حارس الحدود (أستاذ باحث)
12.03.2016, 19:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . :36_17_1:
بُدون إطالة ، نص الشبهة يقول :
” هل رسول الله صل الله عليه وسلم لعن وشتم أم لا ؟ وإن كان قد لعن وشتم فهل هذا يليق بنبي الله ؟ “.
نص الرد :
نستعرض النصوص ونستفهم منها المعنى الخفي الذي كان من الصعب على السائل أن يصل إليه !
الشق الأول من السؤال = يظن المعترض أن قول النبي صل الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم ” «إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ، وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ” وقوله صل الله عليه وسلم ” «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» ” وقوله ” «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا بِاللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ» “.. قال أنه يتعارض مع هذا الحديث الذي رواه مسلم عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا، مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكِ» قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا .
الجواب على ما ذُكر = أن الأحاديث ورد فيها النهي عن اللعن بصيغة ” اللعان ” ، وكل وردت على اسم فعَّال بتشديد العين وهي صيغة المبالغة ، واللعان ” شغلته اللعن والسب ” ، يعني قد اتخذ اللعن والسب والشتم ديدنه ، فيتحدث ب10 كلمات لعن وسب والباقي كلام عادي هذا المقصود بالحديث ، ولو أنه سباب ولعان لكان الدعاء على الكافرين أولى وأحق خصوصا أنه هناك سبب يدعو له ، أما النبي صل الله عليه وسلم ما ثبت عليه اللعن والسب إلا مرتين على الأرجح ، وبالتالي الأحاديث الأولى لا تنطبق على النبي صل الله عليه وسلم ولا وجه للتعارض فيها .
الشق الثاني من السؤال = يقول كيف تسولون للنبي أن يسب ويلعن … الخ ، نقول أن اللعن لمن يستحقه ثابت عندنا ، فمن استحق اللعن يلعن ويشتم ويسب إن اعتدى وبدأ بالسب والشتم ، فقد قال تعالى ” وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ “، وبالطبع النبي صل الله عليه وسلم لم يلعنهما أو يسبهما ظلما وتظلما بدون أن يفعلوا له شيء ، فالسيدة عائشة رضي الله عنها تقول في الحديث ” دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، ” ، وهو كما قال عليه الصلاة والسلام ” اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ” ، يغضب كما يغضب البشر ويحزن ويسري عليه ما يسري على كل البشر، وكان لا يغضب إلا لله ، فإذا انتهكت محارم الله غضب لذلك ، فترى الجاحدين يتمسكون بالقشة ولا ينظرون لرحمة النبي صل الله عليه وسلم في هذا الحديث ، فاقرؤوا معي قوله صل الله عليه وسلم وهو يعظ عائشة رضي الله عنها “ أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا “.
ومعنى الحديث أن من سبه النبي صل الله عليه وسلم أو لعنه ، واللعن عند العرب هو السب ، فهذا زكاة وأجر للشخص الذي تعرض للسب أو اللعن من النبي صل الله عليه وسلم ، فهو بأبي وأمي يعلم أنه ستقع منه تصرفات بشرية فاحتاط منها وصوبها كما صوب شتمه وقت الغضب ، بأن يجعل هذا الشتم رحمة وزكاة وقربة لله كما ورد في طرق أخرى للحديث ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:”اللهم إني أتخذ عندك عهداً لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، شتمته لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة“.
ومن فقه الإمام مسلم نستفيد منه أن هذا اللعن والسب الذي تعرض له الرجلان الذان أغضبا النبي صل الله عليه وسلم من جنس ما عهدته العرب بلسانها وتآلفته بسليقتها ، مثل أن يُقال ” تربت يمينك “، و ” عقرى حلقى “، ونحوه مما جاء فى الحديث من قوله: ” لا كبر سنك “، ” ولا أشبع الله بطنك ” ، فلما كانوا يحزنون من من هذا الدعاء كان يقول لهم النبي صل الله عليهم ” إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، مِنْ أُمَّتِي، بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً، وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
وبالطبع للنبي صل الله عليه وسلم خصوصيات لا تتوفر لأحد آخر فلا يستحل هذا الأمر أحدهم ويقول أنا دعوت الله أن من سببته أو لعنته أن يجعلها قربة له أو رحمة له أو زكاة … أبدا … فهذه من خصوصيات النبي صل الله عليه وسلم التي لا يشاركه فيها أحد .
