الأفق البعيد
24.12.2009, 16:41
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتم فضلاً منكم لو أحد بيعرف تحليل قصيدة دمشق *مطلعها قم ناج جلق* للشاعر أحمد شوقي
وهذه هي القصيدة
قُم ناجِ جِلَّقَ وَاِنشُد رَسمَ مَـن بانـوا مَشَت عَلى الرَسمِ أَحـداثٌ وَأَزمـانُ
هَـذا الأَديـمُ كِتـابٌ لا كِفـاءَ لَـهُ رَثُّ الصَحائِفِ بـاقٍ مِنـهُ عُنـوانُ
الدينُ وَالوَحـيُ وَالأَخـلاقُ طائِفَـةٌ مِنـهُ وَسـائِـرُهُ دُنـيـا وَبُهـتـانُ
ما فيـهِ إِن قُلِّبَـت يَومـاً جَواهِـرُهُ إِلّا قَـرائِـحُ مِــن رادٍ وَأَذهــانُ
بَنـو أُمَيَّـةَ لِلأَنبـاءِ مـا فَتَـحـوا وَلِلأَحاديثِ ما سـادوا وَمـا دانـوا
كانوا مُلوكاً سَريرُ الشَـرقِ تَحتَهُـمُ فَهَل سَأَلتَ سَريرَ الغَربِ مـا كانـوا
عالينَ كَالشَمسِ في أَطرافِ دَولَتِهـا فـي كُـلِّ ناحِيَـةٍ مُلـكٌ وَسُلطـانُ
يا وَيحَ قَلبِيَ مَهما اِنتـابَ أَرسُمَهُـم سَرى بِهِ الهَـمُّ أَو عادَتـهُ أَشجـانُ
بِالأَمسِ قُمتُ عَلى الزَهـراءِ أَندُبُهُـم وَاليَومَ دَمعي عَلـى الفَيحـاءِ هَتّـانُ
في الأَرضِ مِنهُم سَمـاواتٌ وَأَلوِيَـةٌ وَنَـيِّـراتٌ وَأَنــواءٌ وَعُـقـبـانُ
مَعادِنُ العِزِّ قَد مـالَ الرَغـامُ بِهِـم لَو هانَ في تُربِهِ الإِبريزُ مـا هانـوا
لَولا دِمَشـقُ لَمـا كانَـت طُلَيطِلَـةٌ وَلا زَهَـت بِبَنـي العَبّـاسِ بَغـدانُ
مَرَرتُ بِالمَسجِدِ المَحـزونِ أَسأَلَـهُ هَل في المُصَلّى أَوِ المِحرابِ مَروانُ
تَغَيَّرَ المَسجِدُ المَحـزونُ وَاِختَلَفَـت عَلـى المَنابِـرِ أَحـرارٌ وَعِـبـدانُ
فَـلا الأَذانُ أَذانٌ فــي مَنـارَتِـهِ إِذا تَــعــالــى وَلا الآذانُ آذانُ
آمَنـتُ بِاللَـهِ وَاِستَثنَـيـتُ جَنَّـتَـهُ دِمَشـقُ روحٌ وَجَنّـاتٌ وَرَيـحـانُ
قالَ الرِفـاقُ وَقَـد هَبَّـت خَمائِلُهـا الأَرضُ دارٌ لَهـا الفَيحـاءُ بُستـانُ
جَرى وَصَفَّـقَ يَلقانـا بِهـا بَـرَدى كَمـا تَلقـاكَ دونَ الخُلـدِ رَضـوانُ
دَخَلتُـهـا وَحَواشيـهـا زُمُــرُّدَةٌ وَالشَمسُ فَوقَ لُجَيـنِ المـاءِ عِقيـانُ
وَالحورُ في دُمَّرَ أَو حَـولَ هامَتِهـا حورٌ كَواشِفُ عَـن سـاقٍ وَوِلـدانُ
