اكرم حسن
22.09.2017, 18:32
قالوا مستهزئين: لقد قال نبيُّ الإسلام عن ربِّه أنه شابٌ أمرد، وهذه تُعد إهانة في حق الله..... واستدلوا على ذلك بعدةِ رواياتٍ سوف أذكرُها لاحقًا - إن شاء الله ُ - .
الرد على الشبهة
أولًا: إن الرواياتِ التي يستدلون بها رواياتٌ باطلةٌ ومكذوبةٌ على النَّبِيِّ r ؛ فلم يقل النبيُّ r أبدًا أن اللهَ شابُ أمرد.... والشاب الأمرد هو الصغير الوسيم الذي لا لحية له ...
الرواياتُ التي تتعلق بهذا الأمر حُكِمَ عليها بالوضع من علماءٍ أجلاءٍ كما يلي:
1- الشيخ العجلوني جاء في كتابه:( كشف الخفاء) الجزء الأول برقم 1409 " رأيت ربي يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس". قال القاري: موضوع لا أصل له في الدلائل ، وقال السبكي: حديث " رأيت ربي في صورة شاب أمرد " هو دائر على ألسنة بعض المتصوفة ، وهو موضوع مُفترى على رسولِ اللهِ r .اهـ
قلتُ :وقول الشيخ السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى ج2 /ص 312): "موضوع مفترى على رسول الله r".
وقول الشيخ مُلا علي القاري الهروي:" موضوع لا أصل له... ". جاء أيضًا في كتابه :(الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة)".
كما ضعفه ابن الجوزي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ج 1/ص36)
واستنكره الذهبي في (سير أعلام النبلاء ج 10 /ص 113) و ميزان الاعتدال (ج 1/ص 594)
و ضعفه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (ج 2/ص 262) .
2- الإمام السيوطي في الجامع الكبير برقم 12739 عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت: قالr " رَأَيْتُ رَبِّي فِي المنام في صورة شاب مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب ". أخرجه الطبراني (25/143 ، رقم 346) . قال الهيثمي - في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - (7/179) : قال ابنُ حبان : إنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات .
وبالتالي: لما كان الحديثُ مكذوبًا ومُفترى على النبيِّ محمد فنحن المسلمين لا نصدقه، ولا يخدم مصلحة المعترضين...
ثانيًا: إن المسلمين يعتقدون بأن اللهَ ليس كمثلِه شيء؛ قال : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (الشورى 11) .
جاء في التفسيرِ الميسر: ليس يشبهه ولا يماثله شيء من مخلوقاته , لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله ؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى, وصفاتِه صفات كمال وعظمة, وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير, لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء , وسيجازيهم على ذلك . اهـ
فكل ما خطر ببالك فاللهُ أكبر من ذلك، فنحن نثبتُ للهِ ما أثبتَه هو لنفسِه أو رسوله r ؛ لأنه لا أحد أعلم باللهِ من اللهِ ، ولا أحد أعلم باللهِ من البشرِ من رسول اللهِ r وهناك صفات لا نثبتها ولا ننفيها لم يخبرنا عنها الله عن نفسِه ولا رسوله r ....
فلسنا من المجسدين لربِّ العالمين، ولا معطلين لصفاته ولا مُضلين.....
وعليه فلما كان الحديثُ موضوعًا وفيه إهانه لربِّ العالمين فيكون الجواب: أن اللهَ ليس بشابٍ أمردٍ ...
بل جاء في الحديثِ الصحيحِ، في ظلالِ الجنةِ للألبانيِّ - رحمه اللهُ - برقم 469 عن ابنِ عباسٍ قال : قال رسول الله r : " رأيت ربي في أحسن صورة ".
توضحُ الروايةَ روايةٌ أخرى في صحيحِ مسلمِ برقم 262 قال r : " رأيتُ نورًا " .
وبالتالي: فمحمدٌ r لم ير ربَّه على هيئته الحقيقية؛ وقد دلّ على ذلك أن أبا ذر قال: يا رسولَ اللهِ هل رأيتَ ربك؟ قال: " نور أنى أراه" ؟. رواه مسلم برقم 261.
فهذا هو الأصل الذي ينبغي التمسك به .....أن النبيَّ ما رأى ربَّه ؛ منعه عن رؤيةِ ربِّه حجاب النور .
