المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : الرد على شبهة ذنوب كالجبال توضع على اليهود و النصارى


د/ عبد الرحمن
30.08.2014, 23:01
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله

قال المعترض النصرانى
إله الإسلام يظلم اليهود و النصارى فقد جاء فى الحديث الصحيح الموجود فى صحيح مسلم :

- َيَجيءُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ، ناسٌ من المسلمين ، بذنوبٍ أمثالِ الجبالِ . فيغفرُها اللهُ لهم . ويضعُها على اليهودِ والنَّصارَى . فيما أحسبُ أنا . قال أبو روحٍ : لا أدري ممَّن الشَّكُّ .
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2767
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أى أن إله الإسلام يغفر ذنوب المسلمين و يعاقب عليها اليهود و النصارى
فأين العدل فى هذا ؟

د/ عبد الرحمن
30.08.2014, 23:05
عناصر الرد :
1- القواعد العامة للإسلام و النصوص القرآنية تنفى الظلم تماما
2- الحديث ضعفه بعض أهل العلم
3- راوى الحديث يشك فيه
4- تفسير الحديث على فرض صحته
5- أيها النصرانى ... انظر إلى كتابك المقدس

د/ عبد الرحمن
30.08.2014, 23:18
1- القواعد العامة للإسلام و النصوص القرآنية تنفى الظلم تماما

قال تعالى :
قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (الأنعام 164)

يقول الإمام ابن كثير فى تفسيره :
وقوله : ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ) إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه وعدله ، أن النفوس إنما تجازى بأعمالها إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر ، وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد . وهذا من عدله تعالى ، كما قال : ( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) [ فاطر : 18 ] ، وقوله ( فلا يخاف ظلما ولا هضما ) [ طه : 112 ] ، قال علماء التفسير : فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره ، ولا يهضم بأن ينقص من حسناته . وقال تعالى : ( كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين ) [ المدثر : 38 ، 39 ] ، معناه : كل نفس مرتهنة بعملها السيئ إلا أصحاب اليمين ، فإنه قد تعود بركات أعمالهم الصالحة على ذراريهم ، كما قال في سورة الطور : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ) [ الآية : 21 ] ، أي : ألحقنا بهم ذرياتهم في المنزلة الرفيعة في الجنة ، وإن لم يكونوا قد شاركوهم في الأعمال ، بل في أصل الإيمان ، ( وما ألتناهم ) أي : أنقصنا أولئك السادة الرفعاء من أعمالهم شيئا حتى ساويناهم وهؤلاء الذين هم أنقص منهم منزلة ، بل رفعهم تعالى إلى منازل الآباء ببركة أعمالهم ، بفضله ومنته ثم قال : ( كل امرئ بما كسب رهين ) [ الطور : 21 ] ، أي : من شر .

قال تعالى :
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) الأنبياء 47
يقول الإمام القرطبي فى تفسيره :
فلا تظلم نفس شيئا أي لا ينقص من إحسان محسن ولا يزاد في إساءة مسيء .

د/ عبد الرحمن
30.08.2014, 23:31
2- الحديث ضعفه بعض أهل العلم

و على الرغم من أن الحديث رواه الإمام مسلم إلا أنه من الأحاديث القليلة التى خالف بعض أهل العلم الإمام مسلم فى تصحيحه له
فقد ضعف الحديث البيهقى و تابعه ابن حجر و صححه الألبانى فى أول الأمر ثم عاد إلى تضعيفه

- يجيءُ يومَ القيامةِ ناسٌ منَ المسلِمينَ بذنوبٍ مثلِ الجبالِ يَغفرُها اللَّهُ لَهُم ، ويضعُها على اليَهودِ والنَّصارى
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البيهقي - المصدر: شعب الإيمان - الصفحة أو الرقم: 1/288
خلاصة حكم المحدث: شك فيه راويه [وفيه] شداد أبو طلحة تكلم أهل العلم بالحديث فيه

- يَجِيءُ يومَ القيامةِ ناسٌ من المسلمينَ بذنوبٍ أَمْثالِ الجبالِ ، يَغْفِرُها اللهُ لهم ، ويَضَعُها على اليهودِ .
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8035
خلاصة حكم المحدث: صحيح [ ثم تراجع الشيخ وأعله بالشذوذ ، انظر " السلسلة الضعيفة " رقم 5399 ]

- يَجيءُ يومَ القيامةِ ناسٌ مِنَ المسلمينَ بذنوبٍ أمثالِ الجبالِ ، فَيَغفِرُها لهم ، ويَضَعُها على اليهودِ والنصارى
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 1316
خلاصة حكم المحدث: منكر بهذا اللفظ

- يجيءُ يومَ القيامةِ ناسٌ منَ المسلِمينَ بذُنوبٍ أمثالِ الجبالِ ، فيَغفرُها اللَّهُ لَهُم ويضعُها علَى اليَهودِ والنَّصارى . . . فيما أحسَبُ
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 5399
خلاصة حكم المحدث: شاذ

وقال البيهقي في شعب الإيمان:
وأما حديث شداد أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب مثل الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى - فيما أحسب أنا - قاله بعض رواته.

فهذا حديث شك فيه راويه، وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه وإن كان مسلم بن الحجاج استشهد به في كتابه فليس هو ممن يقبل منه ما يخالف فيه، والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد وهو واحد وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه مع خلاف ظاهر ما رواه الأصول الصحيحة الممهدة في ـ ألا تزر وازرة وزر أخرى. والله أعلم. انتهى.

قال ابن حجرفي فتح الباري:
في حديث الباب ـ يعني قوله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها ـ وما بعده دلالة على ضعف الحديث الذي أخرجه مسلم من رواية غيلان بن جرير عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه رفعه: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى ـ فقد ضعفه البيهقي وقال: تفرد به شداد أبو طلحة، والكافر لا يعاقب بذنب غيره، لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى.انتهى

د/ عبد الرحمن
30.08.2014, 23:36
3- راوى الحديث يشك فيه

يتضح هذا من لفظ الرواية
- َيَجيءُ النَّاسُ يومَ القيامةِ ، ناسٌ من المسلمين ، بذنوبٍ أمثالِ الجبالِ . فيغفرُها اللهُ لهم . ويضعُها على اليهودِ والنَّصارَى . فيما أحسبُ أنا . قال أبو روحٍ : لا أدري ممَّن الشَّكُّ .
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2767
خلاصة حكم المحدث: صحيح

يتضح من هذه الجزئية تحديدا :
فيما أحسبُ أنا . قال أبو روحٍ : لا أدري ممَّن الشَّكُّ .
أن أحد الرواة غير متأكد من الرواية لكن غير معروف من أى راو وقع الشك بالتحديد ؟

د/ عبد الرحمن
31.08.2014, 01:46
4- تفسير الحديث على فرض صحته

لنفترض جدلا صحة الحديث و أن النبي عليه الصلاة و السلام قاله بالفعل ... فكيف يمكن فهم هذا الحديث فى ضوء القواعد العامة للإسلام و النصوص القرآنية التى تنفى الظلم تماما ؟

هناك أكثر من وجه لفهم الحديث ...

أولا :
نستطيع فهم الحديث فى ضوء قوله تعالى :
( وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) ) النحل 24-25

يقول الإمام ابن كثير فى تفسيره :
قال الله تعالى : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ) أي : إنما قدرنا عليهم أن يقولوا ذلك فيتحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يتبعونهم ويوافقونهم ، أي : يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم ، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم ، كما جاء في الحديث : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " .
وقال [ الله ] تعالى : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) [ العنكبوت : 13 ] .
وهكذا روى العوفي عن ابن عباس في قوله : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ) إنها كقوله : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) [ العنكبوت : 13 ] .
وقال مجاهد : يحملون أثقالهم : ذنوبهم وذنوب من أطاعهم ، ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئا .

و لا شك أن الغرب النصرانى فى زمننا هذا فيه الكثير من المزايا و المساوئ ...
فمن مزاياهم إتقان العمل و البعد عن الظلم و الالتزام بالحقوق و الواجبات و غير هذا كثير ...
و من مساوئهم شرب الخمور و انتشار الزنا و تبرج النساء و إباحة الشذوذ و غير هذا ...
و الكثير منا بدلا من أن يتابعهم فى محاسنهم يتابعهم فى مساوئهم ... نسأل الله العافية

و قد حدثنا النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا :
- لتتبعن سننَ من قبلكم شبرًا بشبرٍ ، وذراعًا بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحرَ ضبٍّ لسلكتموه . قلْنا : يا رسولَ اللهِ ، اليهودُ والنصارى ؟ قال : فمن
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3456
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لذلك ربما يأتى ناس من المسلمين يوم القيامة ممن تأثروا بمساوئ الغرب بذنوب كأمثال الجبال يوم القيامة و تغفر لهم بكرم الله لأنهم موحدون لا يشركون بالله شيئا

قال ابن حجر فى فتح البارى :

يحتمل أن يكون المراد آثاما كانت الكفار سببها فيها بأن سنوها فلما غفرت سيئات المؤمنين بقيت سيئات الذي سن تلك السنة السيئة باقية، لكون الكافر لا يغفر له فيكون الوضع كناية عن إبقاء الذنب الذي لحق الكافر بما سنه من عمله السيء ووضعه عن المؤمن الذي فعله بما من الله به عليه من العفو والشفاعة سواء كان ذلك قبل دخول النار، أو بعد دخولها والخروج منها بالشفاعة.

- قال اللهُ تعالَى : يا بنَ آدمَ إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ، ولا أُبالي ، يا بنَ آدمَ لو بلغتْ ذنوبُك عنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لك ، يا بنَ آدمَ لو أتيتَني بقِرابِ الأرضِ خطايا ، ثمَّ لَقِيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا لأتيتُك بقِرابِها مغفرةً
الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/214
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

و يحمل هذه الذنوب أهل الكتاب لأنهم أضلوهم و دعوهم إلى هذا و علموهم هذا

ثانيا :
يمكن فهم هذا الحديث فى ضوء الحديث التالى :
- أتَدرونَ ما المُفلِسُ ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ ، وزكاةٍ ، ويأتي وقد شتَم هذا ، وقذَفَ هذا ، وأكلَ مالَ هذا ، وسفكَ دمَ هذا ، وضربَ هذا ، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه ، وهذا من حسناتِه ، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ ، أُخِذَ من خطاياهم ، فطُرِحَتْ عليهِ ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 87
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و نفهم من هذا الحديث أن من يظلم الناس و يؤذيهم يأخذون من حسناته حتى تفنى ثم تطرح عليه سيئاتهم ....
فربما يكون هناك من أهل الكتاب من ظلم المسلمين و سفك دماءهم فتطرح عليه سيئاتهم ...
و ما سفك دماء المسلمين على أيدى اليهود فى فلسطين منا ببعيد ...
و ما سفك دماء المسلمين على أيدى النصارى فى البوسنة و فى الشيشان و فى غيرها من المناطق منا ببعيد ....
أو كما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم :
- يوشك الأممُ أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الآكلةُ إلى قصعتِها، فقال قائلٌ : ومن قلةٍ بنا نحن يومئذٍ ؟ ! قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيلِ، ولينزعنَّ اللهُ من صدورِ عدوكم المهابةَ منكم، وليَقذفنَّ في قلوبِكم الوهنَ، قال قائل : يا رسول اللهِ ! وما الوهنُ ؟ ! قال : حبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموتِ .
الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5298
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ثالثا :
للإمام النووى رحمه الله محاولة لتأويل هذه الرواية حيث قال أن المراد أن المسلمين تغفر ذنوبهم ثم يوضع على النصارى ذنوب بسيئاتهم و كفرهم هم أنفسهم لا سيئات المسلمين.

ففي شرح النووي على مسلم:
وأما رواية: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ـ فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين، ولا بد من هذا التأويل، لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى ـ وقوله: ويضعها ـ مجاز والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه، لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها. انتهى.

لكن قد يقال أن هذا التفسير بعيد عن ظاهر لفظ الحديث و الله أعلم.

د/ عبد الرحمن
31.08.2014, 02:06
5- أيها النصرانى ... انظر إلى كتابك المقدس

نقرأ من إنجيل لوقا إصحاح 11 :
49 لذلك أيضا قالت حكمة الله : إني أرسل إليهم أنبياء ورسلا ، فيقتلون منهم ويطردون
50 لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم
51 من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت . نعم ، أقول لكم : إنه يطلب من هذا الجيل

إذا جيل اليهود الذى عاصر المسيح سيحمل ذنب جميع الأنبياء الذين قتلوا منذ بداية البشرية دون أن يقتلوهم هم
فلماذا لا تتباكى أيها النصرانى الآن على ظلم اليهود بتحميلهم ذنوب لم يفعلوها ؟

د/ عبد الرحمن
31.08.2014, 02:14
6-الخلاصة :

1-الآيات القرآنية تدل دلالة قاطعة على العدل التام يوم القيامة و أنه لا تظلم نفس شيئا.
2-الحديث ضعفه بعض أهل العلم و بالتالى لا تقوم به الحجة.
3-أحد رواة الحديث يشك فى الرواية نفسها ... فكيف نسلم بصحتها ؟
4-على فرض صحة الحديث فالمقصود أن اليهود و النصارى يعاقبوا على بعض ذنوب المسلمين إما لأنهم هم من سنوا هذه المعاصى و نشروها و تعلمها المسلمون منهم و إما لأنهم ظلموا المسلمين و تعدوا عليهم فيكون جزاؤهم أن يحملوا من ذنوبهم يوم القيامة.
5-طبقا لكتب النصارى سيحمل جيل اليهود الذى عاصر السيد المسيح عليه السلام ذنوب قتل جميع الأنبياء على الرغم من أنهم لم يقتلوهم و النصارى لا يعترضون على هذا و لا يرون فيه ظلما.

و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين