أبو عبد الله محمد بن يحيى
24.04.2009, 09:02
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
وبعد ..... :
يارب صلي على الحبيب المصطفى** ما لاح برق في الأباطح أو قبا
يارب صلي على الحبيب المصطفى** ما قال ذو كرم لضيف مرحـبا
تيسيرعلوم البلاغــة
هذا موجز لعلم البلاغة ، فقد كلت الهمم عن دراسة فنون العربية ، فأصبح لزامًا على من له اهتمام بالعربية أن يسهل تلك العلوم ،ومن فهم هذا التيسير وهضمه... حينها نشرع في متن من متون ذلك الفن الذي به يعرف سر من أسرار العربية –حفظها الله وحفظ من يذب عنها-
والآن نشرع في المقصود سائلين المولى –سبحانه وتعالى-الإعانة والإبانة :
فهذا العلم قسم واسع من علوم اللسان العربي الذي هو لسان الإسلام وقلمه ، وهو من العلوم المخترعة التي استفيدت من استقصاء العلماء وتتبعهم لأحوال اللسان العربي ، وما يكون عند العرب وفي عرفهم فصيحاً بليغا ،ً يوافق طباعهم السليمة ، ويؤدي إلى أرق المعاني وأجمعها وأجملها .
تعريف البلاغة
والبلاغة ابتداء في لغة العرب ـ كما في المعجم الوسيط ـ حسن البيان وقوة التأثير .
وهي عند علماء البلاغة : علم تدرس فيه وجوه حسن البيان ،
ومن هنا، فإن علوم البلاغة لعبت دوراً كبيراً في تاريخ العرب من حيث تخليد البلغاء وضربهم للناس أمثلة يحتذون بها ، ورفع شأن المتكلم أوالخطيب أوالشاعر بحسب قربه أوالتصاقه بقواعد البلاغة وقوانينها .
يقول : صديق بن حسن القنّوجي في كتابه ( أبجدالعلوم ) علم البلاغة عبارة عن علم البيان والبديع والمعاني .
والغرض من تلك العلوم : أن البلاغة سواء كانت في الكلام أوالمتكلم رجوعها إلى أمرين :
أحدهما : الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد .
والثاني : تمييز الفصيح عن غيره .
علوم البلاغة ثلاثة:
المعاني . والبيان . والبديع
ولاشك أن البلاغة ذات علاقة وثيقة بعلوم متن اللغة والنحو والصرف فتلك علوم عربية أوضح ما تكون للمتأمل ، ولكن علوم البلاغة إنما اختصت بجانب آخر وهوجانب الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعني المراد ، ومن هنا نشأ علم المعاني ، وكذلك الاحتراز عن التعقيد المعنوي ـ ومن هنا نشأ علم البيان ـ وإلى المحسنات اللفظية ومنهنا نشأ علم البديع . ولنتناول كل واحد من تلك العلوم على حدة .
1 ـ علم المعاني
وهو / تتبع خواص تراكيب الكلام ومعرفة تفاوت المقامات حتى لا يقع المرء في الخطأ في تطبيق الأولى على الثانية .
وذلك ـ كما في أبجد العلوم ـ لأن للتراكيب خواص مناسبةً لها يعرفها الأدباء ، إما بسليقتهم ، أو بممارسة علم البلاغة ، وتلك الخواص بعضها ذوقية وبعضها استحسانية ، وبعضها توابع ولوازم للمعاني الأصلية ، ولكن لزوماً معتبراً في عرف البلغاء ، وإلا لما اختص فهمها بصاحب الفطرةالسليمة . وكذا مقامات الكلام متفاوتة ، كمقام الشكر والشكاية ، والتهنئة والتعزية، والجد والهزل ، وغير ذلك من المقامات . فكيفية تطبيق الخواص على المقامات تستفاد من علم المعاني . ومداره على الاستحسانات العرفية .
مثال علم المعاني
ولعل من هذا القبيل ماروي أن أعرابياً سمع قارئاً يقرأ قول الله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم } " المائدة/38 "
فاستنكر منه ختام الآية بصفة الرحمة والمغفرة ، حتى تنبه القارئ إلى خطئه فأعاد القراءة على الصحيح : { والسارق والسارقة ... الاية وختامها والله عزيزحكيم } كما نزلت في كتابه الله ، عند ذلك قال الأعرابي الآن : استقام المعنى .
فلا يستحسن في مقام العقوبة ، وتهديد السارق بقطع يده ، والأمر بذلك إن سرق إلا أن يقال ( والله عزيز حكيم ) حيث يوصف الرب سبحانه بالعزة ، التي منها أن يأمر بما يشاء بمنيخالفه ، ثم بالحكمة التي منها أن لا تزيد العقوبة عن مقدارها أو تنقص عنه ، بلتكون مساوية للذنب ومقاربة .