وَرَبوَةُ الوادِ فـي جِلبـابِ راقِصَـةٍ السـاقُ كاسِيَـةٌ وَالنَحـرُ عُـريـانُ
وَالطَيرُ تَصدَحُ مِن خَلفِ العُيونِ بِهـا وَلِلعُيـونِ كَمـا لِلطَـيـرِ أَلـحـانُ
وَأَقبَلَـت بِالنَبـاتِ الأَرضُ مُختَلِفـاً أَفوافُـهُ فَهـوَ أَصـبـاغٌ وَأَلــوانُ
وَقَد صَفا بَـرَدى لِلريـحِ فَاِبتَـدَرَت لَـدى سُتـورٍ حَواشيهُـنَّ أَفـنـانُ
ثُمَّ اِنثَنَت لَم يَزَل عَنهـا البَـلالُ وَلا جَفَّـت مِـنَ المـاءِ أَذيـالٌ وَأَردانُ
خَلَّفتُ لُبنـانَ جَنّـاتِ النَعيـمِ وَمـا نُبِّئـتُ أَنَّ طَريـقَ الخُلـدِ لُبـنـانُ
حَتّى اِنحَدَرتُ إِلـى فَيحـاءَ وارِفَـةٍ فيهـا النَـدى وَبِهـا طَـيٌّ وَشَيبـانُ
نَزَلـتُ فيهـا بِفِتيـانٍ جَحاجِـحَـةٍ آباؤُهُم فـي شَبـابِ الدَهـرِ غَسّـانُ
بيـضُ الأَسِـرَّةِ بـاقٍ فيهُـمُ صَيَـدٌ مِن عَبدِ شَمسٍ وَإِن لَم تَبـقَ تيجـانُ
يا فِتيَةَ الشامِ شُكراً لا اِنقِضـاءَ لَـهُ لَـو أَنَّ إِحسانَكُـم يَجزيـهِ شُكـرانُ
ما فَوقَ راحاتِكُم يَـومَ السَمـاحِ يَـدٌ وَلا كَأَوطانِكُم فـي البِشـرِ أَوطـانُ
خَميلَـةُ اللَـهِ وَشَّتهـا يَـداهُ لَـكُـم فَهَـل لَهـا قَيِّـمٌ مِنـكُـم وَجَـنّـانُ
شيدوا لَها المُلكَ وَاِبنوا رُكنَ دَولَتِهـا فَالمُلـكُ غَـرسٌ وَتَجديـدٌ وَبُنـيـانُ
لَو يُرجَعُ الدَهرُ مَفقـوداً لَـهُ خَطَـرٌ لَآبَ بِالواحِـدِ المَبـكِـيِّ ثَـكـلانُ
المُلكُ أَن تَعمَلوا ما اِستَطَعتُمو عَمَـلاً وَأَن يَبيـنَ عَلـى الأَعمـالِ إِتقـانُ
المُلكُ أَن تُخـرَجَ الأَمـوالُ ناشِطَـةً لِمَطلَـبٍ فيـهِ إِصـلاحٌ وَعُمـرانُ
المُلـكُ تَحـتَ لِسـانٍ حَولَـهُ أَدَبٌ وَتَحتَ عَقلٍ عَلـى جَنبَيـهِ عِرفـانُ
المُلكُ أَن تَتَلافَوا فـي هَـوى وَطَـنٍ تَفَرَّقَـت فيـهِ أَجـنـاسٌ وَأَديــانُ
نَصيحَةٌ مِلؤُها الإِخـلاصُ صادِقَـةٌ وَالنُصـحُ خالِصُـهُ ديـنٌ وَإيـمـانُ
وَالشِعرُ ما لَم يَكُن ذِكـرى وَعاطِفَـةً أَو حِكمَـةً فَهـوَ تَقطـيـعٌ وَأَوزانُ
وَنَحنُ في الشَرقِ وَالفُصحى بَنو رَحِمٍ وَنَحنُ في الجُـرحِ وَالآلامِ إِخـوانُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتم فضلاً منكم لو أحد بيعرف تحليل قصيدة دمشق *مطلعها قم ناج جلق* للشاعر أحمد شوقي
وهذه هي القصيدة
قُم ناجِ جِلَّقَ وَاِنشُد رَسمَ مَـن بانـوا مَشَت عَلى الرَسمِ أَحـداثٌ وَأَزمـانُ
هَـذا الأَديـمُ كِتـابٌ لا كِفـاءَ لَـهُ رَثُّ الصَحائِفِ بـاقٍ مِنـهُ عُنـوانُ
الدينُ وَالوَحـيُ وَالأَخـلاقُ طائِفَـةٌ مِنـهُ وَسـائِـرُهُ دُنـيـا وَبُهـتـانُ
ما فيـهِ إِن قُلِّبَـت يَومـاً جَواهِـرُهُ إِلّا قَـرائِـحُ مِــن رادٍ وَأَذهــانُ
بَنـو أُمَيَّـةَ لِلأَنبـاءِ مـا فَتَـحـوا وَلِلأَحاديثِ ما سـادوا وَمـا دانـوا
كانوا مُلوكاً سَريرُ الشَـرقِ تَحتَهُـمُ فَهَل سَأَلتَ سَريرَ الغَربِ مـا كانـوا
عالينَ كَالشَمسِ في أَطرافِ دَولَتِهـا فـي كُـلِّ ناحِيَـةٍ مُلـكٌ وَسُلطـانُ
يا وَيحَ قَلبِيَ مَهما اِنتـابَ أَرسُمَهُـم سَرى بِهِ الهَـمُّ أَو عادَتـهُ أَشجـانُ
بِالأَمسِ قُمتُ عَلى الزَهـراءِ أَندُبُهُـم وَاليَومَ دَمعي عَلـى الفَيحـاءِ هَتّـانُ
في الأَرضِ مِنهُم سَمـاواتٌ وَأَلوِيَـةٌ وَنَـيِّـراتٌ وَأَنــواءٌ وَعُـقـبـانُ
مَعادِنُ العِزِّ قَد مـالَ الرَغـامُ بِهِـم لَو هانَ في تُربِهِ الإِبريزُ مـا هانـوا
لَولا دِمَشـقُ لَمـا كانَـت طُلَيطِلَـةٌ وَلا زَهَـت بِبَنـي العَبّـاسِ بَغـدانُ
مَرَرتُ بِالمَسجِدِ المَحـزونِ أَسأَلَـهُ هَل في المُصَلّى أَوِ المِحرابِ مَروانُ
تَغَيَّرَ المَسجِدُ المَحـزونُ وَاِختَلَفَـت عَلـى المَنابِـرِ أَحـرارٌ وَعِـبـدانُ
فَـلا الأَذانُ أَذانٌ فــي مَنـارَتِـهِ إِذا تَــعــالــى وَلا الآذانُ آذانُ
آمَنـتُ بِاللَـهِ وَاِستَثنَـيـتُ جَنَّـتَـهُ دِمَشـقُ روحٌ وَجَنّـاتٌ وَرَيـحـانُ
قالَ الرِفـاقُ وَقَـد هَبَّـت خَمائِلُهـا الأَرضُ دارٌ لَهـا الفَيحـاءُ بُستـانُ
جَرى وَصَفَّـقَ يَلقانـا بِهـا بَـرَدى كَمـا تَلقـاكَ دونَ الخُلـدِ رَضـوانُ
دَخَلتُـهـا وَحَواشيـهـا زُمُــرُّدَةٌ وَالشَمسُ فَوقَ لُجَيـنِ المـاءِ عِقيـانُ
وَالحورُ في دُمَّرَ أَو حَـولَ هامَتِهـا حورٌ كَواشِفُ عَـن سـاقٍ وَوِلـدانُ
وَرَبوَةُ الوادِ فـي جِلبـابِ راقِصَـةٍ السـاقُ كاسِيَـةٌ وَالنَحـرُ عُـريـانُ
وَالطَيرُ تَصدَحُ مِن خَلفِ العُيونِ بِهـا وَلِلعُيـونِ كَمـا لِلطَـيـرِ أَلـحـانُ
وَأَقبَلَـت بِالنَبـاتِ الأَرضُ مُختَلِفـاً أَفوافُـهُ فَهـوَ أَصـبـاغٌ وَأَلــوانُ
وَقَد صَفا بَـرَدى لِلريـحِ فَاِبتَـدَرَت لَـدى سُتـورٍ حَواشيهُـنَّ أَفـنـانُ
ثُمَّ اِنثَنَت لَم يَزَل عَنهـا البَـلالُ وَلا جَفَّـت مِـنَ المـاءِ أَذيـالٌ وَأَردانُ
خَلَّفتُ لُبنـانَ جَنّـاتِ النَعيـمِ وَمـا نُبِّئـتُ أَنَّ طَريـقَ الخُلـدِ لُبـنـانُ
حَتّى اِنحَدَرتُ إِلـى فَيحـاءَ وارِفَـةٍ فيهـا النَـدى وَبِهـا طَـيٌّ وَشَيبـانُ
نَزَلـتُ فيهـا بِفِتيـانٍ جَحاجِـحَـةٍ آباؤُهُم فـي شَبـابِ الدَهـرِ غَسّـانُ
بيـضُ الأَسِـرَّةِ بـاقٍ فيهُـمُ صَيَـدٌ مِن عَبدِ شَمسٍ وَإِن لَم تَبـقَ تيجـانُ
يا فِتيَةَ الشامِ شُكراً لا اِنقِضـاءَ لَـهُ لَـو أَنَّ إِحسانَكُـم يَجزيـهِ شُكـرانُ
ما فَوقَ راحاتِكُم يَـومَ السَمـاحِ يَـدٌ وَلا كَأَوطانِكُم فـي البِشـرِ أَوطـانُ
خَميلَـةُ اللَـهِ وَشَّتهـا يَـداهُ لَـكُـم فَهَـل لَهـا قَيِّـمٌ مِنـكُـم وَجَـنّـانُ
شيدوا لَها المُلكَ وَاِبنوا رُكنَ دَولَتِهـا فَالمُلـكُ غَـرسٌ وَتَجديـدٌ وَبُنـيـانُ
لَو يُرجَعُ الدَهرُ مَفقـوداً لَـهُ خَطَـرٌ لَآبَ بِالواحِـدِ المَبـكِـيِّ ثَـكـلانُ
المُلكُ أَن تَعمَلوا ما اِستَطَعتُمو عَمَـلاً وَأَن يَبيـنَ عَلـى الأَعمـالِ إِتقـانُ
المُلكُ أَن تُخـرَجَ الأَمـوالُ ناشِطَـةً لِمَطلَـبٍ فيـهِ إِصـلاحٌ وَعُمـرانُ
المُلـكُ تَحـتَ لِسـانٍ حَولَـهُ أَدَبٌ وَتَحتَ عَقلٍ عَلـى جَنبَيـهِ عِرفـانُ
المُلكُ أَن تَتَلافَوا فـي هَـوى وَطَـنٍ تَفَرَّقَـت فيـهِ أَجـنـاسٌ وَأَديــانُ
نَصيحَةٌ مِلؤُها الإِخـلاصُ صادِقَـةٌ وَالنُصـحُ خالِصُـهُ ديـنٌ وَإيـمـانُ
وَالشِعرُ ما لَم يَكُن ذِكـرى وَعاطِفَـةً أَو حِكمَـةً فَهـوَ تَقطـيـعٌ وَأَوزانُ
وَنَحنُ في الشَرقِ وَالفُصحى بَنو رَحِمٍ وَنَحنُ في الجُـرحِ وَالآلامِ إِخـوانُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: )