الراوى
03.12.2009, 22:48
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه شبهة وضعها أحد النصارى - هداهم الله - عن واقعة ذكرها الإمام السيوطى رحمه الله فى كتابه أسباب النزول فى سبب نزول قوله تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) سورة آل عمران
وهذه هى الشبهة
“إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ; (آية 190).
قال ابن عباس: أتت قريش اليهود فقالوا: بم جاءكم موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه، ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى؟ قالوا: يبرئ الأكمه والأبرص ويُحيي الموتى. فأتوا محمداً فقالوا: ادعُ لنا ربك يجعل الصفا ذهباً، فقال إن في خلق السموات... (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول آل عمران 3: 190).
وهو جواب عجز ومراوغة، فإنهم طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة كباقي الأنبياء الصادقين فلم يأتهم بذلك، بل حوَّل نظرهم إلى خلق السموات.
الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فى البداية ...نقارن النص الذى جاء فى الشبهة بالنص الذى جاء فى المرجع الذى ذُكر أدناها ( أسباب النزول للسيوطى ) والنص هو (عن ابن عباس، قال:
أتت قريش اليهود، فقالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ فقالوا: يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ادع لنا ربك يجعل [لنا] الصفا ذهباً. فأنزل الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ}.
فنود أن ننبه هنا على نقطتين.....
النقطة الأولى – يجب على الناقل عندما ينقل نص من كتاب إسلامى أن لا ينقص ولا يزيد ولا يبدل فيه شيئاً كى يخدم به شبهته ....بل يجب عليه نقل النص كاملاً وكما هو ...ففى النص الذى أورده السيوطى فى أسباب النزول قوله (ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهباً. فأنزل الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ...... }.
أما نص الشبهة ففيه (ادعُ لنا ربك يجعل الصفا ذهباً، فقال إن في خلق السموات...)
فنجد أنه بدّل كلمة ( فأنزل الله تعالى..... ) بقوله ( فقال..... )
وهناك فرق كبير بين القولين ...إذ أنه بكلمة ( قال ) هذه أراد بها أن يوحى للقارئ بأن النبى صلى الله عليه وسلم عجز عن الإتيان بالمعجزة فأجابهم على الفور بهذه الأية وكأنها قد نزلت من قبل ....أو بأنه هو قائلها ( كما يعتقدون )
أما قوله ( فأنزل الله تعالى ) فمعناها أنها نزلت من الله تعالى رداً على طلب هؤلاء المشركين .
-) وأيضاً نجد قول بن عباس فى النص ( . فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا:.....) بينما نجده هنا بدلها بقوله ( فأتوا محمداً فقالوا:....) وهذا يسمى تحريف وتبديل .....فنرجوا الإنتباه
النقطة الثانية – هذه الرواية التى أوردها الإمام السيوطى هى رواية ضعيفة كما قال الإمام الهيثمى فى مجمع الزوائد بعد أن ذكرها- قال (رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف )
أما الروايةالصحيحة فهى :
عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه قال (قالت قريش للنبي صلى الله عليه و سلم ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال وتفعلون قالوا نعم قال فدعا فاتاه جبريل فقال ان ربك عز و جل يقرأ عليك السلام ويقول ان شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال بل باب التوبة والرحمة )
( قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم – وصححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 3388 )
وللرد على الشبهة نقول وبالله التوفيق.....
قولك ( وهو جواب عجز ومراوغة، ) فهو باطل بدليل ما ذكرناه أنه صلى الله عليه وسلم لما قالوا له ( ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك ) قال لهم صلى الله عليه وسلم ( وتفعلون ) أى وتؤمنون حقاً ( قالوا نعم ) (فدعا ) صلى الله عليه وسلم ربه كى يفعل لهم هذه المعجزة .....فهو لم يعجز ولم يراوغ بل قام بالفعل ( دعا )
وأما قولك ( فإنهم طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة كباقي الأنبياء الصادقين فلم يأتهم بذلك، )
بل فعل صلى الله عليه وسلم ودعا الله تعالى أن يأتيهم بالمعجزة ....فخيّره ربه جل وعلى بقوله (ان شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة )
فخيره بين أن يأتيهم بالمعجزة ومن يكفر بها يأتيه العذاب ....وبين أن يفتح لهم باب التوبة والرحمة
فأختار صلى الله عليه وسلم ما هو خير لهم ...أن يفتح الله لهم باب التوبة والرحمة كى يتوبوا إليه سبحانه وتعالى
وكان قادراً أن يختار تحقيق المعجزة ...لكنه لم يخترها رأفة بهم ...كى لا يصيبهم العذاب إن هم كفروا بها لا سيما وأنهم قد سألوا عن معجزات الأنبياء السابقين وعلموها ولكنهم ظلوا على كفرهم
فما أختاره النبى صلى الله عليه وسلم هو من رأفته ورحمته بهم حتى ولو كانوا مشركين
فصدق الله العظيم إذ يقول ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) ) الأنبياء
والنبى صلى الله عليه وسلم له معجزات كثيرة لا مجال الأن لذكرها حتى لا نطيل .
وأما قولك ( بل حوَّل نظرهم إلى خلق السموات. )
لما طلب المشركون أن يتحول جبل الصفا إلى ذهب لتكون لهم آية .....نبههم الله جل وعلى أن معهم من آياته عز وجل ما هو أكبر مما سألوه ، وأدل عليه ، وأوجب عليهم معه الإيمان به والتصديق لرسوله ......فخلق السموات والأرض أكبر من أن يصير الجبل ذهباً
وهذه رحمة من الله عز وجل لهم .....إذا أنه بدلاً من أن يجعل لهم الجبل ذهباً ويعذب من يكفر بعد منهم
فتح لهم باب التوبة ودلهم على آيات هى أكبر مما طلبوا حتى يتفكروا فيها ويرجعون إلى الله عز وجل ويتوبون إليه.......
فهو سبحانه وتعالى ( الرحمن الرحيم )
ورسوله صلى الله عليه وسلم ( رحمة للعالمين )
ملحوظة :
نشكر كاتب الشبهة لإعترافه أن عيسى عليه السلام نبى .....وذلك فى قولك ( فإنهم طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة كباقي الأنبياء الصادقين )
لأن المشركين سألوا عن معجزات موسى وعيسى فقط ...وهو إعترف أنهم أنبياء..........يأبى الله إلا أن يحق الحق ويبطل الباطل .
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذه شبهة وضعها أحد النصارى - هداهم الله - عن واقعة ذكرها الإمام السيوطى رحمه الله فى كتابه أسباب النزول فى سبب نزول قوله تعالى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) سورة آل عمران
وهذه هى الشبهة
“إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ; (آية 190).
قال ابن عباس: أتت قريش اليهود فقالوا: بم جاءكم موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه، ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى؟ قالوا: يبرئ الأكمه والأبرص ويُحيي الموتى. فأتوا محمداً فقالوا: ادعُ لنا ربك يجعل الصفا ذهباً، فقال إن في خلق السموات... (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول آل عمران 3: 190).
وهو جواب عجز ومراوغة، فإنهم طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة كباقي الأنبياء الصادقين فلم يأتهم بذلك، بل حوَّل نظرهم إلى خلق السموات.
الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فى البداية ...نقارن النص الذى جاء فى الشبهة بالنص الذى جاء فى المرجع الذى ذُكر أدناها ( أسباب النزول للسيوطى ) والنص هو (عن ابن عباس، قال:
أتت قريش اليهود، فقالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟ فقالوا: يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ادع لنا ربك يجعل [لنا] الصفا ذهباً. فأنزل الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ}.
فنود أن ننبه هنا على نقطتين.....
النقطة الأولى – يجب على الناقل عندما ينقل نص من كتاب إسلامى أن لا ينقص ولا يزيد ولا يبدل فيه شيئاً كى يخدم به شبهته ....بل يجب عليه نقل النص كاملاً وكما هو ...ففى النص الذى أورده السيوطى فى أسباب النزول قوله (ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهباً. فأنزل الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ...... }.
أما نص الشبهة ففيه (ادعُ لنا ربك يجعل الصفا ذهباً، فقال إن في خلق السموات...)
فنجد أنه بدّل كلمة ( فأنزل الله تعالى..... ) بقوله ( فقال..... )
وهناك فرق كبير بين القولين ...إذ أنه بكلمة ( قال ) هذه أراد بها أن يوحى للقارئ بأن النبى صلى الله عليه وسلم عجز عن الإتيان بالمعجزة فأجابهم على الفور بهذه الأية وكأنها قد نزلت من قبل ....أو بأنه هو قائلها ( كما يعتقدون )
أما قوله ( فأنزل الله تعالى ) فمعناها أنها نزلت من الله تعالى رداً على طلب هؤلاء المشركين .
-) وأيضاً نجد قول بن عباس فى النص ( . فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا:.....) بينما نجده هنا بدلها بقوله ( فأتوا محمداً فقالوا:....) وهذا يسمى تحريف وتبديل .....فنرجوا الإنتباه
النقطة الثانية – هذه الرواية التى أوردها الإمام السيوطى هى رواية ضعيفة كما قال الإمام الهيثمى فى مجمع الزوائد بعد أن ذكرها- قال (رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف )
أما الروايةالصحيحة فهى :
عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه قال (قالت قريش للنبي صلى الله عليه و سلم ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال وتفعلون قالوا نعم قال فدعا فاتاه جبريل فقال ان ربك عز و جل يقرأ عليك السلام ويقول ان شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال بل باب التوبة والرحمة )
( قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم – وصححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 3388 )
وللرد على الشبهة نقول وبالله التوفيق.....
قولك ( وهو جواب عجز ومراوغة، ) فهو باطل بدليل ما ذكرناه أنه صلى الله عليه وسلم لما قالوا له ( ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك ) قال لهم صلى الله عليه وسلم ( وتفعلون ) أى وتؤمنون حقاً ( قالوا نعم ) (فدعا ) صلى الله عليه وسلم ربه كى يفعل لهم هذه المعجزة .....فهو لم يعجز ولم يراوغ بل قام بالفعل ( دعا )
وأما قولك ( فإنهم طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة كباقي الأنبياء الصادقين فلم يأتهم بذلك، )
بل فعل صلى الله عليه وسلم ودعا الله تعالى أن يأتيهم بالمعجزة ....فخيّره ربه جل وعلى بقوله (ان شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك منهم عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وان شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة )
فخيره بين أن يأتيهم بالمعجزة ومن يكفر بها يأتيه العذاب ....وبين أن يفتح لهم باب التوبة والرحمة
فأختار صلى الله عليه وسلم ما هو خير لهم ...أن يفتح الله لهم باب التوبة والرحمة كى يتوبوا إليه سبحانه وتعالى
وكان قادراً أن يختار تحقيق المعجزة ...لكنه لم يخترها رأفة بهم ...كى لا يصيبهم العذاب إن هم كفروا بها لا سيما وأنهم قد سألوا عن معجزات الأنبياء السابقين وعلموها ولكنهم ظلوا على كفرهم
فما أختاره النبى صلى الله عليه وسلم هو من رأفته ورحمته بهم حتى ولو كانوا مشركين
فصدق الله العظيم إذ يقول ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) ) الأنبياء
والنبى صلى الله عليه وسلم له معجزات كثيرة لا مجال الأن لذكرها حتى لا نطيل .
وأما قولك ( بل حوَّل نظرهم إلى خلق السموات. )
لما طلب المشركون أن يتحول جبل الصفا إلى ذهب لتكون لهم آية .....نبههم الله جل وعلى أن معهم من آياته عز وجل ما هو أكبر مما سألوه ، وأدل عليه ، وأوجب عليهم معه الإيمان به والتصديق لرسوله ......فخلق السموات والأرض أكبر من أن يصير الجبل ذهباً
وهذه رحمة من الله عز وجل لهم .....إذا أنه بدلاً من أن يجعل لهم الجبل ذهباً ويعذب من يكفر بعد منهم
فتح لهم باب التوبة ودلهم على آيات هى أكبر مما طلبوا حتى يتفكروا فيها ويرجعون إلى الله عز وجل ويتوبون إليه.......
فهو سبحانه وتعالى ( الرحمن الرحيم )
ورسوله صلى الله عليه وسلم ( رحمة للعالمين )
ملحوظة :
نشكر كاتب الشبهة لإعترافه أن عيسى عليه السلام نبى .....وذلك فى قولك ( فإنهم طلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة كباقي الأنبياء الصادقين )
لأن المشركين سألوا عن معجزات موسى وعيسى فقط ...وهو إعترف أنهم أنبياء..........يأبى الله إلا أن يحق الحق ويبطل الباطل .