ابن عباس
09.08.2010, 06:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز إطلاق وصف (أحفاد القردة والخنازير) على اليهود؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
اعلم هدانا الله وإياك للحق
أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن يعرف بما استدل به الرجال
فلتجعل ذلك أصلا عندك حتى لا تختلط عليك الأمور ولا تنقل حكما شرعيا عن أحد من أهل العلم إلا بعد معرفة دليله فهذا خير لك وللناس ،
فغير محق من قال بعدم جواز إطلاق وصف (أحفاد القردة والخنازير) على اليهود من بابه أصلا لأن في السنة الثابتة الصحيحة ما يد على خلاف ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم لليهود: "يا إخوان القردة والخنازير" وهذا محل الشاهد في جواز إطلاق مثل هذه الألفاظ من باب التوبيخ وإن لم يكونوا إخوانا للقردة والخنازير ، لكن قياسا على قوله تعالى حين قال لمحمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يأمره بمخاطبة اليهود :( قل فلم تقتلون أنبياءالله من قبل) وقد كان الخطاب ليهود المدينة ، وهم لم يكن لهم يد في قتلالأنبياء السابقين، ولكنَّ ذلك من باب الذم لهم والإنكار على أفعالهم الشنيعة، حيث إنَّهم يشابهونهم في الصفات والأفعال القبيحة،
وليس من مقصود الذي يقول إنهم أحفاد القردة والخنازير أنهم أجدادهم فعلا لكن من باب أن سلفهم من أبناء عمهم وبني جلدتهم قلبهم الله قردة و خنازير... وهذا ظاهر.
وهذا ما تحتمله لغة العرب ، ولعل ذلك يتضح في قول الله عز وجل:
{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة
قريب من هذا المعنى إذ لا يخفى أن إسماعيل ليس أباً ليعقوبَ ، و إنما هو عمه .
ولتعلم أنه:
ليس كل لفظ لم يرد في الشرع يكون من المناهي اللفظية ، لأنه قد يكون اللفظ ذا معنى صحيح فيجوز استعماله وإن لم يكن له ذكر في الكتاب والسنة .
ووجهة نظري أن إطلاق (أحفاد القردة ) لا بأس به بمعنى أن الممسوخ قد تكون له ذرية من البشر قبل أن يمسخ ، فيجوز أن يمسخ الأب قرداً أو خنزيراً ، وابنه الذي هو جد للمعاصرين من بني إسرائيل لم يمسخ ، فالمراد بالحديث أن الممسوخ بعد أن صار قردا لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام ، ولا تكون له ذرية من القرود ، غير أن هذا لا يمنع أن يكون أحد أجداد بني إسرائيل الحاليين قد مسخ قردا بالفعل ومات قرداً ، ويكون الموجودون من ذريته من البشر قبل أن يمسخ
ولا يخفى عليك أن الله نجى من أصحاب السبت الذين كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وسكت عن الذين سكتوا عن الباطل ومسخ الذين احتالوا على الله وقد يكون فيمن أمر بالمعروف من هو حفيد لهؤلاء القردة قبل المسخ لأن اليهود يتناسلون فيما بينهم ولا يقبلون غيرهم فكلهم أبناء بطن واحدة ...
وأما هذا اللفظ (إخوان القردة والخنازير) فثابت كما أشرنا في عدة أحاديث :
وقد أطلقته عائشة ـ رضي الله عنها ـ عـلى اليهود أمام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ، ولم يعاتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، كما في حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن اليهود دخلوا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا السام عليك فقال النبي ـ صلَّى الله عليه وسلم ـ السام عليكم فقالت عائشة السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة الله وغضبه فقال : يا عائشة مه فقالت : يا رسول الله أما سمعت ما قالوا قال أو ما سمعت ما رددت عليهم يا عائشة لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه ولم ينزع من شيء إلا شانه.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 3 / 241 ) من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ وقال الألباني: (إسناده رجاله ثقات على شرط مسلم غير مؤمَّل وهو ابن اسماعيل البصري صدوق سيء الحفظ) (إرواء الغليل 5/118).
وقد أخرج الإمام ابن خزيمة في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها : أنَّه دخل يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليك يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلىالله عليه وسلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال السام عليك فقال : عليك فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ثم دخل الثالث فقال السام عليك : فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين.
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم :(574) وحكم عليه الألباني كذلك بصحَّة إسناده في السلسلة الصحيحة (2/306).
وقد ثبت أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لليهود وهو مشرف على حصون بني قريظة وقد حاصرهم :( يا إخوان القردة والخنازير ، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته)وقد ناداهم بذلك ؛ لكفرهم ونقضهم العهود التي كانت بينهم وبين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموالاتهم الأحزاب عليه ، ولشتمهم إيَّاه . (الطبري(2/252) تحقيق الشيخ أحمد شاكر، وذكره ابن كثير بتحقيق الوادعي:(1/207)
ووردت في ( إمتاع الأسماع صـ 243) بنص:"يا إخوان القردة والخنازير وعبدة الطواغيت ، أتشتمونني؟!"
بل ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لآية 76 من سورة البقرة نقلاً عن مجاهد قال : قام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يوم قريظة تحت حصونهم فقال:(يا إخوان القردة والخنازير ، يا عبدة الطاغوت).
وقد ذكر الإمام ابن كثير أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان عندها فسلم علينا رجل ونحن في البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا وقمت في أثره فإذا بدحية الكلبي
فقال هذا جبريل أمرني أن أذهب إلى بني قريظة وقال قد وضعتم السلاح لكنا لم نضع طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد وذلك حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا
وقال لأصحابه عزمت عليكم أن لاتصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوهم
فقالت طائفة من المسلمين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا
وقالت طائفة والله إنا لفي عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علينا من إثم فصلَّت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا واحتسابا ولم يعنف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحدا من الفريقين وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة
فقال هل مر بكم أحد
فقالوا مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال ذلك جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه أن يستروه بالجحف حتى يسمع كلامهم فناداهم يا إخوة القردة والخنازير
فقالوا : يا أبا القاسم لم تكن فحاشا فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم).
قال الإمام ابن كثير بعد إيراده هذا الحديث في كتابه البداية والنهاية: ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وعن غيرها)(البداية والنهاية 4/119).
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد قال : قام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم فقال يا إخوان القردة والخنازير ويا عبدة الطاغوت ، فقالوا : من أخبر هذا الأمر محمد ما خرج هذا الأمر إلا منكم {أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} بما حكم الله ليكون لهم حجة عليكم.
أخي الكريم:
لا شك أن مقام الدعوة مع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم يختلف عن مقام تأصيل الأحكام ومقام المفاصلة بين الحق والباطل فلكل مقام مقال ...
وأما كون المسلم دائماً مع أعداء الله ورسوله في لين وتلطف فهذا لا يقوله من عرف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيرة أصحابه،
قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: من الآية4]
قال ابن جرير رحمه الله تعالى ما ملخصه: فكذلك أنتم أيها المؤمنون بالله فتبرؤوا من أعداء الله المشركين، ولا تتخذوا منهم أولياء حتى يؤمنوا بالله وحده، ويتبرؤوا من عبادة ما سواه، وأظَهِروا لهم العداوة والبغضاء.
وقوله: {كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ} على كفركم بالله، وعبادتكم ما سواه، ولا صلح بيننا، ولا مودة حتى تؤمنوا بالله وحده.
فصرح الإمام ابن جرير أن الله خاطب المؤمنين بأن يتبرؤوا من أعداء الله المشركين، وأن يظهروا لهم العداوة والبغضاء، وأن يبادوهم بذلك، وإظهار العداوة والبغضاء والبراءة منهم ومما يعبدون من دون الله هو الإنكار باللسان، بدليل قوله {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ} لأن عداوة القلب وبغضه لا تسمى إظهاراً لأنها أعمال قلبية، فلا بد من إظهار ما في القلوب من العداوة والبغضاء والبراءة من الشرك وأهله بالقول والعمل.
الخلاصة:
بعد ما ثبت من الأدلة السابقة بجواز وصف اليهود بـ ( إخوان القردة والخنازير ) فإني أرى أنه ليس للبحث والمجادلة في هذا كبير ثمرة..(على حد رأيي)
و أن الأمر يسير وفيه سعة..إن شاء الله
فهم أحفاد القردة والخنازير بانتسابهم لذات عملهم وزيادة..
كما أن للعلم نسبا بين أهله..فكذلك الحقارة والخسة..
ولهذا ذكر النووي عن بعض العلماء..فقال:هذا جدنا في العلم..
ثم هم أحفاد الخنازير سلوكا..أي بينهم وبين الخنازير مشاكلة من وجوه
وعليه:
فاليهود كانوا ولا يزالون إخوان وأحفاد القردة والخنازير ولا مجاملة في ذلك لأحد ولو أغلقوا جميع القنوات بل جميع المساجد ...
أمر أخير أحب أن أنبه عليه :
وهو قول بعض الدعاة هداهم الله أن سب اليهود كيهود لا يجوز
فنقول لهم اتقوا الله فينا فليس هكذا يكون الصدع بالحق فهذا غلط، ومخالف لكلام الله ...
قال تعالى عنهم : {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} (88) سورة البقرة
{وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} (89) سورة البقرة
{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (46) سورة النساء
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) سورة المائدة
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (60) سورة المائدة
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة
وغيرها من الآيات .
ويكفينا قول الله تعالى :( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (النساء 148)
واليهود - لعنهم الله - ظلموا وأكثروا من الظلم وقتل المسلمين .
وأنهار الدماء في بلاد المسلمين تشهد
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
والله أعلم وأحكم
جمعه ورتبه مقيده (أبو أنس)
هل يجوز إطلاق وصف (أحفاد القردة والخنازير) على اليهود؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
اعلم هدانا الله وإياك للحق
أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن يعرف بما استدل به الرجال
فلتجعل ذلك أصلا عندك حتى لا تختلط عليك الأمور ولا تنقل حكما شرعيا عن أحد من أهل العلم إلا بعد معرفة دليله فهذا خير لك وللناس ،
فغير محق من قال بعدم جواز إطلاق وصف (أحفاد القردة والخنازير) على اليهود من بابه أصلا لأن في السنة الثابتة الصحيحة ما يد على خلاف ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم لليهود: "يا إخوان القردة والخنازير" وهذا محل الشاهد في جواز إطلاق مثل هذه الألفاظ من باب التوبيخ وإن لم يكونوا إخوانا للقردة والخنازير ، لكن قياسا على قوله تعالى حين قال لمحمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يأمره بمخاطبة اليهود :( قل فلم تقتلون أنبياءالله من قبل) وقد كان الخطاب ليهود المدينة ، وهم لم يكن لهم يد في قتلالأنبياء السابقين، ولكنَّ ذلك من باب الذم لهم والإنكار على أفعالهم الشنيعة، حيث إنَّهم يشابهونهم في الصفات والأفعال القبيحة،
وليس من مقصود الذي يقول إنهم أحفاد القردة والخنازير أنهم أجدادهم فعلا لكن من باب أن سلفهم من أبناء عمهم وبني جلدتهم قلبهم الله قردة و خنازير... وهذا ظاهر.
وهذا ما تحتمله لغة العرب ، ولعل ذلك يتضح في قول الله عز وجل:
{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة
قريب من هذا المعنى إذ لا يخفى أن إسماعيل ليس أباً ليعقوبَ ، و إنما هو عمه .
ولتعلم أنه:
ليس كل لفظ لم يرد في الشرع يكون من المناهي اللفظية ، لأنه قد يكون اللفظ ذا معنى صحيح فيجوز استعماله وإن لم يكن له ذكر في الكتاب والسنة .
ووجهة نظري أن إطلاق (أحفاد القردة ) لا بأس به بمعنى أن الممسوخ قد تكون له ذرية من البشر قبل أن يمسخ ، فيجوز أن يمسخ الأب قرداً أو خنزيراً ، وابنه الذي هو جد للمعاصرين من بني إسرائيل لم يمسخ ، فالمراد بالحديث أن الممسوخ بعد أن صار قردا لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام ، ولا تكون له ذرية من القرود ، غير أن هذا لا يمنع أن يكون أحد أجداد بني إسرائيل الحاليين قد مسخ قردا بالفعل ومات قرداً ، ويكون الموجودون من ذريته من البشر قبل أن يمسخ
ولا يخفى عليك أن الله نجى من أصحاب السبت الذين كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وسكت عن الذين سكتوا عن الباطل ومسخ الذين احتالوا على الله وقد يكون فيمن أمر بالمعروف من هو حفيد لهؤلاء القردة قبل المسخ لأن اليهود يتناسلون فيما بينهم ولا يقبلون غيرهم فكلهم أبناء بطن واحدة ...
وأما هذا اللفظ (إخوان القردة والخنازير) فثابت كما أشرنا في عدة أحاديث :
وقد أطلقته عائشة ـ رضي الله عنها ـ عـلى اليهود أمام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ، ولم يعاتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، كما في حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أن اليهود دخلوا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا السام عليك فقال النبي ـ صلَّى الله عليه وسلم ـ السام عليكم فقالت عائشة السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة الله وغضبه فقال : يا عائشة مه فقالت : يا رسول الله أما سمعت ما قالوا قال أو ما سمعت ما رددت عليهم يا عائشة لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه ولم ينزع من شيء إلا شانه.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 3 / 241 ) من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ وقال الألباني: (إسناده رجاله ثقات على شرط مسلم غير مؤمَّل وهو ابن اسماعيل البصري صدوق سيء الحفظ) (إرواء الغليل 5/118).
وقد أخرج الإمام ابن خزيمة في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها : أنَّه دخل يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السام عليك يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك فقالت عائشة : فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلىالله عليه وسلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال السام عليك فقال : عليك فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ثم دخل الثالث فقال السام عليك : فلم أصبر حتى قلت : وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين.
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم :(574) وحكم عليه الألباني كذلك بصحَّة إسناده في السلسلة الصحيحة (2/306).
وقد ثبت أنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال لليهود وهو مشرف على حصون بني قريظة وقد حاصرهم :( يا إخوان القردة والخنازير ، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته)وقد ناداهم بذلك ؛ لكفرهم ونقضهم العهود التي كانت بينهم وبين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وموالاتهم الأحزاب عليه ، ولشتمهم إيَّاه . (الطبري(2/252) تحقيق الشيخ أحمد شاكر، وذكره ابن كثير بتحقيق الوادعي:(1/207)
ووردت في ( إمتاع الأسماع صـ 243) بنص:"يا إخوان القردة والخنازير وعبدة الطواغيت ، أتشتمونني؟!"
بل ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لآية 76 من سورة البقرة نقلاً عن مجاهد قال : قام رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يوم قريظة تحت حصونهم فقال:(يا إخوان القردة والخنازير ، يا عبدة الطاغوت).
وقد ذكر الإمام ابن كثير أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان عندها فسلم علينا رجل ونحن في البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا وقمت في أثره فإذا بدحية الكلبي
فقال هذا جبريل أمرني أن أذهب إلى بني قريظة وقال قد وضعتم السلاح لكنا لم نضع طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد وذلك حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا
وقال لأصحابه عزمت عليكم أن لاتصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة فغربت الشمس قبل أن يأتوهم
فقالت طائفة من المسلمين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا
وقالت طائفة والله إنا لفي عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علينا من إثم فصلَّت طائفة إيمانا واحتسابا وتركت طائفة إيمانا واحتسابا ولم يعنف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحدا من الفريقين وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة
فقال هل مر بكم أحد
فقالوا مر علينا دحية الكلبي على بغلة شهباء تحته قطيفة ديباج فقال ذلك جبريل أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم ويقذف في قلوبهم الرعب فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه أن يستروه بالجحف حتى يسمع كلامهم فناداهم يا إخوة القردة والخنازير
فقالوا : يا أبا القاسم لم تكن فحاشا فحاصرهم حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ وكانوا حلفاءه فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم).
قال الإمام ابن كثير بعد إيراده هذا الحديث في كتابه البداية والنهاية: ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وعن غيرها)(البداية والنهاية 4/119).
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن مجاهد قال : قام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم فقال يا إخوان القردة والخنازير ويا عبدة الطاغوت ، فقالوا : من أخبر هذا الأمر محمد ما خرج هذا الأمر إلا منكم {أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} بما حكم الله ليكون لهم حجة عليكم.
أخي الكريم:
لا شك أن مقام الدعوة مع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم يختلف عن مقام تأصيل الأحكام ومقام المفاصلة بين الحق والباطل فلكل مقام مقال ...
وأما كون المسلم دائماً مع أعداء الله ورسوله في لين وتلطف فهذا لا يقوله من عرف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيرة أصحابه،
قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: من الآية4]
قال ابن جرير رحمه الله تعالى ما ملخصه: فكذلك أنتم أيها المؤمنون بالله فتبرؤوا من أعداء الله المشركين، ولا تتخذوا منهم أولياء حتى يؤمنوا بالله وحده، ويتبرؤوا من عبادة ما سواه، وأظَهِروا لهم العداوة والبغضاء.
وقوله: {كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ} على كفركم بالله، وعبادتكم ما سواه، ولا صلح بيننا، ولا مودة حتى تؤمنوا بالله وحده.
فصرح الإمام ابن جرير أن الله خاطب المؤمنين بأن يتبرؤوا من أعداء الله المشركين، وأن يظهروا لهم العداوة والبغضاء، وأن يبادوهم بذلك، وإظهار العداوة والبغضاء والبراءة منهم ومما يعبدون من دون الله هو الإنكار باللسان، بدليل قوله {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ} لأن عداوة القلب وبغضه لا تسمى إظهاراً لأنها أعمال قلبية، فلا بد من إظهار ما في القلوب من العداوة والبغضاء والبراءة من الشرك وأهله بالقول والعمل.
الخلاصة:
بعد ما ثبت من الأدلة السابقة بجواز وصف اليهود بـ ( إخوان القردة والخنازير ) فإني أرى أنه ليس للبحث والمجادلة في هذا كبير ثمرة..(على حد رأيي)
و أن الأمر يسير وفيه سعة..إن شاء الله
فهم أحفاد القردة والخنازير بانتسابهم لذات عملهم وزيادة..
كما أن للعلم نسبا بين أهله..فكذلك الحقارة والخسة..
ولهذا ذكر النووي عن بعض العلماء..فقال:هذا جدنا في العلم..
ثم هم أحفاد الخنازير سلوكا..أي بينهم وبين الخنازير مشاكلة من وجوه
وعليه:
فاليهود كانوا ولا يزالون إخوان وأحفاد القردة والخنازير ولا مجاملة في ذلك لأحد ولو أغلقوا جميع القنوات بل جميع المساجد ...
أمر أخير أحب أن أنبه عليه :
وهو قول بعض الدعاة هداهم الله أن سب اليهود كيهود لا يجوز
فنقول لهم اتقوا الله فينا فليس هكذا يكون الصدع بالحق فهذا غلط، ومخالف لكلام الله ...
قال تعالى عنهم : {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} (88) سورة البقرة
{وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} (89) سورة البقرة
{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (46) سورة النساء
{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (13) سورة المائدة
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (60) سورة المائدة
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة
{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} (78) سورة المائدة
وغيرها من الآيات .
ويكفينا قول الله تعالى :( لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (النساء 148)
واليهود - لعنهم الله - ظلموا وأكثروا من الظلم وقتل المسلمين .
وأنهار الدماء في بلاد المسلمين تشهد
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
والله أعلم وأحكم
جمعه ورتبه مقيده (أبو أنس)