السهم الخارق
27.07.2015, 17:40
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يردد النصارى والملحدون شبهة احاديث سجود الشمس تحت العرش وهى احاديث جاءت بإختلاف اللفظ فى البخارى ومسلم ومسند احمد وسنن الترمذى وهم الاتى
بدء الخلق - حديث اول - صحيح بخارى
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم - التوحيد - حديث ثانى - صحيح البخاري
حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم هو التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فلما غربت الشمس قال يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها
بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان - الإيمان - حديث اول - صحيح مسلم
حدثنا يحيى بن أيوب وأسحق بن إبراهيم جميعا عن ابن عليةقال ابن ايوب حدثنا يونسعن إبراهيم بن يزيد التيمي سمعه فيما أعلم عن أبي ذر رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان - الإيمان - حديث ثانى - صحيح مسلم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فلما غابت الشمس قال يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها
مسند الأنصار رضي الله عنهم - مسند أحمد
حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حين وجبت الشمس فقال يا أبا ذر تدري أين تذهب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع إلى مطلعها فذلك مستقرها ثم قرأ
والشمس تجري لمستقر لها
كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - سنن الترمذى
حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها اطلعى من حيث جئت فتطلع من مغربها قال ثم قرأ وذلك مستقر لها
ملحوظة:
هناك حديث أخر عن طريق سفيان بن حسين مذكور فى سنن ابو داوود ومسند احمد ومستدرك الحاكم ولكن لم يقبله الكثير من العلماء لعدة أسباب نذكر منها اسناد الحديث به عله بإجماع العلماء وعلته سفيان حيث قيل عنه ان فى احاديثه ضعف بسبب اضطرابه فيها وانه يخطىء كثيرا كما قال يعقوب بن شيبة وعثمان بن ابى شيبة والعجلى كما انه ليس بحافظ كما قال ابو داوود وبن معين
كما ان متن حديثه يخالف متن الاحاديث الاخرى المتفق على صحتها من قبل العلماء ومن امثلة تلك الاختلافات ان حديث سفيان يذكر ان النبى كان راكبا لحماره وهو يتكلم مع ابا ذر وهما يسيران فى الطريق بينما فى الاحاديث الصحيحة ان النبى تكلم مع ابا ذر داخل المسجد وهما جالسان كما فى حديثه ان الشمس تسجد فى عين حمئة وهو مالم تذكره الاحاديث الصحيحة
ولذلك فلن اتعرض له لضعفه
وللرد على ما اثير من شبهات على الاحاديث الصحيحة وللتسهيل على القارىء نظهر الإشكاليات الظاهرة فى الاحاديث ونتناول كل إشكالية على حده و هى
1- ذهاب الشمس وجريانها ومعلوم ان الارض تدور حول الشمس وليس العكس
2- الوصول الى مستقرها تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسير وتقف مثل الانسان الذى يسير ويقف كما انها لا تخرج عن مجموعتها الشمسية حتى تذهب تحت العرش
3- ظاهر الاحاديث تقول ان الشمس لا تسجد الا بين غروبها ومطلعها وعلميا الشمس عندما تكون غائبه عن مكان تكون طالعه فى مكان اخر فلا يجوز لها ان تسجد
4- ارتباط غروب الشمس بذهابها حتى مستقرها والسجود تحت العرش ومعلوم ان فى كل لحظة الشمس تغرب فيها على مكان تشرق فيها على مكان اخر
5- سجود الشمس تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسجد مثل سجود الانسان او يطرأ عليها تغيرات نراه بأعيننا حتى نقول انها فى تلك اللحظة تسجد لله
6- ارتفاع ورجوع الشمس كما قيل لها فتطلع من مطلعها او تطلع من مغربها ومعلوم ان شروق الشمس وغروبها مرتبط بحركة الارض وليس بحركة الشمس كما ان الشمس لا ترتفع ولا ترجع
والان نرد على كل إشكالية على حده ونبدأ على بركة الله
1- ذهاب الشمس وجريانها ومعلوم ان الارض تدور حول الشمس وليس العكس
وللرد نقول
إن ذهاب الشمس وجريانها حقيقة علميه وبالطبع نحن لا نقصد ان الشمس تدور حول الارض ولكن ليس معنى ان الشمس لا تدور حول الارض ان الشمس ساكنه وثابته وهذا ما نفاه العلم حيث من المعلوم ان الشمس تجرى وتسير فى مجرة درب التبانة وتسير حول مركز المجرة بشكل دائرى كما بالصورة
http://www.kaheel7.com/userimages/sun_3.JPG
وبالتالى لا يوجد تناقض بين ما جاء فى الحديث والأية القرانية من ان الشمس تذهب و تجرى لمستقر لها وبين ما توصل له العلم الحديث من ان الشمس تسير وتدور حول مركز المجرة فسيرها فى مجرة درب التبانة حول مركز المجرة هو ذهابها وجريانها
2- الوصول الى مستقرها تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسير وتقف مثل الانسان الذى يسير ويقف كما انها لا تخرج عن مجموعتها الشمسية حتى تذهب تحت العرش
وللرد نقول
ان جميع العلماء اتفقوا على ان الكون كله تحت عرش الرحمن وبالتالى فكل لحظة تجرى فيها الشمس تكون تحت عرش الرحمن وتريد السجود تحته ولكن هذا لا يعنى وقوفها فمن الممكن انها تريد ان تسجد او تسجد بالفعل وهى تسير وذلك لان سجود المخلوقات تختلف عن بعضها البعض فسجود الانسان غير سجود الجبال غير سجود البحار غير سجود الشمس والقمر ومن المعلوم بأتفاق العلماء ان كل شىء يسجد لله فى هذا الكون
اما الوصول الى مكان بعينه تسجد فيه الشمس او تريد السجود فيه فانقسم فيه العلماء الى فريقين وكلاهما لا يخالف العلم
فالقسم الاول يقول : ان كل لحظة تمر على الشمس وتسير فى مجرتها هو وصول الى مستقرها وتكون تحت عرش ربها وهذا لا يعنى ان الشمس تترك مجرتها وتذهب لمكان بعيد
القسم الثانى يقول : مع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات و الشمس لها سجدتان: سجود عام مستديم وهو سجودها المذكور في آية النحل والحج مع سائر المخلوقات وسجود خاص يتحقق عند محاذاتها لمركز العرش وهى تسير فتكون ساجدة تحته وهو المذكور في الحديث وهذا ايضا لا يعنى ان الشمس تترك مجرتها وتذهب لمكان بعيد
فكلا الفريقين اجمعوا ان الشمس لا تخرج من مجرتها وانما هى تحت العرش ويمكن ان تكون تحت مركز باطن العرش وهى فى مجرتها
3- ظاهر الاحاديث تقول ان الشمس لا تسجد الا بين غروبها ومطلعا وعلميا الشمس عندما تكون غائبه عن مكان تكون طالعه فى مكان اخر فلا يجوز لها ان تسجد
وللرد نقول
