أبو أشرف
25.05.2010, 03:00
تأثير الديانة المصرية القديمة ( الفرعونية ) على المسيحية
*********
لايمكن إنكار أن تزايد أعداد البشر الذي كسبته العقيدة المسيحية قد أثر عليها فان مختلف العناصر الوثنية وجدت طريقها للمفاهيم أو العقائد المسيحية والممارسات الدينية , فان تقديس مريم العذراء , وصورتها مع ابنها المسيح الطفل بين ذراعيها تدين بالتأكيد تقريبا إلى قدر من تأثير صورة الإلهة " ايزيس " مع " حورس " الطفل على حجرها .
وخلق مختلف القديسين المحليين و تشييد هياكل لهم والحج الى بقاعهم المقدسة وأعيادهم الدينية كانت بدائل أو حتى تقريبا استمرارا لعبادة الآلهة المحلية القديمة والتشابه بين " القديس جورج George st." وهو يقتل التنين برمحه وبين" حورس" الذي يقتل عدوه الإله الشرير " ست " في هيئة التمساح اهو تشابه متطابق .
بل إن اختيار يوم25 ديسمبر باعتباره يوم مولد المسيح واحتفالات أعياد (الكريسماس) قد حفظ العيد الشمسى القديم " مولد رع " "الذى كان يطلق علية في اللغة المصرية مسورع mesore" "
وان ممارسة التنجيم والسحر الذي ظل محرما لفترة طويلة أصبح الآن محللا , وقد وصل إلينا عدد كبير من النصوص السحرية من مصر المسيحية , وهى تشبه النصوص الوثنية تماما عدا أسماء الآلهة المصرية القديمة التي استبدلت بأسماء " ليسوع " والقديسين والذين كانوا يهددون أحيانا إذا لم يستجيبوا لأوامر الساحر . وقرابة نهاية القرن الثاني الميلادي كانت هناك مدرسة مسيحية في الإسكندرية , كما زخرت الدلتا بشبكة كثيفة من الجماعات المسحية .
ومن المثير أن أقدم مخطوط للعهد الجديد على البردي قد أتى من مصر يرجع إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي وهو جزء من إنجيل "القديس حنا st.john " أي الفصل الثامن عشر المحفوظ الآن فئ (ما نشستر). وبعد نصف قرن انفجر اضطهاد عنيف ضد المسيحيين في عهد " دكيوس Decius " ( 249 – 251م ) ولكن ذك لم يكن إلا مجرد كفاح يائس من قبل أقلية وثنية ضد أغلبية سائدة مسيحية كانت قد انتشرت في ذلك العهد حتى في صعيد مصر . وهذا يؤكد بوضوح أن اسم " دكيوس " الذي قاد الاضطهاد هو آخر ذكر لاسم إمبراطور يرد في الكتابة الهيروغليفية منقوشا على جدران معبد مصري وثنى ألا وهو معبد الإله " خنوم " في إسنا . وبعد عهد "جالينوس Gallienus " بفترة وجيزة ( 260 – 268م ) منح المسيحيون قدرا من التسامح الديني .
وعند نهاية القرن الثالث وبداية الرابع كان كل شئ يشهد بالانتصار الكامل للمسيحية على الديانة المصرية حيث أخذ الاضطهاد الأخير مكانته في عام 303م تحت عهد الإمبراطور " ديوقلديان "Diocletian . وآخر نقش هيروغليفي معروف لدنا وجد منقوشا على لوحة من أرمنت محفوظة الآن في المتحف البريطاني, وهى تعود لتاريخ سابق قليلا على عام 295م , وهو عام الحكم المشترك بين " ماكسميانوس Maximianus وفاليريوس Valerius , وهى تمثل الإمبراطور يقدم القرابين للعجل المقدس " بوخيس Buhis " الذي مات هذا العام عندما
( طارت – حلقت روحه عاليا إلى السماء ) ويبدو أنه كان آخر " بوخيس " في الوجود.
ومنذئذ فصاعدا أضحت لغة اليونانيين والمصريين الوطنيين هي القبطية وهى تحريف صوتي لكلمة (Aiguptiakos ) باليونانية أي: مصري . والتي كانت تمثل المراحل الأخيرة للغة المصرية , وتكتب بحروف يونانية وكانت هي الوسيلة الوحيدة للفكر المكتوب في البلاد . !! ( 1 )
وأقول وبالله التوفيق : إن كلمة قبطي أي " مصري " وليس بمعنى مسيحي ولا علاقة لها بدين أو عقيدة معينة . وأن الادعاء بأن مصر قبطية الأصل أي مسيحية : هو ادعاء لا أساس له من الصحة .
--------------------------------------------------------
( 1 ) راجع كتاب الديانة المصرية القديمة مجلد رقم 6 – ص 214 – 215 - تأليف " ياروسلاف تشرني " ترجمة د / أحمد قدري – مراجعة د / محمود ماهر طه – مطابع المجلس الأعلى للآثار رقم الإيداع بدار الكتب المصرية " رقم 2468- 871 "
*********
لايمكن إنكار أن تزايد أعداد البشر الذي كسبته العقيدة المسيحية قد أثر عليها فان مختلف العناصر الوثنية وجدت طريقها للمفاهيم أو العقائد المسيحية والممارسات الدينية , فان تقديس مريم العذراء , وصورتها مع ابنها المسيح الطفل بين ذراعيها تدين بالتأكيد تقريبا إلى قدر من تأثير صورة الإلهة " ايزيس " مع " حورس " الطفل على حجرها .
وخلق مختلف القديسين المحليين و تشييد هياكل لهم والحج الى بقاعهم المقدسة وأعيادهم الدينية كانت بدائل أو حتى تقريبا استمرارا لعبادة الآلهة المحلية القديمة والتشابه بين " القديس جورج George st." وهو يقتل التنين برمحه وبين" حورس" الذي يقتل عدوه الإله الشرير " ست " في هيئة التمساح اهو تشابه متطابق .
بل إن اختيار يوم25 ديسمبر باعتباره يوم مولد المسيح واحتفالات أعياد (الكريسماس) قد حفظ العيد الشمسى القديم " مولد رع " "الذى كان يطلق علية في اللغة المصرية مسورع mesore" "
وان ممارسة التنجيم والسحر الذي ظل محرما لفترة طويلة أصبح الآن محللا , وقد وصل إلينا عدد كبير من النصوص السحرية من مصر المسيحية , وهى تشبه النصوص الوثنية تماما عدا أسماء الآلهة المصرية القديمة التي استبدلت بأسماء " ليسوع " والقديسين والذين كانوا يهددون أحيانا إذا لم يستجيبوا لأوامر الساحر . وقرابة نهاية القرن الثاني الميلادي كانت هناك مدرسة مسيحية في الإسكندرية , كما زخرت الدلتا بشبكة كثيفة من الجماعات المسحية .
ومن المثير أن أقدم مخطوط للعهد الجديد على البردي قد أتى من مصر يرجع إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي وهو جزء من إنجيل "القديس حنا st.john " أي الفصل الثامن عشر المحفوظ الآن فئ (ما نشستر). وبعد نصف قرن انفجر اضطهاد عنيف ضد المسيحيين في عهد " دكيوس Decius " ( 249 – 251م ) ولكن ذك لم يكن إلا مجرد كفاح يائس من قبل أقلية وثنية ضد أغلبية سائدة مسيحية كانت قد انتشرت في ذلك العهد حتى في صعيد مصر . وهذا يؤكد بوضوح أن اسم " دكيوس " الذي قاد الاضطهاد هو آخر ذكر لاسم إمبراطور يرد في الكتابة الهيروغليفية منقوشا على جدران معبد مصري وثنى ألا وهو معبد الإله " خنوم " في إسنا . وبعد عهد "جالينوس Gallienus " بفترة وجيزة ( 260 – 268م ) منح المسيحيون قدرا من التسامح الديني .
وعند نهاية القرن الثالث وبداية الرابع كان كل شئ يشهد بالانتصار الكامل للمسيحية على الديانة المصرية حيث أخذ الاضطهاد الأخير مكانته في عام 303م تحت عهد الإمبراطور " ديوقلديان "Diocletian . وآخر نقش هيروغليفي معروف لدنا وجد منقوشا على لوحة من أرمنت محفوظة الآن في المتحف البريطاني, وهى تعود لتاريخ سابق قليلا على عام 295م , وهو عام الحكم المشترك بين " ماكسميانوس Maximianus وفاليريوس Valerius , وهى تمثل الإمبراطور يقدم القرابين للعجل المقدس " بوخيس Buhis " الذي مات هذا العام عندما
( طارت – حلقت روحه عاليا إلى السماء ) ويبدو أنه كان آخر " بوخيس " في الوجود.
ومنذئذ فصاعدا أضحت لغة اليونانيين والمصريين الوطنيين هي القبطية وهى تحريف صوتي لكلمة (Aiguptiakos ) باليونانية أي: مصري . والتي كانت تمثل المراحل الأخيرة للغة المصرية , وتكتب بحروف يونانية وكانت هي الوسيلة الوحيدة للفكر المكتوب في البلاد . !! ( 1 )
وأقول وبالله التوفيق : إن كلمة قبطي أي " مصري " وليس بمعنى مسيحي ولا علاقة لها بدين أو عقيدة معينة . وأن الادعاء بأن مصر قبطية الأصل أي مسيحية : هو ادعاء لا أساس له من الصحة .
--------------------------------------------------------
( 1 ) راجع كتاب الديانة المصرية القديمة مجلد رقم 6 – ص 214 – 215 - تأليف " ياروسلاف تشرني " ترجمة د / أحمد قدري – مراجعة د / محمود ماهر طه – مطابع المجلس الأعلى للآثار رقم الإيداع بدار الكتب المصرية " رقم 2468- 871 "