خالد المصري
27.08.2009, 01:22
إنها صرخة مدوية أطلقها مسلم كولومبي اسمه إبراهيم ، صرخة اخترقت وجداني ، واقشعر لها بدني ، صرخة تمتزج بخليط من الحزن والهم ، صرخة تمتزج بحشرجات ودموع ، إنها صرخة شخص عاجز ولكنه قوي ، شخص فقير ولكنه غني ، أستحلفكم بالله شاركوني سماع الصرخة ، كنت أتحدث معه وهو من كولومبيا وكان يشكوا لي بنبرة تعلوها الحزن الشديد ، والأسى المرير ، عن وضعهم السئ في كولومبيا ، وكيف أنهم لا يجدون مسجداً للصلاة فيه ، أخبرني صديقي أن أمنيتهم الوحيدة هي تدبير مكان فقط ولو صغير لإقامة صلاة التراويح فيه في رمضان ، قال لي لك أن تعلم أنه لا يوجد في بوجوتا مركز إسلامي واحد ، ولا جامع واحد يجمع المسلمين , بل يوجد مصليين اثنين فقط ، احد المصليين في شقة ، والآخر في أحد المنازل في ضواحي بوجوتا ، أخبرني صديقي أنهم ينتظرون رمضان من العام للعام حتى يجتمع فيه جميع المسلمين الذين عددهم يزيد يوماً بعد يوم خاصةً من النساء ، وتركيبتهم أغلبهم من أصول كولومبية دخلوا الإسلام قريباً ، ومنهم من هم من أصل عربي شخص من أصل تونسي وسيدة من أصل كويتي متزوجة من مسلم كولومبي ، وأخبرني صديقي أنه في الآونة الاخيره أتى طالب علم درس أصول الفقه في سوريا ، وقرر أن يعمل في مجال الدعوة هنا في كولومبيا ، هذا الطالب هو من أصول تونيسية ، ومنذ وصوله في السنه الماضيه وهو يحاول أن يعلم المسلمين الكولومبيين الاسلام والقرآن والحديث وأصول الفقه و اللغة العربية ، وهو يعمل من دون مقابل ، على الرغم من عدم وجود دخل ثابت له ، إلا أنه لا يعمل إلا لله ولا يطلب مقابلاً من أحد ...
ويستمر حديث الألم يا سادة في نبرات صديقي التي بدأت تتخافت ، وكأن الكلام يأبى أن يخرج من فمه ، كنت أستمع لحديث الأخ وهو بالمناسبة شاب لم يتجاوز عمره ال 30 عاماً ، كان مغنياً وعازفاً محترفاً ، ويشاء الله تبارك وتعالى أن يشرح صدره للإسلام ، ويغير اسمه من إدوارد إلى إبراهيم ، ويسافر إلى إنجلترا فيتزوج من فتاة عربية كانت تدرس في لندن ، ويقررا سوياً العودة إلى كولومبيا لدعوة الناس إلى الإسلام الصحيح ، كنت أستمع إلى كلامه وأنا في غاية الحزن على حال المسلمين ، وأسرح بخيالي أثناء حديثه محدثاً نفسي هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة ، أناس همها الأول وأمنيتها الوحيدة فقط هي توفير مكان صغير ليجتمع فيه المسلمين لصلاة التراويح ، هؤلاء أناس ينتظرون رمضان بكل شوق ، ويعلمون مدى عظمة هذا الشهر ، وفرحتهم به هي صيامهم في نهاره وقيامهم في ليله ، ولكنهم وللأسف الشديد لا يجدون مسجداً صغيراً يجمع هذا العدد القليل ، أناس يطلبون أحد شيوخ المسلمين يأتي إليهم يتجاوب معهم ، يفقههم ، يعلمهم أمور دينهم ، فلا يجدوا !! اللهم إلا شاب صغير نسأل الله العظيم أن يجزيه عنهم خيرا الجزاء ..
قال لي الأخ أنهم يجمعون تبرعات منهم لشراء مكان صغير ، ولكنهم حتى الآن لم يتوفر لديهم المبلغ الكاف لشراء مكان صغير يخصص لمسجد ، يا إلهي بضع آلاف من الجنيهات لا يوجد من يوفرها لهم ولايستطيعون تدبيرها !! ..
أما المصيبة الكبرى أن صديقي أخبرني أنه في الوقت التي تجاهلت فيه كل الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإسلامية في العالم ومنظمات العالم الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف وكل هيئة أو منظمة تحسب نفسها حاملةً لواء الإسلام في العالم ، في الوقت الذي تجاهلوا فيه مسلمي كولومبيا ، فتحت إيران ذراعيها لهم ووجدتها فرصة سانحة لنشر المذهب الشيعي بين مسلمي بوجوتا ، أو بين كاثوليك كولومبيا للدخول إلى الإسلام واعتناق المذهب الشيعي ، وجدتها إيران فرصة سانحة وتربة خصبة فقامت بتقديم الدعم ، وبدأت بوضع حجر الأساس للمركز الإسلامي الشيعي في قلب العاصمة الكولومبية بوجوتا ، بل وأنفقوا الكثير من الدعاية للترويج له محليا و دولياً .
ويعتقد العديد من الكولومبيين المسلمين ، أن مدير هذا المركز هو المثل الأعلى للمسلمين في كولومبيا ، وذلك لأنه ادعى ذلك ، وقليل منهم فقط من يعرف عن السنة ، بل الكثير منهم حقيقة ما يعرفوه عن الإسلام أنه ذاك المذهب الشيعي ، وأن إيران هي المرجعية الإسلامية الأولى في العالم ..
ثم أخذ إبراهيم نفساً عميقاً وكأن هناك شيئاً ثقيلاً قد تجشم على صدره ، ثم قال لي على الرغم مما ذكرته لك , عليك أن تعلم أن المسلمين هنا يعانون الكثير ، و ذلك لعدم وجود المكان المناسب للتدريس هو يقصد لسماع دروس العلم في الدين , حيث أن المصليين غير متوفرين أو مغلقين. وليس هذا فحسب وإنما حتى لو تم فتحهما لصلاة الجمعة مثلاً فإن القائمين على هذين المصليين لا يعطون فرصة لأي مسلم أن يسأل سؤالاً في الدين ، ولو سأل فلن يجد جواباً لأنهم لا يعرفون ، بل المصيبة أن أحد المصليين يميل إلى الصوفية ، ويعلق صوراً في أرجاء المسجد وعبارات مثل عبارات الصوفية ، وعلى الرغم من صغر حجم المصلى إلا أنه كان لا يفصل في الصلاة بين الرجال والنساء ، القائمين على المصلى لا يوجد عندهم العلم الكافي ، و لا دراية بأمور الدين و لاحتى يجيدوا اللغة العربية ..
ثم سألته لما لم تخاطبوا أي جهة إسلامية خاصةً في الخليج ، خاصةً أني أعرف وفي حدود علمي أن هناك عشرات الأماكن تقوم بمساعدة المسلمين في شتى أنحاء العالم ، قال لي بالفعل أرسلنا مراسلات لأماكن عديدة وبعد طول انتظار ، جاء مندوب من جهه اسلاميه من دولة الإمارات العربية المتحدة لتقييم وضع المسلمين في كولومبيا ، و التعرف على مطالبهم .
هذا المندوب وافق على أحد الافكار التي ناقشناها ألا و هي فتح برنامج في الاذاعه الكولومبيه المحلية يتناول التعريف عن الإسلام والمسلمين بغرض الدعوة ، ولكن سافر هذا المندوب من حيث أتى ولم نره مرة ثانية .
ثم قال نحن المسلمون في العاصمة الكولومبية نخاطب العالم الاسلامي ، و نخاطب كل من يؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده و رسوله ، أن يحاول على قدر المستطاع و لو بالقليل أن يساعد في نشر الاسلام في كولومبيا ، وبناء مركز إسلامي ثقافي يجمعنا ومدرسة إسلاميه عربيه لأجيالنا. المسلمات هنا في ازدياد و لا يجدن من يعيلهن بعد إسلامهن ..
