pharmacist
22.07.2012, 11:27
من أين تنبع حاجة المراهق إلى العمل والمسؤولية؟
تنبع حاجة المراهق إلى المسؤولية والعمل من التغيرات النوعية التي تطرأ على حياة المراهق
في جوانبها المختلفة العقلية والوجدانية والاجتماعية والعضوية , حيث يتصف بالتميز المعرفي والعقلي
فهو قادر على التفكير المعنوي , واستخدام الرموز والفهم الزمني (الماضي والحاضر والمستقبل )
وهو قادر على تصور الأشياء قبل حدوثها , وبسبب ذلك يكون المراهق قادرا على تحمل المسؤولية ,
ويكون مسئولا ومكلفا من الناحية الشرعية ,
أي مخاطبا بالأوامر والنواهي الواردة في مصادر الشريعة الإسلامية , ومحاسبا عليها.
ومن الناحية العاطفية والنفسية المرتبطة بالقدرة العقلية يبدأ المراهق بالإحساس والمعاناة
والتفكير بقدره وقيمته عند نفسه وعند الآخرين , أي في التفكير في الصورة الحقيقية لشخصيته ,
كما هي في الواقع وكما يريدها أن تكون , هل هو مقبول أم غير مقبول ؟ هل هو قوي أم ضعيف ؟
هل هو ناجح أم فاشل ؟ وكيف يعمل لتحسين هذه الصورة ؟
ثم يرتبط بهذا مشاعر الاستقلال والإباء والأنفة والاعتداد بالنفس والكرامة ,
وكره الدونية والاحتقار والضيم والإهانة والمن .
والناحية العضوية هي الأخرى تلح على الفتى والفتاة فطول الجسم ووزنه وشكله ,
وبعض وظائفه تؤذن له بتحوله من الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة , وكأنها تبحث عن دور جديد .
إنه يستعد للمسؤوليات والمهمات , لوظيفة ولي الأمر والأخ الكبير والزوج والأب , ورب الأسرة ..الخ
فضلا عن التطلع للقيام بمسؤوليات جزئية ومهمات مؤقتة .
ولذلك يواجه المراهق أزمة البحث عن الذات أو البحث عن القيمة أو البحث عن الوظيفة التي ينبغي أن يقوم بها ,
وعن الموقع الحقيقي له في الأسرة والمدرسة والمجتمع - وتظهر تساؤلات ومشاعر المراهقين
في نهايات المتوسطة وفي الثانوية - في صور
منها النماذج التالية :
الفتى يسأل ويفكر :
في البيت أنا آكل وأشرب وأنام وألبس . . مثل إخواني الصغار , أعيش بنفس الطريقة !!
لكن هؤلاء الصغار ضعاف مساكين لا حول ولا قوة !! همهم بطونهم وأجسامهم يأكلون الحلوى
ويشربون العصير ولا يفكرون ... لكن أنا اختلف عنهم .
الفتاة تتساءل وتفكر :
صحيح في البيت –أحيانا – تستشيرني أمي في بعض المسائل والحاجات المتعلقة بالبيت والأسرة , والزيارات ,
لكن ولا مرة أخذت برأيي , تبيت الأمر هي وأبي , وينفذونه , حتى بدون أن اعرف السبب ...
اخذ الرأي كلام في كلام
والطالب يكتم في نفسه :
هذا المدرس ديكتاتوري متسلط , حتى إذا اكتشف بعض الطلاب طريقة جديدة للحل يصطده ,
ولا يتيح له فرصة عرض الرأي , عنده حسد وعدم مبالاة.
والابن يحدث نفسه :
أبي , عندما نكون في رحلة مع الرجال يسألني ماذا تريد ؟ ما رأيك في كذا من شؤون الرحلة ؟
متى تحب أن نرجع ؟ لكن في البيت ومن وراء الناس , كأني جدار من جدران البيت لا رأي ولا مشورة ,
ولا استطيع أن أتصرف , حتى حاجات البيت ما يوكلني عليها , فقط أوامر , افعل أو لا تفعل
إن المراهق بطبيعة مرحلته لا يكف عن الاتجاه إلى التفكير في ذاته وقيمته ومسؤوليته ودوره الجديد
في مرحلته المتقدمة , وإذا كف عن ذلك فهو إنما يوظف هذا الاتجاه في وظائف أخرى غير مجدية ,
كالاستغراق في الرياضة لعبا ومتابعة وتشجيعا , والفن , وجلسات السمر والفكاهة والترويح ,
والاستغراق في قراءة الجرائد والمجلات والكتب والقصص السوقية , والانشغال بمشاهدة المسلسلات التلفزيونية
وأشرطة الفيديو وتبادلها والمناقشات حولها , والاشتغال بجمع الصور الفوتوغرافية والطوابع واللوحات الفنية
والتماثيل والصور التذكارية , ولعب الشطرنج , والمسابقات الجنونية بالسيارات وغيرها ,
والألعاب البهلوانية والمغامرات , والاشتغال بالأدب المكشوف والمرموز والغزليات ... الخ
هذه إضافة إلى ما يحدث في أوساط بعض البيئات الاجتماعية والتمثيل الغنائي ...الخ.
