سيف الحتف
11.08.2009, 23:54
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
رد شبهة : أمرت أن أقاتل الناس
نتيجة الفهم الخاطئ لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم , أو نتيجة الخلفية الخاطئة عند النصارى تجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم ظهر لدينا مجموعة تدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الناس فهو لم يأتِ رحمة للعالمين وإستشهدوا بحديث " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله . "
وللرد أقول
سنحلل الحديث الشريف ونتناول كل كلمة ونفندها ونرى مدى سماحة الإسلام ورحمة الرسول والفهم الخاطئ للحديث من جهلاء النصارى .
أولاً : قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((أمرت)) هذا يعني أن هذا الأمر ليس بيده ولا بإرادته بل هو أمر من عند الله وما كان ذلك إلا لحكمة ويجب على الرسول أن يُطيع الله عز وجل .
إذا القتال ليس رغبة تدفع الرسول لإشباعها بل هو أمر من عند الله عز وجل .
يقول الله عزّ وجل {كُتِبَ عَلَيۡكُمُ الۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٌ لَّكُمۡ وَعَسَى أَن تَكۡرَهُوا۟ شَيۡئًا وَهُوَ خَيۡرٌ لَّكُمۡ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا۟ شَيۡئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمۡ وَاللّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لاَ تَعۡلَمُونَ}سورة البقرة رقم الآية 216
ولتعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أضطر إلى إمتشاق الحسام للدفاع عن الدين لا للعدوان والدليل على ذلك من القرآن الكريم
يقول الله عزّ وجل {وَقَاتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمۡ وَلاَ تَعۡتَدُوا۟ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الۡمُعۡتَدِينَ }
سورة البقرة رقم الآية 190
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّهُدِّمَتْ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٌۭ وَصَلَوَٰتٌۭ وَمَسَٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللَّهِ كَثِيرًۭا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ}
سورة الحج رقم الآية 39 -40
قال الإمام الحافظ بن حجر رحمه الله ((أي : أمرني الله ; لأنه لا آمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله , وقياسه فيالصحابي إذا قال أمرت فالمعنى أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا يحتمل أنيريد أمرني صحابي آخر لأنهم من حيث إنهم مجتهدون لا يحتجون بأمر مجتهد آخر ))
ثانياً : قول الرسول (( أقاتل )) يجب أن نعرف شيئاً هاماً وهو أن هناك فرق بين " أقتل "و" أقاتل " فإن القتال رد فعل لمناجزة الأعداء .
جاء في " المعجم المحيط "
قَاتَلَ يُقَاتِلُ قِتَالا ومُقاتَلَةً:حاربه ودافعه .
إذاً القتال بمعنى الحرب ..وورد في " الغني "
."قَاتَلَ عَدُوَّهُ" :حَارَبَهُ وَعَادَاهُ .
ولمزيد من التوثيق نقرأ قول الإمام بن حجر رحمه الله
قال الحافظ بن حجر رحمه الله
((لا يلزم من إباحة المقاتلة إباحة القتل لأن المقاتلة مفاعلة تستلزم وقوع القتال من الجانبين , ولا كذلك القتل . وحكى البيهقي عن الشافعي أنه قال : ليس القتال من القتل بسبيل , قد يحل قتال الرجل ولا يحل قتله))
أرأيتم(( ليس القتال من القتل)) و((قد يحل قتال الرجل ولا يحل قتله )) إذا هناك فرق لغوي بين الكلمتين , ولايجوز لنا المساواة بينهما تجنباً للخلط .
ثالثاً : قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( الناس ))هل معنى هذا أن الرسول سيقاتل العالم كله ؟؟؟
عقلاً : لايُمكن أن يقاتل إنسان مهما بلغت قوة جيشه العالم كله فهذا من الحمق , فهو بذلك يُعرض حياته و حياة جيشه للهلاك .
نقلاً : نسأل النصارى هل المقصود من " الناس " في الحديث الناس جميعاً ؟؟؟
بالطبع لا !! والدليل على ذلك قول الله عزّ وجل
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَاخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَاناً وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا اللّهُ وَنِعۡمَ الۡوَكِيلُ}سورة آل عمران رقم الآية 173
ما الفرق بين الناس الأولى والثانية ؟؟؟
{ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } ومحل { ٱلَّذِينَ } خفض أيضاً مردودٌ على الذين الأول وأراد بالناس: نعيم ابن مسعود، في قول مجاهد وعكرمة فهو من العام الذي أُريد به الخاصَ كقوله تعالى: { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } يعني: محمداً صلّى الله عليه وسلم وحده، وقال محمد بن إسحاق وجماعة: أراد بالناس الركب من عبد القيس، { إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } ، يعني أبا سفيان وأصحابه .
( معالم التنزيل – للإمام البغوي )
إذا كلمة الناس " من العام الذي أُريد به الخاصَ " وهم المشركين .
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ((أن يكون من العام الذي أريد به الخاص , فيكون المراد بالناس في قوله "
أقاتل الناس " أي : المشركين من غير أهل الكتاب ))
رابعاً : قول الرسول ((يشهدوا )) لو أدرك النصارى مفهوم الشهادة وشروطها لما إدعوا أن همّ الرسول صلى الله عليه وسلم الشاغل هو زيادة عدد أتباعه دون النظر إلى صحة إعتقادهم بما هم عليه ؛ وذلك لأن شروط الشهادة ( سبعة ) وهي كالآتي :
أولاً : العلم بمعناه نفياً وإثباتاً .
ثانياً : إستيقان القلب بها.
ثالثاً : الصدق بالقلب واللسان لا باللسان فقط.
رابعاً : إنقياد القلب لها ظاهراً وباطناً .
خامساً : الموالاة لها ولأهلها والحب فيها والمعاداة والبغض لأعدائها.
سادساً : الإخلاص فيها .
سابعاً : القبول لها فلا يُرد من مقتضياتها ولا مستلزماته شئ .
ومن المعلوم أن الشهادتين لا يستطيع العبد دخول الدين إلا بهما, ومادام الإنسان قد وعى الشروط السبعة فأنه سيدخل إلى الدين عن إقتناع لا عن إجبار وقهر , وهذا المراد من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يشهدوا ) بمعنى أن يدركوا شروطها فينقادوا لها حباً لا قهراً !
خامساً : قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة))
إن للصلاة والزكاة أهمية كبرى في الإسلام ..يقول الله عز وجل
{فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ الصَّلاَةَ وَآتَوُا۟ الزَّكَاةَ فَإِخۡوَانُكُمۡ فِى الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوۡمٍ يَعۡلَمُونَ}
سورة التوبة رقم الآية 11
{وَمَا مَنَعَهُمۡ أَن تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقَاتُهُمۡ إِلاَّ أَنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأۡتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمۡ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمۡ كَارِهُونَ }
سورة التوبة رقم الآية 54
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعۡبُدُوا اللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤۡتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الۡقَيِّمَةِ }
سورة البينة رقم الآية 5
ولكن ما سبب التخصيص ؟؟
قال الإمام الحافظ بن حجر ((أن ذلك لعظمهما والاهتمام بأمرهما ; لأنهما إما العبادات البدنية والمالية . ))
سادساً : قول النبي صلى الله عليه وسلم ((عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام))
وهذا يعني أن العبد بعد إسلامه يحرم دمه فحرمته هي حرمة المُسلم حتى وإن شهدها خوفاً فلقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حينما قتل شخصاً قال لا إله إلا الله فكان عذر أسامة بن زيد رضي الله عنه أن هذا الرجل قالها خوفاً من الموت لا إيماناً فما هو رد النبي ؟؟
قال صلى الله عليه وسلم ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ))
قال الإمام النووي رحمه الله ((ومعناه أنك إنما كلفت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان , وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه , فأنكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان ))
ويقول الإمام النووي أيضا بخصوص العصمة من القتلً ((فأحسن ما قيل فيه وأظهره ما قاله الإمام الشافعي , وابن القصار المالكي , وغيرهما أن معناه فإنه معصوم الدم , محرم قتله بعد قوله : لا إله إلا الله كما كنت أنت قبل أن تقتله ))
وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم متعطشاً للدماء – كما يدّعون – لما وضع صلى الله عليه وسلم هذا الشرط الذي يحرم دم من نطق الشهادتين ..أوليست تلك رحمة ؟
وصدق فيك قول الله يا حبيبي يا رسول الله إذ قال
{وَمَا أَرۡسَلۡنَاكَ إِلَّا رَحۡمَةً لِّلۡعَالَمِينَ}
هذا رد بسيط عن هذه الشبهة التي تناقلتها الألسنة للتشكيك في جناب النبي صلى الله عليه وسلم !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
رد شبهة : أمرت أن أقاتل الناس
نتيجة الفهم الخاطئ لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم , أو نتيجة الخلفية الخاطئة عند النصارى تجاه المصطفى صلى الله عليه وسلم ظهر لدينا مجموعة تدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الناس فهو لم يأتِ رحمة للعالمين وإستشهدوا بحديث " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله . "
وللرد أقول
سنحلل الحديث الشريف ونتناول كل كلمة ونفندها ونرى مدى سماحة الإسلام ورحمة الرسول والفهم الخاطئ للحديث من جهلاء النصارى .
أولاً : قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((أمرت)) هذا يعني أن هذا الأمر ليس بيده ولا بإرادته بل هو أمر من عند الله وما كان ذلك إلا لحكمة ويجب على الرسول أن يُطيع الله عز وجل .
إذا القتال ليس رغبة تدفع الرسول لإشباعها بل هو أمر من عند الله عز وجل .
يقول الله عزّ وجل {كُتِبَ عَلَيۡكُمُ الۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٌ لَّكُمۡ وَعَسَى أَن تَكۡرَهُوا۟ شَيۡئًا وَهُوَ خَيۡرٌ لَّكُمۡ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا۟ شَيۡئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمۡ وَاللّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لاَ تَعۡلَمُونَ}سورة البقرة رقم الآية 216
ولتعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أضطر إلى إمتشاق الحسام للدفاع عن الدين لا للعدوان والدليل على ذلك من القرآن الكريم
يقول الله عزّ وجل {وَقَاتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمۡ وَلاَ تَعۡتَدُوا۟ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الۡمُعۡتَدِينَ }
سورة البقرة رقم الآية 190
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍۢ لَّهُدِّمَتْ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٌۭ وَصَلَوَٰتٌۭ وَمَسَٰجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسْمُ ٱللَّهِ كَثِيرًۭا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ}
سورة الحج رقم الآية 39 -40
قال الإمام الحافظ بن حجر رحمه الله ((أي : أمرني الله ; لأنه لا آمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله , وقياسه فيالصحابي إذا قال أمرت فالمعنى أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا يحتمل أنيريد أمرني صحابي آخر لأنهم من حيث إنهم مجتهدون لا يحتجون بأمر مجتهد آخر ))
ثانياً : قول الرسول (( أقاتل )) يجب أن نعرف شيئاً هاماً وهو أن هناك فرق بين " أقتل "و" أقاتل " فإن القتال رد فعل لمناجزة الأعداء .
جاء في " المعجم المحيط "
قَاتَلَ يُقَاتِلُ قِتَالا ومُقاتَلَةً:حاربه ودافعه .
إذاً القتال بمعنى الحرب ..وورد في " الغني "
."قَاتَلَ عَدُوَّهُ" :حَارَبَهُ وَعَادَاهُ .
ولمزيد من التوثيق نقرأ قول الإمام بن حجر رحمه الله
قال الحافظ بن حجر رحمه الله
((لا يلزم من إباحة المقاتلة إباحة القتل لأن المقاتلة مفاعلة تستلزم وقوع القتال من الجانبين , ولا كذلك القتل . وحكى البيهقي عن الشافعي أنه قال : ليس القتال من القتل بسبيل , قد يحل قتال الرجل ولا يحل قتله))
أرأيتم(( ليس القتال من القتل)) و((قد يحل قتال الرجل ولا يحل قتله )) إذا هناك فرق لغوي بين الكلمتين , ولايجوز لنا المساواة بينهما تجنباً للخلط .
ثالثاً : قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( الناس ))هل معنى هذا أن الرسول سيقاتل العالم كله ؟؟؟
عقلاً : لايُمكن أن يقاتل إنسان مهما بلغت قوة جيشه العالم كله فهذا من الحمق , فهو بذلك يُعرض حياته و حياة جيشه للهلاك .
نقلاً : نسأل النصارى هل المقصود من " الناس " في الحديث الناس جميعاً ؟؟؟
بالطبع لا !! والدليل على ذلك قول الله عزّ وجل
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَاخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَاناً وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا اللّهُ وَنِعۡمَ الۡوَكِيلُ}سورة آل عمران رقم الآية 173
ما الفرق بين الناس الأولى والثانية ؟؟؟
{ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } ومحل { ٱلَّذِينَ } خفض أيضاً مردودٌ على الذين الأول وأراد بالناس: نعيم ابن مسعود، في قول مجاهد وعكرمة فهو من العام الذي أُريد به الخاصَ كقوله تعالى: { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } يعني: محمداً صلّى الله عليه وسلم وحده، وقال محمد بن إسحاق وجماعة: أراد بالناس الركب من عبد القيس، { إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } ، يعني أبا سفيان وأصحابه .
( معالم التنزيل – للإمام البغوي )
إذا كلمة الناس " من العام الذي أُريد به الخاصَ " وهم المشركين .
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ((أن يكون من العام الذي أريد به الخاص , فيكون المراد بالناس في قوله "
أقاتل الناس " أي : المشركين من غير أهل الكتاب ))
رابعاً : قول الرسول ((يشهدوا )) لو أدرك النصارى مفهوم الشهادة وشروطها لما إدعوا أن همّ الرسول صلى الله عليه وسلم الشاغل هو زيادة عدد أتباعه دون النظر إلى صحة إعتقادهم بما هم عليه ؛ وذلك لأن شروط الشهادة ( سبعة ) وهي كالآتي :
أولاً : العلم بمعناه نفياً وإثباتاً .
ثانياً : إستيقان القلب بها.
ثالثاً : الصدق بالقلب واللسان لا باللسان فقط.
رابعاً : إنقياد القلب لها ظاهراً وباطناً .
خامساً : الموالاة لها ولأهلها والحب فيها والمعاداة والبغض لأعدائها.
سادساً : الإخلاص فيها .
سابعاً : القبول لها فلا يُرد من مقتضياتها ولا مستلزماته شئ .
ومن المعلوم أن الشهادتين لا يستطيع العبد دخول الدين إلا بهما, ومادام الإنسان قد وعى الشروط السبعة فأنه سيدخل إلى الدين عن إقتناع لا عن إجبار وقهر , وهذا المراد من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يشهدوا ) بمعنى أن يدركوا شروطها فينقادوا لها حباً لا قهراً !
خامساً : قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة))
إن للصلاة والزكاة أهمية كبرى في الإسلام ..يقول الله عز وجل
{فَإِن تَابُوا۟ وَأَقَامُوا۟ الصَّلاَةَ وَآتَوُا۟ الزَّكَاةَ فَإِخۡوَانُكُمۡ فِى الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوۡمٍ يَعۡلَمُونَ}
سورة التوبة رقم الآية 11
{وَمَا مَنَعَهُمۡ أَن تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقَاتُهُمۡ إِلاَّ أَنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأۡتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمۡ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمۡ كَارِهُونَ }
سورة التوبة رقم الآية 54
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعۡبُدُوا اللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤۡتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الۡقَيِّمَةِ }
سورة البينة رقم الآية 5
ولكن ما سبب التخصيص ؟؟
قال الإمام الحافظ بن حجر ((أن ذلك لعظمهما والاهتمام بأمرهما ; لأنهما إما العبادات البدنية والمالية . ))
سادساً : قول النبي صلى الله عليه وسلم ((عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام))
وهذا يعني أن العبد بعد إسلامه يحرم دمه فحرمته هي حرمة المُسلم حتى وإن شهدها خوفاً فلقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حينما قتل شخصاً قال لا إله إلا الله فكان عذر أسامة بن زيد رضي الله عنه أن هذا الرجل قالها خوفاً من الموت لا إيماناً فما هو رد النبي ؟؟
قال صلى الله عليه وسلم ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ))
قال الإمام النووي رحمه الله ((ومعناه أنك إنما كلفت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان , وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه , فأنكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان ))
ويقول الإمام النووي أيضا بخصوص العصمة من القتلً ((فأحسن ما قيل فيه وأظهره ما قاله الإمام الشافعي , وابن القصار المالكي , وغيرهما أن معناه فإنه معصوم الدم , محرم قتله بعد قوله : لا إله إلا الله كما كنت أنت قبل أن تقتله ))
وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم متعطشاً للدماء – كما يدّعون – لما وضع صلى الله عليه وسلم هذا الشرط الذي يحرم دم من نطق الشهادتين ..أوليست تلك رحمة ؟
وصدق فيك قول الله يا حبيبي يا رسول الله إذ قال
{وَمَا أَرۡسَلۡنَاكَ إِلَّا رَحۡمَةً لِّلۡعَالَمِينَ}
هذا رد بسيط عن هذه الشبهة التي تناقلتها الألسنة للتشكيك في جناب النبي صلى الله عليه وسلم !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..