ان الاحاديث كلها تنص على الغروب والشروق على نفس المكان و قد قال العلماء ان سجود الشمس هو شكر من الشمس لله ان جعلها تتم عملها على القوم الذين غربت عليهم فغروبها انتهاء لعملها ومنفعتها عند هؤلاء القوم فى ذلك اليوم وسجودها بعد الغروب انما شكرها لله على غروبها من ذلك المكان وتأديتها لعملها فى ذلك المكان وبالتالى يكون سجودها وهى طالعه فى مكان هو سجود لغروبها من المكان الاخر
4- ارتباط غروب الشمس بذهابها حتى مستقرها والسجود تحت العرش ومعلوم ان فى كل لحظة الشمس تغرب فيها على مكان تشرق فيها على مكان اخر
وللرد نقول
ان العلماء اجمعوا ان ظاهر الاحاديث الوارده فى ذلك لا تلزمنا القول ان الشمس عند غروبها من مكان معين يجعلها لا تشرق على مكان اخر او تغرب من مكان اخر الا بعد ان تسير وتسجد
فمن الممكن إذا غربت من مكان معين واثناء سيرها فى مجرتها واثناء غروبها على مكان اخر وشروقها على مكان اخر تسير للسجود تحت العرش وتسجد وكل هذا يحدث فى نفس الوقت التى غربت منه على مكان ولازالت تغرب على مكان اخر وفى نفس الوقت تشرق على مكان اخر
وهذا يعنى ان الشمس فى كل لحظة تغرب فيها على مكان وتسير فى مجرتها وتريد السجود لا ينفى هذا كون الشمس فى تلك اللحظة تشرق على مكان اخر او تغرب على مكان اخر
والدليل على ذلك ان الاحاديث لم تذكر ان الشمس حينما تغرب من مكان لا تشرق على مكان اخر الا بعد ان تسير وتسجد ولكن الحديث يتكلم عن مكان واحد تغرب عليه الشمس وتشرق عليه الشمس
والمعنى يكون ان الشمس لا تشرق على مكان ما الا بعد ان تسير وتريد السجود تحت عرش ربها بعد غروبها من نفس المكان وهذا المعنى لا يناقض العلم فى ظل اجماع العلماء ان سجود الشمس ليس كسجود البشر وسجود الشمس تحت العرش لا يتطلب خروجها من مجرتها التى تسير فيها
وهذا المعنى قبله كلا الفريقين المختلفين عن لحظة سجود الشمس تحت العرش
فالقسم الاول الذى يقول : ان كل لحظة تمر على الشمس وتسير فى مجرتها هو وصول الى مستقرها وتكون تحت عرش ربها
فقبلوا هذا المعنى لانهم قالوا ان كل لحظة بين غروب الشمس على مكان وشروقه عليه تسير الشمس فى مجرتها وتسجد تحت العرش ولذلك قالوا ان الشمس دائمة السجود فما ان تنتهى من سجود حتى تدخل فى سجود اخر وسجودها فى تلك اللحظة هو وصولا لمستقرها فى تلك اللحظة مثل الطائف الذى يطوف بالكعبة ما ان ينتهى من شوط ويصل لنهاية الطواف حتى يبدأ فى الاخر مباشرة
اما القسم الثانى الذى يقول : أن الشمس تسجد حينما تكون مقابلة لمركز باطن العرش
فقبلوا هذا المعنى ايضا لانهم قالوا ان الشمس تكون مقابله لباطن العرش مره واحده كل 12 ساعة بالتوقيت الزمنى والشمس تكون مقابلة لمركز باطن العرش فى لحظة زمنيه معينه تقع بين غروبها على مكان وشروقها على نفس المكان فنصف الارض يكون فى الليل بينما النصف الاخر يكون فى النهار و فى لحظة من هذه الفترة الزمنية لا نعرف مقدارها تكون الشمس تحت مركز العرش فتسجد وفى النصف الاخر من اليوم وعندما ينعكس حال الارض و فى لحظة من هذه الفترة الزمنية لا نعرف مقدارها تكون الشمس تحت مركز العرش فتسجد وقد قالوا انه لا يفهم من ذلك ان العرش صغير حتى ان الشمس تأتى مركزه كل 12 ساعه زمنيه بالرغم من ان الشمس تجرى بسرعة كبيره جدا فيجعلنا نقول ان عرش الله كبير جدا ولكن علماء هذه الفرقه قالوا ان الله بقدرته يجعل مركز العرش فوق الشمس كل 12 ساعة حتى تسجد تحته معبرة عن شكرها بعد اتمام عملها على نصف الارض لان الشمس لا تغطى الارض كاملا فى وقت واحد او تغربه عنه كاملا فى وقت واحد بل تضىء نصف الارض فقط كما بالصورة
http://www.flepedia.com/post_image/231_530_280.jpg
5- سجود الشمس تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسجد مثل سجود الانسان او يطرأ عليها تغيرات نراه بأعيننا حتى نقول انها فى تلك اللحظة تسجد لله
وللرد نقول
ان العلماء اتفقوا ان سجود المخلوقات تختلف عن بعضها البعض فسجود الانسان غير سجود الجبال غير سجود البحار غيرسجود الشمس والقمر ومن المعلوم بأتفاق العلماء ان كل شىء يسجد لله فى هذا الكون
و هذا لا يعنى وقوفها فمن الممكن انها تريد ان تسجد او تسجد بالفعل وهى تسير كما انها تسجد سجودا لا يعلمه سوى الله وقد اجمع العلماء ان سجودها لا يلزم توقفها بل يمكنها السجود اثناء سيرها والدليل على ذلك ان الاحاديث لم تقل وقفت الشمس او توقفت عن السير او توقفت عند مستقرها بل قال حتى تسجد او حتى تنتهى الى مستقرها وهذا لا يلزم التوقف كما قال العلماء بل يمكنها ان تسجد وهى تسير ويكون ذلك هو مستقرها اى غرضها من السير كما قال العلماء
6- ارتفاع ورجوع الشمس كما قيل لها فتطلع من مطلعها او تطلع من مغربها ومعلوم ان شروق الشمس وغروبها مرتبط بحركة الارض وليس حركة الشمس كما ان الشمس لا ترتفع ولا ترجع
وللرد نقول
ان العلماء قالوا انه من المعلوم ورود لفظ كأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فى معظم الاحاديث وهذا يدل على التشبيه وليس الحقيقه فالذى يرى الشمس يراها كأنها أمرت بالرجوع الينا او أمرت ان تطلع ولا يرى احد دوران الارض او يشعر به وهذا اكبر دليل على ان الاحاديث تقر أن طلوع الشمس ليس حقيقى وانما أتت على سبيل التشبيه وعدم ورودها فى حديثان اثنان فقط انما هى سقطة من الراوى محمد بن يوسف و الراوى يحيى بن جعفر كما قال العلماء
كما قال العلماء ان فى الحديث الاول لمسلم والذى لا يذكر فيه لفظ كأنها ويذكر فيه لفظ ارتفعى ارجعى والحديث الاول لبخارى الذى لا يذكر فيه لفظ كأنها ويذكر فيه لفظ ارجعى انما هو إشارة كما هو واضح من الحديثان على ان سجودها قد تم واكتمل وقد قبله علماء كلا الفريقين سواء الذين يؤمنون ان سجود الشمس يحدث مرتان فى اليوم فهو لا يتعارض بين قولهم وبين انتهاء الشمس من سجودها بل يؤيده
او حتى الذين يقولون ان الشمس تسجد دائما فأيضا قبلوه وذلك لأن انتهاء الشمس من سجود معين لا يعنى انها لن تسجد ثانية بل قام علماء هذه الفرقه بتشبيه سجود االشمس بطواف الطائف حول الكعبه فانتهاء الطائف من شوط وهو يطوف حول الكعبة لا يعنى انتهاء الطواف بل يدخل مباشرة فى الشوط الذى يليه
وقد قال العلماء انه من الممكن ان يكون الامر هو للشمس فى عين الناظر لها بعد سجودها ولا يستلزم ذلك حدوث تغييرات حقيقية للشمس او الارض لأن الأصل هو رؤية الناس للشمس وهى تطلع من مشرقها فيعلمون انهم فى الأيام العادية او تطلع من مغربها فيعلمون انهم فى اخر الزمان قرب يوم القيامة