وكل هذه الأنواع من الأنشطة والأعمال وغيرها تؤذن بفساد المراهق وتهيئ لانحرافه ,
وتقضي على فطرته وجديته , وتصبغه بالهزل والهامشية ويعتاد الاعتماد على الآخرين في الرأي
واتخاذ القرارات الحياتية , وفي الرزق والأمور المعيشية
منقول
تنبع حاجة المراهق إلى المسؤولية والعمل من التغيرات النوعية التي تطرأ على حياة المراهق
في جوانبها المختلفة العقلية والوجدانية والاجتماعية والعضوية , حيث يتصف بالتميز المعرفي والعقلي
فهو قادر على التفكير المعنوي , واستخدام الرموز والفهم الزمني (الماضي والحاضر والمستقبل )
وهو قادر على تصور الأشياء قبل حدوثها , وبسبب ذلك يكون المراهق قادرا على تحمل المسؤولية ,
ويكون مسئولا ومكلفا من الناحية الشرعية ,
أي مخاطبا بالأوامر والنواهي الواردة في مصادر الشريعة الإسلامية , ومحاسبا عليها.
ومن الناحية العاطفية والنفسية المرتبطة بالقدرة العقلية يبدأ المراهق بالإحساس والمعاناة
والتفكير بقدره وقيمته عند نفسه وعند الآخرين , أي في التفكير في الصورة الحقيقية لشخصيته ,
كما هي في الواقع وكما يريدها أن تكون , هل هو مقبول أم غير مقبول ؟ هل هو قوي أم ضعيف ؟
هل هو ناجح أم فاشل ؟ وكيف يعمل لتحسين هذه الصورة ؟
ثم يرتبط بهذا مشاعر الاستقلال والإباء والأنفة والاعتداد بالنفس والكرامة ,
وكره الدونية والاحتقار والضيم والإهانة والمن .
والناحية العضوية هي الأخرى تلح على الفتى والفتاة فطول الجسم ووزنه وشكله ,
وبعض وظائفه تؤذن له بتحوله من الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة , وكأنها تبحث عن دور جديد .
إنه يستعد للمسؤوليات والمهمات , لوظيفة ولي الأمر والأخ الكبير والزوج والأب , ورب الأسرة ..الخ
فضلا عن التطلع للقيام بمسؤوليات جزئية ومهمات مؤقتة .
ولذلك يواجه المراهق أزمة البحث عن الذات أو البحث عن القيمة أو البحث عن الوظيفة التي ينبغي أن يقوم بها ,
وعن الموقع الحقيقي له في الأسرة والمدرسة والمجتمع - وتظهر تساؤلات ومشاعر المراهقين
في نهايات المتوسطة وفي الثانوية - في صور
منها النماذج التالية :
الفتى يسأل ويفكر :
في البيت أنا آكل وأشرب وأنام وألبس . . مثل إخواني الصغار , أعيش بنفس الطريقة !!
لكن هؤلاء الصغار ضعاف مساكين لا حول ولا قوة !! همهم بطونهم وأجسامهم يأكلون الحلوى
ويشربون العصير ولا يفكرون ... لكن أنا اختلف عنهم .
الفتاة تتساءل وتفكر :
صحيح في البيت –أحيانا – تستشيرني أمي في بعض المسائل والحاجات المتعلقة بالبيت والأسرة , والزيارات ,
لكن ولا مرة أخذت برأيي , تبيت الأمر هي وأبي , وينفذونه , حتى بدون أن اعرف السبب ...
اخذ الرأي كلام في كلام
والطالب يكتم في نفسه :
هذا المدرس ديكتاتوري متسلط , حتى إذا اكتشف بعض الطلاب طريقة جديدة للحل يصطده ,
ولا يتيح له فرصة عرض الرأي , عنده حسد وعدم مبالاة.
والابن يحدث نفسه :
أبي , عندما نكون في رحلة مع الرجال يسألني ماذا تريد ؟ ما رأيك في كذا من شؤون الرحلة ؟
متى تحب أن نرجع ؟ لكن في البيت ومن وراء الناس , كأني جدار من جدران البيت لا رأي ولا مشورة ,
ولا استطيع أن أتصرف , حتى حاجات البيت ما يوكلني عليها , فقط أوامر , افعل أو لا تفعل
إن المراهق بطبيعة مرحلته لا يكف عن الاتجاه إلى التفكير في ذاته وقيمته ومسؤوليته ودوره الجديد
في مرحلته المتقدمة , وإذا كف عن ذلك فهو إنما يوظف هذا الاتجاه في وظائف أخرى غير مجدية ,
كالاستغراق في الرياضة لعبا ومتابعة وتشجيعا , والفن , وجلسات السمر والفكاهة والترويح ,
والاستغراق في قراءة الجرائد والمجلات والكتب والقصص السوقية , والانشغال بمشاهدة المسلسلات التلفزيونية
وأشرطة الفيديو وتبادلها والمناقشات حولها , والاشتغال بجمع الصور الفوتوغرافية والطوابع واللوحات الفنية
والتماثيل والصور التذكارية , ولعب الشطرنج , والمسابقات الجنونية بالسيارات وغيرها ,
والألعاب البهلوانية والمغامرات , والاشتغال بالأدب المكشوف والمرموز والغزليات ... الخ
هذه إضافة إلى ما يحدث في أوساط بعض البيئات الاجتماعية والتمثيل الغنائي ...الخ.
وكل هذه الأنواع من الأنشطة والأعمال وغيرها تؤذن بفساد المراهق وتهيئ لانحرافه ,
وتقضي على فطرته وجديته , وتصبغه بالهزل والهامشية ويعتاد الاعتماد على الآخرين في الرأي
واتخاذ القرارات الحياتية , وفي الرزق والأمور المعيشية
منقول