ومن هذا القبيل أن لا يتفاخر إنسان في مقام الاستجداء والسؤال ، وأن لايمدح من يشكو إلى من هوأكبر منه ، ولا يضحك في مقام التعزية ، وألا يعبس أويقطب في خطبته أوكلامه أوشعره في مقام التهنئة .
مباحث علم المعاني
الخبر : هو الكلام الذي يحتمل التصديق والتكذيب .
أضرب الخبر :
أ- أن يكون المخاطب خالي الذهن من الحكم .
ب- أن يكون المخاطب متردد في الحكم شاكا فيه .
ج- أن يكون المخاطب منكراً لحكم الخبر .
- الإنشاء : هو الكلام الذي لا يحتمل التصديق والتكذيب .
أقسامه :
أ - الإنشاء الطلبي : ( الأمر – النهي – الاستفهام – التمني - النداء .
ب - الإنشاء غير الطلبي : ( صيغ المدح والذم – التعجب – القسم – الرجاء .
- الحذف : حذف المسند ( الفعل والخبر ) . والمسند إليه ( الفاعل والمبتدأ .
شروط الحذف يتوقف على أمرين :
أحدهما : وجود مايدل على المحذوف مع تحقيق غاية بلاغية .
مثاله : من خرج من الفصل ؟ ستجيب أنا رأيت زيد دون ان تقول زيد خرج ( فقط زيد ) لوجود مايدل على المعنى في السؤال
والأمر الأخر : وجود القرينة الدالة على المحذوف .
مثاله : جائزتي . المفترض ان يقال هذه جائزتي ولكن هنا الغاية من حذف هذه الإسراع بالمسرة والخبر .
الذكر : الذكر لركني الإسناد وهو الأصل :
مثاله : إبليس اللعين هو الذي أخرج آدم من الجنة .
الإيجاز : هو الجمع للمعاني الكثيرة بألفاظ قصيرة .
مثاله : ( لاإله إلا هو له الخلق والأمر .
الإطناب : هو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة .
مثاله : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى).
المساواة :المذهب المتوسط بين الإطناب والإيجاز .
مثاله : قال عليه الصلاة والسلام ( الحلال بين ، والحرام بين وبينهما أمور متشابهات)
الوصل : عطف جملة على آخرى بالواو دون سواها .
مثاله :
وليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب .
الفصل : ترك العطف بين الجمل بالواو .
مثاله :
كفى زاجراً للمرء أيام دهره
تروح له بالواعظات وتغتدي.
توقف قليلاً وردد : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
وللموضوع تتمة إن شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، وأشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
وبعد ..... :
يارب صلي على الحبيب المصطفى** ما لاح برق في الأباطح أو قبا
يارب صلي على الحبيب المصطفى** ما قال ذو كرم لضيف مرحـبا
تيسيرعلوم البلاغــة
هذا موجز لعلم البلاغة ، فقد كلت الهمم عن دراسة فنون العربية ، فأصبح لزامًا على من له اهتمام بالعربية أن يسهل تلك العلوم ،ومن فهم هذا التيسير وهضمه... حينها نشرع في متن من متون ذلك الفن الذي به يعرف سر من أسرار العربية –حفظها الله وحفظ من يذب عنها-
والآن نشرع في المقصود سائلين المولى –سبحانه وتعالى-الإعانة والإبانة :
فهذا العلم قسم واسع من علوم اللسان العربي الذي هو لسان الإسلام وقلمه ، وهو من العلوم المخترعة التي استفيدت من استقصاء العلماء وتتبعهم لأحوال اللسان العربي ، وما يكون عند العرب وفي عرفهم فصيحاً بليغا ،ً يوافق طباعهم السليمة ، ويؤدي إلى أرق المعاني وأجمعها وأجملها .
تعريف البلاغة
والبلاغة ابتداء في لغة العرب ـ كما في المعجم الوسيط ـ حسن البيان وقوة التأثير .
وهي عند علماء البلاغة : علم تدرس فيه وجوه حسن البيان ،
ومن هنا، فإن علوم البلاغة لعبت دوراً كبيراً في تاريخ العرب من حيث تخليد البلغاء وضربهم للناس أمثلة يحتذون بها ، ورفع شأن المتكلم أوالخطيب أوالشاعر بحسب قربه أوالتصاقه بقواعد البلاغة وقوانينها .
يقول : صديق بن حسن القنّوجي في كتابه ( أبجدالعلوم ) علم البلاغة عبارة عن علم البيان والبديع والمعاني .
والغرض من تلك العلوم : أن البلاغة سواء كانت في الكلام أوالمتكلم رجوعها إلى أمرين :
أحدهما : الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد .
والثاني : تمييز الفصيح عن غيره .
علوم البلاغة ثلاثة:
المعاني . والبيان . والبديع
ولاشك أن البلاغة ذات علاقة وثيقة بعلوم متن اللغة والنحو والصرف فتلك علوم عربية أوضح ما تكون للمتأمل ، ولكن علوم البلاغة إنما اختصت بجانب آخر وهوجانب الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعني المراد ، ومن هنا نشأ علم المعاني ، وكذلك الاحتراز عن التعقيد المعنوي ـ ومن هنا نشأ علم البيان ـ وإلى المحسنات اللفظية ومنهنا نشأ علم البديع . ولنتناول كل واحد من تلك العلوم على حدة .
1 ـ علم المعاني
وهو / تتبع خواص تراكيب الكلام ومعرفة تفاوت المقامات حتى لا يقع المرء في الخطأ في تطبيق الأولى على الثانية .
وذلك ـ كما في أبجد العلوم ـ لأن للتراكيب خواص مناسبةً لها يعرفها الأدباء ، إما بسليقتهم ، أو بممارسة علم البلاغة ، وتلك الخواص بعضها ذوقية وبعضها استحسانية ، وبعضها توابع ولوازم للمعاني الأصلية ، ولكن لزوماً معتبراً في عرف البلغاء ، وإلا لما اختص فهمها بصاحب الفطرةالسليمة . وكذا مقامات الكلام متفاوتة ، كمقام الشكر والشكاية ، والتهنئة والتعزية، والجد والهزل ، وغير ذلك من المقامات . فكيفية تطبيق الخواص على المقامات تستفاد من علم المعاني . ومداره على الاستحسانات العرفية .
مثال علم المعاني
ولعل من هذا القبيل ماروي أن أعرابياً سمع قارئاً يقرأ قول الله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم } " المائدة/38 "
فاستنكر منه ختام الآية بصفة الرحمة والمغفرة ، حتى تنبه القارئ إلى خطئه فأعاد القراءة على الصحيح : { والسارق والسارقة ... الاية وختامها والله عزيزحكيم } كما نزلت في كتابه الله ، عند ذلك قال الأعرابي الآن : استقام المعنى .
فلا يستحسن في مقام العقوبة ، وتهديد السارق بقطع يده ، والأمر بذلك إن سرق إلا أن يقال ( والله عزيز حكيم ) حيث يوصف الرب سبحانه بالعزة ، التي منها أن يأمر بما يشاء بمنيخالفه ، ثم بالحكمة التي منها أن لا تزيد العقوبة عن مقدارها أو تنقص عنه ، بلتكون مساوية للذنب ومقاربة .
ومن هذا القبيل أن لا يتفاخر إنسان في مقام الاستجداء والسؤال ، وأن لايمدح من يشكو إلى من هوأكبر منه ، ولا يضحك في مقام التعزية ، وألا يعبس أويقطب في خطبته أوكلامه أوشعره في مقام التهنئة .
مباحث علم المعاني
الخبر : هو الكلام الذي يحتمل التصديق والتكذيب .
أضرب الخبر :
أ- أن يكون المخاطب خالي الذهن من الحكم .
ب- أن يكون المخاطب متردد في الحكم شاكا فيه .
ج- أن يكون المخاطب منكراً لحكم الخبر .
- الإنشاء : هو الكلام الذي لا يحتمل التصديق والتكذيب .
أقسامه :
أ - الإنشاء الطلبي : ( الأمر – النهي – الاستفهام – التمني - النداء .
ب - الإنشاء غير الطلبي : ( صيغ المدح والذم – التعجب – القسم – الرجاء .
- الحذف : حذف المسند ( الفعل والخبر ) . والمسند إليه ( الفاعل والمبتدأ .
شروط الحذف يتوقف على أمرين :
أحدهما : وجود مايدل على المحذوف مع تحقيق غاية بلاغية .
مثاله : من خرج من الفصل ؟ ستجيب أنا رأيت زيد دون ان تقول زيد خرج ( فقط زيد ) لوجود مايدل على المعنى في السؤال
والأمر الأخر : وجود القرينة الدالة على المحذوف .
مثاله : جائزتي . المفترض ان يقال هذه جائزتي ولكن هنا الغاية من حذف هذه الإسراع بالمسرة والخبر .
الذكر : الذكر لركني الإسناد وهو الأصل :
مثاله : إبليس اللعين هو الذي أخرج آدم من الجنة .
الإيجاز : هو الجمع للمعاني الكثيرة بألفاظ قصيرة .
مثاله : ( لاإله إلا هو له الخلق والأمر .
الإطناب : هو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة .
مثاله : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى).
المساواة :المذهب المتوسط بين الإطناب والإيجاز .
مثاله : قال عليه الصلاة والسلام ( الحلال بين ، والحرام بين وبينهما أمور متشابهات)
الوصل : عطف جملة على آخرى بالواو دون سواها .
مثاله :
وليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب .
الفصل : ترك العطف بين الجمل بالواو .
مثاله :
كفى زاجراً للمرء أيام دهره
تروح له بالواعظات وتغتدي.
توقف قليلاً وردد : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
وللموضوع تتمة إن شاء الله