لا تسئلني من أنا
25.07.2010, 23:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صغارٌ بأخلاقٍ كبيرةة
د.خالد بن صالح المنيف
من يدقق في طباع الصغار وأخلاقهم يلحظ جملة من الطباع (الراقية) والسلوكيات (الجميلة) الجديرة بأن يتخلق بها الكبار، فهي ضمانة لحياة سعيدة هانئة - بإذن الله -، وقد رصدت لك أخي القاري بعض تلك الطباع:
1- سلامة القلب وطهارة الداخل ونقاء الروح
فلا تجد صغيرا يحمل حقدا أو يضمر شرا وقلما يجد الحسد ذلك الطبع (الدنيء) لقلوبهم سبيلا, بواطنهم كظواهرهم وما يكتمون مثل ما يذكرون، متحابون متعاطفون، بعكس بعض الكبار للأسف الذين فسدت نيته وظهر غدره وممن استوطن الغل والحسد روحه، فكم من شخص اشتعل قلبه نارا بمجرد أن زميله قد نال ترقية أو اشترى منزلا أو رزق بولد.
2- الأوبة السريعة والقدرة العجيبة على حرق الملفات
قد يختلفون وترتفع أصواتهم وربما يتشابكون بالأيدي، ولكن بعد دقائق تجدهم قد عادوا يلعبون مع بعضهم البعض وكأن شيئا لم يحدث (ما لم يتدخل الكبار!)، قد اغتفروا ما فرط وتناسوا ما كان, وانظر في المقابل للكثير من الكبار وما تنتهي إليه خلافاتهم (التافهة) من قطيعة وهجر, فذنوب الآخرين لا تسعها مغفرة ولا يتغمدها حلم، ناهيك عن القدرة العجيبة على استحضار سقطات الماضي وتذكر زلاته.
3- رضاهم بقضاء الله واطمئنانهم لقدره
فإذا نالهم أذى أو أصابهم مرض أو فقدوا شيئا فأقصى ما في الأمر (دموع) في زمن قصير, وقد رأيت صغارا قد أصيبوا باللوكيما وبالفشل الكلوي ومع هذا فابتساماتهم البريئة تشرق وتؤنس أبصار الناظرين، ولم تفارق تلك الوجوه البريئة, لا يشتكون هما ولا يندبون حظا, راضون بما قُسم لهم صابرون لما حُكم عليهم، وللأسف من الكبار من بضاعته النواح والأنين لا تراه إلا باكيا متبرما من أدنى مصيبة.
4- الألفة وحب الاجتماع وسرعة التعارف
من يتابع الصغار في الأماكن العامة يلحظ أنهم لا يقر لهم قرار ولا يسكن لهم بال حتى يجدوا أقرانا لهم وبعدها لا يجدون حرجا في الاقتراب والسؤال وإعمال لغة العيون بينهم، وما هي إلا لحظات إلا وقد تعارفوا وانخرطوا في لعبة تجمعهم، ومن مظاهر حبهم للاجتماع والألفة أنهم نادرا ما يأكلون منفردون فلا يهنأون بوجبة أو حتى بقطعة حلوى إلا بمشاركة غيرهم، فمتعتهم في الجلوس مع بعضهم تضاهي متعة الأكل وكأنهم قد أدركوا بركة الاجتماع على الطعام، والكبار ربما يجتمعون في مكان ما ساعات وقد ضرب السكون أطنابه بينهم وسحائب الملل تهطل عليهم والقوم في حال من البلادة لا يعلم بها إلا الله!
5- رقة القلب ورهافة الشعور
ما أكثر ما تجد الدمعة تنساب على وجناتهم الطرية إذا ما شاهدوا آخر قد مسه الضر، فترق له قلوبهم وتحن عليه أضلاعهم، كما أنهم ومن أدنى تخويف تتخاذل أرجلهم فرقا وقد يهتك الخوف قلوبهم الغضة من أي تحذير, واغلبهم بمجرد أن يوجهه أحد الكبار يلتزم الجادة ويرجع للطريق القويم، بعكس بعض الكبار الذين قست قلوبهم وغلظت أكبادهم فلا تزجره موعظة ولا تردعه نصيحة.
6- عدم الانشغال بالرزق والحرص على دنيا
فما أتاهم اخذوا وما قُدم لهم أكلوا، يرضون بالقليل ويقنعون باليسير فقطعة حلوى أو لعبة صغيرة أقصى أمنياتهم وبحيازتها كأنما حازوا الدنيا وما فيها فلله درهم.