فنحن نرى الشمس باعيننا تتحرك وترجع لنا مره اخرى فيكون هذا هو أمر الله لها لأن الله لو اراد ان نرى الارض هى التى تتحرك لرأيناها كذلك تنفيذا لمراد الله او لو اراد الله ان تظهر الشمس فى كبد السماء صغيرة ثم تظل تكبر حتى منتصف النهار ثم تصغر حتى تتلاشى فى اخر النهار لرأيناها كذلك تنفيذا لمراد الله ولكن الله اراد ان نراها تتحرك وترجع وتطلع وهذا مثل امور كثيره نراها بأعيننا ولا تؤثر فى حركة الشمس او الارض او يحدث لهما تغييرات مثل رؤية قوس قزح وكسوف الشمس وخسوف القمر فهذه الامور تحدث فى عين الناظر دون ان تطرأ تغيرات حقيقة على الشمس او القمر او السماء
وأيضا مثل ما حدث مع يشوع بن نون حينما اوقف الشمس فى السماء وجاء ذلك فى الكتاب المقدس وفى الاحاديث النبوية او اشعياء حينما رجعت الشمس له عشرة درجات فقال علماء الاسلام انه من الممكن ان تكون تلك المعجزات حدثت فى اعين الناظرين لها فقط وليس على مستوى الكون بصفة عامه خاصة إنه لا يوجد اى ذكر لمثل هذه الظواهر الخارقة فى التاريخ او الأثار او فى حضارات البلاد المجاورة لمكان عمل هذه المعجزات
ويؤكد هذا الكلام موقع هولى بايبل المسيحى حيث يقول
فلو حدث وزاد سمك طبقة الهواء فوق منطقة يجعل الناظر من الارض الي السماء يري كما لو كانت الشمس رجعت الي الوراء وهي نفس النظريه التي تفسر ظاهرة ظهور اكثر من شمس في الهواء رغم انها شمس واحده
http://holy-bible-1.com/media/10915/html/899_html_600eb152.jpg
او ظاهرة رؤية الشمس بعد غروبها احيانا وهو نوع آخر من الظهور، وهو تأثير نوفايا زمليا حيث تظهر الشمس بعد غروبها تحت الخط الفعلي للأفق
http://holy-bible-1.com/media/10915/html/899_html_68df81ba.gif
كما ان الحديثان اللذان لا يذكران لفظ كأنها ويفهم منها ان الشمس هى التى ترجع وتطلع او ان الله امرها بالرجوع وبالطلوع وإذا تجاهلنا الاحاديث الاخرى الوارد فيها لفظ كأنها فهذا لا يعنى بالضروره ان الشمس هى التى تتحرك حول الارض فمن الممكن ان يكون المقصود برجوع وبطلوع الشمس او أمر الله لها بالرجوع وبالطلوع هو الامر لكوكب الارض بالدوران وذلك لأن الغرض من الامر فى الاصل هو رؤية الناس بأعينهم للشمس وهى ترجع لهم مره اخرى وتطلع من مشرقها كل يوم او مغربها قرب يوم القيامه وليس الغرض هو دوران الارض فى حد ذاته وبالتالى حينما يأمر الله الشمس بالرجوع الى الناس التى غربت عليهم وبالطلوع من مشرقها لهم مرة اخرى او مغربها فهذا يعنى الامر للأرض بالدوران حتى ترجع الشمس للناس مرة اخرى وتطلع من مشرقها او مغربها ويمكننا ان نتصور هذا إذا تخيلنا الأمر الموجه من الله ويقال للشمس ارجعى لمن غربتى عنهم واطلعى من مطلعك او اطلعى من مغربك فيؤدى ذلك الى دوران الارض حتى تطلع الشمس تنفيذا لمراد الله وأمره وهذا ما حدث مع يشوع بن نون عندما قال يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ وهذا يعنى انه اعطى الامر للشمس ولم يقل يا ارض دومى او قفى وإنما فى الأمر للشمس إشارة الى الارض ان تقف و هذا إن لم يكن الأمر قاصر على رؤية الناس للشمس فى جبعون فقط
كما اجمع العلماء ان هذا لا يقتضى ان الشمس حينما تغرب على مكان معين ان تطلع عليه بمجرد غروبها عنها بل قال العلماء ان هذا يعنى ان تطلع عليهم فى الميعاد المقدر لها
كما لو تم ذكر دوران الارض ما كان ليفهمه المعاصرين للنبى ولا حتى الاجيال التى تليهم ولأستشكل عليهم ولقالوا كما قال الكثير عندما ظهرت هذه النظريه اننا لو امسينا فى مكه ومع دوران الارض لأصبحنا فى الطائف او نجد
وهنا لابد للإشارة لما قاله موقع الانبا تكلا المسيحى فى إجابته لسؤال من احد الاشخاص حيث قال السائل كيف يقول الكتاب المقدس ان الله يأمر الشمس فلا تشرق وعلميا الارض هى التى تدور وبالتالى كان المفترض ان يخبرنا الكتاب ان الله يأمر الارض بعدم الدوران وليس الشمس ؟ وقد جاوب الموقع بالتالى: إن الله يخبرنا بالكلام الذى نستطيع استيعابه اما الذى لا نستطيع استيعابه فلا يخبرنا به وكون ان الكتاب يقول ان الله يأمر الشمس فلا تشرق فهذا لا ينفى دوران الارض حول الشمس بل الله يخاطبنا حسب عقولنا
ولابد لنا من الإشارة الى ان هذه الاحاديث موضوع الشبهة هى نفسها ترد على الشبهة كما قال العلماء كالتالى
1- قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم:" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" عند البخاري وغيره. ولم يقل أنها "تغرب تحت العرش" أو "حتى تغرب تحت العرش" وهذا فهم توهمه بعض الناس الذين أشكل عليهم هذا الحديث وهو فهم مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب على جهة معينة
2- قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" والشاهد من قوله:" لا يستنكر الناس منها شيئا". وكأن في هذا دلالة ضمنية بأن هناك من الناس ممن سيبلغه هذا الحديث وسوف يستشكل عليه فيتوهم أن الشمس تقف أو تتباطأ للسجود فينكر الناس ذلك ويرهبونه. إلا أن النبى صلى الله عليه وسلم أشار في الحديث إلى جريان الشمس على عادتها مع انها تسجد ولكنه سجود غير سجود الآدميين فمن الذى اخبر النبى صلى الله عليه وسلم بأن هناك من سيستنكر هذا الحديث الا رب العزة عالم الغيب
3- قال العلماء فى قوله صلى الله عليه وسلم "وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع" اكبر دليل على ان الاحاديث تقر أن طلوع الشمس ليس حقيقى وانما أتت على سبيل التشبيه حيث ان العين ترى الشمس كأنها ترجع وتطلع
ويمكن تلخيص الفائدة من هذه الاحاديث والغرض منها بالشرح التالى:
ان الاحاديث تريد ان تقول لنا ان كل شىء يسجد لله بما فى ذلك الشمس فالشمس بعدما تغرب عن كل مكان واثناء سيرها تسجد لله ولذلك فالشمس ساجدة لله دائما لأن فى كل لحظة تغرب الشمس عن مكان فى الارض كما قال النوع الاول من العلماء او تسجد الشمس لله فى لحظة زمنية معينة عندما تغرب الشمس عن نصف الارض لأن الشمس لا تغرب عن الارض كاملا فى وقت واحد ويجعل الله الشمس بقدرته تحت مركز العرش فى تلك اللحظه بكيفية لا نستطيع استيعابها كما قال النوع الثانى من العلماء والسجود كما اجمع العلماء لا نستطيع رؤيته او ملاحظته بأعيننا