نحن بحاجة ماسة لأن يكون لنا بيت الله ، المفتوح دائماً لنا و للباحثين عن الحق , و الله هناك أناس لا يعرفون عن الاسلام و لا حتى القرآن أي شئ , و هؤلاء سيسألنا عنهم الله جميعاً , فعندما يسألك الله , كيف ستكون إجابتك ؟؟؟
ويستطرد صديقي في الحوار ويقول هل تعلم أن زوجتي وهي ملتزمة ولا تخرج للشارع إلا بالحجاب الإسلامي ، أوقفتها أكثر من مرة فتاة وسألتها عن حقيقتها إن كانت راهبة أم لا !!!
لأنهم لا يعرفون أن هناك إسلام ، وأن هناك حجاباً شرعيا للمرأة في الإسلام ، بل أن غاية ما يعرفوه أن الراهبات هن من يرتدين غطاء رأس ، وتسبب حجاب زوجتي في إسلام فتاة بعد أن دفعها فضولها لاستيقافها في الشارع وسؤالها عن هذا الذي ترتديه على رأسها ، فتكلمت معها وعرفتها الإسلام وتعاليم الإسلام ، فما كان من الفتاة إلا أنها طلبت منها أن تدخل في هذا الدين الذي يعلم الناس الفضيلة في مجتمع لا يعرف للفضيلة إسماً أو عنوان ، بل أنها طلبت منها أن تهديها حجاب مثل الحجاب الذي ترتديه ..
يا سادة تلك التربة خصبة ، والأرض صالحة للزراعة ، فقط تحتاج لرجال ، هل لا زالت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها الرجال ؟؟؟
وفي نهاية حواره قال لي أنه سوف يشكوا كل شيوخ المسلمين وأغنياءهم ، بل كل مسلم قادر على فعل شئ ولم يفعل ، سوف يشكونا جميعاً إلى الله لأننا لا نهتم ولا نسأل عنهم ، حتى ولا نحاول مجرد مساعدتهم ...
يبكي صديقي وينهي المحادثة بعد أن ترك في قلبي شرخاً كبيراً ، ووضع على كتفي حملاً ثقيلاً ، أنهى صرخته ، ولكن صداها لا يزال يرن في أذني ، أنهى صرخته بدموع انهمرت من عينيه ، ليس لعجز لطلب جاه أو سلطان أو دنيا فانية ، ولكن لقلة حيلة ، ولهوان على الناس .
يغادرني صديقي وتأبى صرخته أن تغادرني ، وفي نفس اليوم أقرأ خبراً في إحدى الصحف يقول :
( رجل أعمال عربي يقيم نصبا تذكاريا لمايكل جاكسون يتكلف مليون جنيه استرليني أي سبعة مليون جنيه ) ورجل الأعمال المسلم برر ذلك بقوله أنه كان صديقاً لمايكل جاكسون ..
حينها فقط نزلت دموعي ، ما نزلت دموعي حين كلمني صديقي ، كنت متماسكاً أمامه لدرجة أني كدت أن أقول عن نفسي يالا قساوة قلبي ، ولكن بعد قراءتي لهذا الخبر نزلت دموعي ، حقاً لكم الله يا مسلمي كولومبيا ، ولكم الله يا كل مسلمي الدنيا ، يا كل من تطلب مساعدة ولا تجدها من أخيك المسلم ، بل قد تجدها من مؤسسات تنصيرية لأغراض دنيئة ، ولكن واااأسفاه على أثرياء الأمة فهم في ضياع ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ويستمر حديث الألم يا سادة في نبرات صديقي التي بدأت تتخافت ، وكأن الكلام يأبى أن يخرج من فمه ، كنت أستمع لحديث الأخ وهو بالمناسبة شاب لم يتجاوز عمره ال 30 عاماً ، كان مغنياً وعازفاً محترفاً ، ويشاء الله تبارك وتعالى أن يشرح صدره للإسلام ، ويغير اسمه من إدوارد إلى إبراهيم ، ويسافر إلى إنجلترا فيتزوج من فتاة عربية كانت تدرس في لندن ، ويقررا سوياً العودة إلى كولومبيا لدعوة الناس إلى الإسلام الصحيح ، كنت أستمع إلى كلامه وأنا في غاية الحزن على حال المسلمين ، وأسرح بخيالي أثناء حديثه محدثاً نفسي هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة ، أناس همها الأول وأمنيتها الوحيدة فقط هي توفير مكان صغير ليجتمع فيه المسلمين لصلاة التراويح ، هؤلاء أناس ينتظرون رمضان بكل شوق ، ويعلمون مدى عظمة هذا الشهر ، وفرحتهم به هي صيامهم في نهاره وقيامهم في ليله ، ولكنهم وللأسف الشديد لا يجدون مسجداً صغيراً يجمع هذا العدد القليل ، أناس يطلبون أحد شيوخ المسلمين يأتي إليهم يتجاوب معهم ، يفقههم ، يعلمهم أمور دينهم ، فلا يجدوا !! اللهم إلا شاب صغير نسأل الله العظيم أن يجزيه عنهم خيرا الجزاء ..
قال لي الأخ أنهم يجمعون تبرعات منهم لشراء مكان صغير ، ولكنهم حتى الآن لم يتوفر لديهم المبلغ الكاف لشراء مكان صغير يخصص لمسجد ، يا إلهي بضع آلاف من الجنيهات لا يوجد من يوفرها لهم ولايستطيعون تدبيرها !! ..
أما المصيبة الكبرى أن صديقي أخبرني أنه في الوقت التي تجاهلت فيه كل الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإسلامية في العالم ومنظمات العالم الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف وكل هيئة أو منظمة تحسب نفسها حاملةً لواء الإسلام في العالم ، في الوقت الذي تجاهلوا فيه مسلمي كولومبيا ، فتحت إيران ذراعيها لهم ووجدتها فرصة سانحة لنشر المذهب الشيعي بين مسلمي بوجوتا ، أو بين كاثوليك كولومبيا للدخول إلى الإسلام واعتناق المذهب الشيعي ، وجدتها إيران فرصة سانحة وتربة خصبة فقامت بتقديم الدعم ، وبدأت بوضع حجر الأساس للمركز الإسلامي الشيعي في قلب العاصمة الكولومبية بوجوتا ، بل وأنفقوا الكثير من الدعاية للترويج له محليا و دولياً .
ويعتقد العديد من الكولومبيين المسلمين ، أن مدير هذا المركز هو المثل الأعلى للمسلمين في كولومبيا ، وذلك لأنه ادعى ذلك ، وقليل منهم فقط من يعرف عن السنة ، بل الكثير منهم حقيقة ما يعرفوه عن الإسلام أنه ذاك المذهب الشيعي ، وأن إيران هي المرجعية الإسلامية الأولى في العالم ..
ثم أخذ إبراهيم نفساً عميقاً وكأن هناك شيئاً ثقيلاً قد تجشم على صدره ، ثم قال لي على الرغم مما ذكرته لك , عليك أن تعلم أن المسلمين هنا يعانون الكثير ، و ذلك لعدم وجود المكان المناسب للتدريس هو يقصد لسماع دروس العلم في الدين , حيث أن المصليين غير متوفرين أو مغلقين. وليس هذا فحسب وإنما حتى لو تم فتحهما لصلاة الجمعة مثلاً فإن القائمين على هذين المصليين لا يعطون فرصة لأي مسلم أن يسأل سؤالاً في الدين ، ولو سأل فلن يجد جواباً لأنهم لا يعرفون ، بل المصيبة أن أحد المصليين يميل إلى الصوفية ، ويعلق صوراً في أرجاء المسجد وعبارات مثل عبارات الصوفية ، وعلى الرغم من صغر حجم المصلى إلا أنه كان لا يفصل في الصلاة بين الرجال والنساء ، القائمين على المصلى لا يوجد عندهم العلم الكافي ، و لا دراية بأمور الدين و لاحتى يجيدوا اللغة العربية ..
ثم سألته لما لم تخاطبوا أي جهة إسلامية خاصةً في الخليج ، خاصةً أني أعرف وفي حدود علمي أن هناك عشرات الأماكن تقوم بمساعدة المسلمين في شتى أنحاء العالم ، قال لي بالفعل أرسلنا مراسلات لأماكن عديدة وبعد طول انتظار ، جاء مندوب من جهه اسلاميه من دولة الإمارات العربية المتحدة لتقييم وضع المسلمين في كولومبيا ، و التعرف على مطالبهم .
هذا المندوب وافق على أحد الافكار التي ناقشناها ألا و هي فتح برنامج في الاذاعه الكولومبيه المحلية يتناول التعريف عن الإسلام والمسلمين بغرض الدعوة ، ولكن سافر هذا المندوب من حيث أتى ولم نره مرة ثانية .
ثم قال نحن المسلمون في العاصمة الكولومبية نخاطب العالم الاسلامي ، و نخاطب كل من يؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده و رسوله ، أن يحاول على قدر المستطاع و لو بالقليل أن يساعد في نشر الاسلام في كولومبيا ، وبناء مركز إسلامي ثقافي يجمعنا ومدرسة إسلاميه عربيه لأجيالنا. المسلمات هنا في ازدياد و لا يجدن من يعيلهن بعد إسلامهن ..
نحن بحاجة ماسة لأن يكون لنا بيت الله ، المفتوح دائماً لنا و للباحثين عن الحق , و الله هناك أناس لا يعرفون عن الاسلام و لا حتى القرآن أي شئ , و هؤلاء سيسألنا عنهم الله جميعاً , فعندما يسألك الله , كيف ستكون إجابتك ؟؟؟
ويستطرد صديقي في الحوار ويقول هل تعلم أن زوجتي وهي ملتزمة ولا تخرج للشارع إلا بالحجاب الإسلامي ، أوقفتها أكثر من مرة فتاة وسألتها عن حقيقتها إن كانت راهبة أم لا !!!
لأنهم لا يعرفون أن هناك إسلام ، وأن هناك حجاباً شرعيا للمرأة في الإسلام ، بل أن غاية ما يعرفوه أن الراهبات هن من يرتدين غطاء رأس ، وتسبب حجاب زوجتي في إسلام فتاة بعد أن دفعها فضولها لاستيقافها في الشارع وسؤالها عن هذا الذي ترتديه على رأسها ، فتكلمت معها وعرفتها الإسلام وتعاليم الإسلام ، فما كان من الفتاة إلا أنها طلبت منها أن تدخل في هذا الدين الذي يعلم الناس الفضيلة في مجتمع لا يعرف للفضيلة إسماً أو عنوان ، بل أنها طلبت منها أن تهديها حجاب مثل الحجاب الذي ترتديه ..
يا سادة تلك التربة خصبة ، والأرض صالحة للزراعة ، فقط تحتاج لرجال ، هل لا زالت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها الرجال ؟؟؟
وفي نهاية حواره قال لي أنه سوف يشكوا كل شيوخ المسلمين وأغنياءهم ، بل كل مسلم قادر على فعل شئ ولم يفعل ، سوف يشكونا جميعاً إلى الله لأننا لا نهتم ولا نسأل عنهم ، حتى ولا نحاول مجرد مساعدتهم ...
يبكي صديقي وينهي المحادثة بعد أن ترك في قلبي شرخاً كبيراً ، ووضع على كتفي حملاً ثقيلاً ، أنهى صرخته ، ولكن صداها لا يزال يرن في أذني ، أنهى صرخته بدموع انهمرت من عينيه ، ليس لعجز لطلب جاه أو سلطان أو دنيا فانية ، ولكن لقلة حيلة ، ولهوان على الناس .
يغادرني صديقي وتأبى صرخته أن تغادرني ، وفي نفس اليوم أقرأ خبراً في إحدى الصحف يقول :
( رجل أعمال عربي يقيم نصبا تذكاريا لمايكل جاكسون يتكلف مليون جنيه استرليني أي سبعة مليون جنيه ) ورجل الأعمال المسلم برر ذلك بقوله أنه كان صديقاً لمايكل جاكسون ..
حينها فقط نزلت دموعي ، ما نزلت دموعي حين كلمني صديقي ، كنت متماسكاً أمامه لدرجة أني كدت أن أقول عن نفسي يالا قساوة قلبي ، ولكن بعد قراءتي لهذا الخبر نزلت دموعي ، حقاً لكم الله يا مسلمي كولومبيا ، ولكم الله يا كل مسلمي الدنيا ، يا كل من تطلب مساعدة ولا تجدها من أخيك المسلم ، بل قد تجدها من مؤسسات تنصيرية لأغراض دنيئة ، ولكن واااأسفاه على أثرياء الأمة فهم في ضياع ولا حول ولا قوة إلا بالله ..