المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : الإيمان (معناه-أركانه ) .....


الراوى
15.02.2010, 21:07
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين . وبعد

ما معنى الإيمان ؟

الإيمان هو :قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

أما قول اللسان فهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

وأما تصديق الجنان فهو تصديق القلب لهذه الشهادة بما تحويه من معانى ونفى وإثبات.

وأما عمل الجوارح والأركان (الجوارح:كالعينان والأذنان واللسان )(والأركان:كاليدان والقدمان )
أن تعمل هذه الجوارح والأركان بما تستلزمه هذه الشهادة من فعل الطاعات وترك المحرمات.

وأما يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.فإن العبد إذا فعل طاعة بجوارحه أو أركانه نكت فى قلبه نكتة بيضاء فيزيد إيمانه ،وإذا فعل العبد معصية نكت فى قلبه نكتة سوداء فقل إيمانه.

ما هى أركان الإيمان ؟

أركان الإيمان ستة وهى:
أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
كما جاء ذلك فى حديث جبريل مع النبى صلى الله عليه وسلم.

والإيمان بالله :هو أن تؤمن بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
تؤمن بذاته كما جاء فى الكتاب والسنة بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل(ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير ).
وتؤمن بأن أسمائه حسنى وصفاته عليا وأفعاله بقدرته ومشيئته.

والإيمان بالملائكه: أن تؤمن أنهم عباد لله عز وجل خلقهم الله لعبادته وطاعته ليسوا بنات الله ولا أولاده ولا شركائه تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
(وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وماخلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجري الظالمين) الأنبياء (26 -29)

والإيمان بالكتب: أن تؤمن بكتبه المنزلة على رسله، المطهرة من الكذب والزور ومن كل باطل ومن كل ما لا يليق بها ومعنى الايمان بالكتب التصديق الجازم بأن كلها منزل من عند الله عز وجل على رسله الى عباده بالحق المبين والهدى المستبين وانها كلام الله عز وجل لا كلام غيره وان الله تعالى تكلم بها حقيقة كما شاء وعلى الوجه الذي اراد .


والإيمان بالرسل:أن تؤمن ان الله أرسل إلينا رسل مبشرين ومنذرين وأنهم بشر مثلنا ، والايمان برسل الله عز وجل متلازم، من كفر بواحد منهم فقد كفر بالله تعالى وبجميع الرسل عليهم السلام كما قال تعالى (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) البقرة 285
وقال تعالى( ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخدوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا اليما والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم اولئك سوف يؤتيهم اجورهم وكان الله غفور رحيما )النساء 150
152

والإيمان باليوم الآخر:أن تؤمن بيوم القيامة وأنه يوم لايعلم ميعاده إلا الله وأنه يوم يجمع الله فيه الخلائق ليقضى بينهم على ما كان منهم.
وأن تؤمن بما فى هذا اليوم من أهوال فتؤمن بالصراط والميزان والحساب والنار وما فيها من سلاسل وأغلال
ومهل وزقوم وغسلين.
وأن تؤمن بالجنة وما فيها من قصور وخدم وحور وأنهار ونعيم.

والإيمان بالقدر: أن تؤمن بقدر الله خيره وشره وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطئك لم يكن ليصيبك واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف كما قال النبى صلى الله عليه وسلم.

نضال 3
15.02.2010, 22:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع قيم جدااا

بارك الله فيك اخى الراوى

وهذا ما ننتظره من قيم مشاركاتك

تسمح لى بهذه المداخلة

الإيمان هو حياة القلوب والأبدان ، وبلسم السعادة ، ومناط النجاة في الدنيا والآخرة ، فهو يورث القلوب طمأنينة ، والنفوس رضى ، وكلما تدرج العبد في مراتب الإيمان ذاق طعمه ، ووجد حلاوته ، واطمأنت نفسه به ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) متفق عليه.
وحقيقة الإيمان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم تقوم على ثلاثة أركان ، إذا سقط أحدهما بطل الإيمان من أساسه ، وهذه الأركان هي :
1- اعتقاد القلب.
2- وقول اللسان.
3- وعمل الجوارح.