وحينما يقال لها ارتفعى و ارجعى فهو تشبيه لورود لفظ كأنها فى معظم الاحاديث و إشارة للأمر لها بإنهاء سجودها المرتبط بغروبها من مكان معين دون ان تكف عن السجود بسبب التحام سجودها بسجود جديد مرتبط بغروبها عن مكان جديد مثل التحام الاشواط ببعض عند الطواف كما قال النوع الاول من العلماء او هو إشارة للأمر لها بإنهاء سجودها عند لحظة زمنية معينه بعد غروبها عن نصف الارض كما قال النوع الثانى من العلماء وقد قال العلماء ان الرجوع من الممكن ان يكون هو أمر للشمس بالرجوع فى عين الناظر لها بعد سجودها
وبعد ان انتهينا من الرد من منظور اسلامى وبالرغم من عدم حاجتنا الى اى ردود اخرى بعد شرح الاحاديث من منظور اسلامى وانتفاء اى شبه من خلالها الا انه لن نخسر شيئا إذا اردنا ان نعرف رأى العلم حول فكرة رجوع الشمس وعلاقة ذلك بتعاقب الليل والنهار من منظور علمى
فيقول علماء الفضاء ان الشمس تسير حول مركز مجرة درب التبانه بطريقة حلزونية دائرية وكذلك الكواكب كما هو مبين فى تلك الصورة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/89/236084main_MilkyWay-full-annotated.jpg/330px-236084main_MilkyWay-full-annotated.jpg (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:236084main_MilkyWay-full-annotated.jpg)
والشمس وبسبب كتلتها الكبيرة تجذب جميع الكواكب إليها تماماً كما تجذب الأرض القمر الذي هو أصغر من الأرض بكثير،ولقد اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا (درب التبانة)، بل وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب تتراوح سرعة الشمس في دورانها حول مركز المجرة 200-250 كيلو متر في الثانية. وقدوجدوا أن للشمس حركة أخرى صعوداً وهبوطاً، ووجدوا ان الشمس تدور حول نفسها نتيجة لسيرها حول مركز المجرة مع إنجذابها لها فيؤدى ذلك الى دورانها حول نفسها كما بالصورة المأخوذة من ناسا
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/11/Sun_turn.gif/220px-Sun_turn.gif (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Sun_turn.gif)
وبالتالى نستطيع القول ان سيرها بهذه الطريقة حول مركز المجرة هو رجوعها من حيث جاءت وذلك لسيرها بطريقة حلزونية دائرية مثل الذى يرسم دائره فيرسم وكأنه يعود من حيث بدأ الرسم أو مثل الذى يرسم خط حلزونى وكأنه يعود من حيث بدأ الرسم والمعنى واضح فى هذا وبالتالى فسير الشمس بطريقتها الطبيعيه فى مجرتها بشكل حلزونى دائرى هو فى حد ذاته رجوعا من حيث جاءت او بمعنى ادق كأنها ترجع من حيث جاءت وهو التعبير النبوى المستخدم فى جميع الاحاديث عدا اثنان فقط
واليكم مقطع هام جدا من موقع هولى بايبل المسيحى وهو يقر بالادلة العلميه ان حركة الشمس ينتج عنها دوران الارض حول نفسها وتعاقب الليل والنهار فيقول:
والشمس هي كتله مشتعله من غازات ملتهبة فهي ليست جسم صلب مثل الارض فهي تدور حول محورها بطريقه مغايرة لطريقة دوران الكواكب الصلبه لاختلاف طبيعتها عن طبيعة الكواكب الصلبه فخط استواء الشمس يدور حول المحور دوره كامله في 25 يوم بينما تطول هذه المدة في المناطق شمال وجنوب خط الإستواء حتى تصل إلى حوالي 37 يوما عند القطبين ، أي أن الشمس في هذه الحالة تدور وكأنها تفتل فتلا وطريقة دورانها تسمى الدوران التفاضلي
( Differential Rotation)
http://holy-bible-1.com/media/10760/html/746_html_79930ea9.gif
وبفعل دوران الشمس وحجمها الضخم ينتج حقل مغناطيسي وموجات تنتج ذبذبات هائلة تجعل الكواكب الاصغر تدور حولها في مدارات وهو المدار السنوي وتتابع الفصول ولكن ايضا هذه الموجات تنتج عنها حركة الكواكب حول نفسها مما ينتج الليل والنهار فبفعل الموجات الشمسية الهائلة الذبذبات (400 بليون ذبذبة / ثانية)، التي تقع على سطح الأرض يحدث دوران الأرض حول محورها اي ان دوران الارض حول الشمس هو بسبب الشمس وايضا دوران الارض حول محورها واستمراريته بدون توقف هو ايضا بسبب ذبذبات الشمس بمعني فرضية ان الارض لو توقفت فان ذبذبات الشمس المستمره سترجعها الي سرعة دورانها مره اخري
فلو قلت هذه الذبذبات لقلت سرعة دوران الأرض ولو بطلت هذه الذبذبات لتوقفت الأرض عن الدوران وايضا يتوقف القمر عن الدوران حول الارض لان ايضا دوران الارض حول نفسها وجاذبيتها للقمر يجعل القمر يدور حول نفسه وحول الارض
وهذا يعنى سير الشمس بطريقة حلزونية دائرية حول المجرة وكأنها ترجع من حيث بدأت ومع انجذابها لمركز المجرة يؤدى ذلك الى دوران الشمس حول نفسها مما يؤدى الى دوران الارض حول نفسها ومن ثم تعاقب الليل والنهار بشهادة علماء الفضاء وموقع هولى بايبل المسيحى
واخيرا وقبل ان نختم لابد ان نرى النصوص الخاصة بالشمس فى الكتاب المقدس وذلك بسبب ترديد النصارى هذه الشبهة مع الملحدين فأقل عقاب لهم بعد ان قمنا بالرد على شبهتهم ان نورد النصوص الخاصة بالشمس من كتابهم
يشوع 13:10
فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل
القضاة 31:5
هكَذَا يَبِيدُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ. وَأَحِبَّاؤُهُ كَخُرُوجِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهَا
ايوب 7:9
الآمِرُ الشَّمْسَ فَلاَ تُشْرِقُ
الجامعة 5:1
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِق
بن سيراخ 2:43
الشَّمْسُ عِنْدَ خُرُوجِهَا تُبَشِّرُ بِمَرْآهَا
بن سيراخ 5:46
أَلَمْ تَرْجِعِ الشَّمْسُ إِلَى الْوَرَاءِ عَلَى يَدِه
بن سيراخ 26:48
فِي أَيَّامِهِ رَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْوَرَاءِ
اشعياء 10:13
فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا،
اشعياء 8:38
هأَنَذَا أُرَجِّعُ ظِلَّ الدَّرَجَاتِ الَّذِي نَزَلَ فِي دَرَجَاتِ آحَازَ بِالشَّمْسِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ». فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ
-------------------------------------------------------------------------
مراجع الموضوع:
1- موقع التوحيد الاسلامى
2- موقع ملتقى اهل الحديث
3- موقع اسلام ويب
4- موقع الاعجاز العلمى للقرأن والسنة
5- موقع الدكتور عبد الدايم الكحيل
6- موقع الانبا تكلا المسيحى
7- موقع هولى بايبل المسيحى
8- موقع الويكيبيديا
كثيرا ما يردد النصارى والملحدون شبهة احاديث سجود الشمس تحت العرش وهى احاديث جاءت بإختلاف اللفظ فى البخارى ومسلم ومسند احمد وسنن الترمذى وهم الاتى
بدء الخلق - حديث اول - صحيح بخارى
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم
وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم - التوحيد - حديث ثانى - صحيح البخاري
حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم هو التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فلما غربت الشمس قال يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب تستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها
بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان - الإيمان - حديث اول - صحيح مسلم
حدثنا يحيى بن أيوب وأسحق بن إبراهيم جميعا عن ابن عليةقال ابن ايوب حدثنا يونسعن إبراهيم بن يزيد التيمي سمعه فيما أعلم عن أبي ذر رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في إيمانها خيرا
بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان - الإيمان - حديث ثانى - صحيح مسلم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فلما غابت الشمس قال يا أبا ذر هل تدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها
مسند الأنصار رضي الله عنهم - مسند أحمد
حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حين وجبت الشمس فقال يا أبا ذر تدري أين تذهب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع إلى مطلعها فذلك مستقرها ثم قرأ
والشمس تجري لمستقر لها
كتاب الفتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - سنن الترمذى
حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال :
دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبى صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها اطلعى من حيث جئت فتطلع من مغربها قال ثم قرأ وذلك مستقر لها
ملحوظة:
هناك حديث أخر عن طريق سفيان بن حسين مذكور فى سنن ابو داوود ومسند احمد ومستدرك الحاكم ولكن لم يقبله الكثير من العلماء لعدة أسباب نذكر منها اسناد الحديث به عله بإجماع العلماء وعلته سفيان حيث قيل عنه ان فى احاديثه ضعف بسبب اضطرابه فيها وانه يخطىء كثيرا كما قال يعقوب بن شيبة وعثمان بن ابى شيبة والعجلى كما انه ليس بحافظ كما قال ابو داوود وبن معين
كما ان متن حديثه يخالف متن الاحاديث الاخرى المتفق على صحتها من قبل العلماء ومن امثلة تلك الاختلافات ان حديث سفيان يذكر ان النبى كان راكبا لحماره وهو يتكلم مع ابا ذر وهما يسيران فى الطريق بينما فى الاحاديث الصحيحة ان النبى تكلم مع ابا ذر داخل المسجد وهما جالسان كما فى حديثه ان الشمس تسجد فى عين حمئة وهو مالم تذكره الاحاديث الصحيحة
ولذلك فلن اتعرض له لضعفه
وللرد على ما اثير من شبهات على الاحاديث الصحيحة وللتسهيل على القارىء نظهر الإشكاليات الظاهرة فى الاحاديث ونتناول كل إشكالية على حده و هى
1- ذهاب الشمس وجريانها ومعلوم ان الارض تدور حول الشمس وليس العكس
2- الوصول الى مستقرها تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسير وتقف مثل الانسان الذى يسير ويقف كما انها لا تخرج عن مجموعتها الشمسية حتى تذهب تحت العرش
3- ظاهر الاحاديث تقول ان الشمس لا تسجد الا بين غروبها ومطلعها وعلميا الشمس عندما تكون غائبه عن مكان تكون طالعه فى مكان اخر فلا يجوز لها ان تسجد
4- ارتباط غروب الشمس بذهابها حتى مستقرها والسجود تحت العرش ومعلوم ان فى كل لحظة الشمس تغرب فيها على مكان تشرق فيها على مكان اخر
5- سجود الشمس تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسجد مثل سجود الانسان او يطرأ عليها تغيرات نراه بأعيننا حتى نقول انها فى تلك اللحظة تسجد لله
6- ارتفاع ورجوع الشمس كما قيل لها فتطلع من مطلعها او تطلع من مغربها ومعلوم ان شروق الشمس وغروبها مرتبط بحركة الارض وليس بحركة الشمس كما ان الشمس لا ترتفع ولا ترجع
والان نرد على كل إشكالية على حده ونبدأ على بركة الله
1- ذهاب الشمس وجريانها ومعلوم ان الارض تدور حول الشمس وليس العكس
وللرد نقول
إن ذهاب الشمس وجريانها حقيقة علميه وبالطبع نحن لا نقصد ان الشمس تدور حول الارض ولكن ليس معنى ان الشمس لا تدور حول الارض ان الشمس ساكنه وثابته وهذا ما نفاه العلم حيث من المعلوم ان الشمس تجرى وتسير فى مجرة درب التبانة وتسير حول مركز المجرة بشكل دائرى كما بالصورة
http://www.kaheel7.com/userimages/sun_3.JPG
وبالتالى لا يوجد تناقض بين ما جاء فى الحديث والأية القرانية من ان الشمس تذهب و تجرى لمستقر لها وبين ما توصل له العلم الحديث من ان الشمس تسير وتدور حول مركز المجرة فسيرها فى مجرة درب التبانة حول مركز المجرة هو ذهابها وجريانها
2- الوصول الى مستقرها تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسير وتقف مثل الانسان الذى يسير ويقف كما انها لا تخرج عن مجموعتها الشمسية حتى تذهب تحت العرش
وللرد نقول
ان جميع العلماء اتفقوا على ان الكون كله تحت عرش الرحمن وبالتالى فكل لحظة تجرى فيها الشمس تكون تحت عرش الرحمن وتريد السجود تحته ولكن هذا لا يعنى وقوفها فمن الممكن انها تريد ان تسجد او تسجد بالفعل وهى تسير وذلك لان سجود المخلوقات تختلف عن بعضها البعض فسجود الانسان غير سجود الجبال غير سجود البحار غير سجود الشمس والقمر ومن المعلوم بأتفاق العلماء ان كل شىء يسجد لله فى هذا الكون
اما الوصول الى مكان بعينه تسجد فيه الشمس او تريد السجود فيه فانقسم فيه العلماء الى فريقين وكلاهما لا يخالف العلم
فالقسم الاول يقول : ان كل لحظة تمر على الشمس وتسير فى مجرتها هو وصول الى مستقرها وتكون تحت عرش ربها وهذا لا يعنى ان الشمس تترك مجرتها وتذهب لمكان بعيد
القسم الثانى يقول : مع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات و الشمس لها سجدتان: سجود عام مستديم وهو سجودها المذكور في آية النحل والحج مع سائر المخلوقات وسجود خاص يتحقق عند محاذاتها لمركز العرش وهى تسير فتكون ساجدة تحته وهو المذكور في الحديث وهذا ايضا لا يعنى ان الشمس تترك مجرتها وتذهب لمكان بعيد
فكلا الفريقين اجمعوا ان الشمس لا تخرج من مجرتها وانما هى تحت العرش ويمكن ان تكون تحت مركز باطن العرش وهى فى مجرتها
3- ظاهر الاحاديث تقول ان الشمس لا تسجد الا بين غروبها ومطلعا وعلميا الشمس عندما تكون غائبه عن مكان تكون طالعه فى مكان اخر فلا يجوز لها ان تسجد
وللرد نقول
ان الاحاديث كلها تنص على الغروب والشروق على نفس المكان و قد قال العلماء ان سجود الشمس هو شكر من الشمس لله ان جعلها تتم عملها على القوم الذين غربت عليهم فغروبها انتهاء لعملها ومنفعتها عند هؤلاء القوم فى ذلك اليوم وسجودها بعد الغروب انما شكرها لله على غروبها من ذلك المكان وتأديتها لعملها فى ذلك المكان وبالتالى يكون سجودها وهى طالعه فى مكان هو سجود لغروبها من المكان الاخر
4- ارتباط غروب الشمس بذهابها حتى مستقرها والسجود تحت العرش ومعلوم ان فى كل لحظة الشمس تغرب فيها على مكان تشرق فيها على مكان اخر
وللرد نقول
ان العلماء اجمعوا ان ظاهر الاحاديث الوارده فى ذلك لا تلزمنا القول ان الشمس عند غروبها من مكان معين يجعلها لا تشرق على مكان اخر او تغرب من مكان اخر الا بعد ان تسير وتسجد
فمن الممكن إذا غربت من مكان معين واثناء سيرها فى مجرتها واثناء غروبها على مكان اخر وشروقها على مكان اخر تسير للسجود تحت العرش وتسجد وكل هذا يحدث فى نفس الوقت التى غربت منه على مكان ولازالت تغرب على مكان اخر وفى نفس الوقت تشرق على مكان اخر
وهذا يعنى ان الشمس فى كل لحظة تغرب فيها على مكان وتسير فى مجرتها وتريد السجود لا ينفى هذا كون الشمس فى تلك اللحظة تشرق على مكان اخر او تغرب على مكان اخر
والدليل على ذلك ان الاحاديث لم تذكر ان الشمس حينما تغرب من مكان لا تشرق على مكان اخر الا بعد ان تسير وتسجد ولكن الحديث يتكلم عن مكان واحد تغرب عليه الشمس وتشرق عليه الشمس
والمعنى يكون ان الشمس لا تشرق على مكان ما الا بعد ان تسير وتريد السجود تحت عرش ربها بعد غروبها من نفس المكان وهذا المعنى لا يناقض العلم فى ظل اجماع العلماء ان سجود الشمس ليس كسجود البشر وسجود الشمس تحت العرش لا يتطلب خروجها من مجرتها التى تسير فيها
وهذا المعنى قبله كلا الفريقين المختلفين عن لحظة سجود الشمس تحت العرش
فالقسم الاول الذى يقول : ان كل لحظة تمر على الشمس وتسير فى مجرتها هو وصول الى مستقرها وتكون تحت عرش ربها
فقبلوا هذا المعنى لانهم قالوا ان كل لحظة بين غروب الشمس على مكان وشروقه عليه تسير الشمس فى مجرتها وتسجد تحت العرش ولذلك قالوا ان الشمس دائمة السجود فما ان تنتهى من سجود حتى تدخل فى سجود اخر وسجودها فى تلك اللحظة هو وصولا لمستقرها فى تلك اللحظة مثل الطائف الذى يطوف بالكعبة ما ان ينتهى من شوط ويصل لنهاية الطواف حتى يبدأ فى الاخر مباشرة
اما القسم الثانى الذى يقول : أن الشمس تسجد حينما تكون مقابلة لمركز باطن العرش
فقبلوا هذا المعنى ايضا لانهم قالوا ان الشمس تكون مقابله لباطن العرش مره واحده كل 12 ساعة بالتوقيت الزمنى والشمس تكون مقابلة لمركز باطن العرش فى لحظة زمنيه معينه تقع بين غروبها على مكان وشروقها على نفس المكان فنصف الارض يكون فى الليل بينما النصف الاخر يكون فى النهار و فى لحظة من هذه الفترة الزمنية لا نعرف مقدارها تكون الشمس تحت مركز العرش فتسجد وفى النصف الاخر من اليوم وعندما ينعكس حال الارض و فى لحظة من هذه الفترة الزمنية لا نعرف مقدارها تكون الشمس تحت مركز العرش فتسجد وقد قالوا انه لا يفهم من ذلك ان العرش صغير حتى ان الشمس تأتى مركزه كل 12 ساعه زمنيه بالرغم من ان الشمس تجرى بسرعة كبيره جدا فيجعلنا نقول ان عرش الله كبير جدا ولكن علماء هذه الفرقه قالوا ان الله بقدرته يجعل مركز العرش فوق الشمس كل 12 ساعة حتى تسجد تحته معبرة عن شكرها بعد اتمام عملها على نصف الارض لان الشمس لا تغطى الارض كاملا فى وقت واحد او تغربه عنه كاملا فى وقت واحد بل تضىء نصف الارض فقط كما بالصورة
http://www.flepedia.com/post_image/231_530_280.jpg
5- سجود الشمس تحت العرش ومعلوم ان الشمس لا تسجد مثل سجود الانسان او يطرأ عليها تغيرات نراه بأعيننا حتى نقول انها فى تلك اللحظة تسجد لله
وللرد نقول
ان العلماء اتفقوا ان سجود المخلوقات تختلف عن بعضها البعض فسجود الانسان غير سجود الجبال غير سجود البحار غيرسجود الشمس والقمر ومن المعلوم بأتفاق العلماء ان كل شىء يسجد لله فى هذا الكون
و هذا لا يعنى وقوفها فمن الممكن انها تريد ان تسجد او تسجد بالفعل وهى تسير كما انها تسجد سجودا لا يعلمه سوى الله وقد اجمع العلماء ان سجودها لا يلزم توقفها بل يمكنها السجود اثناء سيرها والدليل على ذلك ان الاحاديث لم تقل وقفت الشمس او توقفت عن السير او توقفت عند مستقرها بل قال حتى تسجد او حتى تنتهى الى مستقرها وهذا لا يلزم التوقف كما قال العلماء بل يمكنها ان تسجد وهى تسير ويكون ذلك هو مستقرها اى غرضها من السير كما قال العلماء
6- ارتفاع ورجوع الشمس كما قيل لها فتطلع من مطلعها او تطلع من مغربها ومعلوم ان شروق الشمس وغروبها مرتبط بحركة الارض وليس حركة الشمس كما ان الشمس لا ترتفع ولا ترجع
وللرد نقول
ان العلماء قالوا انه من المعلوم ورود لفظ كأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فى معظم الاحاديث وهذا يدل على التشبيه وليس الحقيقه فالذى يرى الشمس يراها كأنها أمرت بالرجوع الينا او أمرت ان تطلع ولا يرى احد دوران الارض او يشعر به وهذا اكبر دليل على ان الاحاديث تقر أن طلوع الشمس ليس حقيقى وانما أتت على سبيل التشبيه وعدم ورودها فى حديثان اثنان فقط انما هى سقطة من الراوى محمد بن يوسف و الراوى يحيى بن جعفر كما قال العلماء
كما قال العلماء ان فى الحديث الاول لمسلم والذى لا يذكر فيه لفظ كأنها ويذكر فيه لفظ ارتفعى ارجعى والحديث الاول لبخارى الذى لا يذكر فيه لفظ كأنها ويذكر فيه لفظ ارجعى انما هو إشارة كما هو واضح من الحديثان على ان سجودها قد تم واكتمل وقد قبله علماء كلا الفريقين سواء الذين يؤمنون ان سجود الشمس يحدث مرتان فى اليوم فهو لا يتعارض بين قولهم وبين انتهاء الشمس من سجودها بل يؤيده
او حتى الذين يقولون ان الشمس تسجد دائما فأيضا قبلوه وذلك لأن انتهاء الشمس من سجود معين لا يعنى انها لن تسجد ثانية بل قام علماء هذه الفرقه بتشبيه سجود االشمس بطواف الطائف حول الكعبه فانتهاء الطائف من شوط وهو يطوف حول الكعبة لا يعنى انتهاء الطواف بل يدخل مباشرة فى الشوط الذى يليه
وقد قال العلماء انه من الممكن ان يكون الامر هو للشمس فى عين الناظر لها بعد سجودها ولا يستلزم ذلك حدوث تغييرات حقيقية للشمس او الارض لأن الأصل هو رؤية الناس للشمس وهى تطلع من مشرقها فيعلمون انهم فى الأيام العادية او تطلع من مغربها فيعلمون انهم فى اخر الزمان قرب يوم القيامة
