَهُ الشِّعْرُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
بِسَيْفِ أَبِي رَغْوَانَ سَيْفِ مُجَاشِـعٍ**ضَرَبْت وَلَمْ تَضْرِبْ بِسَيْفِ ابْنِ ظَالِمِ
ثُمَّ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَأَنّي بِابْنِ الْقَيْنِ وَقَدْ أَجَابَنِي فَقَالَ :
ولا نَقْتُلُ الْأَسْرَى ولَكِنْ نَفُكُّهُمْ**إذَا أَثْقَلَ الْأَعْنَاقَ حَمْلُ الْمَغَارِمِ
فَاسْتَحْسَنَ سُلَيْمَانُ حَدْسَ الْفَرَزْدَقِ عَلَى جَرِيرٍ ثُمَّ أَخْبَرَ الْفَرَزْدَقَ
بِشِعْرِ جَرِيرٍ وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِحَدْسِهِ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ :
كَذَاك سُيُوفُ الْهِنْدِ تَنْبُو ظُبَاتُهَا**وتَقْطَعُ أَحْيَانًا مَنَاطَ التَّمَائِـمِ
ولا نَقْتُلَ الْأَسْرَى وَلَكِنْ نَفُكُّهُمْ**إذَا أَثْقَلَ الْأَعْنَاقَ حَمْلُ الْمَغَارِمِ
وهَلْ ضَرْبَةُ الرُّومِيِّ جَاعِلَةٌ لَكُمْ**أَبًا عَنْ كُلَيْبٍ أَوْ أَخًا مِثْلَ دَارِمِ
وَلَيْسَ الْعَجَبُ في كَلَامِهما -إنْ صَحَّ- مِنْ جَوْدَةِ الْقَرِيحَتَيْنِ
وَلَكِنْ مِنْ اتِّفَاقِ الْخَاطِرَيْنِ .
والله المستعان
ادعوا لأخيكم
والسلام