ثبت في مسند أحمد برقم18806 أَبِي مُوسَى قَالَ:
قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ r بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ وَلَكِنَّهُ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ.
نلاحظ قوله : "حِجَابُهُ النُّورُ"، والنبيُّ قال : : " نور أنى أراه" ؟ ومعناه: ما رأيت ربي ، فقد منعني النور عن رؤيته ، وهذا أيضا هو قوله في الحديث الأخر : " رأيتُ نورًا " .
وقد قال تعالى : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)(الشورى)
وعليه
لم ير النبيُّ ربَّه على صورة شابة أمرد... لا في رؤية بصرية، ولا رؤيا منامية...
ثالثًا : إن المعترضين يستهزئون، ويضحكون على حديثٍ لا نعترف به؛ موضوعٌ مكذوبٌ على النبيِّ محمدr ولكنهم لا يستهزئون ولا يعترضون على أن ربَّهم يسوع بحسبِ إيمانِهم كان في يومٍ من الأيامِ رضيعًا ، ثم طفلًا ، ثم شابًا أمردًا ...!
وأتساءل: ألم يكن ربُّهم يسوع يومًا رضيعًا ثم طفلًا ثم شابًا أمردًا ....؟!
الجواب: بلى؛ إذًًا لماذا السخرية، ومحل الشبهة عند المعترضين وليس المسلمين...
إننا لا نعترف بالحديثِ كما تقدم معنا، ولكنّ المعترضين هم الذين يؤمنون بأن ربهم يسوع كان شابًا أمردًا في أحدى السنين.....!
والأعجب من ذلك أنهم لا يستهزئون، ولا يعترضون على أن ربَّهم موصوفٌ في الكتابِ المقدسِ بأنه ينوح ، و يولول ، و يمشى حافيًا عريانًا ، و يعول كبناتِ آوى ، و ينتحب كالنعام ؛ أي: يضع رأسَه في الترابِ ...
جاء ذلك في سفر ميخا أصحاح1 عدد 8 قال الربُّ عن نفسِه :" لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَام ".
وأتساءل : لما كان ربهم يمشي حافيًّا(من دون حذاء) وعريانًا (من دون ملابس)...هل كان في صورة شاب أمرد أم في صورة أخرى؟!
كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان
الرد على الشبهة
أولًا: إن الرواياتِ التي يستدلون بها رواياتٌ باطلةٌ ومكذوبةٌ على النَّبِيِّ r ؛ فلم يقل النبيُّ r أبدًا أن اللهَ شابُ أمرد.... والشاب الأمرد هو الصغير الوسيم الذي لا لحية له ...
الرواياتُ التي تتعلق بهذا الأمر حُكِمَ عليها بالوضع من علماءٍ أجلاءٍ كما يلي:
1- الشيخ العجلوني جاء في كتابه:( كشف الخفاء) الجزء الأول برقم 1409 " رأيت ربي يوم النفر على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس". قال القاري: موضوع لا أصل له في الدلائل ، وقال السبكي: حديث " رأيت ربي في صورة شاب أمرد " هو دائر على ألسنة بعض المتصوفة ، وهو موضوع مُفترى على رسولِ اللهِ r .اهـ
قلتُ :وقول الشيخ السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى ج2 /ص 312): "موضوع مفترى على رسول الله r".
وقول الشيخ مُلا علي القاري الهروي:" موضوع لا أصل له... ". جاء أيضًا في كتابه :(الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة)".
كما ضعفه ابن الجوزي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ج 1/ص36)
واستنكره الذهبي في (سير أعلام النبلاء ج 10 /ص 113) و ميزان الاعتدال (ج 1/ص 594)
و ضعفه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (ج 2/ص 262) .
2- الإمام السيوطي في الجامع الكبير برقم 12739 عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت: قالr " رَأَيْتُ رَبِّي فِي المنام في صورة شاب مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب ". أخرجه الطبراني (25/143 ، رقم 346) . قال الهيثمي - في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - (7/179) : قال ابنُ حبان : إنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات .
وبالتالي: لما كان الحديثُ مكذوبًا ومُفترى على النبيِّ محمد فنحن المسلمين لا نصدقه، ولا يخدم مصلحة المعترضين...
ثانيًا: إن المسلمين يعتقدون بأن اللهَ ليس كمثلِه شيء؛ قال : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (الشورى 11) .
جاء في التفسيرِ الميسر: ليس يشبهه ولا يماثله شيء من مخلوقاته , لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله ؛ لأن أسماءه كلَّها حسنى, وصفاتِه صفات كمال وعظمة, وأفعالَه تعالى أوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك، وهو السميع البصير, لا يخفى عليه مِن أعمال خلقه وأقوالهم شيء , وسيجازيهم على ذلك . اهـ
فكل ما خطر ببالك فاللهُ أكبر من ذلك، فنحن نثبتُ للهِ ما أثبتَه هو لنفسِه أو رسوله r ؛ لأنه لا أحد أعلم باللهِ من اللهِ ، ولا أحد أعلم باللهِ من البشرِ من رسول اللهِ r وهناك صفات لا نثبتها ولا ننفيها لم يخبرنا عنها الله عن نفسِه ولا رسوله r ....
فلسنا من المجسدين لربِّ العالمين، ولا معطلين لصفاته ولا مُضلين.....
وعليه فلما كان الحديثُ موضوعًا وفيه إهانه لربِّ العالمين فيكون الجواب: أن اللهَ ليس بشابٍ أمردٍ ...
بل جاء في الحديثِ الصحيحِ، في ظلالِ الجنةِ للألبانيِّ - رحمه اللهُ - برقم 469 عن ابنِ عباسٍ قال : قال رسول الله r : " رأيت ربي في أحسن صورة ".
توضحُ الروايةَ روايةٌ أخرى في صحيحِ مسلمِ برقم 262 قال r : " رأيتُ نورًا " .
وبالتالي: فمحمدٌ r لم ير ربَّه على هيئته الحقيقية؛ وقد دلّ على ذلك أن أبا ذر قال: يا رسولَ اللهِ هل رأيتَ ربك؟ قال: " نور أنى أراه" ؟. رواه مسلم برقم 261.
فهذا هو الأصل الذي ينبغي التمسك به .....أن النبيَّ ما رأى ربَّه ؛ منعه عن رؤيةِ ربِّه حجاب النور .
ثبت في مسند أحمد برقم18806 أَبِي مُوسَى قَالَ:
قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ r بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ وَلَكِنَّهُ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ.
نلاحظ قوله : "حِجَابُهُ النُّورُ"، والنبيُّ قال : : " نور أنى أراه" ؟ ومعناه: ما رأيت ربي ، فقد منعني النور عن رؤيته ، وهذا أيضا هو قوله في الحديث الأخر : " رأيتُ نورًا " .
وقد قال تعالى : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51)(الشورى)
وعليه
لم ير النبيُّ ربَّه على صورة شابة أمرد... لا في رؤية بصرية، ولا رؤيا منامية...
ثالثًا : إن المعترضين يستهزئون، ويضحكون على حديثٍ لا نعترف به؛ موضوعٌ مكذوبٌ على النبيِّ محمدr ولكنهم لا يستهزئون ولا يعترضون على أن ربَّهم يسوع بحسبِ إيمانِهم كان في يومٍ من الأيامِ رضيعًا ، ثم طفلًا ، ثم شابًا أمردًا ...!
وأتساءل: ألم يكن ربُّهم يسوع يومًا رضيعًا ثم طفلًا ثم شابًا أمردًا ....؟!
الجواب: بلى؛ إذًًا لماذا السخرية، ومحل الشبهة عند المعترضين وليس المسلمين...
إننا لا نعترف بالحديثِ كما تقدم معنا، ولكنّ المعترضين هم الذين يؤمنون بأن ربهم يسوع كان شابًا أمردًا في أحدى السنين.....!
والأعجب من ذلك أنهم لا يستهزئون، ولا يعترضون على أن ربَّهم موصوفٌ في الكتابِ المقدسِ بأنه ينوح ، و يولول ، و يمشى حافيًا عريانًا ، و يعول كبناتِ آوى ، و ينتحب كالنعام ؛ أي: يضع رأسَه في الترابِ ...
جاء ذلك في سفر ميخا أصحاح1 عدد 8 قال الربُّ عن نفسِه :" لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَام ".
وأتساءل : لما كان ربهم يمشي حافيًّا(من دون حذاء) وعريانًا (من دون ملابس)...هل كان في صورة شاب أمرد أم في صورة أخرى؟!
كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان