المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : الرجاء و الأمل


مؤمن ابراهيم داود
09.05.2013, 17:05
بهما يعيش الانسان ومن غيرهما ياتى الاحباط واليأس وربما الموت فى بعض الاحيان . وبقدر الامل والرجاء فى اى انسان بقدر ما يكون نجاحه فى الحياه وعلى العكس بقدر ما يكون اليأس بقدر ما تكون الخيبة والرسوب فى كل شئ .
ولعنى اقول لكم احبائى فى الله أن زارع شجرة الدوم يعلم انها لا تأتى بثمر الا بعد سبعون عاما على الاقل وقد تصل الى مائة عام لولا تاتى بثمر ولكنه يزرعها ويقول ربما تأتى بثمر قبل هذا الميعاد او ربما لا اكل منها انا ولكن ياكل منها اولادى أو ربما اعيش وأرى ثمرها أو بداية ثمرها .....الخ
وما أجمل الآيات الكريمة التي تتحدث عن الأمل ! وتبث روح التفاؤل بين المسلمين !
فانظر إلى أمنيات الأنبياء والمرسلين والتي صوّرها القرآن الكريم، فهَذا إبراهيمُ- عليهِ السلامُ - قَدْ صارَ شَيْخاً كبيراً ولَمْ يُرْزَقْ بَعْدُ بِوَلَدٍ فيدفَعُهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بربِّهِ أنْ يَدْعُوَهُ: " رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ " [ الصافات: 100]، فاستجابَ له ربُّهُ ووَهَبَ لهُ إسماعيلَ وإسحاقَ عليهما السلامُ.
ونبيُّ اللهِ يعقوبُ - عليهِ السلامُ- فَقَدَ ابنَهُ يوسفَ - عليهِ السلامُ- ثُمَّ أخاه، ولكنَّه لم يتسرَّبْ إلى قلبِهِ اليأسُ ولا سَرَى في عُروقِهِ القُنوطُ، بَلْ أمَّلََ ورَجا وقالَ: " فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " [ يوسف: 83]. وما أجَملَهُ مِنْ أَمَلٍ تُعَزِّزُهُ الثِّقَةُ باللهِ سبحانه وتعالى حينَ قالَ: " يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " [ يوسف: 87]
وأيوبُ - عليهِ السلامُ- ابتلاهُ ربُّه بِذَهابِ المالِ والوَلَدِ والعافِيَةِ، ثُمَّ ماذا ؟ قالَ اللهُ تعالىَ: " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسّــَنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَـفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَــهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَــةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكـْرَى لِلْعَابِدِينَ" [ الأنبياء: 83- 84].
وانظر أخي الكريم إلى سورة الشرح التي كانت تتضمن اليسر والأمل والتفاؤل للنبي صلى الله عليه وسلم، وتذكير النبي صلى الله عليه وسلم بنعم الله عليه، ثم اليسر بعد العسر، والطريق لهذا اليسر هو النّصَب والطاعة لله عز وجل، والرغبة والأمل في موعود الله عز وجل قال تعالى: " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) ".[ سورة الشرح ]
والنبي صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديثه الشريفة، ومواقفه العظيمة، وتوجيهاته الرائعة يحثنا على التحلي بالأمل والتفاؤل.
فلقَدْ كانَ رسولُنا صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الفأْلُ لأنَّه حُسْنُ ظَنٍّ باللهِ سبحانه وتعالى، فقَدْ أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ عَنْ أنسٍ - رضي الله عنه - أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: " لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ويُعُجِبُنِي الفأْلُ:الكََلِمَةُ الحسَنَةُ، الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ "، فبالأملِ يذوقُ الإنسانُ طَعْمَ السعادَةِ، وبالتفاؤُلِ يُحِسُّ بِبَهْجَةِ الحياةِ.
والإنسان بطبعه يحب البشرى وتطمئن إليها نفسه، وتمنحه دافعاً قوياً للعمل، بينما التنفير يعزز مشاعر الإحباط واليأس لديه ويصيبه بالعزوف عن القيام بدوره في الحياة؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ".
ولقد عاب النبي صلى الله عليه وسلم على الذين ينفّرون الناس، ويضعون الناس في موقع الدونية والهزيمة النفسية فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – " إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم "
ندعو الى الله ان يجعلنا على امل لقاء وجهه الكريم مع نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم
مؤمن ابراهيم

مؤمن ابراهيم داود
09.05.2013, 17:05
تكملة مقال الرجاء والامل
..........................................

الإيمان وحده هو الذي يلد الأمل في النفوس لانه نتعلق بالله نفسه ذلك الاله القى الذى لا يخزى كل ما التجأ اليه

الأمل له وجه سلبي، ووجه إيجابي، أتحدث اليوم عن الوجه الإيجابي فالوجه السلبي ذمه الله في القرآن الكريم، وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

إن اليأس والكفر متلازمان، كذلك الإيمان والأمل متلازمان، المؤمن أوسع الناس أملاً، وأكثرهم تفاؤلاً واستبشاراً، وأبعدهم عن التشاؤم والتبرم والضجر، الإيمان ماذا يعني؟ يعني أن تعتقد بقوة عليا تدبر هذا الكون، لا يخفى عليها شيء، ولا يعجزها شيء، أن تعتقد بقوة غير متناهية، ورحمة واسعة، وكرم غير محدود، أن تعتقد بإله رحيم قدير يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، يمنح الجزيل، ويغفر الكثير، يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، أن تعتقد بإله أرحم بعباده من الأم بولدها، وأبرَّ بخلقه من أنفسهم.

الإيمان يعني أن تعتقد بإله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
الإيمان يعني أن تعتقد بإله يفرح بتوبة عبده أشد من فرحة الضال إذا وجد، والغائب إذا وفد، والظمآن إذا ورد.
الإيمان يعني أن تعتقد بإله يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمئة ضعف أو يزيد، ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو.

الإيمان يعني أن تعتقد بإله يداول الأيام بين الناس، فيبدل من بعد الخوف أمناً، ومن بعد الضعف قوة، ويجعل من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً، ومع كل عسر يسراً

مؤمن ابراهيم