المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : أُسِطّرُ الْقَافَ بَيْنَ النّونِ والْقَلَمِ


خالد الشمري
19.02.2010, 02:58
.
.
أُسِطّرُ الْقَافَ بَيْنَ النّونِ والْقَلَمِ

أُسِطّرُ الْقَافَ بَيْنَ النّونِ والْقَلَمِ=شَهْدُ الْغَرَامِ تُنَادِي أَعْذَبَ الْكَلمِ
تَحْبُو عَلى سَطْرِهِ فِي حُسْنِ طَلِّتِهَا=تَخْتَالُ فِي خَافِقِي تَرْتَدُّ كالسَّهَمِ
تُصَعّرُ الْخَدَّ فِي هَوْنٍٍ بِِمَشْيَتِهَا=كَأَنَّهَا مِنْ ذَوَاتِ الشَّأْنِ فِي الْأُمَمِ
وَإِنّهَا صَرْخَةُ الْأَقْدَارِ فِي فَلَكِي=مِنْ طَالعِي قَدْ جَلَبْهَا النّوْءُ فِي عَلَمِ
سأغْرِفُ البَحْرَ فيها إِنَّهَا أَلَـقٌ=أُدْنِي لَهَا الشَّعْرَ مِثْلَ السّيلِ مِنْ عَرِمِ
وَأَعْزِفُ النّايَ مِنْ نَبْلٍ لَمُقْلَتِهَا=أَرْوِي بِهِ أَرْضَهَا مِنْ وَافِرِ الدِّيَمِ
مِنْها انْطِلَاقُ خَيَالَاتِي مُجَنَّحَةً=تَسْرِي عَلى نَغْمِةِ الْوَرْقَاءِ فِي الْحَرِمِ
الرُّوحُ تَهْتِفُ والْأَضْلاعُ دَامِيَةٌ=أُُسَائِلُ النّجْمَ يَفْرِي حَالِكَ الظُّلَمِ
سَهِدْتُ لَيْلِي وبَاتَ الْأمْس يُؤْلُمُنِي=أُنَازِِع الْآهَ بَيْنَ الْيَأْسِ والْأَلَمِ
وكُلّمَا خَالَطَتْنِي نَعْسَةٌ شَرَدَتْ=وارْتَجَّ مِنْ خَلْفها الْوسْنانُ بِالْحُطَمِ
أُقَاسِم الْهَمَّ والْأَشْوَاقُ تَقْسِمُنِي=تَنْسَابُ نَحْوِي بِفَتْكِ الْفَارِسِ اللَّهِمِ
لِتَنْفُثَ السّحْرَ فِي الْأَعْمَاقِ قَائِلَةً=مَاذَا دَهَاكَ أمَا قَدْ صرْتَ فِي قِمَمِ
أمَا عَلِمْتَ بِأَنّ الْعِشْقَ ملحمةٌ=بَعْدَ التَّنَائِي يُبَارِي صَوْتَ مُنْتَقِمِ
وَأَنَّ قَلْبِي كَجِلْمُـوْدٍ تُطَـارِدهُ=أَنْظَارُ عُشَّاقِهِ فِي الصّحْوِ وَالْحُلُمِ
كَمْ وَالِهٍ ظَلَّ فِي الْأَسْحَارِ يَرْقُبُنِي=يَسْتَعْذِبُ الْقرَّ فِي نُورٍ وفِي عُتَمِ
يُسَامِرُ الْوَجْدَ فِي تِيْهٍ يُنَادِمُهُ=لِيُسْكَنَ الْوَهْمُ فِي التَّهْوِيْمِ والسَّأَمِ
فِي قَلْبهِ عَصْفُ إِبْطَاءٍ وَزَعْزَعَـةٍ=تَوَتّرٌ نَبْضُهُ بِالْعَاشِقِ النّهِمِ
قَاطَعْتُ هَاتفهَا فِي وَصْفِ بَارِحَةٍ=تَسْرِي مِنَ الرَّأْسِ تَغْشَى أَخْمَصَ الْقَدَمِ
وَقُلْتُ مَا أَنْتِ إلّا كَفُّ عَابِثةٍ =عَاثَتْ بِرُوْحٍ , رَمَاهَا الْوَهْمُ فِي سَقَمِ
أَمْْ قَدْ نَسِيْتِ إِسَارَ الْقَيْدِ يُثْقِلُنِي=يَكْسُو الدُّمُوعَ أَنِيْنًا لَحْظَةَ النَّدَمِ
وَيَهْمسُ الصَّوْتُ فِي نَبْرَاتِهِ جَزِعًا=طَوْرًا حَبُوْرًا وَحِيْنًا صَوْت مُتّهَمِ
وَلَا يَكِلُّ خَيَالِي مِـنْ مُطَـارَدَةٍ=هَيْمَانَ فِي سَكَنَاتِي غَيْرَ مُحْتكِمِ
تَقُوْدُهُ فِي رِحَابِ الْكُوْنِ صَبْوَتُهُ=يَقْضِي مِنَ الْوَقْتِ أَزْمَانًا عَلَى الْحُلُمِ
يَضَمُّ عَطْفًا عَلَى أَوْتَارِ خَافِقِهِ=يَمَسّهُ الدِّفْءُ مُنْثَالًا مِنَ الْعَدَمِ
يُجَنُّ مِنْ لَثْمِ ثَغْرٍ كُلَّمَا ابْتَسَمَتْ=فِي ذِهْنِهِ لَحْظَةٌ تَمْتَصُّ شَهْدَ فمِ
وَكَم أَسَرْتِ مِنَ الْأَشْوَاقِ أَعْذَبَهَا=تَعَلّقَتْ مِنْكِ بِالْأَهْدَابِ وَالْوَهَمِِ
يَا عَاذلَ الْقَلْبِ لَا تُسْرِفْ بَتْسِليَتِـي=عَنْهَـا مَـَزَارُ خَيَالِي غَيْر مُؤْتَممِ
هَيْهَاتَ أَنْسَى وَفِي فَجْرِي مَدى بَلَجٍ=إِصْبَاحُهُ فَلَقٌ مِنْ وَمْضِـةِ النّجِمِ
مِنْهَا حَيَاءٌ إِذَا طَافَتْ نَسَائِمُهَا=يَمْضِي كَمِا رَعَشٍ فِي الْخَافِقِ الظَّلِمِ
مِنْ ثَغْرِهَا تَنْتَشِـي قِيْثَارَتِـي طَرَبـاً=يَسْرِي عَلى وَتَرٍ كَالشّعْـرِ كَالنّغَمِ
أَنْفَاسُهَا شَجَنٌ كَالسّحْرِِ إِنْ سَرَبَتْ=بَيْنَ الشّفَاهِ نَـدَىً مِنْ جَنَّـةِ النّعَمِ
هَيَ الْمَلَاذُ الّذِي أَغْفُو بِأَيْكَتِهِ=إِذَا تَلَظّتْ حـمَى الرّمْضَاءِ كَالْحُمَمِ
كأنّها قزحٌ هَلّتْ بَشَائرهُ=مَادَتْ بِهِ الْأَرْضُ فِي وَهْدٍ وفي أُكُمِ
تُضِيءُ لِلرّوْحِ آفَاقًا وَتَصْحَبُهَا=إِلَى النّعَيْمِ لِتَنْسَ الْمَرْتَعَ الْوَخِمِ

أبو عبد الله محمد بن يحيى
19.02.2010, 14:25
الحمد لله ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، بأبي هو وأمي :
أمتع الله بك ، ومتّع بك
جميلة هذه القصيدة ، أخي خالد
أكمل يا بطل ، ولتكون بردة أخرى
تضم لشوقي ولباكثير