المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : شبهة سرقة "عذاب القبر" ، رداً على أخرق .


أبو عبد الله البخاري
13.04.2010, 20:40
بسم الله .. والحمد الله .. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد ،،

فإن تعجب فعجباً لأقوام تنطق عليهم أفواههم وتشهد عليهم أحاديثهم ، يرسل أحدهم بالكلمة لا يقام لها في ميزان الصدق وزن ، بل تقوم دونها موازين للكذب في الصدق والبهتان في الحق والحيد في سوي الصراط يقيمها في عقله ويرسلها في عقول إخوانه ممن يحلو لهم أن يعتوروا ذنبه كما يعتور أذنابهم ، فهو اليوم جارٌ ، فليس عليه أن يكون غداً من المجرورين !

وليس ينفك الجاهل بالشيء - إذا رأى رأياً - من خصال : فأما واحدة : فاقتضابه الرأي لا يُغبّه للخبرة ولا يبلوه بالتثبت ولا يكاد يرى فيه مذهباً لتقليب النظر ، فما هو إلا أن ينزو في رأسه نزوة أو نزوتين حتى يكون قد وزنه ورزاه وعرف مقداره صواباً من خطأ وخطأ من صواب فيصدره على أنه مما أنبطه الزمن من قليب قلبه وافتكّه من عقال عقله ، وعلى أنه الحق لا مراء فيه وعسى ألا تجد في باب المراء مثلاً أدل منه على الرأي القائل كيف يهلك أو يفيل .

وأما الثانية : فتزين ذلك الرأي له على سخفه حتى يدفع عنه كل الدفع ويحوطه بكل حجة مُلَجلَجة وحتى يرى أن الكدّ في ذلك هو يثبته ، وأن الثبات على الكد هو يحققه فلا يزال يخور بمقدار ما يشتد في أمره تعنتاً ثم لا يصيب من وجه الأمر إلا ما يضل في مجاهله فيكون قد تأتى من سبيل الثقة إلى الغرور ، ومن سبيل الغرور إلى الباطل وكبر ذلك مقتاً وساء سبيلاً .

فهذه خصال اجتمعت في ذلك الأفاك الذي زعم أن عذاب القبر - أعاذنا الله منه - إنما اقتضبه النبي صلى الله عليه وسلم اقتضاباً لا بوحي ، ولكن " بسرقة " من أساطير وأحاديث كانت تُروى على لسان يهود أو كما قال - لا أنطقه الله ، وهذا كلامه لا أخرم منه حرفاً :

أ للحديث الصحيح :
1 - دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود . وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " إنما تفتن يهود " قالت عائشة : فلبثنا ليالي . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ؟ " قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد ، يستعيذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 584
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و هذا الحديث صححه الالبانى :
- دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : إنكم تفتنون في القبور ، فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وقال : إنما تفتن يهود وقالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله : إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور . قالت عائشة : فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2063
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و حديث صحيح اخر :

عن عائشة رضي الله عنها : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذاب القبر حق . قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1372
خلاصة الدرجة: [صحيح]

نلاحظ من الاحاديث النقط الاتية :

1-كانت اجابة محمد على سؤال عائشة : انما تفتن اليهود (هذا كلامه يثبت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأمر عذاب القبر )
اى عذاب القبر خاص باليهود فقط !
و تلك معلمومة خاطئة اسلاميا توحى ان محمد تسرع فى الرد و انه لم يكن يعلم شيى !
و اسلاميا لن يعطيه الوحى معلومات خاطئة !!!!

2- يقول فلبثنا ليالى (و لا نعلم ما الذى حدث فى هذه الليالى ! ) فعاد و قال بالحرف :
إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور
اى انه قبل سؤال اليهودية لم يكن قد اوحى اليه بعد (اسلاميا) !

3 - ثم يقول الحديث :
فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر

بعد
هل ركزت فى كلمة بعد
اى انه من قبل لم يكن يستعيذ منه !

و هذا ما اكده الحديث الثالث :
فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .

قبل سؤال اليهودية لم تكن عائشةو هى زوجة الرسول قد سمعت عن عذاب القبر و فجأة بعد ان سألت بعد سؤال اليهودية اذ بمحمد يقول فجأة اجل انه حق و صارت عائشة تسمع محمد يتعوز من عذاب القبر كل صلاة


اى ان محمد لم يكن يعلم بعذاب القبر قبل سؤال اليهودية و هذا واضح جدا (وها هنا ينقض طرحه السالف وإقراره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأمر عذاب القبر )كذا قال - لا أمكنه الله من أن يقول بعدُ .

ولعمري وعمرك وعمر أبيك أيها القاريء لو أن كاتباً ذهب فأكل فخلط فتضلع فنام فاستثقل فحلم أنه يتكلم فيما تكلم صاحبنا، واجتهد جهده، وهو نائم ذاهب الوعي فلم يأل تخريفًا واستطالة، وأخذ عقله الباطن يكنس دماغه ويخرج منه "الزبالة العقلية" ليلقيها في طريق النسيان أو في طريق الشيطان -لما جاء في شأوه بأسخف ولا أبرد من مقالة "الغبي" ، فسواء أوقع هذا التفضيل من جهة الهذيان والتخريف كما فعل كاتب النوم، أم وقع من جهة الخلط والحبط ما فعل صاحبنا، فهذا من هذا ، طباق سخافة بسخافة .

انظروا إلى أول ملحظ له حين قال :
1- كانت إجابة محمد على سؤال عائشة : إنما تُفتن يهود ،
ثم طالعوا ما استنبطه عقله من ذلك فذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أمر عذاب القبر بالكلية !!

فيم إذاً قولُه صلوات ربي وسلامه عليه : إنما تُفتن يهود ؟! لا تعلم ، وهيهات لك أن تعلم من خروف أُبدل جلداً بصوف .

فالنبي صلى الله عليه وسلم إذاً لم ينكر عذاب القبر ، وإنما أنكر وقوعه على أمته ، بدليل أنه أثبته لكن على غير المؤمنين فقال : إنما تُفتن يهود .

قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : [ فَاَلَّذِي أَنْكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُوَ وُقُوع عَذَاب الْقَبْر عَلَى الْمُوَحِّدِينَ ، ثُمَّ أُعْلِمَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَقَع عَلَى مَنْ يَشَاء اللَّه مِنْهُمْ فَجَزَمَ بِهِ وَحَذَّرَ مِنْهُ وَبَالَغَ فِي الِاسْتِعَاذَة مِنْهُ تَعْلِيمًا لِأُمَّتِهِ وَإِرْشَادًا ]

وعذاب القبر ثابت بآيات مكية نزلت قبل زمن تلك الأحاديث .. يقول تعالى في سورة إبراهيم :
{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء }
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أنه قال : " نزلت في عذاب القبر " .

والآية مكية على ما هو معلوم ، وحادثة اليهودية إنما وقعت في المدينة فيكون نزول الآية سابقاً للحديث .

ويقول تعالى في سورة غافر : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
يقول ابن كثير - رحمه الله - : " وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله تعالى: { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } "

والآية مكّية ولا ريب .

يُتبع إن شاء الله ...

أبو عبد الله البخاري
13.04.2010, 20:42
نتابع معاً بعون الله ،،


ثانياً : سلمنا تنزلاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أوحيَ إليه بأمر عذاب القبر بعدُ ، فلا يصح أن يُتخذ ذلك مطعناً عليه أو اتهاماً ، فنحن نؤمن أن ليس كل ما يقوله أهل الكتاب أو ما في كتبهم باطلاً ، بل فيه الحق الذي خالطه الباطل ، ووجه معرفة حقه من باطله هو موافقة حقهم لما في شرعنا ، فإن وافقه فهو حق ، وإن خالفه فهو باطل ولا ريب ، وإن لم يوافق ولم يخالف فهو ما نتوقف فيه .

ولقد علم صاحب الموضوع بهذا الأمر وبهوان حجته إن أجراها في هذا المجرى ، فذهب يلتف عليها ولم يبصر مسلكاً لينفذ منه حجته فأضاء له الكذب مسلكاً من نفسه ، فزعم أن كل ما في كتب يهود غير التوراة إنما هو محض خرافة وأساطير ، وكذب يطبق كذباً .

ونسي - أو تناسى - أن الشريعة التي ألقاها الله لموسى - حسب إيمانه - كانت شقين ، شقاً مكتوباً وهو التوراة ، وشقاً آخر شفهياً وهو التفاسير (مدراشيم) والتلمود ، وقد جاء فى تفسير سفر الخروج الكبير (شموت رابا) أن اليهود قد نهوا عن تدوين الشريعة الشفاهية إذ جاء أمر الرب موسى عليه السلام أن يدون أسفار التوراة والأنبياء والمكتوبات، ونهاه عن تدوين التفاسير (مدراشيم) والتلمود كما أشرنا سابقاً ، وظل اليهود يتداولون هذه الشريعة الشفهية إلى أن تم تدوينها بعد الإسلام .

تقول د. ليلى إبراهيم أبو المجد ، أستاذ الدراسات التلمودية بكلية الآداب ، جامعة عين شمس في مقال لها على صفحات جريدة (المصري اليوم) (http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=246258&IssueID=1701) بتاريخ 6 / 3 / 2010 :
" لا يُعرف بالتحديد متى دونت هذه الشريعة الشفاهية، ولم يفصل إلى الآن فى زمن تدوين التلمود، ويبدو أن اليهود اضطروا إلى تدوينه، وتعدوا ما نهوا عنه، عند شعورهم بالخطر بعد ظهور الإسلام وانتشاره بسرعة فائقة، وبعد دخول الكثير من أحبار اليهود فى الإسلام، فقد أدرك اليهود عندئذ أنهم إن لم يدونوا هذا التراث الشفاهى فإن مصيره إلى الفناء والاندثار لا محالة.
ولقد وجد علماء اليهود فى كتب التفسير الإسلامية النموذج والقدوة فنقلوا عنها الكثير من المصطلحات التى لا يتسع المقام لذكرها، ولهذا السبب تتعمد معظم المصادر اليهودية أن تذكر أن الشروح التى قامت على متن التلمود قد انتهت فى نهاية القرن الخامس الميلادى لكى تستبعد وتنفى أى احتمال لوجود تأثيرات إسلامية فى التلمود، على الرغم من أن أقدم نص مكتوب للتلمود وهو مخطوط أوكسفورد يرجع إلى عام ١١٢٣م، ويضم أبواباً متفرقة من التلمود البابلى، ويرجع مخطوط المتحف البريطانى للقرن الثانى عشر الميلادى أيضاً وهو يضم بعض أبواب من التلمود .
وبناء على ما سبق، فالتلمود لم يدون فى عصر فقهائه، ولكن تم تدوينه بعد تدوين كتب التفاسير الإسلامية، التى بدأ تدوينها فى القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادى)، وقد تأثر التلمود بها " . ا.هـ

إذاً ، ليس هناك مانع مطلقاً أن يكون ما تضمنته تلك الكتابات من عذاب القبر أحد نوعين :

- فإما أن يكون فعلاً من الشريعة الشفهية التي أوحاها الله لموسى ، وعلى هذا فلا غضاضة فيها ، وتندرج تحت ما أتى من شرعهم موافقاً لشرعنا ولم تطله يد التحريف ، فهذا نصدقه ولا نكذبه .

وإما أن يكون استلهاماً من كتب المسلمين كما جاء في كلام د. ليلى أبو المجد ، ويكون حينها المتهم بالاقتضاب إنما هم مدونوا التلمود لا النبي صلى الله عليه وسلم ، خصوصاً وأن الحديث ليس فيه ذكر ٌمطلقاً لهول واحد من أهوال القبر التي أثبتتها الأحاديث النبوية .

والحمد لله رب العالمين ...

زهراء
15.04.2010, 10:55
رد كافٍ وافٍ..
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
وغفر الله لكم ولوالديكم

أبو عبد الله البخاري
04.05.2010, 16:32
بارك الله فيك أختي الكريمة زهراء ، وجزاكم خيراً .

أبو عبد الله البخاري
04.05.2010, 16:34
الحمد لله ، والصلاة السلام على رسول اللهصلى الله عليه وسلم.. وبعد ،

فيعلم الله قدر ما شغلتني صروف حياتي عن الانتظام في الملتقى ، ومتابعة موضوعاتي وردودي وما جد بشأنها وما عفى ، لكنا نسأل الله التوفيق والسداد والرشاد والبركة في الوقت والجهد .. إنه ولي ذلك .

وقع الغر النصراني على بعض من كلامنا على شبهته التي حالت هشيماً فرماداً ، هشيماً لأنها كانت في تصور صاحبنا والمتنطعين من إخوانه تقف موقفاً عسراً من دين الله المرتَضى ، وليست كذلك ، ورماداً بعد أن شبت بها نيران صواعق الحق ، فجعلتها هباء منثورا ، وهي كذلك .

وعجيب أن ترى صاحبنا ينسل وسط هذه الأعاصير منكباً على بقايا شبهته ينقب عن جذوة باقية تحت الرماد ، يرجو بها أن يصطلي من قر هذا الجو العاصف ، وبينا ينفخ في الرماد إذ لفحه زمهرير من العاصفة فذرّ الرماد في وجهه ودس التراب في أنفه !

ولعمرك أيها القاريء لقد استبشرت خيراً حين لاح لي اسمه برد جديد ، وما فتيء أن انقلب استبشاري تبسماً فضحكاً فقهقهة مما قام في نفسه رداً يستر به عورة جلّاها كلامنا على شبهته وعرّاها ، فذهب يسترها بشوارد الكلم وشواذ المنطق ، فإذا هو ينزع عن عورته بيده سترها ويكشفها ما قام في نفسه أنه يسترها ويكسوها !

يُتبع كلامه ثم ردنا إن شاء الله .

أبو عبد الله البخاري
04.05.2010, 16:36
سلكنا في ردنا على الغر النصراني طرائق قدداً ، فأتينا شبهته عن يمينها وعن شمالها ومن تحتها فأصبحت أثراً بعد أن كانت عيناً في عين صاحبها وحده .

فأثبتنا التالي :
1- عذاب القبر ثابت بآيات مكية يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون في مكة قبل الهجرة للمدينة ، وحادثة اليهودية كانت في المدينة .. وهذا وحده كاف لأن يأتي على شبهته من القواعد .

2- الشريعة اليهودية بحسب الإيمان اليهودي شقان : شق مكتوب وهو التوراة ، وشق آخر كان شفهياً ثم تم تدوينه بعد ذلك وهو التلمود والمدراش ، أي أن التلمود مع التوراة في منزلة واحدة عند أحبار اليهود وعلمائهم .

3- قام علماء اليهود بنقل كثير من المصطلحات الإسلامية من كتب المسلمين ، فتأثر التلمود بها .

كل هذا أثبتناه بالحجج القاطعة والاستشهاد بعلماء لهم كلمتهم التي لها وزنها في ميزان العلم ، فما كانت إجابة الغر ؟

كلامه على النقطة الأولى :
قلنا : [ وعذاب القبر ثابت بآيات مكية نزلت قبل زمن تلك الأحاديث .. قال تعالى في سورة إبراهيم : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء } ]
ووضعنا تفسير أعلم الناس بالقرآن وأفهمهم له لأنه المنزَّل على قلبه ، النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح فقلنا : روى البخاري ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أنه قال : " نزلت في عذاب القبر " .
وهذا تفسير مسكت مخرس لأي متأول يتأول الآية على غير تفسيره صلى الله عليه وسلم .
فما كان رد الغر الأحمق ؟!
قال ولا أخرم حرفاً من كلامه :
اين عذاب القبر فى الاية ؟
ارجو الا تستخفوا بعقول القراء !
لا يهمنى ماذا يقول مسلم و بخارى فهم يجتهدوا و يخطئوا و يصيبوا و ليسوا الهه و يخملوا النص ما لم ياتى فيه فبكل بساطة لن اقبل الا بوضوح الاية لان اتفسير الاية جاء بعد احاديث عذاب القبر و المفسر قد ينسب عذاب القبر لما يحلو له من ايات !
عياذاً بالله من الجهل ! عياذاً بالله من الغفلة !
نسب التفسير للبخاري ومسلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
بل عياذاً بالله من العمى !
يا أعمى ! التفسير تفسير النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالقرآن ، وما البخاري ومسلم إلا ناقلان لكلامه صلى الله عليه وسلم ، وليس التفسير من عندهما يا غبي .
اللهم ألهمنا الصبر على تلكم العقول .

