لبيك إسلامنا
18.09.2010, 11:02
http://0.gvt0.com/vi/jpHIuW2788Q/0.jpg
جون يسرق المصحف
بقلم/ منير الغليسي
جون ذو الأربعين عاماً . . لا يجلس مع أحد ،
ولا يتكلم مع أحد إلا وهو يفكر كيف يحتال عليه فيسرقه . .
يسرق أيَّ شيء يراه سهل المنال .
جون لصّ أمريكي محترف . . سنوات عديدة وهو يحترف هذه المهنة . .
والتي لا تكلّف اللّص سوى بعض من الوقت يستغرقه في التفكير
من أجل الاحتيال على الضحية الذي يقع بين يديه ، وسوى جرأة وإقدام .
وجون لا يهمّه إن كُشف سرّه وافتَضح أمرُه ،
لا يهمّه إن وقع في أيدي الشرطة والمباحث ، وقد وقع مراراً . .
لا يخاف من السجـن أو العقوبة ، وقد سجن وعوقب مراراً . .
لا ينام ولا ترتاح نفسُه إلا وقد سرق هذا واحتال على ذاك . .
فإن لم يجد في يومه وليلته من يسرقه وما يسرقه . .
فإنه لا يستطيع أن ينام إلا وقد خطّط لغدٍ أفضل وسرقة جديدة ! !
هذه المرة كان الضحية الجديدة صديقٌ له قديمٌ كان نصرانياً مثله . .
لكنه أسلم بعد أن تعرّف إلى الإسلام . .
كان يقود سيّارته في أحد شوارع (نيويورك) المكتظة بالناس
من كل أرجاء المعمورة ، أشار إليه بعد أن رآه أنْ تعال اركب معي . .
لكن جون لم يعرفه إلا حين ناداه باسمه :
جون . . جون ، اركب اركب . .
ركب جون في المقعد الخلفي . .
قال له صديقه تعال هنا بجانبي .
لكنه لم يكترث لدعوته وظل في مكانه .
أعاد طلبه من جديد ، فأصرّ على الجلوس في المقعد الخلفي . .
لم يكن جون يعلم أن صديقه القديم ريتشارد قد أسلم . . ولا يهمه ذلك .
كل ما يشغله هو أن يجد شيئاً في السيارة تلمحه عيناه فيأخذه .
كان سريع النظرات في زوايا السيارة . . كرّر ذلك . . ينقّل نظراته إلى المقاعد ،
وإلى الأمام والخلف ، وصاحبه يسأله عن حاله . . لكنه شارد الذهن . .
يردّ بإجابات مقتضبة على مضض منه . .
ولمّا لم يجد شيئاً ذا قيمة في السيارة خطف كتاباً صغيراً كان بجواره ،
ووضعه في جيبه دون أن يشعر به صديقه . .
آملاً أن يكون في هذا الكتاب أيُّ شيء له قيمة ولو بسيطة . .
فهو مصرٌّ على أن يسرق أي شيء.
قال جون : سأنزل هنا . . لكن ريتشارد أراد أن يستضيفه في منزله
حتى يعرّفه بالإسلام . . فلعل الله يهدي قلبه للهدى بعد الضلال ،
ويشرح صدره بنور الإسلام ، كما هداه هو وشرح صدره . .
لكنّ جون أصرّ على النزول ، فلا فائدة في الركوب !
ها هو جون يعود لمنزله كما يعود كل يوم . .
وهذه المرة عاد صفر اليدين إلا من كتاب صغير لا يشبع نهمه ،
ولا يقضي حاجته منه . .
لم يكن جون يعلم أن هذا الكتاب كبير في قيمته . .
غالٍ ثمنُه إلى حد لا يتصوّره . .
أخذ الكتاب يقلّبُ أوراقه لعلّه يجد بين أوراقه ورقة نقدية
حتى ولو دولاراً واحداً . . لكنه لم يجد شيئاً مذكورا . . ووجد الله عنده . .
أمعن نظره في بعض السطور . . أخذ يقلّب صفحاته ، صفحةً تلو أخرى . .
قرأه مرةً ومرتين ، بل ثلاث . . بدأت ملامح وجهه تتغير ،
وأساريره تتضح بعد طول غبش . . وأمامه وخلفه
ومن حوله علامات استفهام وتساؤلات عديدة !!!
نظر في غلاف الكتاب من جديد وما زال سارحاً بذهنه . .
تأوّهَ بحرقة وهزّ رأسه يمنةً ويسرة . . يا له من كتاب ! !
أعظم كتاب وقع في يده منذ نعومة أظافره . . بل أغلى وأثمن كتاب سرقه !
قال في نفسه : ليتني سرقته منذ زمن طويل طويل!
يا الله! ! . . أيّ كتاب هذا يتمنى سرقته لصّ محترف كجون ؟! . . .
إنه القرآن الكريم . . نسخةٌ مترجمةٌ معانيه إلى اللغة الإنجليزية . .
انتفض من مكانه جون خارج منزله يبحث عن أقرب مسجد
في المدينة فيه مكتبة . . قرأ بعض المطويات التعريفية بالإسلام . .
التقى ببعض المسلمين وتعرّف إليهم معرفة من نوع آخر .
بكى جـون بكاءً حـارّا لم يبك مثله من قبل أبداً . .
بكاءً اختلطت فيه دموع الفرح والحزن لأول مرّة منذ أربعين عاماً . .
ثم ما لبث أن أشهر إسلامه وصار داعية !
