ابوالسعودمحمود
16.08.2012, 20:11
http://www.aouniat.com/bfiles/2008/05/the-last-supper.jpg
حاولت أن أتجرّد من أفكاري وعقيدتي، كمسلم، قبل أن أكتب مقالتي هذه. لست أدعوا هنا للحقد على أحد بقدر ما يهمّني أن أتوصّل إلى تحليل عقلاني موضوعي لتاريخ الديانات والاختلافات فيما بينها. فما سأقول لا يعدو عن كونه تساؤلات ناتجة عن قراءاتي الكثيرة حول الديانتين المسيحية واليهودية، فبدونهما لا يمكن أن أفهم الإسلام فهما منطقيا. وأريد أن أكون واضحا من البداية: أنا أناقش “الأفكار”، وأحترم من أختلف معه في المعتقد.
قبل الشروع في الكلام: حاولت أن أتحرّى مصادر أجنبية حيادية وموثوقة ومن كتب ومواقع مسيحية وغير مسيحية لدعم الأفكار التي سأطرحها. ولكن سأكتفي في المقالة بوضع المراجع من موقع ويكيبيديا (http://www.wikipedia.org/).
مقدمة: هناك في الدين الكثير من المساحات الغامضة التي يكون حولها الكثير من الجدل، هذه المساحة تعتبر من التفاصيل. لولا وجود هذه المساحة الغامضة التي فتحت الباب للإنسان أن يجتهد في فهمه لها، لكان الدين أشبه بمعادلات رياضية لا يمكن النقاش فيها! لهذا فإنه من غير الممكن أن يكون الدين قائما على أفكار مركزيّة غامضة، بل هي اللب والأساس والقاعدة. السؤال: من هو السيد المسيح؟
http://www.aouniat.com/bfiles/2008/05/christ-jesus.jpg
السؤال تجيب عنه طوائف المسيحيين. بعضهم يقول المسيح هو الله (الأقباط)، وبعضهم يقول المسيح إبن الله (الكاثوليك)، و آخرون يقولون إنه فقط بشر وهم طائفة مسيحية لم تعد موجودة يسمى أتابعها Ebionites (http://en.wikipedia.org/wiki/Ebionites) و لا أدري ترجمتها باللغة العربية، أما المسيحيون الأرثودوكس فليدهم نظريّتهم الخاصة حول طبيعة السيد المسيح (هل هو إله أم بشر أم الإثنين معا؟ إلخ..) إلا أنهم جميعا يتفقون على أنه صُلب. لكن حتى هذه المسألة فيها الكثير من التشكيك و الغموض، فقد أعلن مؤخرا عن إكتشافات لأناجيل جديدة كانت مطمورة تحت الأنقاد وتعود لقرون قديمة، حيث تتناقد مع الأناجيل الموجودة حاليا. منها مثلا إنجيل يهوذا (http://en.wikipedia.org/wiki/Gospel_of_Judas) (كشفت عنه محطة National Geographics التلفزيونية منذ مدة) والآخر هو إنجيل برنابا (http://en.wikipedia.org/wiki/Gospel_of_Barnabas). الأول يبيّن أن يهوذا (أحد الحواريّين) لم يكن خائنا للمسيح كما تزعم الأناجيل المعتمدة حاليا، والثاني نظرُته قد تكاد تكون متطابقة تماما لنظرة الدين الإسلامي لعيسى المسيح.
فيما يلي الأناجيل المعتمدة منذ القدم وحتى اليوم لدى المسيحيين عامة: مُرقُس (Mark) و مَتّى (Matthew) و يوحنّا (John) و لوقا (Luke). عددها أربعة و مسمّاة بأسماء بشر كتبوا الأناجيل بأيديهم، و هذا متفق عليه، رغم أنّهم لم يكونوا جميعا من الحواريّين الذين رافقوا السيد المسيح في مسيرة حياته [1 (http://www.aouniat.com/2008/05/26/christianity.html#footnote_0_141)] . تلك هي النسخ المعتمدة إذن، و لكن هناك نسخا أخرى أقصيت منذ زمن بعيد لأنها -كما تزعم مصادر مسيحية كثيرة- لم تتناسب مع آراء رجال الدين الأوائل، ومنها ما ذكرتُه في الفقرة السابقة.
http://www.aouniat.com/bfiles/2008/05/the-gospel.jpg
الأناجيل الأربعة التي إعتمدتها الكنيسة أطلق عليها إسم العهد الجديد (New Testament) وجميعها كُتبت بعد وفاة السيد المسيح كما جاء هنا (http://en.wikipedia.org/wiki/Jesus). أما بخصوص ما ورد فيها، فهي سيرة السيد المسيح وتعاليمه و معجزاته وقصّة صلبه. كذلك يوجد فيها مواعظ للسيد المسيح (Parables) تتجلى فيها حكمته البالغة وشخصيّته المبهرة. لكن المفارقة أن هناك تناقضات كثيرة بين ما تروي كل من تلك الأناجيل من أحداث، حتى أن التناقضات موجودة في الإنجيل الواحد أحيانا. و في ذلك أمثلة كثيرة يمكن لأي إنسان أن يكتشفها بنفسه إذا فتح الأناجيل الأربعة أمامه و قارن بينها. أحد أسباب هذا الاختلاف -والتناقد أحيانا- هو تعدد الترجمات وفقدان النسخ الأصلية للأناجيل باللغة الآرامية أو الاغريقية – أيا كانت!
والآن، سأعود إلى ما جاء به التاريخ وما قرأته عن قصص الأنبياء من معلومات تتّفق جميع الديانات السماوية عليها. كل الكتب السماويّة تُقرّ بأن الأنبياء أرسلهم الله لكي يدعوا أقوامهم لعبادة الله الواحد. ولم نسمع مثلا في كتاب العهد القديم [2 (http://www.aouniat.com/2008/05/26/christianity.html#footnote_1_141)] أن النبي موسى قال لقومه أن الله له إبن! ولم يحدث ذلك في قصص باقي الأنبياء المذكورة في العهد القديم. ليس هناك نص صريح وواضح ومباشر في الكتب السماوية السابقة تقول على لسان الأنبياء الذين جاؤوا قبل السيد المسيح أن الله له ولد. هذه النقطة مفصليّة و يجب الوقوف عندها.
لاحظوا أن المسيحية تُقر بأن المسيح هو إبن الله منذ الأزل، أي قبل أن يخلق الله البشر. وما دام المسيح هو إبن الله قبل أن خُلق البشر، فإنني أتسائل: لماذا لم يكشف الأنبياء للناس بأن الله له ولد؟ هل علم الأنبياء وأخفوا المسألة؟ لماذا يرفض اليهود الإيمان بوجود إبن لله بالرغم من أن العصور التي عاشوا فيها قديما جاء فيها أنبياء كثيرين، ولم يُذكر على لسان أي منهم شيء من هذا القبيل؟ أذكر بعض هؤلاء الأنبياء من بني إسرائيل: يعقوب (Jacob) وإسحاق (Isaac) وداوود (David) وسليمان (Solomon) ويوسف (Joseph) وغيرهم من الذين ذُكروا في العهد القديم.
حاولت أن أتجرّد من أفكاري وعقيدتي، كمسلم، قبل أن أكتب مقالتي هذه. لست أدعوا هنا للحقد على أحد بقدر ما يهمّني أن أتوصّل إلى تحليل عقلاني موضوعي لتاريخ الديانات والاختلافات فيما بينها. فما سأقول لا يعدو عن كونه تساؤلات ناتجة عن قراءاتي الكثيرة حول الديانتين المسيحية واليهودية، فبدونهما لا يمكن أن أفهم الإسلام فهما منطقيا. وأريد أن أكون واضحا من البداية: أنا أناقش “الأفكار”، وأحترم من أختلف معه في المعتقد.
قبل الشروع في الكلام: حاولت أن أتحرّى مصادر أجنبية حيادية وموثوقة ومن كتب ومواقع مسيحية وغير مسيحية لدعم الأفكار التي سأطرحها. ولكن سأكتفي في المقالة بوضع المراجع من موقع ويكيبيديا (http://www.wikipedia.org/).
مقدمة: هناك في الدين الكثير من المساحات الغامضة التي يكون حولها الكثير من الجدل، هذه المساحة تعتبر من التفاصيل. لولا وجود هذه المساحة الغامضة التي فتحت الباب للإنسان أن يجتهد في فهمه لها، لكان الدين أشبه بمعادلات رياضية لا يمكن النقاش فيها! لهذا فإنه من غير الممكن أن يكون الدين قائما على أفكار مركزيّة غامضة، بل هي اللب والأساس والقاعدة. السؤال: من هو السيد المسيح؟
http://www.aouniat.com/bfiles/2008/05/christ-jesus.jpg
السؤال تجيب عنه طوائف المسيحيين. بعضهم يقول المسيح هو الله (الأقباط)، وبعضهم يقول المسيح إبن الله (الكاثوليك)، و آخرون يقولون إنه فقط بشر وهم طائفة مسيحية لم تعد موجودة يسمى أتابعها Ebionites (http://en.wikipedia.org/wiki/Ebionites) و لا أدري ترجمتها باللغة العربية، أما المسيحيون الأرثودوكس فليدهم نظريّتهم الخاصة حول طبيعة السيد المسيح (هل هو إله أم بشر أم الإثنين معا؟ إلخ..) إلا أنهم جميعا يتفقون على أنه صُلب. لكن حتى هذه المسألة فيها الكثير من التشكيك و الغموض، فقد أعلن مؤخرا عن إكتشافات لأناجيل جديدة كانت مطمورة تحت الأنقاد وتعود لقرون قديمة، حيث تتناقد مع الأناجيل الموجودة حاليا. منها مثلا إنجيل يهوذا (http://en.wikipedia.org/wiki/Gospel_of_Judas) (كشفت عنه محطة National Geographics التلفزيونية منذ مدة) والآخر هو إنجيل برنابا (http://en.wikipedia.org/wiki/Gospel_of_Barnabas). الأول يبيّن أن يهوذا (أحد الحواريّين) لم يكن خائنا للمسيح كما تزعم الأناجيل المعتمدة حاليا، والثاني نظرُته قد تكاد تكون متطابقة تماما لنظرة الدين الإسلامي لعيسى المسيح.
فيما يلي الأناجيل المعتمدة منذ القدم وحتى اليوم لدى المسيحيين عامة: مُرقُس (Mark) و مَتّى (Matthew) و يوحنّا (John) و لوقا (Luke). عددها أربعة و مسمّاة بأسماء بشر كتبوا الأناجيل بأيديهم، و هذا متفق عليه، رغم أنّهم لم يكونوا جميعا من الحواريّين الذين رافقوا السيد المسيح في مسيرة حياته [1 (http://www.aouniat.com/2008/05/26/christianity.html#footnote_0_141)] . تلك هي النسخ المعتمدة إذن، و لكن هناك نسخا أخرى أقصيت منذ زمن بعيد لأنها -كما تزعم مصادر مسيحية كثيرة- لم تتناسب مع آراء رجال الدين الأوائل، ومنها ما ذكرتُه في الفقرة السابقة.
http://www.aouniat.com/bfiles/2008/05/the-gospel.jpg
الأناجيل الأربعة التي إعتمدتها الكنيسة أطلق عليها إسم العهد الجديد (New Testament) وجميعها كُتبت بعد وفاة السيد المسيح كما جاء هنا (http://en.wikipedia.org/wiki/Jesus). أما بخصوص ما ورد فيها، فهي سيرة السيد المسيح وتعاليمه و معجزاته وقصّة صلبه. كذلك يوجد فيها مواعظ للسيد المسيح (Parables) تتجلى فيها حكمته البالغة وشخصيّته المبهرة. لكن المفارقة أن هناك تناقضات كثيرة بين ما تروي كل من تلك الأناجيل من أحداث، حتى أن التناقضات موجودة في الإنجيل الواحد أحيانا. و في ذلك أمثلة كثيرة يمكن لأي إنسان أن يكتشفها بنفسه إذا فتح الأناجيل الأربعة أمامه و قارن بينها. أحد أسباب هذا الاختلاف -والتناقد أحيانا- هو تعدد الترجمات وفقدان النسخ الأصلية للأناجيل باللغة الآرامية أو الاغريقية – أيا كانت!
والآن، سأعود إلى ما جاء به التاريخ وما قرأته عن قصص الأنبياء من معلومات تتّفق جميع الديانات السماوية عليها. كل الكتب السماويّة تُقرّ بأن الأنبياء أرسلهم الله لكي يدعوا أقوامهم لعبادة الله الواحد. ولم نسمع مثلا في كتاب العهد القديم [2 (http://www.aouniat.com/2008/05/26/christianity.html#footnote_1_141)] أن النبي موسى قال لقومه أن الله له إبن! ولم يحدث ذلك في قصص باقي الأنبياء المذكورة في العهد القديم. ليس هناك نص صريح وواضح ومباشر في الكتب السماوية السابقة تقول على لسان الأنبياء الذين جاؤوا قبل السيد المسيح أن الله له ولد. هذه النقطة مفصليّة و يجب الوقوف عندها.
لاحظوا أن المسيحية تُقر بأن المسيح هو إبن الله منذ الأزل، أي قبل أن يخلق الله البشر. وما دام المسيح هو إبن الله قبل أن خُلق البشر، فإنني أتسائل: لماذا لم يكشف الأنبياء للناس بأن الله له ولد؟ هل علم الأنبياء وأخفوا المسألة؟ لماذا يرفض اليهود الإيمان بوجود إبن لله بالرغم من أن العصور التي عاشوا فيها قديما جاء فيها أنبياء كثيرين، ولم يُذكر على لسان أي منهم شيء من هذا القبيل؟ أذكر بعض هؤلاء الأنبياء من بني إسرائيل: يعقوب (Jacob) وإسحاق (Isaac) وداوود (David) وسليمان (Solomon) ويوسف (Joseph) وغيرهم من الذين ذُكروا في العهد القديم.