الآية الثانية : قلنا : [ قال تعالىفي سورة غافر : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
يقول ابن كثير - رحمه الله - : " وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله تعالى: { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } "
والآية مكّية ولا ريب ]
والآية بالغة الدلالة على ذلك ، فآل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً قبل أن تقوم الساعة ، أي في قبورهم ، ثم حين تقوم الساعة يدخلهم الله جهنم فيصليهم أشد العذاب .
فمدار الاستدلال على الشق الأول من الآية القائل : { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } ، ولذا قال ابن كثير رحمه الله - ركز يا مغفل - : (( وهي قوله تعالى: { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } )) .
لكن العمى سنّة في قول صاحبنا ، فعمِيَ عن شق الآية الأول الدال على العذاب البرزخي ، وتعلق بشقها الثاني الدال على العذاب الأخروي ، فما فتيء يصيح :

هل ترى ما انا اراه :
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
هنا يتحدث عن عذاب الساعة و ليس القبر بل لم يذكر عذاب القبر اصلا !
فهل بات المسلم لا يفرق بين عذاب القبر و عذاب الساعة !أقول : الحمد لله أني لا أرى ما تراه .
وهل ترى أنت سوى دياجير ظلمة الجهل ، ودجنّة ليل الغفلة ؟!

إذاً ، هذه آيات مكية أثبتت عذاب القبر ، فما بقي من شبهة صاحبنا سوى أنقاض تشيع سائر قوائم شبهته إن شاء الله فيما يلي .

فيُتبع .

أبو عبد الله البخاري
04.05.2010, 16:43
كلامه على النقطة الثانية والثالثة :

كنا نقلنا كلام أ.د. ليلى أبو المجد ، أستاذ الدراسات التلمودية بكلية الآداب ، جامعة عين شمس ، في مقالها على صفحة جريدة المصري اليوم بتاريخ 6/3/2010 ، وهذا رابط المقال :
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=246258&IssueID=1701
وقررت في مقالها ما قلناه من أن الشريعة اليهودية شقان ...... إلخ .
فما كان رد الغبي على هذا الكلام العلمي ؟! قال :
كلام لا دليل عليه !
الشريعة الوحيدة هى التوراه و ما جاء فى التلمود بعد موسى بقرون هو منسوب له المشكل في الأمر أنه هو من كلامه يحتاج إلى دليل ! أنا استشهدت بكلام العلماء المحققين ، فأين استشهاده ؟!
ويسأل سؤالاً يتم به الشهادة على نفسه بالغباء ، فيقول كيف يكون بين تدوين التوراة وتدوين التلمود أكثر من 15 قرناً ويكون ثمة رابطٌ بينهما ؟!
ولو تأمل في كلامنا لوجد الإجابة لكن كما قررنا من قبل : العمى سنة فيه .
يا غبي ، التلمود كان شريعة شفهية ، مُنِع اليهود من تدوينها سالفاً ، فكانوا يتناقلونها شفهياً دون تدوين ، لكن لما عظم أمر الإسلام خافوا على شريعتهم تلك فاضطروا إلى مخالفة ما نُهُوا عنه ، فدونوها .

وإليك الصاعقة المحرقة من الموسوعة اليهودية نفسها تقرر ذلك ، حيث جاء فيها :

http://img693.imageshack.us/img693/3724/03052010084849.png



يقول :
As early as the third century Joshua ben Levi interpreted Deut. ix. 10 to mean that the entire Law, including Mi?ra, Mishnah, Talmud, and Haggadah, had been revealed to Moses on Sinai


ٍالترجمة : " ومنذ القرن الثالث ، فسر الحاخام ( جوشوا بن ليفي ) تثنية 9 : 10 أن الشريعة كلها بما فيها العهد القديم ، والمثناة ، والتلمود ، والهجادا ، قد أوحيت إلى موسى في سيناء " .

سفر التثنية 9 : 10 : (( و اعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع الله و عليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع )) .

المصدر : الموسوعة اليهودية :
http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=32&letter=T&search=talmud#114

فلتخسأ إذاً ولتكف بلوى لسانك عنا .

ومن المضحك أيضاً قول الغر : لا توجد اى اشارة الى عذاب القبر فى العقيدة الصحيحة لليهود و هى التوراههذا على أساس أن التوراة متضمنة لكل الأخبار والأحاديث والقصص ولم يحدث بها سقط أو فقد أو تضييع ، أما وحالها حالها فليست تلك حجة تصلح أن تقام علينا .

ولعلك تخبرنا بمكان سفر ياشر الذي يقول عنه سفر يشوع : (( 10: 13 فدامت الشمس و وقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه اليس هذا مكتوبا في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء و لم تعجل للغروب نحو يوم كامل ))

فأين سفر ياشر هذا يا سيد ؟!

وأين ذهبت بقية أمور سليمان وكل ما صنع وحكمته ؟!
ضاعت كما ضاع ( سفر أمور سليمان ) كما في سفر الملوك الأول :

(( 11: 41 و بقية امور سليمان و كل ما صنع و حكمته اما هي مكتوبة في سفر امور سليمان ))

وفي أخبار الأيام الثاني :
(( 9: 29 : وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ الأُولَى وَالأَخِيرَةِ، أَمَاهِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ، وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ، وَفِي رُؤَى يَعْدُو الرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ؟ ))

يعني مع كل هذا الضياع وكل هذا المفقود من أسفار كاملة وأحاديث وأخبار ، لا يعدم من كان هذا حاله أن يكون مما سقط منه ذكْرُ عذاب القبر .

هذا مع أنه لا يفيد وجوده من عدمه ، فوجوده في الشريعة ككل شيء كافٍ ، سواء كان في الشريعة المكتوبة أو الشريعة الشفهية .

ثم رداً على باقي كلام أ.د. ليلى أبو المجد في تقريرها لنقل علماء اليهود الكثير من كتب المسلمين يقول الغبي : عندما تبدأ المنتديات فى العجز تبدأ فى التاليف و التدليس !
احضر الدليل من موقع علمى موثق على كلامك لو سمحت ؟ لك عذرك في عماك .
مرة أخرى ، هذا رابط المقال في جريدة (المصري اليوم) : http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=246258&IssueID=1701

وهذى صورة المقال ، لتخسأ من بعدُ :

http://img210.imageshack.us/img210/7310/04052010055256.jpg


وعلى سؤاله الذي يدندن به ظاناً أنه بلغ شيئاً في نفسه أقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم يا غبي يتكلم بما وصل إليه من علم أوحاه الله إليه ، وهو لم يكن أوحي إليه بعدُ بإمكان وقوع عذاب القبر على الموحدين من أمته ، فتكلم بما سبق في علمه من أن العذاب إنما يقع على الكافرين ، والآيات التي سقناها تدل على ذلك ، ثم أعلمه الله بأن عذاب القبر قد يقع على أفراد الموحدين فأقر بذلك واستعاذ منه ، وأمر أمته بالاستعاذة منه .

تبقى مداخلة واحدة في الموضوع إن شاء الله ، وفيها نقدم إلى شبهة الغر فنجعلها هباء منثوراً ، ومش بس كده ، ده احنا هنبلط مكانها كمان :)

فيُتبع إن شاء الله .

أبو عبد الله البخاري
04.05.2010, 16:48
في كتابه : ( تاريخ الأدب اليهودي ) ، يتحدث العلامة اليهودي المحقق ( ميئر واكسمان ) عن الكتب اليهودية التي صُنفت ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر .

من هذه الكتب هو كتاب ( ريشيث حكمة ) أو ( بداية الحكمة ) لمؤلفه الحاخام اليهودي : ( موسى دي فيداس ) المتوفى عام 1815 م ، ( هذا الكتاب هو أحد المراجع التي اعتمدت عليها الموسوعة اليهودية فيما نقله لنا الغر النصراني الأحمق صاحب الموضوع ) .