7- انضباطهم واحترامهم للقوانين وحفظهم للعهود
فإذا ما اشتركوا في لعبة تراهم يتفقون على أنظمتها وقوانينها، ومتى ما شرعوا فيها تجد الجميع قد التزم بالتعليمات قد وطنوا على الأمر أنفسهم مهما كان وساءت معهم الأحوال، فعهودهم متممة ومواثيقهم مكملة بعكس الكثير من الكبار الذي تجده في البدايات منصاعا يقدم الوعود والمواثيق ومن أول خطوة يرتد على دبره متى ما سارت الأمور عكس ما يشتهي فيحل العقد وينكث العهد ولا يبالي.
8- التعبير عن مشاعرهم بصدق وعفوية
فلا ينضب ماؤهم ولا يندى جبينهم وعندما يسألون يدلون بآرائهم في غير هيبة ولا وجل، ويرسلون أنفسهم على سجيتها بلا تحفظ ولا تحرز، عكس بعض الكبار في الاحتفاظ بمشاعرهم وخشيتهم من الإفصاح بها، وقد تجد البعض في موطن يتطلب الإفصاح والجراءة أشد حياء من مخدرة.
9- فن الاستمتاع بالموجود
فهم يستمتعون باللحظة ويثمنون النعمة ويصنعون انسهم وفرحهم بما يملكون، فتجدهم يبتكرون الألعاب ويصنعون من اللا شيء يحلقون معه في فضاءات واسعة من السعادة والسرور، بعكس الكثير من الكبار الذين لا يعجبهم العجب، علت معاييرهم وعظمت مقاييسهم فثقلت نفوسهم وثمرة هذا ارتفاع سقف إرضائهم!
10- حفظ ألسنتهم ومراعاة الغائبين
لا يتحدثون عن غائب ولا يخوضون في سيرته ولا يتتبعون عثراته ولا يتفكهون بغيبته وذكر معايبه، كما يفعل بعض الكبار من التفنن في ذكر مثالب الغائيين وتتبع عثراتهم بل والتغلغل في سرائرهم.
صغارٌ بأخلاقٍ كبيرةة
د.خالد بن صالح المنيف
من يدقق في طباع الصغار وأخلاقهم يلحظ جملة من الطباع (الراقية) والسلوكيات (الجميلة) الجديرة بأن يتخلق بها الكبار، فهي ضمانة لحياة سعيدة هانئة - بإذن الله -، وقد رصدت لك أخي القاري بعض تلك الطباع:
1- سلامة القلب وطهارة الداخل ونقاء الروح
فلا تجد صغيرا يحمل حقدا أو يضمر شرا وقلما يجد الحسد ذلك الطبع (الدنيء) لقلوبهم سبيلا, بواطنهم كظواهرهم وما يكتمون مثل ما يذكرون، متحابون متعاطفون، بعكس بعض الكبار للأسف الذين فسدت نيته وظهر غدره وممن استوطن الغل والحسد روحه، فكم من شخص اشتعل قلبه نارا بمجرد أن زميله قد نال ترقية أو اشترى منزلا أو رزق بولد.
2- الأوبة السريعة والقدرة العجيبة على حرق الملفات
قد يختلفون وترتفع أصواتهم وربما يتشابكون بالأيدي، ولكن بعد دقائق تجدهم قد عادوا يلعبون مع بعضهم البعض وكأن شيئا لم يحدث (ما لم يتدخل الكبار!)، قد اغتفروا ما فرط وتناسوا ما كان, وانظر في المقابل للكثير من الكبار وما تنتهي إليه خلافاتهم (التافهة) من قطيعة وهجر, فذنوب الآخرين لا تسعها مغفرة ولا يتغمدها حلم، ناهيك عن القدرة العجيبة على استحضار سقطات الماضي وتذكر زلاته.
3- رضاهم بقضاء الله واطمئنانهم لقدره
فإذا نالهم أذى أو أصابهم مرض أو فقدوا شيئا فأقصى ما في الأمر (دموع) في زمن قصير, وقد رأيت صغارا قد أصيبوا باللوكيما وبالفشل الكلوي ومع هذا فابتساماتهم البريئة تشرق وتؤنس أبصار الناظرين، ولم تفارق تلك الوجوه البريئة, لا يشتكون هما ولا يندبون حظا, راضون بما قُسم لهم صابرون لما حُكم عليهم، وللأسف من الكبار من بضاعته النواح والأنين لا تراه إلا باكيا متبرما من أدنى مصيبة.
