المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : ردود المخاريق في إبطال فرية الغرانيق .


حارس الحدود (أستاذ باحث)
20.04.2014, 05:37
ما بال الكلاب النابحة قد طال لسانهم ؟, ألم يكفيكم تطاولكم على يسوع حتى تطاولتم على اشرف الشرفاء .؟, لقد دار بيني وبين بعض المسيحيين الكذابين ممن تحجرت أدمغتهم وطفست عقولهم في الضلال عن قصة الغرانيق وكل ما في القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم حتى إذا بلغ :"واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى", ألقى الشيطان في كلامه :" وإنهن للغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ", وأن الكفار فرحوا بهذا وقالوا أنه يمدح آلهتهم ", وكل هذا لا يصح لا سندا ولا متنا بل بلغ بذاك المسيحي أن يشتمني ويسبني بأقدح التجريحات للأسف لا موضوعية عندهم ولا أكاديمية , وقد ابطلتها بالدليل والبرهان وهذا هو كلامي حول هذه الفرية :
1- القصة لا أصل لها في صحة السند وكل الروايات الالتي وقفت عليها لا تصح بوجه من الوجوه بكل كلها متضاربة بعضهم جعلها من ابن عباس وبعضهم جعلها من سعيد بن جبير ولم تصح واحد وكلهم من التابعين إلا ابن عباس هو صحابي لكن لم يكن حاضر وقت وقوع هذا الأمر لأن ابن عباس كان يتاجر فعند عودته يسألأ عما كان في ذاك اليوم فيحفظه , لذلك فحجته ضعيفة هذا إن سلمنا أن روايته صحيحة اصلا , وأما الباقي فكلهم تابعين , وسأعطيكم أمثلة عليها :
-أ- رواية محمد بن كعب القرظي -ضعيفة-.
هذه سلسلة الرواة :
محمد بن حميد (ضعيف تركوه ), سلمة بن الفضل (صدوق كثير الغلط وقال البخاري عنده مناكير وقال الرازي لا يحتج به وقال النسائي ضعيف ), محمد بن إسحاق ( قال عنه الذهبي له غرائب فى سعة ما روى تستنكر و اختلف فى الاحتجاج به ,وقد صنف من المدلسين الذين يسقطون الرواة الضعاف , وقالوا أنه أفضل في السير وليس في الحديث ), يزيد بن زياد ( محله الصدق والتوثيق ), محمد بن كعب القرظي ( محله الثقة والحفظ ومن أهل العلم )قال :لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولي قَومه عنه، وشقّ عليه ما يرى من مباعدتهم ما جاءهم به من عند الله، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب به بينه وبين قومه. وكان يسرّه، مع حبه وحرصه عليهم، أن يلين له بعض ما غلظ عليه من أمرهم، حين حدّث بذلك نفسه، وتمنى وأحبه، فأنزل الله: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) فلما انتهى إلى قول الله: (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) ألقى الشيطان على لسانه، لما كان يحدّث به نفسه ويتمنى أن يأتي به قومه، تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن ترتضى، فلما سمعت قريش ذلك فرحوا وسرّهم، وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم..........الخ الحديث .
لذلك في الحديث ثلاثة علل في السند وهي :
علة ابن حميد وسلمة وابن اسحاق فالحديث مردود , وأغلب هذه الروايات من طريق محمد بن اسحاق كما وقفت عليهم .
هذا فقط مثال ولا يسعني ذكر كل الأحاديث هنا وإلا لن يكفيني هذا المكان وقد أجاب الإخوة الفاضل عن هذا الكذب من قبل كما أنه عندي ملف به أكثر من 200 صفحة يفنيد هذه الروايات ويبطلها , ومن أراد أن يتأكد من هذه الروايات يضع لي رواية في تعليق وأنا أضع له تفنيدها وعلتها بإذن الله جل وعلا .
2- القصة لا تصح متنا , وقد ردها أهل العلم بالقرآن لأنه أصل الأصول فالأولى الإحتجاج بالنص القرآني لا بكلام التابعين الذين لم يشهدوا القصة أصلا , وردوها بقول الله تعالى :
" وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون".
وقوله تعالى :
"وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".
وقوله تعالى :
"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".
وبآيات كثيرة جدا لا يسع ذكرها الآن ويمكنكم الرجوع لتفسير الرازي والتحرير والتنوير وتفسير الألوسي والقاضي عياض في الشفا ...الخ .
3- القصة ليست صحيحة تاريخيا إذ أن الهجرة الأولى إلى الحبشة كانت في رجب سنة خمس للنبوة وكانت السجدة في رمضان من السنة نفسها أي قبل غسلام حمزة وعمر لأنهما أسلما في السنة السادسة.
وقد أجمع المؤرخون على أن المسلمين قبل إسلام عمر كانوا يستخفون في دار الأرقم ويؤدون شعائرهم الدينية في منازلهم، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يقدرون أن يصلوا عند الكعبة حتى أسلم عمر. فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلوا معه واتفقوا على تسميته الفاروق فإذا كان المسلمون قبل إسلام عمر ما كانوا يستطيعون الصلاة عند الكعبة فكيف مع هذا يقال أن رسول الله سجد عند الكعبة وسجد معه القوم جميعاً؟؟ الحقيقة أن الرواية كذب واختلاق محض.
قال موير في الجزء الثاني من حياة محمد: أن حمزة وعمر أسلما في السنة السادسة من النبوة، وقال أن المسلمين لم يعودوا يخفون صلاتهم في منازلهم بل كانوا بعدئذ يجتمعون حول الكعبة ويصلون وهم آمنون مطمئنون.
إن المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة عادوا إلى مكة بسبب ما بلغهم من تحسن الأحوال أو أنهم سمعوا إشاعة كاذبة تطمئنهم فقدموا في شوال سنة خمس إلا أنه لم يدخل أحد منهم إلا بجوار إلا عثمان بن مظعون فإنه دخل بلا جوار ومكث قليلا ثم اسرع الرجوع إلى الحبشة لأن المسلمين كانوا لا يزالون مضطهدون وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعيب الأصنام.
فكل هذه البراهين تؤيد أن قصة شفاعة الغرانيق أو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر آلهة قريش بالخير، افتراء واختلاق ولا يمكن أن يصدق هذه القصة أحد من المؤرخين المحققين.
مخالفة القصة لحقائق تاريخ السيرة العطرة، إذ أن سورة النجم تحمل الحديث عن المعراج، وكان المعراج بعد السنة العاشرة من البعثة باتفاق، أما قصة الغرانيق هذه فإن رواياتها تبين أنها كانت فى السنة الخامسة للبعثة، إبان الهجرة الأولى للحبشة، فى رمضان منها؛ وهذا مما يؤكد بطلان تلك المرويات يا سيد، ويحقق كذبها ووضعها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يضاف إلى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل إسلام عمر رضى الله عنه، ما كان يصلى عند الكعبة جهاراً نهاراً آمناً أذى المشركين له، حتى كانوا ربما مدوا أيديهم إليه، وإنما كان يصلى إذا خلا المسجد منهم، وعمر رضى الله عنه قد أسلم فى السنة السادسة، وهذه فى الخامسة، وبذلك يبطل هذا القول، وهو صلاته بحضورهم على هذه الهيئة. ومن المعلوم أن معاداتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت أعظم من يقروا بهذا القدر من القراءة، دون أن يقفوا على حقيقة الأمر؛ فكيف أجمعوا على أنه عظم آلهتهم حتى خروا سجداً دون أن يتحققوا ذلك منه صلى الله عليه وسلم " .
وان شئت انظر كتاب :" الفصول الزكية فى سيرة خير البرية للدكتور عبد الموجود عبد اللطيف ص284، 285."
4- هذه الأحديث أغلبها مراسيل وموقوفات , والمرسل هو ما جاء عن التابعي , والموقوف ما جاء عن الصحابي وهذان ليسا بحجة لأن هذا قول أئمة الحديث :
1*- أورد الجرجاني في كتابه :"الديباج المذهب في مصطلح الحديث" ان المرسل من أقسام الضعيف .
في الفصل الثالث في اقسام الضعيف :"قال :"المسند.والمتصل والمرفوع والمعنعن والمعلق ............المقطوع.المرسل..الشاذ. والمعلل..الخ
2*-وقال ايضا ابن حجر العسقلاني الذي اتت من عنده رواية الغرانيق قال عن المرسل :"قال من انواع الحديث –السقط- والحديث السقط اسناده وهو حديث لا يحتج به ابدا لأن سنده فيه سقط. ومن اقسام هذا السقط :"المعلق-والمرسل-والمعضل و المنقطع".
3*- قول السيوطي في الحديث المرسل:" وَحكم الْمُرْسل التَّوَقُّف عِنْد جُمْهُور الْعلمَاء لِأَنَّهُ لَا يدرى أَن السَّاقِط ثِقَة أَولا لِأَن التَّابِعِيّ قد يروي عَن التَّابِعِيّ وَفِي التَّابِعين ثِقَات وَغير ثِقَات.
4- وقال محمد بن سعيد :" وما أرسل من الحديث فليس بحجة"..
5*-وقال محمد أبو شهبة في كتابه "الوسيط في علوم مصطلح الحديث" في الحديث المرسل:" إن من أقسام الضعيف ما ليس له اسم خاص, فيكون له اللقب العام, وهو الضعيف, ومنها ما له لقب خاص به كالمرسل، والمنقطع, والمعضل، والمعلق، والمدلس، والشاذ، والمنكر، والمتروك، والمعل، والمضطرب، والمدرج، والمقلوب، والموضوع، وهو شر أنواع الضعيف وأرذلها".
6*- وقال العلامة ابن الصلاح في مقدمته: "ثم إن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف ".
7*- وفي بحثي الذي تكلمت عليه سابقا أوردت فيه قول 44 مفسر ومحقق ابطلوا القصة متنا وسندا منهم الطبري وابن كثير والقرطبي والرازي والألوسي والثعلبي والكيا الهراسي وابن عطية والقاضي ابن العربي ومحمد بن علي الشوكاني "1250" في "فتح القدير: 3/247-248". وإمام المحققين ابن خزيمة حيث قال هذه القصة من وضع الزنادقة ووالألباني في نصب المجانيق , وابن الجوزي حيث قال :"الصواب أن النبي صلى الله عليه وسلّم ما قال ذلك، ولا زاده الشيطان أيضا بل لا سلطان للشيطان في شيء في شيء من ذلك، حاشا لله أن يكون للشيطان مدخل على القرآن أو في حال تبليغه، وما هي إلا روايات عامتها مراسيل، وكأن بعض الزنادقة حدث بها في عهد التابعين، فأولع بها هؤلاء فرووها وانتشرت، والدليل على أن مصدرها رجال مجاهيل لا يعرفون، هو أنها وردت عن عشرة أو أكثر من التابعين، ولم يذكر عامتهم من حدثه بها، فهذا دليل على أن لا أصل لها، وأنه مفتعلة مصنوعة مزورة، تروج على من لا علم له ولا دراية، وبالله التوفيق", انتهى كلامه .
وابطلها ايضا محمد بن أحمد القرطبي في "أحكام القرآن: 12/80-84",محمد بن يوسف الكرماني من شرّاح "البخاري: 786".محمود بن أحمد العيني "855" في "عمدة القاري: 9/47".
والكثير منهم .
5- الصحيح الذي وقفت عليه في هذا الأمر هو ما رواه البخاري من حديث عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ والنجم فسجد بها، وسجد من معه، غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته، فقال: يكفيني هذا " قال عبد الله: فلقد رأيته بعد قتل كافرا".
وليس فيها شيئ عن الغرانيق فهذه من مدسوسات القوم لا اقل ولا أكثر .
وتم إبطال هذه الفرية والحمد لله .

وانتظروا كتاب ردود البخاري في نسف فرية الغرانيق على شكل كتاب مرقم بصيغة المكتبة الشاملة قريبا إن شاء الله .