فنحن نرى الشمس باعيننا تتحرك وترجع لنا مره اخرى فيكون هذا هو أمر الله لها لأن الله لو اراد ان نرى الارض هى التى تتحرك لرأيناها كذلك تنفيذا لمراد الله او لو اراد الله ان تظهر الشمس فى كبد السماء صغيرة ثم تظل تكبر حتى منتصف النهار ثم تصغر حتى تتلاشى فى اخر النهار لرأيناها كذلك تنفيذا لمراد الله ولكن الله اراد ان نراها تتحرك وترجع وتطلع وهذا مثل امور كثيره نراها بأعيننا ولا تؤثر فى حركة الشمس او الارض او يحدث لهما تغييرات مثل رؤية قوس قزح وكسوف الشمس وخسوف القمر فهذه الامور تحدث فى عين الناظر دون ان تطرأ تغيرات حقيقة على الشمس او القمر او السماء
وأيضا مثل ما حدث مع يشوع بن نون حينما اوقف الشمس فى السماء وجاء ذلك فى الكتاب المقدس وفى الاحاديث النبوية او اشعياء حينما رجعت الشمس له عشرة درجات فقال علماء الاسلام انه من الممكن ان تكون تلك المعجزات حدثت فى اعين الناظرين لها فقط وليس على مستوى الكون بصفة عامه خاصة إنه لا يوجد اى ذكر لمثل هذه الظواهر الخارقة فى التاريخ او الأثار او فى حضارات البلاد المجاورة لمكان عمل هذه المعجزات
ويؤكد هذا الكلام موقع هولى بايبل المسيحى حيث يقول
فلو حدث وزاد سمك طبقة الهواء فوق منطقة يجعل الناظر من الارض الي السماء يري كما لو كانت الشمس رجعت الي الوراء وهي نفس النظريه التي تفسر ظاهرة ظهور اكثر من شمس في الهواء رغم انها شمس واحده
http://holy-bible-1.com/media/10915/html/899_html_600eb152.jpg
او ظاهرة رؤية الشمس بعد غروبها احيانا وهو نوع آخر من الظهور، وهو تأثير نوفايا زمليا حيث تظهر الشمس بعد غروبها تحت الخط الفعلي للأفق
http://holy-bible-1.com/media/10915/html/899_html_68df81ba.gif
كما ان الحديثان اللذان لا يذكران لفظ كأنها ويفهم منها ان الشمس هى التى ترجع وتطلع او ان الله امرها بالرجوع وبالطلوع وإذا تجاهلنا الاحاديث الاخرى الوارد فيها لفظ كأنها فهذا لا يعنى بالضروره ان الشمس هى التى تتحرك حول الارض فمن الممكن ان يكون المقصود برجوع وبطلوع الشمس او أمر الله لها بالرجوع وبالطلوع هو الامر لكوكب الارض بالدوران وذلك لأن الغرض من الامر فى الاصل هو رؤية الناس بأعينهم للشمس وهى ترجع لهم مره اخرى وتطلع من مشرقها كل يوم او مغربها قرب يوم القيامه وليس الغرض هو دوران الارض فى حد ذاته وبالتالى حينما يأمر الله الشمس بالرجوع الى الناس التى غربت عليهم وبالطلوع من مشرقها لهم مرة اخرى او مغربها فهذا يعنى الامر للأرض بالدوران حتى ترجع الشمس للناس مرة اخرى وتطلع من مشرقها او مغربها ويمكننا ان نتصور هذا إذا تخيلنا الأمر الموجه من الله ويقال للشمس ارجعى لمن غربتى عنهم واطلعى من مطلعك او اطلعى من مغربك فيؤدى ذلك الى دوران الارض حتى تطلع الشمس تنفيذا لمراد الله وأمره وهذا ما حدث مع يشوع بن نون عندما قال يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ وهذا يعنى انه اعطى الامر للشمس ولم يقل يا ارض دومى او قفى وإنما فى الأمر للشمس إشارة الى الارض ان تقف و هذا إن لم يكن الأمر قاصر على رؤية الناس للشمس فى جبعون فقط
كما اجمع العلماء ان هذا لا يقتضى ان الشمس حينما تغرب على مكان معين ان تطلع عليه بمجرد غروبها عنها بل قال العلماء ان هذا يعنى ان تطلع عليهم فى الميعاد المقدر لها
كما لو تم ذكر دوران الارض ما كان ليفهمه المعاصرين للنبى ولا حتى الاجيال التى تليهم ولأستشكل عليهم ولقالوا كما قال الكثير عندما ظهرت هذه النظريه اننا لو امسينا فى مكه ومع دوران الارض لأصبحنا فى الطائف او نجد
وهنا لابد للإشارة لما قاله موقع الانبا تكلا المسيحى فى إجابته لسؤال من احد الاشخاص حيث قال السائل كيف يقول الكتاب المقدس ان الله يأمر الشمس فلا تشرق وعلميا الارض هى التى تدور وبالتالى كان المفترض ان يخبرنا الكتاب ان الله يأمر الارض بعدم الدوران وليس الشمس ؟ وقد جاوب الموقع بالتالى: إن الله يخبرنا بالكلام الذى نستطيع استيعابه اما الذى لا نستطيع استيعابه فلا يخبرنا به وكون ان الكتاب يقول ان الله يأمر الشمس فلا تشرق فهذا لا ينفى دوران الارض حول الشمس بل الله يخاطبنا حسب عقولنا
ولابد لنا من الإشارة الى ان هذه الاحاديث موضوع الشبهة هى نفسها ترد على الشبهة كما قال العلماء كالتالى
1- قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم:" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" عند البخاري وغيره. ولم يقل أنها "تغرب تحت العرش" أو "حتى تغرب تحت العرش" وهذا فهم توهمه بعض الناس الذين أشكل عليهم هذا الحديث وهو فهم مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب على جهة معينة
2- قال العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" والشاهد من قوله:" لا يستنكر الناس منها شيئا". وكأن في هذا دلالة ضمنية بأن هناك من الناس ممن سيبلغه هذا الحديث وسوف يستشكل عليه فيتوهم أن الشمس تقف أو تتباطأ للسجود فينكر الناس ذلك ويرهبونه. إلا أن النبى صلى الله عليه وسلم أشار في الحديث إلى جريان الشمس على عادتها مع انها تسجد ولكنه سجود غير سجود الآدميين فمن الذى اخبر النبى صلى الله عليه وسلم بأن هناك من سيستنكر هذا الحديث الا رب العزة عالم الغيب
3- قال العلماء فى قوله صلى الله عليه وسلم "وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فتطلع" اكبر دليل على ان الاحاديث تقر أن طلوع الشمس ليس حقيقى وانما أتت على سبيل التشبيه حيث ان العين ترى الشمس كأنها ترجع وتطلع
ويمكن تلخيص الفائدة من هذه الاحاديث والغرض منها بالشرح التالى:
ان الاحاديث تريد ان تقول لنا ان كل شىء يسجد لله بما فى ذلك الشمس فالشمس بعدما تغرب عن كل مكان واثناء سيرها تسجد لله ولذلك فالشمس ساجدة لله دائما لأن فى كل لحظة تغرب الشمس عن مكان فى الارض كما قال النوع الاول من العلماء او تسجد الشمس لله فى لحظة زمنية معينة عندما تغرب الشمس عن نصف الارض لأن الشمس لا تغرب عن الارض كاملا فى وقت واحد ويجعل الله الشمس بقدرته تحت مركز العرش فى تلك اللحظه بكيفية لا نستطيع استيعابها كما قال النوع الثانى من العلماء والسجود كما اجمع العلماء لا نستطيع رؤيته او ملاحظته بأعيننا
وحينما يقال لها ارتفعى و ارجعى فهو تشبيه لورود لفظ كأنها فى معظم الاحاديث و إشارة للأمر لها بإنهاء سجودها المرتبط بغروبها من مكان معين دون ان تكف عن السجود بسبب التحام سجودها بسجود جديد مرتبط بغروبها عن مكان جديد مثل التحام الاشواط ببعض عند الطواف كما قال النوع الاول من العلماء او هو إشارة للأمر لها بإنهاء سجودها عند لحظة زمنية معينه بعد غروبها عن نصف الارض كما قال النوع الثانى من العلماء وقد قال العلماء ان الرجوع من الممكن ان يكون هو أمر للشمس بالرجوع فى عين الناظر لها بعد سجودها
وبعد ان انتهينا من الرد من منظور اسلامى وبالرغم من عدم حاجتنا الى اى ردود اخرى بعد شرح الاحاديث من منظور اسلامى وانتفاء اى شبه من خلالها الا انه لن نخسر شيئا إذا اردنا ان نعرف رأى العلم حول فكرة رجوع الشمس وعلاقة ذلك بتعاقب الليل والنهار من منظور علمى
فيقول علماء الفضاء ان الشمس تسير حول مركز مجرة درب التبانه بطريقة حلزونية دائرية وكذلك الكواكب كما هو مبين فى تلك الصورة
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/89/236084main_MilkyWay-full-annotated.jpg/330px-236084main_MilkyWay-full-annotated.jpg (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:236084main_MilkyWay-full-annotated.jpg)
والشمس وبسبب كتلتها الكبيرة تجذب جميع الكواكب إليها تماماً كما تجذب الأرض القمر الذي هو أصغر من الأرض بكثير،ولقد اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا (درب التبانة)، بل وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب تتراوح سرعة الشمس في دورانها حول مركز المجرة 200-250 كيلو متر في الثانية. وقدوجدوا أن للشمس حركة أخرى صعوداً وهبوطاً، ووجدوا ان الشمس تدور حول نفسها نتيجة لسيرها حول مركز المجرة مع إنجذابها لها فيؤدى ذلك الى دورانها حول نفسها كما بالصورة المأخوذة من ناسا
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/11/Sun_turn.gif/220px-Sun_turn.gif (https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Sun_turn.gif)
وبالتالى نستطيع القول ان سيرها بهذه الطريقة حول مركز المجرة هو رجوعها من حيث جاءت وذلك لسيرها بطريقة حلزونية دائرية مثل الذى يرسم دائره فيرسم وكأنه يعود من حيث بدأ الرسم أو مثل الذى يرسم خط حلزونى وكأنه يعود من حيث بدأ الرسم والمعنى واضح فى هذا وبالتالى فسير الشمس بطريقتها الطبيعيه فى مجرتها بشكل حلزونى دائرى هو فى حد ذاته رجوعا من حيث جاءت او بمعنى ادق كأنها ترجع من حيث جاءت وهو التعبير النبوى المستخدم فى جميع الاحاديث عدا اثنان فقط
واليكم مقطع هام جدا من موقع هولى بايبل المسيحى وهو يقر بالادلة العلميه ان حركة الشمس ينتج عنها دوران الارض حول نفسها وتعاقب الليل والنهار فيقول:
والشمس هي كتله مشتعله من غازات ملتهبة فهي ليست جسم صلب مثل الارض فهي تدور حول محورها بطريقه مغايرة لطريقة دوران الكواكب الصلبه لاختلاف طبيعتها عن طبيعة الكواكب الصلبه فخط استواء الشمس يدور حول المحور دوره كامله في 25 يوم بينما تطول هذه المدة في المناطق شمال وجنوب خط الإستواء حتى تصل إلى حوالي 37 يوما عند القطبين ، أي أن الشمس في هذه الحالة تدور وكأنها تفتل فتلا وطريقة دورانها تسمى الدوران التفاضلي
( Differential Rotation)
http://holy-bible-1.com/media/10760/html/746_html_79930ea9.gif
وبفعل دوران الشمس وحجمها الضخم ينتج حقل مغناطيسي وموجات تنتج ذبذبات هائلة تجعل الكواكب الاصغر تدور حولها في مدارات وهو المدار السنوي وتتابع الفصول ولكن ايضا هذه الموجات تنتج عنها حركة الكواكب حول نفسها مما ينتج الليل والنهار فبفعل الموجات الشمسية الهائلة الذبذبات (400 بليون ذبذبة / ثانية)، التي تقع على سطح الأرض يحدث دوران الأرض حول محورها اي ان دوران الارض حول الشمس هو بسبب الشمس وايضا دوران الارض حول محورها واستمراريته بدون توقف هو ايضا بسبب ذبذبات الشمس بمعني فرضية ان الارض لو توقفت فان ذبذبات الشمس المستمره سترجعها الي سرعة دورانها مره اخري
فلو قلت هذه الذبذبات لقلت سرعة دوران الأرض ولو بطلت هذه الذبذبات لتوقفت الأرض عن الدوران وايضا يتوقف القمر عن الدوران حول الارض لان ايضا دوران الارض حول نفسها وجاذبيتها للقمر يجعل القمر يدور حول نفسه وحول الارض
وهذا يعنى سير الشمس بطريقة حلزونية دائرية حول المجرة وكأنها ترجع من حيث بدأت ومع انجذابها لمركز المجرة يؤدى ذلك الى دوران الشمس حول نفسها مما يؤدى الى دوران الارض حول نفسها ومن ثم تعاقب الليل والنهار بشهادة علماء الفضاء وموقع هولى بايبل المسيحى
واخيرا وقبل ان نختم لابد ان نرى النصوص الخاصة بالشمس فى الكتاب المقدس وذلك بسبب ترديد النصارى هذه الشبهة مع الملحدين فأقل عقاب لهم بعد ان قمنا بالرد على شبهتهم ان نورد النصوص الخاصة بالشمس من كتابهم
يشوع 13:10
فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل
القضاة 31:5
هكَذَا يَبِيدُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ. وَأَحِبَّاؤُهُ كَخُرُوجِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهَا
ايوب 7:9
الآمِرُ الشَّمْسَ فَلاَ تُشْرِقُ
الجامعة 5:1
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ، وَالشَّمْسُ تَغْرُبُ، وَتُسْرِعُ إِلَى مَوْضِعِهَا حَيْثُ تُشْرِق
بن سيراخ 2:43
الشَّمْسُ عِنْدَ خُرُوجِهَا تُبَشِّرُ بِمَرْآهَا
بن سيراخ 5:46
أَلَمْ تَرْجِعِ الشَّمْسُ إِلَى الْوَرَاءِ عَلَى يَدِه
بن سيراخ 26:48
فِي أَيَّامِهِ رَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْوَرَاءِ
اشعياء 10:13
فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاوَاتِ وَجَبَابِرَتَهَا لاَ تُبْرِزُ نُورَهَا. تُظْلِمُ الشَّمْسُ عِنْدَ طُلُوعِهَا،
اشعياء 8:38
هأَنَذَا أُرَجِّعُ ظِلَّ الدَّرَجَاتِ الَّذِي نَزَلَ فِي دَرَجَاتِ آحَازَ بِالشَّمْسِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ». فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ
-------------------------------------------------------------------------
مراجع الموضوع:
1- موقع التوحيد الاسلامى
2- موقع ملتقى اهل الحديث
3- موقع اسلام ويب
4- موقع الاعجاز العلمى للقرأن والسنة
5- موقع الدكتور عبد الدايم الكحيل
6- موقع الانبا تكلا المسيحى
7- موقع هولى بايبل المسيحى
8- موقع الويكيبيديا