ابوالسعودمحمود
04.08.2012, 21:47
خرجا من نفس البطن..
الفارق بينهما: خمس دقائق..
شربا نفس الحليب..
عاشا فى نفس الحى: يتنفسان نفس الأكسجين، ويلفحهما نفس الهواء..
لعبا الكرة مع نفس الفريق..
دخلا مدرسة واحدة، وقرآ نفس الكتب..
توارثا نفس العادات والأعراف السائدة..
لم يُفرّق والدهما بينهما فى أى شىء: فى توقيت واحد يعطيهما نفس المصروف، ويشترى لهما نفس الملابس وبنفس الكمية..
لهما نفس الملامح، ويحدث أن أحدهما يلبس ملابس توأمه وهو يظن أنها ملابسه..
ورغم كل هذا: هما مختلفان تماماً!
ما الذى حدث؟.. لماذا أصبح أحدهما أقرب إلى الخير، والآخر أقرب إلى الشر؟
الأول: لطيف ومتسامح، والآخر: أقرب إلى الهمجية والعنف..
هل الفرق يكمن فى (الدقائق الخمس)؟!
هل الاختلاف بدأ بإحساس الأول بتميّز الخروج المبكر إلى العالم، وبشعور الفقد والوحشة- ولو لخمس دقائق- عند الآخر؟.. أم هى بالامتيازات التى منحتها هذه الدقائق الخمس للأول، حيث إنه ومنذ طفولته - فى مجتمعه التقليدى - يُنادى والده باسمه (أبو فلان).. وشعوره بأنه الأكبر وما يمنحه هذا التقدم فى العمر- ولو لخمس دقائق- من هيبة ومسئوليات..
حسناً.. سنلغى الدقائق الخمس، ونتحدث عن توأم سيامى: وُلد بجسد واحد له نفس الأعضاء ونفس القلب ولكنه برأسين مختلفين.. يختلف هذان الرأسان - أحياناً - على لون القميص الذى يجب أن يغطى هذا الجسد الواحد!
ما أسباب الاختلاف هنا؟.. هل هو (العقل)؟
رأسان، فى جسد واحد، كلاهما: عاشا بنفس الظروف، واستقبلا نفس الأشياء.. ولكن، لكل منهما (عقل) مختلف.. يختلف تعامله مع هذه الظروف، وشكل وطريقة استقباله للأشياء التى تصله..
عقل يقبل نفس الأشياء كما هى..
وعقل آخر "يفلترها " ويسألها: لماذا أتت بهذا الشكل؟
عقل يقبل (الحقائق) كما وصلت إليه وبشكل نهائى لا يقبل الجدال والسؤال..
وعقل يحاول أن يتأكد من حقيقة (الحقائق) النهائية!
الدقائق الخمس تقول: إنه فارق التوقيت، والتوأم السيامى يقول: إنه فارق التفكير..
(ي)
إذا كان هذا التوأم له (عقل) وأفكار، وآراء، وتعامل مع الأشياء حوله، تختلف عن (عقل) توأمه الذى يملك نفس الجينات، وعاش معه بنفس الظروف، فما بال هذا المجتمع الذى أراه فى كل ضجة يملك (عقلاً) واحداً، وتحركه فكرة واحدة؟!
هذا التوأم السيامى: له جسد واحد وعقلان مختلفان..
أما هذا المجتمع فله: مليون جسد وعقل واحد!
الفارق بينهما: خمس دقائق..
شربا نفس الحليب..
عاشا فى نفس الحى: يتنفسان نفس الأكسجين، ويلفحهما نفس الهواء..
لعبا الكرة مع نفس الفريق..
دخلا مدرسة واحدة، وقرآ نفس الكتب..
توارثا نفس العادات والأعراف السائدة..
لم يُفرّق والدهما بينهما فى أى شىء: فى توقيت واحد يعطيهما نفس المصروف، ويشترى لهما نفس الملابس وبنفس الكمية..
لهما نفس الملامح، ويحدث أن أحدهما يلبس ملابس توأمه وهو يظن أنها ملابسه..
ورغم كل هذا: هما مختلفان تماماً!
ما الذى حدث؟.. لماذا أصبح أحدهما أقرب إلى الخير، والآخر أقرب إلى الشر؟
الأول: لطيف ومتسامح، والآخر: أقرب إلى الهمجية والعنف..
هل الفرق يكمن فى (الدقائق الخمس)؟!
هل الاختلاف بدأ بإحساس الأول بتميّز الخروج المبكر إلى العالم، وبشعور الفقد والوحشة- ولو لخمس دقائق- عند الآخر؟.. أم هى بالامتيازات التى منحتها هذه الدقائق الخمس للأول، حيث إنه ومنذ طفولته - فى مجتمعه التقليدى - يُنادى والده باسمه (أبو فلان).. وشعوره بأنه الأكبر وما يمنحه هذا التقدم فى العمر- ولو لخمس دقائق- من هيبة ومسئوليات..
حسناً.. سنلغى الدقائق الخمس، ونتحدث عن توأم سيامى: وُلد بجسد واحد له نفس الأعضاء ونفس القلب ولكنه برأسين مختلفين.. يختلف هذان الرأسان - أحياناً - على لون القميص الذى يجب أن يغطى هذا الجسد الواحد!
ما أسباب الاختلاف هنا؟.. هل هو (العقل)؟
رأسان، فى جسد واحد، كلاهما: عاشا بنفس الظروف، واستقبلا نفس الأشياء.. ولكن، لكل منهما (عقل) مختلف.. يختلف تعامله مع هذه الظروف، وشكل وطريقة استقباله للأشياء التى تصله..
عقل يقبل نفس الأشياء كما هى..
وعقل آخر "يفلترها " ويسألها: لماذا أتت بهذا الشكل؟
عقل يقبل (الحقائق) كما وصلت إليه وبشكل نهائى لا يقبل الجدال والسؤال..
وعقل يحاول أن يتأكد من حقيقة (الحقائق) النهائية!
الدقائق الخمس تقول: إنه فارق التوقيت، والتوأم السيامى يقول: إنه فارق التفكير..
(ي)
إذا كان هذا التوأم له (عقل) وأفكار، وآراء، وتعامل مع الأشياء حوله، تختلف عن (عقل) توأمه الذى يملك نفس الجينات، وعاش معه بنفس الظروف، فما بال هذا المجتمع الذى أراه فى كل ضجة يملك (عقلاً) واحداً، وتحركه فكرة واحدة؟!
هذا التوأم السيامى: له جسد واحد وعقلان مختلفان..
أما هذا المجتمع فله: مليون جسد وعقل واحد!