بما أن السائل مسيحي فهلا نظرت لكتابك قبل أن تنظر للقشة في عين أخيك ؟
الرب عندك قد لعن الحية وهي خلق من مخلوقات الله .. اقرأ في التكوين ٣:١٤ فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: “لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.
والرب عندك لعن الآرض … التكوين ٣:١٧ وَقَالَ لآدَمَ: “لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.
الرب عندك لعن قايين .. التكوين ٤:١١ فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ.
الرب عند لعن يعقوب … التكوين ٩:٢٥ فَقَالَ: “مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ”
التثنية ٢٧:٢٥ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْخُذُ رَشْوَةً لِكَيْ يَقْتُلَ نَفْسَ دَمٍ بَرِيءٍ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ.
الرب لعن من لا يسمع كلامه …إرميا ١١:٣ فَتَقُولُ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هذَا الْعَهْدِ الرب لعن من يأخذ رشوة
الرب يلعن من منع سيفه عن الدم وقتل الناس … إرميا ٤٨:١٠ مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ
يسوع الرب عندك يشتم سمعان بطرس ويصفه بالشيطان … مرقس ٨:٣٣ فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: “اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا ِللهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ”.
يسوع الرب عندكم يسب الكتبة والفريسيين [ طارت المحبة بالحق طارت :) ] ..متى ٢٣:١٣ “لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.
يسوع الرب عندكم يقول لليهود يا جهال … متى ٢٣:١٧ أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟
ويعيد لهم الكرة بشتيمة جديدة ويقول في … متى ٢٣:٣٣ أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ.
فسار على دربه سمعان بطرس تلميذ يسوع الذي شتمه ووصفه بالشيطان ورد ليسوع الشتيمة ولعنه كما في متى ٢٦:٧٤ فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:”إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!” وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ… لعل بعضهم يعترض يقول هو لعن المرأة ، لو لعن المرأة لصلبوه مع يسوع ، ولككنه يسوع وتبرأ منه حتى لا يشكوا فيه .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
بُدون إطالة ، نص الشبهة يقول :
” هل رسول الله صل الله عليه وسلم لعن وشتم أم لا ؟ وإن كان قد لعن وشتم فهل هذا يليق بنبي الله ؟ “.
نص الرد :
نستعرض النصوص ونستفهم منها المعنى الخفي الذي كان من الصعب على السائل أن يصل إليه !
الشق الأول من السؤال = يظن المعترض أن قول النبي صل الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم ” «إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ، وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ” وقوله صل الله عليه وسلم ” «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» ” وقوله ” «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا بِاللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ» “.. قال أنه يتعارض مع هذا الحديث الذي رواه مسلم عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا، مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكِ» قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا .
الجواب على ما ذُكر = أن الأحاديث ورد فيها النهي عن اللعن بصيغة ” اللعان ” ، وكل وردت على اسم فعَّال بتشديد العين وهي صيغة المبالغة ، واللعان ” شغلته اللعن والسب ” ، يعني قد اتخذ اللعن والسب والشتم ديدنه ، فيتحدث ب10 كلمات لعن وسب والباقي كلام عادي هذا المقصود بالحديث ، ولو أنه سباب ولعان لكان الدعاء على الكافرين أولى وأحق خصوصا أنه هناك سبب يدعو له ، أما النبي صل الله عليه وسلم ما ثبت عليه اللعن والسب إلا مرتين على الأرجح ، وبالتالي الأحاديث الأولى لا تنطبق على النبي صل الله عليه وسلم ولا وجه للتعارض فيها .
الشق الثاني من السؤال = يقول كيف تسولون للنبي أن يسب ويلعن … الخ ، نقول أن اللعن لمن يستحقه ثابت عندنا ، فمن استحق اللعن يلعن ويشتم ويسب إن اعتدى وبدأ بالسب والشتم ، فقد قال تعالى ” وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ “، وبالطبع النبي صل الله عليه وسلم لم يلعنهما أو يسبهما ظلما وتظلما بدون أن يفعلوا له شيء ، فالسيدة عائشة رضي الله عنها تقول في الحديث ” دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ، لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ، ” ، وهو كما قال عليه الصلاة والسلام ” اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ” ، يغضب كما يغضب البشر ويحزن ويسري عليه ما يسري على كل البشر، وكان لا يغضب إلا لله ، فإذا انتهكت محارم الله غضب لذلك ، فترى الجاحدين يتمسكون بالقشة ولا ينظرون لرحمة النبي صل الله عليه وسلم في هذا الحديث ، فاقرؤوا معي قوله صل الله عليه وسلم وهو يعظ عائشة رضي الله عنها “ أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا “.
ومعنى الحديث أن من سبه النبي صل الله عليه وسلم أو لعنه ، واللعن عند العرب هو السب ، فهذا زكاة وأجر للشخص الذي تعرض للسب أو اللعن من النبي صل الله عليه وسلم ، فهو بأبي وأمي يعلم أنه ستقع منه تصرفات بشرية فاحتاط منها وصوبها كما صوب شتمه وقت الغضب ، بأن يجعل هذا الشتم رحمة وزكاة وقربة لله كما ورد في طرق أخرى للحديث ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:”اللهم إني أتخذ عندك عهداً لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، شتمته لعنته، جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة“.
ومن فقه الإمام مسلم نستفيد منه أن هذا اللعن والسب الذي تعرض له الرجلان الذان أغضبا النبي صل الله عليه وسلم من جنس ما عهدته العرب بلسانها وتآلفته بسليقتها ، مثل أن يُقال ” تربت يمينك “، و ” عقرى حلقى “، ونحوه مما جاء فى الحديث من قوله: ” لا كبر سنك “، ” ولا أشبع الله بطنك ” ، فلما كانوا يحزنون من من هذا الدعاء كان يقول لهم النبي صل الله عليهم ” إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ، وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ، مِنْ أُمَّتِي، بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ، أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً، وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
وبالطبع للنبي صل الله عليه وسلم خصوصيات لا تتوفر لأحد آخر فلا يستحل هذا الأمر أحدهم ويقول أنا دعوت الله أن من سببته أو لعنته أن يجعلها قربة له أو رحمة له أو زكاة … أبدا … فهذه من خصوصيات النبي صل الله عليه وسلم التي لا يشاركه فيها أحد .
بما أن السائل مسيحي فهلا نظرت لكتابك قبل أن تنظر للقشة في عين أخيك ؟
الرب عندك قد لعن الحية وهي خلق من مخلوقات الله .. اقرأ في التكوين ٣:١٤ فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: “لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.
والرب عندك لعن الآرض … التكوين ٣:١٧ وَقَالَ لآدَمَ: “لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.
الرب عندك لعن قايين .. التكوين ٤:١١ فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ.
الرب عند لعن يعقوب … التكوين ٩:٢٥ فَقَالَ: “مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ”
التثنية ٢٧:٢٥ مَلْعُونٌ مَنْ يَأْخُذُ رَشْوَةً لِكَيْ يَقْتُلَ نَفْسَ دَمٍ بَرِيءٍ. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ.
الرب لعن من لا يسمع كلامه …إرميا ١١:٣ فَتَقُولُ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هذَا الْعَهْدِ الرب لعن من يأخذ رشوة
الرب يلعن من منع سيفه عن الدم وقتل الناس … إرميا ٤٨:١٠ مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ
يسوع الرب عندك يشتم سمعان بطرس ويصفه بالشيطان … مرقس ٨:٣٣ فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ، فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: “اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا ِللهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ”.
يسوع الرب عندكم يسب الكتبة والفريسيين [ طارت المحبة بالحق طارت :) ] ..متى ٢٣:١٣ “لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.
يسوع الرب عندكم يقول لليهود يا جهال … متى ٢٣:١٧ أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟
ويعيد لهم الكرة بشتيمة جديدة ويقول في … متى ٢٣:٣٣ أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ.
فسار على دربه سمعان بطرس تلميذ يسوع الذي شتمه ووصفه بالشيطان ورد ليسوع الشتيمة ولعنه كما في متى ٢٦:٧٤ فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:”إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!” وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ… لعل بعضهم يعترض يقول هو لعن المرأة ، لو لعن المرأة لصلبوه مع يسوع ، ولككنه يسوع وتبرأ منه حتى لا يشكوا فيه .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك