أبو عبد الله محمد بن يحيى
17.04.2009, 04:33
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده - بأبي هو وأمي -
وبعد ...... :
هذه بعض الاشارات لتذليل صعب المعاني في المعلقات ونحاول جاهدين بمشيئة الرب - جل وعلا – الخروج من الخلاف بين علماء العربية رحمهم الله – إلا للضرورة الملجئة لذلك.....
وإن شاء الله ، سيكون استخلاص المعاني من ثلاث كتب تتعلق بهذا الشأن : شرح المعلقات السبع للزوزني ، وشرح المعلقات العشر لأحمد الأمين الشنقيطي وشرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لأبي بكر الأنباري ونستعين بشرح الخطيب التبريزي ....... والله المستعان
ونترك ترجمة الشاعر لموضوع أخبار الشعراء .
الحلقة الأولى
معلقة امرئ القيس :
1-قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ ** بِسِقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
2-فَتُوِضَح فَالمِقَرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُها ** لِما نَسَجَتْها من جَنُوبٍ وشَمْــــأَلِ
3-ترى بَعَرَ الأَرآم في عَرَصَاتــها ** وقيعانِها كأنَّه حــبُ فــُلْفُــــــــــلِ
4-كأَنِّي غَداةَ البَيْنِ يَومَ تحـــــمَّلُوا ** لدى سَمُرات الحَيِّ نَاقِفُ حَـنْـظَـلِ
5-وُقوفًا بها صَحبِي عليَّ مَطِيَّهُم ** يقولونَ : لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَـــــمَّلِ
قفا: فعل أمر للواحد على عادة العرب {ألقيا في جهنم } وهو خطاب لمالك خازن النار ، أو خطاب للمثنى على الحقيقة ، أو أن أصلها نون توكيد خفيفة وأبدلت ألفًا كما يحدث في حالة الوصل لها ، وأجروه مجرى الوقف
نبك :أي إن تقفا نبكي .
من ذكرى حبيب ومنزل : وهو البكاء على الأطلال ، وأثر المحبوب
بسقط اللوى : السقط ، هو منقطع الرمل (آخره ) حيث يستدق من طرفه ، اللوى ،الرمل الملتوي والمعوج
الدخول فحومل : موضعان أي أسماء أماكن
يقول : قفا وأسعداني وأعيناني على البكاء عند تذكري الحبيب إذ فارقته ،ومنزلًا خرجت منه ،وذلك المنزل أو ذلك الحبيب أو ذلك البكاء بمنقطع الرمل المعوج بين هذين الموضعين ، الدخول وحومل .
فتوضح فالمقراة : موضعان أيضًا
لم يعف رسمها : أي لم ينمح أثرها ،الرسم ما لصق بالأرض من أثار الدار من البعر والرماد وغيرها
لما نسجتها من جنوب وشمأل : نسج الريح لتلك الآثار ،أي اختلافهما عليه فتغطيه إحداهما بالتراب والأخرى تكشفه ، قيل ريح الجنوب وريح الشمال
يقول : وهناك حيث تبكيان بين المواضع الأربعة التي يوجد بينها سقط اللوى ، هناك ترى أثر منزل المحبوبة ،وهذا الأثر لم ينمح أثره بسبب هبوب الريحين ،أو لم ينمح أثرها من قلبي
الآرام :الظباء البيض الخالصة البياض ،
العرصات :الساحات،
قيعانها :المستوي من الأرض ، وهو الموضع يستنقع فه الماء
كأنه حب فلفل : أي يشبه حب الفلفل وهو حب هندي
يقول : انظر بعينيك ترى هذه الديار التي كانت مأهولة بأهلها مأنوسة بهم خصبة الأرض ، كيف غادرها أهلها وأقفرت من بعهدهم أرضها ،وسكنت رملها الظباء ،ونثرت في ساحتها بعرها حتى تراه كأنه حب فلفل ،في مستوي رحباتها .
غداة : الضحوة
البين :الفرقة
تحملوا : ارتحلوا
لدى : عند
سمرات الحي :من شجر الصلح ، شجر له شوك ؛الحي : القبيلة من الأعراب ناقف حنظل : أي الذي ينقفه أي يشقه وهو تدمع عيناه لحرارة الحنظل .
يقول : وقفت يوم رحيلهم في حيرة ، وقفة جاني الحنظل ، وهو يشقها وتجري دموعه كذاك كانت تجري دموعي .
وقوفًا بها صحبي عليّ مطيهم : أي قفا نبكي حال وقوف صحبي عليّ
مطيهم : مراكبهم ، أي نياقهم جمع ناقة ، لأنه يمتطى ظهرها أو يمط أي يمد الخطو بها ،
يقولون لا تهلك أسىً وتجمل : أي لا تهلك حزنًا وتجمل وتصبر حتى لا تشمت بك العواذل والعداة .
يقول :قد وقفوا عليّ أي لأجلي وعند رأسي ،وأنا قاعد عند رواحلهم ومراكبهم ، يقولون لي : لا تهلك من فرط الحزن وشدة الجزع ،وتجمل بالصبر .
والله أعلم
ادع لأخيكم
والله المستعان
والسلام
الحمد لله ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده - بأبي هو وأمي -
وبعد ...... :
هذه بعض الاشارات لتذليل صعب المعاني في المعلقات ونحاول جاهدين بمشيئة الرب - جل وعلا – الخروج من الخلاف بين علماء العربية رحمهم الله – إلا للضرورة الملجئة لذلك.....
وإن شاء الله ، سيكون استخلاص المعاني من ثلاث كتب تتعلق بهذا الشأن : شرح المعلقات السبع للزوزني ، وشرح المعلقات العشر لأحمد الأمين الشنقيطي وشرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لأبي بكر الأنباري ونستعين بشرح الخطيب التبريزي ....... والله المستعان
ونترك ترجمة الشاعر لموضوع أخبار الشعراء .
الحلقة الأولى
معلقة امرئ القيس :
1-قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ ** بِسِقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
2-فَتُوِضَح فَالمِقَرَاةِ لم يَعْفُ رَسْمُها ** لِما نَسَجَتْها من جَنُوبٍ وشَمْــــأَلِ
3-ترى بَعَرَ الأَرآم في عَرَصَاتــها ** وقيعانِها كأنَّه حــبُ فــُلْفُــــــــــلِ
4-كأَنِّي غَداةَ البَيْنِ يَومَ تحـــــمَّلُوا ** لدى سَمُرات الحَيِّ نَاقِفُ حَـنْـظَـلِ
5-وُقوفًا بها صَحبِي عليَّ مَطِيَّهُم ** يقولونَ : لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَـــــمَّلِ
قفا: فعل أمر للواحد على عادة العرب {ألقيا في جهنم } وهو خطاب لمالك خازن النار ، أو خطاب للمثنى على الحقيقة ، أو أن أصلها نون توكيد خفيفة وأبدلت ألفًا كما يحدث في حالة الوصل لها ، وأجروه مجرى الوقف
نبك :أي إن تقفا نبكي .
من ذكرى حبيب ومنزل : وهو البكاء على الأطلال ، وأثر المحبوب
بسقط اللوى : السقط ، هو منقطع الرمل (آخره ) حيث يستدق من طرفه ، اللوى ،الرمل الملتوي والمعوج
الدخول فحومل : موضعان أي أسماء أماكن
يقول : قفا وأسعداني وأعيناني على البكاء عند تذكري الحبيب إذ فارقته ،ومنزلًا خرجت منه ،وذلك المنزل أو ذلك الحبيب أو ذلك البكاء بمنقطع الرمل المعوج بين هذين الموضعين ، الدخول وحومل .
فتوضح فالمقراة : موضعان أيضًا
لم يعف رسمها : أي لم ينمح أثرها ،الرسم ما لصق بالأرض من أثار الدار من البعر والرماد وغيرها
لما نسجتها من جنوب وشمأل : نسج الريح لتلك الآثار ،أي اختلافهما عليه فتغطيه إحداهما بالتراب والأخرى تكشفه ، قيل ريح الجنوب وريح الشمال
يقول : وهناك حيث تبكيان بين المواضع الأربعة التي يوجد بينها سقط اللوى ، هناك ترى أثر منزل المحبوبة ،وهذا الأثر لم ينمح أثره بسبب هبوب الريحين ،أو لم ينمح أثرها من قلبي
الآرام :الظباء البيض الخالصة البياض ،
العرصات :الساحات،
قيعانها :المستوي من الأرض ، وهو الموضع يستنقع فه الماء
كأنه حب فلفل : أي يشبه حب الفلفل وهو حب هندي
يقول : انظر بعينيك ترى هذه الديار التي كانت مأهولة بأهلها مأنوسة بهم خصبة الأرض ، كيف غادرها أهلها وأقفرت من بعهدهم أرضها ،وسكنت رملها الظباء ،ونثرت في ساحتها بعرها حتى تراه كأنه حب فلفل ،في مستوي رحباتها .
غداة : الضحوة
البين :الفرقة
تحملوا : ارتحلوا
لدى : عند
سمرات الحي :من شجر الصلح ، شجر له شوك ؛الحي : القبيلة من الأعراب ناقف حنظل : أي الذي ينقفه أي يشقه وهو تدمع عيناه لحرارة الحنظل .
يقول : وقفت يوم رحيلهم في حيرة ، وقفة جاني الحنظل ، وهو يشقها وتجري دموعه كذاك كانت تجري دموعي .
وقوفًا بها صحبي عليّ مطيهم : أي قفا نبكي حال وقوف صحبي عليّ
مطيهم : مراكبهم ، أي نياقهم جمع ناقة ، لأنه يمتطى ظهرها أو يمط أي يمد الخطو بها ،
يقولون لا تهلك أسىً وتجمل : أي لا تهلك حزنًا وتجمل وتصبر حتى لا تشمت بك العواذل والعداة .
يقول :قد وقفوا عليّ أي لأجلي وعند رأسي ،وأنا قاعد عند رواحلهم ومراكبهم ، يقولون لي : لا تهلك من فرط الحزن وشدة الجزع ،وتجمل بالصبر .
والله أعلم
ادع لأخيكم
والله المستعان
والسلام