اعرض النسخة الكاملة : لدي بعض الأسئلة عن حديث صحيح
أترك أثراً قبل الرحيل
31.12.2015, 18:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لدي أسئلة حول أحد الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه فقال إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يرد ما في نفسه وفي رواية يضمر ما في نفسه
الراوي: جابر بن عبد الله الأنصاري المحدث: ابن القطان - المصدر: أحكام النظر - الصفحة أو الرقم: 156
خلاصة الدرجة: صحيح
السؤال الأول : هل نظرة الفجأة ممكن أن تورث في القلب شهوة النساء أم لابد من النظر المتفحص في المرأة ؟
السؤال الثاني : لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم القيام من مجلسه لماذا لم يستأذن من الصحابة بأنه ذاهبٌ لخدمة أهله مثلاً ؟
السؤال الثالث : كيف رأى الصحابة رضي الله عنهم زوجته وهي تعمس منيئة أي تدلك جلداً لها وهل كانوا ينتظرونه عند الباب حتى يخرج إليهم ؟
السؤال الرابع : لو أنا كنت جالساً مع أصحابي ورأيت قبل جلوسي معهم عن طريق الفجأة فتاة جميلة فبسببها وقع في نفسي شهوة النساء أتركهم وأذهب إلى زوجتي أقضي وطري منها ؟
السؤال الخامس : لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم زوجته مشغولة لماذا لم يمهلها لوقتٍ آخر ؟
السؤال السادس : حينما وقعت شهوة النساء في قلب النبي صلى الله عليه وسلم هل يعني ذلك بالضرورة أن الشيطان أغواه وأضله حاشاه صلى الله عليه وسلم أم ماذا ؟
هذه الأسئلة وأنا والله محتاج الإجابة عليها جداً للضرورة واعذروني على الإطالة بارك الله فيكم .
* إسلامي عزّي *
31.12.2015, 23:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ،
لدي أسئلة حول أحد الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن كالعادة مستعدّون دائماً و أبداً للإجابة .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه فقال إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يرد ما في نفسه وفي رواية يضمر ما في نفسه
الراوي: جابر بن عبد الله الأنصاري المحدث: ابن القطان - المصدر: أحكام النظر - الصفحة أو الرقم: 156
خلاصة الدرجة: صحيح
شبهة صدئة تعجّ بها منتديات المرجفين من نصارى و من يدور في فلكهم من مُعمّمين و لا دينيين و ملاحدة يبغون من وراءها الطعن في أخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم و زوجاته الطّاهرات رضي الله عنهنّ جميعًأ .
السؤال الأول : هل نظرة الفجأة ممكن أن تورث في القلب شهوة النساء أم لابد من النظر المتفحص في المرأة ؟
أنت رَجل وتعلم علمَ اليقين أن شهوة الرّجل تتحرك ولو بنظرة الفجأة ، لهذا أُمرنا بغضّ البصر تجنّباَ للوقوع في المحظور !
السؤال الثاني : لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم القيام من مجلسه لماذا لم يستأذن من الصحابة بأنه ذاهبٌ لخدمة أهله مثلاً ؟
سبحان الله !
هل استأذنهم بدايةً بأنّه ذاهب لمجامعة زوجته حلاله ؟؟؟
السؤال الثالث : كيف رأى الصحابة رضي الله عنهم زوجته وهي تعمس منيئة أي تدلك جلداً لها وهل كانوا ينتظرونه عند الباب حتى يخرج إليهم ؟
لا يذهبنّ فكرك بعيد !
الصّحابة رضي الله عنهم لم يروا البتّة زوجة رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم وهي تدبغ الجلد .
ضع لي في الحديث خطّا أحمر تحت قول الصحابة " فرأينا / فرأيتُ زوجته وهي تعمس منيئة "
وهل كانوا ينتظرونه عند الباب حتى يخرج إليهم ؟
طبعاًَ الصّحابة رضي الله عنهم بقوا خارجاً في انتظار رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم .
أم أنّك تتصوّر أنه صلى الله عليه وسلّم جامع زوجته حلاله على مرأى ومسمع من صحابته !
السؤال الرابع : لو أنا كنت جالساً مع أصحابي ورأيت قبل جلوسي معهم عن طريق الفجأة فتاة جميلة فبسببها وقع في نفسي شهوة النساء أتركهم وأذهب إلى زوجتي أقضي وطري منها ؟
نعم ، يمكنكَ ذلك .
أنت ستجامع زوجتك حلالك لا مومساً أو فتاة ليل !
