ابوالسعودمحمود
04.08.2012, 22:05
حين قالت لي العذراء : يا متطرف (http://www.aboshms.com/?p=952)
24 أبريل , 2010
جلست في زاوية الغرفة وأنا أتطلع لها , كان وجهها يحمل تعبيراً لا يمكن التكهن بماهيته ,
لا تستطيع أن تقول حزناً ولا أن تقول فرحاً وليس بمستطاعك النظر كما يقال عبر نافذة روحها وكاشفة مكنونها ( عيناها )
كانت ممسكة بكتاب بيدها اليمنى تغوص برأسها إلى الأسفل فيه تارةً وتطير رافعةً رأسها ترمقني تارةً
لم أشاهد تجعيدة أو قل خطاً من خطوط الدهر على جبينها أو حتى خدها ,
كانت جميلة ويبدو أنها مثقفة
تعبت جداً وأنا أقاوم همساتها الصامتة , كنت أكاد أسمعها تقول لي ” أقترب ” ” هيت لك ”
أعرف أنها لم تناديني ولكني أكاد أجيب النداء
رغم أعجميتها إلا أنني أسمع قصائد امرئ القيس تخرج من ثغرها الساكن
لم أطق تخاطب الأرواح هذا , وأردت كسر حاجز الروحانيات والتخيلات والدخول في الماديات والذبذبات
- مرحبا ( قلت لها )
- مرحبا ( وصاغتها بابتسامة من نال شيئاً وثق بنيله )
- ما هذا الكتاب الذي بين يديك ؟ ( سؤال يحمل كل معاني العنجهية العربية )
- كتاب !
- أليس لهذا الكتاب أسم ؟
- له أسم , لكنك لن تفهمه
- لماذا لن أفهمه
- هو كتاب يتحدث عن الحرية وكما أرى من هندامك يبدو أنك متطرف وذو رأي وحيد
- إذن هكذا ( قلتها وأنا أبتسم )
ضحكت وقالت – هكذا
هممت بالرجوع لمكاني لكنها بادرتني وقالت :
- لماذا اقتربت مني ؟
( لم أكن أريد أن أكافئها بجوابي ولكني جداً لم أكن أريد الكذب )
قلت :
- لجمالك
( ضحكت وصمتت برهة ثم قلبت الكتاب ووضعته على المقعد وكأنها تعمدت أظهار عنوانه لي )
نظرت لاسم الكتاب
كان أسماً جذاباً وذو معنى سامي
- كم تظنين باقي لك من العمر ؟ ( سألتها )
قالت – أطول من الباقي لك على ما أظن
- أذكر قديماً أن أبي قال لي أن في أحد ليالي السمر على ضوء القمر أتى لنا فلاح بحشرة كانت تسمى ( أم 44 ) سميت بذلك لأنها
تحمل أربع وأربعين رجلاً
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/44ii.jpg
( ثم صمت قليلاً فأجابتني هي بكل حماسة )
- أكمل
- فسأل أحد الحضور ذاك الفلاح هل يمكن أن يخلق الله حشرة بخمس وأربعين رجلاً فأجابه الفلاح بالنفي وعلل بأنها – أي الحشرة ستموت -
( رمقتني الفتاة بنظرة ثم ألتقفت كتابها وغاصت به تقرأه )
سألتها بكل حدة
- لماذا تكرهيننا ؟
- لست اكره أحدا .
- هل أنت عذراء ؟
- نعم
- وستموتين عذراء
أجابت وعينيها في كتابها
- لن أموت
- كلنا سنموت سواء موت هادئ أو صاخب
- كل الموت هادئ ونهايته ساكنة
- ألا تجدين فرقاً بين موت الفراش الدافئ وبين موت قصف النار ؟
صمتت ولم تجب
- ألا تعرفين موت الكمّد ؟ والحسرة والقهر حين تفقدين أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو ولداً أو بنتاً ؟
- بلى , لقد مات لي أبناء أمام عينّي .
- لماذا ماتوا ؟
- أنت تعرف لماذا .
- أقصد ما هو السبب الرئيسي لموتهم .
صمتت مرة أخرى وتجاهلت السؤال
- هل حقاً لم تكتفي ؟ أليس لهذا الحقد من نهاية ؟ أليس لهذا الدم من حقن ؟ هل حقاً تحبين العدل ؟ أعلم أن كثيراً قد اغتروا بك وبجمالك وبقيمك
وظنوا أن هذا الجمال يحمل قلباً لا يظلم وروحاً لا تحقد .
- ماذا تريد الآن ؟
- أنا لا أريد شيئاً لكني أعرف أن الرجل الخامسة والأربعين لن تخرج وأن الحشرة ستموت .
- تموت بيد من ؟
- بيدي أو بيد أبني أو بيد أبن أبني … لا يهم ,,, المهم أن الحشرة ستموت .
هزت رأسها بسخرية ولعقت شفتاها
فقلت – هل أنت عطشى ؟
قالت – دوماً
قمت من عندها وأنا أحمل في قلبي براكين من الغضب
وألتفت ورائي فإذا بها تضع تاجها فوق رأسها وتحمل كتابها بيدها وتنتصب كما اعتادت واعتدنا إلى حين
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/new_york.jpg
مشيت مبتعداً فإذا بصورة الرئيس باراك اوباما أمامي
فقلت : أهلا بك سيادة الرجْل رقم 44
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/barack_obama.jpg
سيادة الرئيس باراك اوباما ( الرئيس الرابع والأربعين )
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/44l.jpg
كتبه الفقير لعفو ربه
ابوشمس
24 مارس 2010
24 أبريل , 2010
جلست في زاوية الغرفة وأنا أتطلع لها , كان وجهها يحمل تعبيراً لا يمكن التكهن بماهيته ,
لا تستطيع أن تقول حزناً ولا أن تقول فرحاً وليس بمستطاعك النظر كما يقال عبر نافذة روحها وكاشفة مكنونها ( عيناها )
كانت ممسكة بكتاب بيدها اليمنى تغوص برأسها إلى الأسفل فيه تارةً وتطير رافعةً رأسها ترمقني تارةً
لم أشاهد تجعيدة أو قل خطاً من خطوط الدهر على جبينها أو حتى خدها ,
كانت جميلة ويبدو أنها مثقفة
تعبت جداً وأنا أقاوم همساتها الصامتة , كنت أكاد أسمعها تقول لي ” أقترب ” ” هيت لك ”
أعرف أنها لم تناديني ولكني أكاد أجيب النداء
رغم أعجميتها إلا أنني أسمع قصائد امرئ القيس تخرج من ثغرها الساكن
لم أطق تخاطب الأرواح هذا , وأردت كسر حاجز الروحانيات والتخيلات والدخول في الماديات والذبذبات
- مرحبا ( قلت لها )
- مرحبا ( وصاغتها بابتسامة من نال شيئاً وثق بنيله )
- ما هذا الكتاب الذي بين يديك ؟ ( سؤال يحمل كل معاني العنجهية العربية )
- كتاب !
- أليس لهذا الكتاب أسم ؟
- له أسم , لكنك لن تفهمه
- لماذا لن أفهمه
- هو كتاب يتحدث عن الحرية وكما أرى من هندامك يبدو أنك متطرف وذو رأي وحيد
- إذن هكذا ( قلتها وأنا أبتسم )
ضحكت وقالت – هكذا
هممت بالرجوع لمكاني لكنها بادرتني وقالت :
- لماذا اقتربت مني ؟
( لم أكن أريد أن أكافئها بجوابي ولكني جداً لم أكن أريد الكذب )
قلت :
- لجمالك
( ضحكت وصمتت برهة ثم قلبت الكتاب ووضعته على المقعد وكأنها تعمدت أظهار عنوانه لي )
نظرت لاسم الكتاب
كان أسماً جذاباً وذو معنى سامي
- كم تظنين باقي لك من العمر ؟ ( سألتها )
قالت – أطول من الباقي لك على ما أظن
- أذكر قديماً أن أبي قال لي أن في أحد ليالي السمر على ضوء القمر أتى لنا فلاح بحشرة كانت تسمى ( أم 44 ) سميت بذلك لأنها
تحمل أربع وأربعين رجلاً
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/44ii.jpg
( ثم صمت قليلاً فأجابتني هي بكل حماسة )
- أكمل
- فسأل أحد الحضور ذاك الفلاح هل يمكن أن يخلق الله حشرة بخمس وأربعين رجلاً فأجابه الفلاح بالنفي وعلل بأنها – أي الحشرة ستموت -
( رمقتني الفتاة بنظرة ثم ألتقفت كتابها وغاصت به تقرأه )
سألتها بكل حدة
- لماذا تكرهيننا ؟
- لست اكره أحدا .
- هل أنت عذراء ؟
- نعم
- وستموتين عذراء
أجابت وعينيها في كتابها
- لن أموت
- كلنا سنموت سواء موت هادئ أو صاخب
- كل الموت هادئ ونهايته ساكنة
- ألا تجدين فرقاً بين موت الفراش الدافئ وبين موت قصف النار ؟
صمتت ولم تجب
- ألا تعرفين موت الكمّد ؟ والحسرة والقهر حين تفقدين أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو ولداً أو بنتاً ؟
- بلى , لقد مات لي أبناء أمام عينّي .
- لماذا ماتوا ؟
- أنت تعرف لماذا .
- أقصد ما هو السبب الرئيسي لموتهم .
صمتت مرة أخرى وتجاهلت السؤال
- هل حقاً لم تكتفي ؟ أليس لهذا الحقد من نهاية ؟ أليس لهذا الدم من حقن ؟ هل حقاً تحبين العدل ؟ أعلم أن كثيراً قد اغتروا بك وبجمالك وبقيمك
وظنوا أن هذا الجمال يحمل قلباً لا يظلم وروحاً لا تحقد .
- ماذا تريد الآن ؟
- أنا لا أريد شيئاً لكني أعرف أن الرجل الخامسة والأربعين لن تخرج وأن الحشرة ستموت .
- تموت بيد من ؟
- بيدي أو بيد أبني أو بيد أبن أبني … لا يهم ,,, المهم أن الحشرة ستموت .
هزت رأسها بسخرية ولعقت شفتاها
فقلت – هل أنت عطشى ؟
قالت – دوماً
قمت من عندها وأنا أحمل في قلبي براكين من الغضب
وألتفت ورائي فإذا بها تضع تاجها فوق رأسها وتحمل كتابها بيدها وتنتصب كما اعتادت واعتدنا إلى حين
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/new_york.jpg
مشيت مبتعداً فإذا بصورة الرئيس باراك اوباما أمامي
فقلت : أهلا بك سيادة الرجْل رقم 44
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/barack_obama.jpg
سيادة الرئيس باراك اوباما ( الرئيس الرابع والأربعين )
http://www.aboshms.com/wp-content/uploads/2010/04/44l.jpg
كتبه الفقير لعفو ربه
ابوشمس
24 مارس 2010