الصارم الصقيل
08.05.2010, 11:31
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله وعلى آله و صحبه أجمعين.
أما بعد :
إن للإيمان شروطا و لكلمة الإخلاص شروط
منها :
المحبة
راقني أن أكتب عنها منطلقا من حديث أخرجه الإمام البخاري عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر أخدمه فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم راجعا وبدا له أحد قال:
هذا جبل يحبنا ونحبه ثم أشار بيده إلى المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها كتحريم إبراهيم مكة اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا.
و أخرج الإمام مسلم عن عباس بن سهل الساعدي عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وساق الحديث وفيه ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي ومن شاء فليمكث فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه.
هل ترضى أيها المسلم أن يكون الجبل أفضل منك ؟
يفوقك بشعور أنت تتميز به بصفتك إنسانا و مسلما ؟
جبل جماد و كتل من الصخور و الأتربة يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و يحبه النبي صلى الله عليه و سلم.
قال أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي الحافظ في كتابه النافع الماتع التمهيد لما في الموطإ من المعاني و الأسانيد :
ذهب جماعة من أهل العلم إلى حمل هذا القول على الحقيقة وقالوا جائز أن يحبهم الجبل كما يحبونه وعلى هذا حملوا كل ما جاء في القرآن وفي الحديث من مثل هذا نحو قوله عز وجل: {فما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} و {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} و {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} أي سبحي معه و {جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} ومثله في القرآن كثير.
قال الإمام المحدث الحافظ أبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي في شرحه على صحيح مسلم:
قوله ( حتى اذا بداله أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه ) الصحيح المختار أن معناه أن أحدا يحبنا حقيقة جعل الله تعالى فيه تمييزا يحب به كما قال سبحانه وتعالى وإن منها لما يهبط من خشية الله وكما حن الجذع اليابس وكما سبح الحصى وكما فر الحجر بثوب موسى صلى الله عليه و سلم وكما قال نبينا صلى الله عليه و سلم انى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على وكما دعا الشجرتين المفترقتين فاجتمعا وكما رجف حراء فقال اسكن حراء فليس عليك الا نبي أو صديق ...الحديث وكما كلمه ذراع الشاة وكما قال سبحانه وتعالى " وإن من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " والصحيح في معنى هذه الآية أن كل شيء يسبح حقيقة بحسب حاله ولكن لا نفقهه وهذا وما أشبهه شواهد لما اخترناه واختاره المحققون في معنى الحديث وأن أحدا يحبنا حقيقة وقيل المراد يحبنا أهله فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه والله أعلم.
فيا أخي الحبيب أحبب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
اللهم إني أشهدك أنني أحب رسول الله صلى الله عليه و سلم. و أنت ما قولك ؟
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
الصارم الصقيل عفا الله عنه
الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله وعلى آله و صحبه أجمعين.
أما بعد :
إن للإيمان شروطا و لكلمة الإخلاص شروط
منها :
المحبة
راقني أن أكتب عنها منطلقا من حديث أخرجه الإمام البخاري عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر أخدمه فلما قدم النبي صلى الله عليه و سلم راجعا وبدا له أحد قال:
هذا جبل يحبنا ونحبه ثم أشار بيده إلى المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها كتحريم إبراهيم مكة اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا.
و أخرج الإمام مسلم عن عباس بن سهل الساعدي عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وساق الحديث وفيه ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي ومن شاء فليمكث فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه.
هل ترضى أيها المسلم أن يكون الجبل أفضل منك ؟
يفوقك بشعور أنت تتميز به بصفتك إنسانا و مسلما ؟
جبل جماد و كتل من الصخور و الأتربة يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و يحبه النبي صلى الله عليه و سلم.
قال أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي الحافظ في كتابه النافع الماتع التمهيد لما في الموطإ من المعاني و الأسانيد :
ذهب جماعة من أهل العلم إلى حمل هذا القول على الحقيقة وقالوا جائز أن يحبهم الجبل كما يحبونه وعلى هذا حملوا كل ما جاء في القرآن وفي الحديث من مثل هذا نحو قوله عز وجل: {فما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} و {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} و {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} أي سبحي معه و {جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} ومثله في القرآن كثير.
قال الإمام المحدث الحافظ أبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي في شرحه على صحيح مسلم:
قوله ( حتى اذا بداله أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه ) الصحيح المختار أن معناه أن أحدا يحبنا حقيقة جعل الله تعالى فيه تمييزا يحب به كما قال سبحانه وتعالى وإن منها لما يهبط من خشية الله وكما حن الجذع اليابس وكما سبح الحصى وكما فر الحجر بثوب موسى صلى الله عليه و سلم وكما قال نبينا صلى الله عليه و سلم انى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على وكما دعا الشجرتين المفترقتين فاجتمعا وكما رجف حراء فقال اسكن حراء فليس عليك الا نبي أو صديق ...الحديث وكما كلمه ذراع الشاة وكما قال سبحانه وتعالى " وإن من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " والصحيح في معنى هذه الآية أن كل شيء يسبح حقيقة بحسب حاله ولكن لا نفقهه وهذا وما أشبهه شواهد لما اخترناه واختاره المحققون في معنى الحديث وأن أحدا يحبنا حقيقة وقيل المراد يحبنا أهله فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه والله أعلم.
فيا أخي الحبيب أحبب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
اللهم إني أشهدك أنني أحب رسول الله صلى الله عليه و سلم. و أنت ما قولك ؟
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
الصارم الصقيل عفا الله عنه