السؤال الخامس : لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم زوجته مشغولة لماذا لم يمهلها لوقتٍ آخر ؟
يقول الحق في سورة البقرة :
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)
من تفسير الطبري :
معنى قوله : { أنى شئتم } متى شئتم . ذكر من قال ذلك : 3462 - حدثنا عن حسين بن الفرج , قال : سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد , قال : أخبرنا عبيد بن سليمان , قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { فأتوا حرثكم أنى شئتم } يقول : متى شئتم .
أخي الكريم ،
باب الإحصان و العفاف- وبالضوابط المعروفة كالتقديم و تجنب فترة الحيض - مُشرع في أي وقت و حين !
صراحة أستغرب ،
لمَ يُريد البعض أن يُحرّم ما أحلّ الله ؟؟؟
السؤال السادس : حينما وقعت شهوة النساء في قلب النبي صلى الله عليه وسلم هل يعني ذلك بالضرورة أن الشيطان أغواه وأضله حاشاه صلى الله عليه وسلم أم ماذا ؟
سبحان الله !
هل قرأتَ في الحديث ما يدلّ على كونه صلّى الله عليه وسلّم أضله الشيطان و أغواه فجعله يتتبّع أثر المرأة ويقع معها في المحظور ؟؟؟
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان شأنه شأن أي رجل ذا شهوة لكنه بالمقابل معصوم من أيّ زلّة!
كُن معافى .
* إسلامي عزّي *
31.12.2015, 23:19
قطعاً لدابر الشبهة نقرأ في شرح الحديث :
المعسُ: الدَّلكُ، والمَنيئةُ: هيَ الجِلدُ أَوَّلَ ما يُوضعُ في الدِّباغِ، وإنَّما فعَلَ هذا بيانًا لَهم، وإِرشادًا لِمَا يَنبغِي لَهم أن يَفعلُوه، فعَلَّمَهم بفِعلِه وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم.
في الحَديثِ: أنَّه لا بأسَ بطَلَبِ الرَّجلِ امرأَتَه إِلى الوِقاعِ في النَّهارِ وَغيرِه، وإنْ كانتْ مُشتغِلةً بما يُمكنُ تَرْكُه؛ لأنَّه ربَّما غلبَتْ عَلى الرَّجلِ شهوةٌ يَتضرَّر بالتَّأخيرِ في بَدنِه أو في قَلبِه وبَصَرِه .
-----------------
اللهمّ صلّ وسلّم وزد وبارك على حبيبنا وشفيعنا سيدنا محمد القُدوة و المعلّم .
أترك أثراً قبل الرحيل
01.01.2016, 01:06
و عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ،
ونحن كالعادة مستعدّون دائماً و أبداً للإجابة .
شبهة صدئة تعجّ بها منتديات المرجفين من نصارى و من يدور في فلكهم من مُعمّمين و لا دينيين و ملاحدة يبغون من وراءها الطعن في أخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم و زوجاته الطّاهرات رضي الله عنهنّ جميعًأ .
أنت رَجل وتعلم علمَ اليقين أن شهوة الرّجل تتحرك ولو بنظرة الفجأة ، لهذا أُمرنا بغضّ البصر تجنّباَ للوقوع في المحظور !
سبحان الله !
هل استأذنهم بدايةً بأنّه ذاهب لمجامعة زوجته حلاله ؟؟؟
لا يذهبنّ فكرك بعيد !
الصّحابة رضي الله عنهم لم يروا البتّة زوجة رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم وهي تدبغ الجلد .
ضع لي في الحديث خطّا أحمر تحت قول الصحابة " فرأينا / فرأيتُ زوجته وهي تعمس منيئة "
طبعاًَ الصّحابة رضي الله عنهم بقوا خارجاً في انتظار رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلّم .
أم أنّك تتصوّر أنه صلى الله عليه وسلّم جامع زوجته حلاله على مرأى ومسمع من صحابته !
نعم ، يمكنكَ ذلك .
أنت ستجامع زوجتك حلالك لا مومساً أو فتاة ليل !
يقول الحق في سورة البقرة :
نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)
من تفسير الطبري :
معنى قوله : { أنى شئتم } متى شئتم . ذكر من قال ذلك : 3462 - حدثنا عن حسين بن الفرج , قال : سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد , قال : أخبرنا عبيد بن سليمان , قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { فأتوا حرثكم أنى شئتم } يقول : متى شئتم .
أخي الكريم ،
باب الإحصان و العفاف- وبالضوابط المعروفة كالتقديم و تجنب فترة الحيض - مُشرع في أي وقت و حين !
صراحة أستغرب ،
لمَ يُريد البعض أن يُحرّم ما أحلّ الله ؟؟؟
سبحان الله !
هل قرأتَ في الحديث ما يدلّ على كونه صلّى الله عليه وسلّم أضله الشيطان و أغواه فجعله يتتبّع أثر المرأة ويقع معها في المحظور ؟؟؟
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان شأنه شأن أي رجل ذا شهوة لكنه بالمقابل معصوم من أيّ زلّة!
كُن معافى .
شكراً لكم وجزاكم الله خيراً على ردودكم الطيبة وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
* إسلامي عزّي *
01.01.2016, 01:19
جزاكم الله خيراً على ردودكم الطيبة وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
آمين .
د/ عبد الرحمن
02.01.2016, 06:02
و بالإضافة إلى ما تفضل به أخى الحبيب إسلامى عزى فإن بعض أهل العلم تكلموا فى إسناد هذه القصة
منهم الإمام الذهبي
فقد قال الإمام الذهبي رحمه الله:
" في صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر ، وهي من غير طريق الليث عنه ، ففي القلب منها شيء ، من ذلك حديث : ( رأى عليه الصلاة والسلام امرأةً فأعجبته ، فأتى أهله زينب ) " انتهى من " ميزان الاعتدال " (6 /335) .
يرجى مراجعة هذا الرابط من موقع الإسلام سؤال و جواب للشيخ المنجد لمزيد من التفصيل:
http://islamqa.info/ar/191224
ثانيا :
ثم نزيدك أيضا أن في ثبوتا هذه القصة بحثا ونظرا ، وإن صححها بعض العلماء ، فقد ذهب كثير من المحدثين إلى أنها لم تقع له عليه الصلاة والسلام ، وإنما وقعت للصحابي الذي رواها ، فأخطأ الرواة في نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام ، وهذا ما يسمى في علم الحديث بتعليل المرفوع بالموقوف ، وهو باب مهم من أبواب وقوع الخلل في الروايات والأحاديث . كما جاء في روايات أخرى صحيحة اقتصار الحديث على قوله : ( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) من غير ذكر الحادثة ، مما يدل على الشك في حصولها .
ونحن نتوسع هنا في تخريج روايات القصة وبيان الحكم عليها ، فنقول : الأحاديث الواردة في هذا الباب هي :
الحديث الأول :
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى امْرَأَةً ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهْىَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : ( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .
وقد اختلف الرواة عن أبي الزبير في رواية هذا الحديث على وجهين :
الوجه الأول : منهم من ذكر قصة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم المرأة ، وإتيانه أم المؤمنين زينب رضي الله عنها على إثرها ، وهم كل من ( حرب بن أبي العالية ، وهشام الدستوائي ).
أما حديث حرب بن أبي العالية ففي " مسند أحمد " (22/407) ، و" صحيح مسلم " (رقم 1403) .
وأما حديث هشام الدستوائي فأخرجه عبد بن حميد كما في " المنتخب " (رقم/1061) ، ومسلم في " صحيحه " (1403)، وأبو داود في " السنن " (رقم/2151) ، والترمذي في " السنن " (رقم/1158) وقال : " حديث جابر حديث حسن صحيح غريب ". والنسائي في " السنن الكبرى " (8/235) ، وابن حبان في " صحيحه " (12/384) ، ورواه الطبراني في " المعجم الكبير " (24/50) ، وفي " المعجم الأوسط " (3/34) وقال : " لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا هشام ، تفرد به مسلم "، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/90) .
الوجه الثاني : لا يشتمل على ذكر القصة ، وإنما فيه الحديث القولي فحسب ، يرويه على هذا الوجه كل من ( معقل بن عبيد الله الجزري ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الله بن لهيعة ، وموسى بن عقبة ) .
حديث عبد الله بن معقل أخرجه مسلم في " صحيحه " (رقم/1403) قال : وحدثني سلمة بن شبيب ، حدثنا الحسن بن أعين ، حدثنا معقل ، عن أبي الزبير ، قَالَ : قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .
وحديث ابن جريج يرويه ابن حبان في " صحيحه " (12/385) ، والدولابي في " الكنى والأسماء " (3/1192) .
وأما حديث عبد الله بن لهيعة وموسى بن عقبة ففي " مسند أحمد " (23/77) (23/402)، والخرائطي في " اعتلال القلوب " (1/124) .
ومنهم من يذكر لفظ : ( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ) ، وهم ( هشام الدستوائي , وحرب بن أبي العالية ) ، والبقية يقتصرون على قوله : ( إِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .
وبهذا يتبين الحكم على الحديث ، وأن الألفاظ التي هي محل إشكال فيها قدر كبير من الاختلاف بين الرواة ، وهي قصة إتيان النبي صلى الله عليه وسلم زوجته بعد رؤيته إحدى النساء ، والإخبار عن المرأة أنها : ( تقبل في صورة شيطان ) ، فقد روى هذا الحديث ستة من تلاميذ أبي الزبير ، أربعة منهم جاؤوا بالرواية من غير العبارات محل الإشكال ، واثنان فقط أحدهما ضعيف – وهو حرب بن أبي العالية – ذكروا تلك الألفاظ . وهذا أدعى للشك في تلك القصة ، ووقوع الخلل فيها .
ويمكن أن يزيد الشك أيضا علتان أخريان :
العلة الأولى : الشبهة في انقطاع رواية أبي الزبير عن جابر ؛ فقد قال الإمام الذهبي رحمه الله:
" في صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر ، وهي من غير طريق الليث عنه ، ففي القلب منها شيء ، من ذلك حديث : ( رأى عليه الصلاة والسلام امرأةً فأعجبته ، فأتى أهله زينب ) " انتهى من " ميزان الاعتدال " (6 /335) .
العلة الثانية : الإرسال ، فقد رواه بعض تلاميذ أبي الزبير عنه مرفوعا ، من غير واسطة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، والحديث المرسل ضعيف ؛ لأن الجهل بالواسطة يوقع الشك في الثقة بالرواية .
يقول الإمام النسائي رحمه الله : " أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حرب ، عن أبي الزبير ، قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ، فمرت به امرأة فأعجبته ... نحوه إلى : صورة شيطان ) ولم يذكر ما بعده ، هذا كأنه أولى بالصواب من الذي قبله " انظر " السنن الكبرى " (8/235)
لذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله – بعد أن سرد هذا الحديث وغيره -:
" هذه غرائب ، وهي في صحيح مسلم " انتهى من " سير أعلام النبلاء " (5/385) .
الحديث الثاني :
عَنْ مُعَاوية بن صَالِح عَن أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَرَازِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَقَدْ اغْتَسَلَ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ شَيْءٌ ، قَالَ : ( أَجَلْ ، مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا ، فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا ، فَإِنَّهُ مِن أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ ) .
رواه الإمام أحمد في " المسند " (29/557)، والطبراني في " الأوسط " (4/159) وقال : " لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلاّ بهذا الإسناد ، تفرد به معاوية بن صالح ".
وهو إسناد ضعيف بسبب أزهر بن سعيد الحرازي ، ترجمته في " تهذيب التهذيب " (1/203)، وفي " الطبقات الكبرى " (7/460) ، وفي " تاريخ الإسلام " (3/370) وليس فيها أي نقل عن توثيق أو تجريح ، فهو مجهول الحال . ووصفه ابن سعد بقوله : " كان قليل الحديث ".
وأما معاوية بن صالح ، فهو وإن حسَّن حديثَه بعض أهل العلم ، إلا أنه قد ضعفه الكبار من أهل الجرح والتعديل أمثال : يحيى بن سعيد القطان ، وأبو حاتم الرازي ، ويحيى بن معين . انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي (6/456) .
الحديث الثالث :
رواه كل من ( إسرائيل بن يونس ، وسفيان الثوري )، عَنْ عبد اللَّه بن حلاَّم ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : ( من رأى منكم امرأة فأعجبته فليواطئ أهله ، فإن معهن مثل الذي معهن ) .
هكذا رواه سفيان الثوري موقوفا كما في " المصنف " لابن أبي شيبة (4/321) .
ورفعه إسرائيل بن يونس ، فجعله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر معه الحادثة السابقة .
ولكن المحدثين قالوا : إن رواية سفيان الثوري أقوى وأثبت ، فهو أوثق من إسرائيل بن يونس ، وقد جزم بترجيح الموقوف الإمامان : أبو حاتم الرازي كما في " العلل " (3/673) ، والدارقطني ، كما في " العلل " له (5/197) ، وانظر " تحقيق جزء من علل ابن أبي حاتم " (2/183-192) .
هذا فضلا عن أن عبد الله بن حلام ، قال عنه الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال في نقد الرجال " ( 4 / 87 ) : " لا يكاد يُعرف ".
والخلاصة أن الأظهر عدم ثبوت نسبة الحادثة المذكورة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإخراج الإمام مسلم لها إنما يفيد ثبوت أصل الحديث ، وهو الجزء القولي في الحديث ، ولهذا ذكر الوجه الآخر معها ، كما سبق ، أما تصحيح كامل السياق والسبب الوارد في رواية ( حرب وهشام ) عن أبي الزبير عن جابر ، فليس ذلك بلازم في منهج الإمام والتزامه في صحيحه .
وعلى فرض الصحة والثبوت ، فقد سبق بيان توجيهها الصحيح .
والله أعلم .
و على فرض صحة القصة فقد تفضل أخى إسلامى عزى بإزالة اللبس عن معناها
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond