أبو عبد الله البخاري
13.04.2010, 20:40
بسم الله .. والحمد الله .. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد ،،
فإن تعجب فعجباً لأقوام تنطق عليهم أفواههم وتشهد عليهم أحاديثهم ، يرسل أحدهم بالكلمة لا يقام لها في ميزان الصدق وزن ، بل تقوم دونها موازين للكذب في الصدق والبهتان في الحق والحيد في سوي الصراط يقيمها في عقله ويرسلها في عقول إخوانه ممن يحلو لهم أن يعتوروا ذنبه كما يعتور أذنابهم ، فهو اليوم جارٌ ، فليس عليه أن يكون غداً من المجرورين !
وليس ينفك الجاهل بالشيء - إذا رأى رأياً - من خصال : فأما واحدة : فاقتضابه الرأي لا يُغبّه للخبرة ولا يبلوه بالتثبت ولا يكاد يرى فيه مذهباً لتقليب النظر ، فما هو إلا أن ينزو في رأسه نزوة أو نزوتين حتى يكون قد وزنه ورزاه وعرف مقداره صواباً من خطأ وخطأ من صواب فيصدره على أنه مما أنبطه الزمن من قليب قلبه وافتكّه من عقال عقله ، وعلى أنه الحق لا مراء فيه وعسى ألا تجد في باب المراء مثلاً أدل منه على الرأي القائل كيف يهلك أو يفيل .
وأما الثانية : فتزين ذلك الرأي له على سخفه حتى يدفع عنه كل الدفع ويحوطه بكل حجة مُلَجلَجة وحتى يرى أن الكدّ في ذلك هو يثبته ، وأن الثبات على الكد هو يحققه فلا يزال يخور بمقدار ما يشتد في أمره تعنتاً ثم لا يصيب من وجه الأمر إلا ما يضل في مجاهله فيكون قد تأتى من سبيل الثقة إلى الغرور ، ومن سبيل الغرور إلى الباطل وكبر ذلك مقتاً وساء سبيلاً .
فهذه خصال اجتمعت في ذلك الأفاك الذي زعم أن عذاب القبر - أعاذنا الله منه - إنما اقتضبه النبي صلى الله عليه وسلم اقتضاباً لا بوحي ، ولكن " بسرقة " من أساطير وأحاديث كانت تُروى على لسان يهود أو كما قال - لا أنطقه الله ، وهذا كلامه لا أخرم منه حرفاً :
أ للحديث الصحيح :
1 - دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود . وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " إنما تفتن يهود " قالت عائشة : فلبثنا ليالي . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ؟ " قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد ، يستعيذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 584
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و هذا الحديث صححه الالبانى :
- دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : إنكم تفتنون في القبور ، فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وقال : إنما تفتن يهود وقالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله : إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور . قالت عائشة : فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2063
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و حديث صحيح اخر :
عن عائشة رضي الله عنها : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذاب القبر حق . قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1372
خلاصة الدرجة: [صحيح]
نلاحظ من الاحاديث النقط الاتية :
1-كانت اجابة محمد على سؤال عائشة : انما تفتن اليهود (هذا كلامه يثبت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأمر عذاب القبر )
اى عذاب القبر خاص باليهود فقط !
و تلك معلمومة خاطئة اسلاميا توحى ان محمد تسرع فى الرد و انه لم يكن يعلم شيى !
و اسلاميا لن يعطيه الوحى معلومات خاطئة !!!!
2- يقول فلبثنا ليالى (و لا نعلم ما الذى حدث فى هذه الليالى ! ) فعاد و قال بالحرف :
إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور
اى انه قبل سؤال اليهودية لم يكن قد اوحى اليه بعد (اسلاميا) !
3 - ثم يقول الحديث :
فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر
بعد
هل ركزت فى كلمة بعد
اى انه من قبل لم يكن يستعيذ منه !
و هذا ما اكده الحديث الثالث :
فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .
قبل سؤال اليهودية لم تكن عائشةو هى زوجة الرسول قد سمعت عن عذاب القبر و فجأة بعد ان سألت بعد سؤال اليهودية اذ بمحمد يقول فجأة اجل انه حق و صارت عائشة تسمع محمد يتعوز من عذاب القبر كل صلاة
اى ان محمد لم يكن يعلم بعذاب القبر قبل سؤال اليهودية و هذا واضح جدا (وها هنا ينقض طرحه السالف وإقراره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأمر عذاب القبر )كذا قال - لا أمكنه الله من أن يقول بعدُ .
ولعمري وعمرك وعمر أبيك أيها القاريء لو أن كاتباً ذهب فأكل فخلط فتضلع فنام فاستثقل فحلم أنه يتكلم فيما تكلم صاحبنا، واجتهد جهده، وهو نائم ذاهب الوعي فلم يأل تخريفًا واستطالة، وأخذ عقله الباطن يكنس دماغه ويخرج منه "الزبالة العقلية" ليلقيها في طريق النسيان أو في طريق الشيطان -لما جاء في شأوه بأسخف ولا أبرد من مقالة "الغبي" ، فسواء أوقع هذا التفضيل من جهة الهذيان والتخريف كما فعل كاتب النوم، أم وقع من جهة الخلط والحبط ما فعل صاحبنا، فهذا من هذا ، طباق سخافة بسخافة .
انظروا إلى أول ملحظ له حين قال :
1- كانت إجابة محمد على سؤال عائشة : إنما تُفتن يهود ،
ثم طالعوا ما استنبطه عقله من ذلك فذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أمر عذاب القبر بالكلية !!
فيم إذاً قولُه صلوات ربي وسلامه عليه : إنما تُفتن يهود ؟! لا تعلم ، وهيهات لك أن تعلم من خروف أُبدل جلداً بصوف .
فالنبي صلى الله عليه وسلم إذاً لم ينكر عذاب القبر ، وإنما أنكر وقوعه على أمته ، بدليل أنه أثبته لكن على غير المؤمنين فقال : إنما تُفتن يهود .
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : [ فَاَلَّذِي أَنْكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُوَ وُقُوع عَذَاب الْقَبْر عَلَى الْمُوَحِّدِينَ ، ثُمَّ أُعْلِمَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَقَع عَلَى مَنْ يَشَاء اللَّه مِنْهُمْ فَجَزَمَ بِهِ وَحَذَّرَ مِنْهُ وَبَالَغَ فِي الِاسْتِعَاذَة مِنْهُ تَعْلِيمًا لِأُمَّتِهِ وَإِرْشَادًا ]
وعذاب القبر ثابت بآيات مكية نزلت قبل زمن تلك الأحاديث .. يقول تعالى في سورة إبراهيم :
{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء }
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أنه قال : " نزلت في عذاب القبر " .
والآية مكية على ما هو معلوم ، وحادثة اليهودية إنما وقعت في المدينة فيكون نزول الآية سابقاً للحديث .
ويقول تعالى في سورة غافر : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
يقول ابن كثير - رحمه الله - : " وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله تعالى: { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } "
والآية مكّية ولا ريب .
يُتبع إن شاء الله ...
فإن تعجب فعجباً لأقوام تنطق عليهم أفواههم وتشهد عليهم أحاديثهم ، يرسل أحدهم بالكلمة لا يقام لها في ميزان الصدق وزن ، بل تقوم دونها موازين للكذب في الصدق والبهتان في الحق والحيد في سوي الصراط يقيمها في عقله ويرسلها في عقول إخوانه ممن يحلو لهم أن يعتوروا ذنبه كما يعتور أذنابهم ، فهو اليوم جارٌ ، فليس عليه أن يكون غداً من المجرورين !
وليس ينفك الجاهل بالشيء - إذا رأى رأياً - من خصال : فأما واحدة : فاقتضابه الرأي لا يُغبّه للخبرة ولا يبلوه بالتثبت ولا يكاد يرى فيه مذهباً لتقليب النظر ، فما هو إلا أن ينزو في رأسه نزوة أو نزوتين حتى يكون قد وزنه ورزاه وعرف مقداره صواباً من خطأ وخطأ من صواب فيصدره على أنه مما أنبطه الزمن من قليب قلبه وافتكّه من عقال عقله ، وعلى أنه الحق لا مراء فيه وعسى ألا تجد في باب المراء مثلاً أدل منه على الرأي القائل كيف يهلك أو يفيل .
وأما الثانية : فتزين ذلك الرأي له على سخفه حتى يدفع عنه كل الدفع ويحوطه بكل حجة مُلَجلَجة وحتى يرى أن الكدّ في ذلك هو يثبته ، وأن الثبات على الكد هو يحققه فلا يزال يخور بمقدار ما يشتد في أمره تعنتاً ثم لا يصيب من وجه الأمر إلا ما يضل في مجاهله فيكون قد تأتى من سبيل الثقة إلى الغرور ، ومن سبيل الغرور إلى الباطل وكبر ذلك مقتاً وساء سبيلاً .
فهذه خصال اجتمعت في ذلك الأفاك الذي زعم أن عذاب القبر - أعاذنا الله منه - إنما اقتضبه النبي صلى الله عليه وسلم اقتضاباً لا بوحي ، ولكن " بسرقة " من أساطير وأحاديث كانت تُروى على لسان يهود أو كما قال - لا أنطقه الله ، وهذا كلامه لا أخرم منه حرفاً :
أ للحديث الصحيح :
1 - دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود . وهي تقول : هل شعرت أنكم تفتنون في القبور ؟ قالت : فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " إنما تفتن يهود " قالت عائشة : فلبثنا ليالي . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ؟ " قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد ، يستعيذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 584
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و هذا الحديث صححه الالبانى :
- دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود ، وهي تقول : إنكم تفتنون في القبور ، فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وقال : إنما تفتن يهود وقالت عائشة : فلبثنا ليالي ، ثم قال رسول الله : إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور . قالت عائشة : فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2063
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و حديث صحيح اخر :
عن عائشة رضي الله عنها : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر . فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر ، فقال : نعم ، عذاب القبر حق . قالت عائشة رضي الله عنها : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1372
خلاصة الدرجة: [صحيح]
نلاحظ من الاحاديث النقط الاتية :
1-كانت اجابة محمد على سؤال عائشة : انما تفتن اليهود (هذا كلامه يثبت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأمر عذاب القبر )
اى عذاب القبر خاص باليهود فقط !
و تلك معلمومة خاطئة اسلاميا توحى ان محمد تسرع فى الرد و انه لم يكن يعلم شيى !
و اسلاميا لن يعطيه الوحى معلومات خاطئة !!!!
2- يقول فلبثنا ليالى (و لا نعلم ما الذى حدث فى هذه الليالى ! ) فعاد و قال بالحرف :
إنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور
اى انه قبل سؤال اليهودية لم يكن قد اوحى اليه بعد (اسلاميا) !
3 - ثم يقول الحديث :
فسمعت رسول الله بعد : يستعيذ من عذاب القبر
بعد
هل ركزت فى كلمة بعد
اى انه من قبل لم يكن يستعيذ منه !
و هذا ما اكده الحديث الثالث :
فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر .
قبل سؤال اليهودية لم تكن عائشةو هى زوجة الرسول قد سمعت عن عذاب القبر و فجأة بعد ان سألت بعد سؤال اليهودية اذ بمحمد يقول فجأة اجل انه حق و صارت عائشة تسمع محمد يتعوز من عذاب القبر كل صلاة
اى ان محمد لم يكن يعلم بعذاب القبر قبل سؤال اليهودية و هذا واضح جدا (وها هنا ينقض طرحه السالف وإقراره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بأمر عذاب القبر )كذا قال - لا أمكنه الله من أن يقول بعدُ .
ولعمري وعمرك وعمر أبيك أيها القاريء لو أن كاتباً ذهب فأكل فخلط فتضلع فنام فاستثقل فحلم أنه يتكلم فيما تكلم صاحبنا، واجتهد جهده، وهو نائم ذاهب الوعي فلم يأل تخريفًا واستطالة، وأخذ عقله الباطن يكنس دماغه ويخرج منه "الزبالة العقلية" ليلقيها في طريق النسيان أو في طريق الشيطان -لما جاء في شأوه بأسخف ولا أبرد من مقالة "الغبي" ، فسواء أوقع هذا التفضيل من جهة الهذيان والتخريف كما فعل كاتب النوم، أم وقع من جهة الخلط والحبط ما فعل صاحبنا، فهذا من هذا ، طباق سخافة بسخافة .
انظروا إلى أول ملحظ له حين قال :
1- كانت إجابة محمد على سؤال عائشة : إنما تُفتن يهود ،
ثم طالعوا ما استنبطه عقله من ذلك فذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أمر عذاب القبر بالكلية !!
فيم إذاً قولُه صلوات ربي وسلامه عليه : إنما تُفتن يهود ؟! لا تعلم ، وهيهات لك أن تعلم من خروف أُبدل جلداً بصوف .
فالنبي صلى الله عليه وسلم إذاً لم ينكر عذاب القبر ، وإنما أنكر وقوعه على أمته ، بدليل أنه أثبته لكن على غير المؤمنين فقال : إنما تُفتن يهود .
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : [ فَاَلَّذِي أَنْكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُوَ وُقُوع عَذَاب الْقَبْر عَلَى الْمُوَحِّدِينَ ، ثُمَّ أُعْلِمَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَقَع عَلَى مَنْ يَشَاء اللَّه مِنْهُمْ فَجَزَمَ بِهِ وَحَذَّرَ مِنْهُ وَبَالَغَ فِي الِاسْتِعَاذَة مِنْهُ تَعْلِيمًا لِأُمَّتِهِ وَإِرْشَادًا ]
وعذاب القبر ثابت بآيات مكية نزلت قبل زمن تلك الأحاديث .. يقول تعالى في سورة إبراهيم :
{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء }
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أنه قال : " نزلت في عذاب القبر " .
والآية مكية على ما هو معلوم ، وحادثة اليهودية إنما وقعت في المدينة فيكون نزول الآية سابقاً للحديث .
ويقول تعالى في سورة غافر : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
يقول ابن كثير - رحمه الله - : " وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله تعالى: { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً } "
والآية مكّية ولا ريب .
يُتبع إن شاء الله ...