قال الإمام الشافعي: " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا : أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر " ( اللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة ).

فالركن الأول ( اعتقاد القلب ) يشمل أمرين اثنين لا بد من تحققهما :
الأول : إقرار القلب ، والمقصود به اعتراف القلب بأن ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم حق ، وأن ما حكما به عدل ، لا يخالط ذلك الاعتقاد شك ولا ريب .
الثاني : عمل القلب ، والمقصود به ما أوجبه الله عز وجل على العبد من أعمال القلوب كحب الله ورسوله ، وبغض الكفر وأهله وغيرها ، فكل هذه تدخل في عمل القلب.

والأدلة على اشتراط اعتقاد القلب كثيرة نذكر منها ، قوله تعالى :{ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم }( الحجرات : 14) ، ومنها قوله تعالى : { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان }(المجادلة:22) فتأمل قوله تعالى : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان } حيث جعل القلوب محل الإيمان وموطنه.

فكل هذه الأدلة وغيرها كثير يدل على أن إيمان القلب هو أصل الإيمان ومادته ، ومن ضيع إيمان القلب فلا إيمان له بل هو معدود من الزنادقة والمنافقين .

وأما الركن الثاني : فهو الإقرار باللسان ، قال:http://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif ( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها ) متفق عليه . قال الإمام النو ي في شرح الحديث : " وفيه أن الإيمان شرطه الإقرار بالشهادتين مع اعتقادهما ... "

وقال الإمام ابن تيمية : " وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر "(الإيمان 278 ).

والمقصود بالشهادتين ليس مجرد النطق بهما ، بل التصديق بمعانيهما والإقرار بهما ظاهرا وباطناً فهذه الشهادة هي التي تنفع صاحبها عند الله عز وجل .

وأما الركن الثالث : فهو عمل الجوارح والمقصود به فعل ما أمر الله به ، وترك ما نهى الله عنه . والأدلة على دخول هذا في الإيمان أكثر من أن تحصى ، فنذكر بعض ما يحصل به المقصود ، فمن ذلك قوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون }(الحجرات:15) فقد وصفهم الله بصدق الإيمان لإتيانهم بالأعمال الصالحة ، التي هي لازم عمل القلب وثمرته . ومنه أيضا قوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلونالذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } ( الأنفال:4) فتأمل كيف وصفهم الله بأنهم المؤمنون حقاً لما أتوا بالأعمال الصالحة ، فدل على دخول الأعمال الصالحة في الإيمان وأنها جزء منه .

وقالhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif آمركم بالإيمان بالله وحده ، أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : شهادة ألا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تعطوا من الغنائم الخمس )متفق عليه . فقد فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في الحديث بالعمل الصالح .

ومنه قولهhttp://www.ebnmaryam.com/vb/images/smilies/salla.gif الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها ، قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ) رواه مسلم.

وقد اعتنى الأئمة بهذا الحديث، وعدوه أصلاً لإدخال الطاعات في الإيمان ، وعدوها من شعبه ، وفي هذا الحديث بيان أن الإيمان أصل له شعب متعددة ، وكل شعبة تسمى إيماناً ، فالصلاة من الإيمان ، وكذلك الصوم والحج والزكاة ، والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل ... وهذه الشُعَبُ منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة ، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق ،وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيماً ، منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب.

هذه هي حقيقة الإيمان، وتلك هي أركانه ، والعلاقة بين إيمان القلب وإيمان الجوارح علاقة تلازمية ، بمعنى أنه لا يمكن أن يدعي عبد الإيمان بقلبه ، ثم يظل معرضا لا يعمل صالحا ، ولا ينتهي عن منكر ، فإن هذه الدعوى مع كونها غير نافعة شرعا ، إلا أنها كذلك غير موجودة واقعاً ، ذلك أن من وقر الإيمان في قلبه انطلقت جوارحه بالعمل ولسانه بالشهادة ، قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن شيء وقر في القلب وصدقه العمل ".

جزاكم الله خيراااا

الراوى
16.02.2010, 20:28
ما شاء الله يا أخت نضال ...التعليق أفضل من الموضوع ....

جزاكم الله خيراً ونفعنا الله بكم