مأرب برس - السبت 21 أغسطس 2010 م (http://marebpress.net/articles.php?id=7777)
منقول
جون يسرق المصحف
بقلم/ منير الغليسي
جون ذو الأربعين عاماً . . لا يجلس مع أحد ،
ولا يتكلم مع أحد إلا وهو يفكر كيف يحتال عليه فيسرقه . .
يسرق أيَّ شيء يراه سهل المنال .
جون لصّ أمريكي محترف . . سنوات عديدة وهو يحترف هذه المهنة . .
والتي لا تكلّف اللّص سوى بعض من الوقت يستغرقه في التفكير
من أجل الاحتيال على الضحية الذي يقع بين يديه ، وسوى جرأة وإقدام .
وجون لا يهمّه إن كُشف سرّه وافتَضح أمرُه ،
لا يهمّه إن وقع في أيدي الشرطة والمباحث ، وقد وقع مراراً . .
لا يخاف من السجـن أو العقوبة ، وقد سجن وعوقب مراراً . .
لا ينام ولا ترتاح نفسُه إلا وقد سرق هذا واحتال على ذاك . .
فإن لم يجد في يومه وليلته من يسرقه وما يسرقه . .
فإنه لا يستطيع أن ينام إلا وقد خطّط لغدٍ أفضل وسرقة جديدة ! !
هذه المرة كان الضحية الجديدة صديقٌ له قديمٌ كان نصرانياً مثله . .
لكنه أسلم بعد أن تعرّف إلى الإسلام . .
كان يقود سيّارته في أحد شوارع (نيويورك) المكتظة بالناس
من كل أرجاء المعمورة ، أشار إليه بعد أن رآه أنْ تعال اركب معي . .
لكن جون لم يعرفه إلا حين ناداه باسمه :
جون . . جون ، اركب اركب . .
ركب جون في المقعد الخلفي . .
قال له صديقه تعال هنا بجانبي .
لكنه لم يكترث لدعوته وظل في مكانه .
أعاد طلبه من جديد ، فأصرّ على الجلوس في المقعد الخلفي . .
لم يكن جون يعلم أن صديقه القديم ريتشارد قد أسلم . . ولا يهمه ذلك .
كل ما يشغله هو أن يجد شيئاً في السيارة تلمحه عيناه فيأخذه .
كان سريع النظرات في زوايا السيارة . . كرّر ذلك . . ينقّل نظراته إلى المقاعد ،
وإلى الأمام والخلف ، وصاحبه يسأله عن حاله . . لكنه شارد الذهن . .
يردّ بإجابات مقتضبة على مضض منه . .
ولمّا لم يجد شيئاً ذا قيمة في السيارة خطف كتاباً صغيراً كان بجواره ،
ووضعه في جيبه دون أن يشعر به صديقه . .
آملاً أن يكون في هذا الكتاب أيُّ شيء له قيمة ولو بسيطة . .
فهو مصرٌّ على أن يسرق أي شيء.
قال جون : سأنزل هنا . . لكن ريتشارد أراد أن يستضيفه في منزله
حتى يعرّفه بالإسلام . . فلعل الله يهدي قلبه للهدى بعد الضلال ،
ويشرح صدره بنور الإسلام ، كما هداه هو وشرح صدره . .
لكنّ جون أصرّ على النزول ، فلا فائدة في الركوب !
ها هو جون يعود لمنزله كما يعود كل يوم . .
وهذه المرة عاد صفر اليدين إلا من كتاب صغير لا يشبع نهمه ،
ولا يقضي حاجته منه . .
لم يكن جون يعلم أن هذا الكتاب كبير في قيمته . .
غالٍ ثمنُه إلى حد لا يتصوّره . .
أخذ الكتاب يقلّبُ أوراقه لعلّه يجد بين أوراقه ورقة نقدية
حتى ولو دولاراً واحداً . . لكنه لم يجد شيئاً مذكورا . . ووجد الله عنده . .
أمعن نظره في بعض السطور . . أخذ يقلّب صفحاته ، صفحةً تلو أخرى . .
قرأه مرةً ومرتين ، بل ثلاث . . بدأت ملامح وجهه تتغير ،
وأساريره تتضح بعد طول غبش . . وأمامه وخلفه
ومن حوله علامات استفهام وتساؤلات عديدة !!!
نظر في غلاف الكتاب من جديد وما زال سارحاً بذهنه . .
تأوّهَ بحرقة وهزّ رأسه يمنةً ويسرة . . يا له من كتاب ! !
أعظم كتاب وقع في يده منذ نعومة أظافره . . بل أغلى وأثمن كتاب سرقه !
قال في نفسه : ليتني سرقته منذ زمن طويل طويل!
يا الله! ! . . أيّ كتاب هذا يتمنى سرقته لصّ محترف كجون ؟! . . .
إنه القرآن الكريم . . نسخةٌ مترجمةٌ معانيه إلى اللغة الإنجليزية . .
انتفض من مكانه جون خارج منزله يبحث عن أقرب مسجد
في المدينة فيه مكتبة . . قرأ بعض المطويات التعريفية بالإسلام . .
التقى ببعض المسلمين وتعرّف إليهم معرفة من نوع آخر .
بكى جـون بكاءً حـارّا لم يبك مثله من قبل أبداً . .
بكاءً اختلطت فيه دموع الفرح والحزن لأول مرّة منذ أربعين عاماً . .
ثم ما لبث أن أشهر إسلامه وصار داعية !
مأرب برس - السبت 21 أغسطس 2010 م (http://marebpress.net/articles.php?id=7777)
منقول