4- الألفة وحب الاجتماع وسرعة التعارف
من يتابع الصغار في الأماكن العامة يلحظ أنهم لا يقر لهم قرار ولا يسكن لهم بال حتى يجدوا أقرانا لهم وبعدها لا يجدون حرجا في الاقتراب والسؤال وإعمال لغة العيون بينهم، وما هي إلا لحظات إلا وقد تعارفوا وانخرطوا في لعبة تجمعهم، ومن مظاهر حبهم للاجتماع والألفة أنهم نادرا ما يأكلون منفردون فلا يهنأون بوجبة أو حتى بقطعة حلوى إلا بمشاركة غيرهم، فمتعتهم في الجلوس مع بعضهم تضاهي متعة الأكل وكأنهم قد أدركوا بركة الاجتماع على الطعام، والكبار ربما يجتمعون في مكان ما ساعات وقد ضرب السكون أطنابه بينهم وسحائب الملل تهطل عليهم والقوم في حال من البلادة لا يعلم بها إلا الله!
5- رقة القلب ورهافة الشعور
ما أكثر ما تجد الدمعة تنساب على وجناتهم الطرية إذا ما شاهدوا آخر قد مسه الضر، فترق له قلوبهم وتحن عليه أضلاعهم، كما أنهم ومن أدنى تخويف تتخاذل أرجلهم فرقا وقد يهتك الخوف قلوبهم الغضة من أي تحذير, واغلبهم بمجرد أن يوجهه أحد الكبار يلتزم الجادة ويرجع للطريق القويم، بعكس بعض الكبار الذين قست قلوبهم وغلظت أكبادهم فلا تزجره موعظة ولا تردعه نصيحة.
6- عدم الانشغال بالرزق والحرص على دنيا
فما أتاهم اخذوا وما قُدم لهم أكلوا، يرضون بالقليل ويقنعون باليسير فقطعة حلوى أو لعبة صغيرة أقصى أمنياتهم وبحيازتها كأنما حازوا الدنيا وما فيها فلله درهم.
7- انضباطهم واحترامهم للقوانين وحفظهم للعهود
فإذا ما اشتركوا في لعبة تراهم يتفقون على أنظمتها وقوانينها، ومتى ما شرعوا فيها تجد الجميع قد التزم بالتعليمات قد وطنوا على الأمر أنفسهم مهما كان وساءت معهم الأحوال، فعهودهم متممة ومواثيقهم مكملة بعكس الكثير من الكبار الذي تجده في البدايات منصاعا يقدم الوعود والمواثيق ومن أول خطوة يرتد على دبره متى ما سارت الأمور عكس ما يشتهي فيحل العقد وينكث العهد ولا يبالي.
8- التعبير عن مشاعرهم بصدق وعفوية
فلا ينضب ماؤهم ولا يندى جبينهم وعندما يسألون يدلون بآرائهم في غير هيبة ولا وجل، ويرسلون أنفسهم على سجيتها بلا تحفظ ولا تحرز، عكس بعض الكبار في الاحتفاظ بمشاعرهم وخشيتهم من الإفصاح بها، وقد تجد البعض في موطن يتطلب الإفصاح والجراءة أشد حياء من مخدرة.
9- فن الاستمتاع بالموجود
فهم يستمتعون باللحظة ويثمنون النعمة ويصنعون انسهم وفرحهم بما يملكون، فتجدهم يبتكرون الألعاب ويصنعون من اللا شيء يحلقون معه في فضاءات واسعة من السعادة والسرور، بعكس الكثير من الكبار الذين لا يعجبهم العجب، علت معاييرهم وعظمت مقاييسهم فثقلت نفوسهم وثمرة هذا ارتفاع سقف إرضائهم!
10- حفظ ألسنتهم ومراعاة الغائبين
لا يتحدثون عن غائب ولا يخوضون في سيرته ولا يتتبعون عثراته ولا يتفكهون بغيبته وذكر معايبه، كما يفعل بعض الكبار من التفنن في ذكر مثالب الغائيين وتتبع عثراتهم بل والتغلغل في سرائرهم.