تحدث واكسمان عن بعض من محتويات هذا الكتاب ، فذكر أن فيه اقتباسات من الزوهار (Zohar) وغيره ، ثم عرج على ذكر أن في الكتاب اقتباساً من مدراشين (تفسيرين) آخرين ، ولننقل كلام واكسمان بصورته ونصه : ( تاريخ الأدب اليهودي History Of Jewish Literature / الجزء 2 / صفحة 289 )

http://img690.imageshack.us/img690/8881/04052010044544.jpg


يقول :
the book contains also ####s of two other small Midrashim which the other copied from manuscripts, one the Masseketh Genihom ( A Tractate on Hell ) containing a vivid description of the various divisions or circles of hell, and the other Hibut ha-Keber (The Sufferings in the Grave) describing the punishment inflicted immediately after burial. These must have been late pseudo-Midrashim of unknown date

الترجمة :

( يحتوى الكتاب أيضاً على نصوص من تفسيرين صغيرين آخرين نسخهما من المخطوطات ، أولهما ( الماسيكيث جينيهوم ) أو ( رسالة عن الجحيم ) ويحتوي وصفاً بليغاً عن دركات الجحيم المتنوعة ، والآخر هو ( هيبوت ها كيبر ) أو ( العذاب في القبر ) واصفاً العذاب الذي يلحق بالمتوفى بعد دفنه مباشرة ، ولا بد من أنهما تفسيران زائفان متأخران وتاريخهما غير معروف !

قلت : الحمد لله رب العالمين ، ظهر الحق فخسأ الباطل وزهق حسرة وتندماً .

أبو عبد الله البخاري
04.05.2010, 17:03
لمزيد من التحقيق حول الموضوع عموماً يرجى مراجعة هذا الموضوع للأخ الحبيب المهندس Eng.Con :

http://www.albshara.com/threads/14227-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AF%D8%A7

نضال 3
04.05.2010, 20:41
جزاك الله خيراا اخى الكريم ابو عبدالله البخارى

عن عائشة رضي الله عنها : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذاب القبر حق . قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1372
خلاصة الدرجة: [صحيح]

فالنبي صل الله عليه وسلم إذاً لم ينكر عذاب القبر ، وإنما أنكر وقوعه على أمته ، بدليل أنه أثبته لكن على غير المؤمنين فقال : إنما تُفتن يهود .

قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : [ فَاَلَّذِي أَنْكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُوَ وُقُوع عَذَاب الْقَبْر عَلَى الْمُوَحِّدِينَ ، ثُمَّ أُعْلِمَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَقَع عَلَى مَنْ يَشَاء اللَّه مِنْهُمْ فَجَزَمَ بِهِ وَحَذَّرَ مِنْهُ وَبَالَغَ فِي الِاسْتِعَاذَة مِنْهُ تَعْلِيمًا لِأُمَّتِهِ وَإِرْشَادًا ]

وعذاب القبر ثابت بآيات مكية نزلت قبل زمن تلك الأحاديث .. يقول تعالى في سورة إبراهيم :
{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء }

شكرا لك اخى الكريم ...

لهذا التوضيح القيم

ولك متابعة بأذن الله

سيف الحتف
05.05.2010, 13:42
تسلم إيديك يا دكتور والله أنا حاسس إن الفسل ده هو توني , أصل الشبهات الغبية دي متخرجش إلا من العقلية دي
.

aymoon22
03.06.2010, 12:38
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مجهود رائع أخي الحبيب
أراك قد أتيت بالنص بهذه الشبهه من منتديات الزريبه العربيه أليس كذلك؟
فقد طردوني 5 مرات من مجمل 8 مرات بردي علي شبهات السرقات من التلمود لمجرد أني وضعت روابط يهوديه تشرح أن التلمود مقدس عند اليهود وتاريخ كتابته لما بعد الإسلام مع العلم أني ضعييييييييييييييف في النقاش الديني لأبعد الحدود

إدريسي
13.09.2010, 00:47
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ..