المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : رد شبهة: نبيٌّ صارع الشيطانَ فخنقه، ووجد بردَ لسانِه بَيْنَ إِصْبَعَيَّه!


اكرم حسن
22.12.2017, 14:39
قالوا: من الخرافاتِ التي قالها نبيُّ الإسلامِ لأصحابِه أنه صارعَ الشيطانَ فخنقه حتى وجدَ بردَ لسانِه بَيْنَ إِصْبَعَيَّه، ثم أرادَ أن يربطَه في أحدى أعمدةِ المسجدِ، ولكنّه تركَه من أجلِ أنه تذكر دعوة سليمانَ ....!

تعلقوا على ذلك بحديثين كما يلي :

الأول : مسند أحمدَ برقم 11354 عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَامَ فَصَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ وَهُوَ خَلْفَهُ فَقَرَأَ فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ : " لَوْ رَأَيْتُمُونِي وَإِبْلِيسَ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا وَلَوْلَا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ يَتَلَاعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْمَدِينَةِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ ".
صححه الشيخُ الألبانيُّ: في السلسة الصحيحة برقم 3251.

الثاني: صحيحُ البخاريُّ كِتَاب ( تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ) بَاب قَوْلِهِ:{ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } برقم 4434 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ : " إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ { هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي }". قَالَ : رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاسِئًا .

الرد على الشبهة


أولًا: ما فهمته من سؤالِهم من (الشقِ الأولِ) هو: هل الشيطان الجني يتجسد حتى يصارعه النبيُّ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-...؟!

الجواب: نعم، ولا إشكال فيه؛ فالشيطان جاء للنبي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- متشكلًا متجسدًا هنا...وجاء على صورة رجل أعربي لما أرد المشركون قتل النبي محمد في أول بعثته...
وظهرَ لأبي هريرةً متجسدًا ...
وظهر ليسوعَ بحسبِ ما ذكر إنجيل متى؛ لما أخذه و جربَه ...
وظهر لآدم وحواء متشكلًا في صورةِ الحية...في سفر التكوين، وهذا يؤكده علماء اللاهوت...
فالجن أعطاه اللهُ القدرةَ على التشكل في صور عدة...
ولا غرابة في ذلك، فإذا كانت أعيننا لا ترى ذلك اليوم....فإنها ترى حيوانات وحشرات تغير من شكلها ولونها تمامًا، مثل: الحرباء وبعض الفراشات....
وبالتالي : فإن اعتراضهم هو محض اعتراضٍ على نصوصِ الأديان التي تؤكده ولا تنفيه ... فالأولى بالاعتراض منْ المُنصّرين هم طائفة الملحدين؛الذين لا يؤمنون إلا بما يبصرون، وينكرون نصوصَ كل دين...!

وأما ما فهمتُه من سؤالِهم من( الشقِ الثاني) ففيه ألمحُ سخرية واستهزاء حول بردِ لعابِ(لسان) الشيطانِ الذي كان على يديِّ النبيِّ محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-...
فهل حقًا للشيطان الجني لعاب سال برده على يدّ النبيّ محمد بعد خنقه...؟!

الجواب: نعم؛ هم يتعجبون ويسخرون ويستهزئون منْ أن للشيطانِ بردٌ في لعابِه وهو مخلوق... ولا يتعجبون ويسخرون ويستهزئون منْ أن لربِّ السماوات والأرض وما فيهن - يسوع بحسب إيمانِهم- لعاب ، وبراز، وبول.... ؟!


ثانيًا: بعد أن تم البيان وبالدليل والبرهان...لفت انتباهي أمر هام فيه بهتان ....!
المُنصّرون يعترضون على حديثِ النَّبِيِّ محمد r ؛ لأن النبيَّ r صارع شيطانًا في صورة إنسان فغلبه ، ولا يعترضون على يعقوبَ النَّبِيِّ  الذي نسبَ إليه الكتابُ المقدس أنه صارعَ ربَّ العالمين في صورة إنسان ؛ فضربه، وانتصرَ عليه لدرجةِ أن الربَّ صرخ وقال: أطلقني ...!

جاء ذلك في سفرِ التكوين الأصحاح 32 عدد 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ،لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ». 29وَسَأَلَ يَعْقُوُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».

قلتُ: إن محمدًاr -بحسب الروايات- انتصر على الشيطان، وأمسك به وكاد أن يربطه... ولكن تلك النصوص تقول: إن يعقوبَ انتصر على اللهِ في المصارعة وربطه....!!

وهنا أسئلة أرهقني تتعلق بمصارعة الربّ مع يعقوب، وطلبه أن يطلقه بعد الهزيمة لأن الفجرَ قد طلع...!
ما هي علاقة طلوع الفجر برغبةِ الربِّ في الانصراف... فالربُّ يترجى يعقوبَ أنْ يطلقه قبل طلوع النهار... وفي النهاية باركه الرب مُكرهًا، واسماه إسرائيل... ؟!

لماذا كان الربُّ خائفًا من طلوع النهار (ظهور الشمسِ)....؟!
هل كان سيحترق كما يحدث في أفلام الخيال (دراكولا ومصاصي الدماء) ؟!
هل الرب ضعيفِ لدرجة أن إنسانًا ينتصر عليه؛ يربطه ويأخذ منه البركة عنوة....؟!

هل كان الربُّ جاهلًا باسم يعقوب الذي من المفترض أنه خلقه... ؟ !
27فَقَالَ لَهُ : «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: « يَعْقُوبُ ».28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ،لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».

وحتى لا يقال: إن الله لم يكن إنسانًا حين صارع يعقوب.....!
قلتُ: ترده النصوصُ نفسها التي تؤكد أن الربَّ كان في صورةِ إنسان لما تصارع مع يعقوب....!
"24"فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْر".
لا تعليق!

كتبه / أكرم حسن مرسي