طائر السنونو
23.09.2010, 10:51
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما أحسست بنوع من الكآبة المسيطر على الجميع
لملمت وريقاتي و سطرت كلماتي ..
فكانت مذكرات بنت إسمها ميخا ..
أول حكاياتي
ميخا ، ميخا ، ميخا
بنت عصرية ..
شقية ..
ضحية للحضارة ..
والإنصياع الأعمى للمدنية ..
لم ترضى بخلقِ اللهِ لها ..
فدخلت دائرة عمليات التجميل ..
حتى صارت كفينوس الإغريق { تمثال ألهة الجمال }
صورة منه لكن بعد مرور ألاف السنين عليه وعوامل التعرية وتأكل الطبيعة ..
وتبدأ حكاية ميخا بعد إستيقاظها من النوم ..
*****
إنطلق تثأوب ميخا المرعب يهز أركان الغرفة من حنجرتها المعدلة ..
إنتهبت لما أحدثته من موجة شفط جبارة تكاد تنتزع سُتر الغرفة من أماكنها ..
فأسرعت بإغلاق فمها ..
فهي لم تنسى بعد حادثة إبتلاع الوسائد في إحدى نوبات التثأوب ذاتها ..
*****
إهتز الفراش تحت حركات نهوضها وإنكسر ثلاث من قوائمه التسعة والعشرون
المضافة إليه لتحتمل وزنها الزائد جراء السيليكون المضاف إليها ..
إتجهت مباشرة إلى الصنبور لتغسل وجهها
والعجيب أنها تجاهلت تمامًا المرآة الضخمة التي تحتل نصف حائط به ..
ولا عجب فهي لا تستطيع النظر لنفسها بسبب تضخم أجفان عينيها الزائد ..
وهي لا تخاطر بتفريغ ما بهم من هواء مضغوط لترى صورتها ..
فهي جميلة ..
نعم تعلم أنها جميلة ..
تصاعد بوق العربة النصف نقل التي يقودها عم حنفي الأعمى المخصص لنقلها إلى عملها الجديد في أول يوم لها
خرجت من دارها ..
وقد يسأل البعض عن سبب خلو المنطقة التي تقطن بها من الناس والسكان والبشر ..
لكنها لا تشغل بالها بمثل هذه الأمور التافهة ..
خرجت و هي تنظر إلى اللافتات التي لصقها مجهولين على باب منزلها وعلى المباني المحيطة بدارها ..
فكرت بالتأكيد معجبون وعُشاق من فعلها ..
لكنها تظل دومًا تتسائل عن نوع الزهور الغريب المرسوم عليها ..
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0b/Radiation_warning_symbol.svg/100px-Radiation_warning_symbol.svg.png
زهور ميخا المشعة ..
****
حيت عم حنفي الأعمى بنظرة تعالى
أما يكفيه أنه يقود لها ..
تجاهلها عم حنفي الأعمى فهو لم يراها ..
ولكنه أحس بثقلها في العربة ..
ثم إمتدت يده لتمسك بأداة التوجيه الفائقة المتطورة خارج نافذة العربة
ليعرف طريقه بها
http://www.fotosearch.com/bthumb/CSP/CSP011/k0119977.jpg
أداة توجيه عم حنفي
***
وبعد 15 ساعة { خمسة عشر ساعة } من القيادة المتواصلة
وصلت ميخا إلى مقر عملها الجديد
كحارسة ليلية للأسود بحديقة الحيوان ..
{ برغم أن ميخا ساكنة في الشارع المجاور لحديقة الحيوان }
****
وتسلمت ميخا العمل
إرتعش قلب ميخا من صوت زئير الأسود ..
وفكرت كيف سيكون ليلها ..
وكم سيكون طويلاً
وبعد إنصراف الجميع توجهت ميخا لترى الأسود { 15 أسد مفترس } ترعاهم الحديقة ..
فضج القفص بالزئير ثم خفت الصوت نهائيًا ..
ظنت ميخا أن الأسود قد نامت ..
وجلست بجانب القفص ..
وجاء المدير صباحًا ..
وتردد إسمها في ميكروفونات التنبيه بالحديقة ..
طبعًا هي مجتهدة ..
لكنها أيضًا { وهذا لا يعلمه الكثير متواضعة }
ولا داعي للشكر عن إجتهادها في السهر أبدًا
هكذا فكرت ..
وهي تتدحرج إلى مكتب الإدارة ..
لتجد عم حنفي الأعمى ينتظرها ليبلغها أنها مطرودة ..
والأدهى أن المدير لم ينتظرها ..
فهو يشرف بنفسه على إخراج الأسود من جبلاية القرود ..
الأسود ..
التي تخضع الآن لعلاج نفسي مكثف ..
لمساعدتها على الإقلاع عن أكل الموز ..
ومحاولة إعادتها لطبيعتها مرة أخرى ..
****
أما أكبر الأسود عمرًا فيظن نفسه كلب بحر ..
ولا يمل الآن من اللعب بالكرة أمام الجمهور في حمام السباحة ..
نظير بضع سمكات..
****
مظلومة يا ميخا
هكذا فكرت لما وصلت لمنزلها ..
وفكرت لم لا تستغل مواهبها ..
نعم ستعمل بالتمثيل ..
****
تقدمت ميخا بال cv الخاص بها لمكتب العمل عن طريق الإنترنت وجلست تنظر ..
و لم يطل الإنتظار ..
فبعد ثماني سنوات
وصل الترشيح لدور وحش فضائي يغزو الأرض ..
وافقت ميخا على مضض ..
***
تعثرت ميخا لما حاولت النهوض في رموشها الإصطناعية الطويلة ..
سقطت ثلاث مرات قبل أن تتمكن من النهوض ..
****
وأخيرًا وصلت ميخا للإستوديو ..
وفّضل المخرج أن تمثل بطبيعتها بدون ما كياج ..
وبدأ الفيلم بمشهد لفم ميخا الأحمر نتيجة { المائة علبة من أقلام الصبغة }
التي تكفلت بجعل لونهما هكذا ..
وظلت الكاميرا تبتعد تدريجيًا عن فم ميخا لُتظهر باقي الكادر لمدة ثلاث ساعات ..
ولا تزال الشاشة حمراء ..
حتى أصيب المخرج والمصور بعمى الألوان المركب ..
وظل فيلم ميخا حبيس الأستوديو
حتى تقرر عرضه في برنامج غرائب الطبيعة ..
ناهيك عن إفلاس القناة بعد عرض الفيلم ..
وموت عدد من كبار السن متابعي القناة بالأزمات القلبية ..
وتظل مشكلة ميخا معلقة
على وعد إكمال حلقات مذكرات ميخا إن نالت رضاكم ..
هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما أحسست بنوع من الكآبة المسيطر على الجميع
لملمت وريقاتي و سطرت كلماتي ..
فكانت مذكرات بنت إسمها ميخا ..
أول حكاياتي
ميخا ، ميخا ، ميخا
بنت عصرية ..
شقية ..
ضحية للحضارة ..
والإنصياع الأعمى للمدنية ..
لم ترضى بخلقِ اللهِ لها ..
فدخلت دائرة عمليات التجميل ..
حتى صارت كفينوس الإغريق { تمثال ألهة الجمال }
صورة منه لكن بعد مرور ألاف السنين عليه وعوامل التعرية وتأكل الطبيعة ..
وتبدأ حكاية ميخا بعد إستيقاظها من النوم ..
*****
إنطلق تثأوب ميخا المرعب يهز أركان الغرفة من حنجرتها المعدلة ..
إنتهبت لما أحدثته من موجة شفط جبارة تكاد تنتزع سُتر الغرفة من أماكنها ..
فأسرعت بإغلاق فمها ..
فهي لم تنسى بعد حادثة إبتلاع الوسائد في إحدى نوبات التثأوب ذاتها ..
*****
إهتز الفراش تحت حركات نهوضها وإنكسر ثلاث من قوائمه التسعة والعشرون
المضافة إليه لتحتمل وزنها الزائد جراء السيليكون المضاف إليها ..
إتجهت مباشرة إلى الصنبور لتغسل وجهها
والعجيب أنها تجاهلت تمامًا المرآة الضخمة التي تحتل نصف حائط به ..
ولا عجب فهي لا تستطيع النظر لنفسها بسبب تضخم أجفان عينيها الزائد ..
وهي لا تخاطر بتفريغ ما بهم من هواء مضغوط لترى صورتها ..
فهي جميلة ..
نعم تعلم أنها جميلة ..
تصاعد بوق العربة النصف نقل التي يقودها عم حنفي الأعمى المخصص لنقلها إلى عملها الجديد في أول يوم لها
خرجت من دارها ..
وقد يسأل البعض عن سبب خلو المنطقة التي تقطن بها من الناس والسكان والبشر ..
لكنها لا تشغل بالها بمثل هذه الأمور التافهة ..
خرجت و هي تنظر إلى اللافتات التي لصقها مجهولين على باب منزلها وعلى المباني المحيطة بدارها ..
فكرت بالتأكيد معجبون وعُشاق من فعلها ..
لكنها تظل دومًا تتسائل عن نوع الزهور الغريب المرسوم عليها ..
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0b/Radiation_warning_symbol.svg/100px-Radiation_warning_symbol.svg.png
زهور ميخا المشعة ..
****
حيت عم حنفي الأعمى بنظرة تعالى
أما يكفيه أنه يقود لها ..
تجاهلها عم حنفي الأعمى فهو لم يراها ..
ولكنه أحس بثقلها في العربة ..
ثم إمتدت يده لتمسك بأداة التوجيه الفائقة المتطورة خارج نافذة العربة
ليعرف طريقه بها
http://www.fotosearch.com/bthumb/CSP/CSP011/k0119977.jpg
أداة توجيه عم حنفي
***
وبعد 15 ساعة { خمسة عشر ساعة } من القيادة المتواصلة
وصلت ميخا إلى مقر عملها الجديد
كحارسة ليلية للأسود بحديقة الحيوان ..
{ برغم أن ميخا ساكنة في الشارع المجاور لحديقة الحيوان }
****
وتسلمت ميخا العمل
إرتعش قلب ميخا من صوت زئير الأسود ..
وفكرت كيف سيكون ليلها ..
وكم سيكون طويلاً
وبعد إنصراف الجميع توجهت ميخا لترى الأسود { 15 أسد مفترس } ترعاهم الحديقة ..
فضج القفص بالزئير ثم خفت الصوت نهائيًا ..
ظنت ميخا أن الأسود قد نامت ..
وجلست بجانب القفص ..
وجاء المدير صباحًا ..
وتردد إسمها في ميكروفونات التنبيه بالحديقة ..
طبعًا هي مجتهدة ..
لكنها أيضًا { وهذا لا يعلمه الكثير متواضعة }
ولا داعي للشكر عن إجتهادها في السهر أبدًا
هكذا فكرت ..
وهي تتدحرج إلى مكتب الإدارة ..
لتجد عم حنفي الأعمى ينتظرها ليبلغها أنها مطرودة ..
والأدهى أن المدير لم ينتظرها ..
فهو يشرف بنفسه على إخراج الأسود من جبلاية القرود ..
الأسود ..
التي تخضع الآن لعلاج نفسي مكثف ..
لمساعدتها على الإقلاع عن أكل الموز ..
ومحاولة إعادتها لطبيعتها مرة أخرى ..
****
أما أكبر الأسود عمرًا فيظن نفسه كلب بحر ..
ولا يمل الآن من اللعب بالكرة أمام الجمهور في حمام السباحة ..
نظير بضع سمكات..
****
مظلومة يا ميخا
هكذا فكرت لما وصلت لمنزلها ..
وفكرت لم لا تستغل مواهبها ..
نعم ستعمل بالتمثيل ..
****
تقدمت ميخا بال cv الخاص بها لمكتب العمل عن طريق الإنترنت وجلست تنظر ..
و لم يطل الإنتظار ..
فبعد ثماني سنوات
وصل الترشيح لدور وحش فضائي يغزو الأرض ..
وافقت ميخا على مضض ..
***
تعثرت ميخا لما حاولت النهوض في رموشها الإصطناعية الطويلة ..
سقطت ثلاث مرات قبل أن تتمكن من النهوض ..
****
وأخيرًا وصلت ميخا للإستوديو ..
وفّضل المخرج أن تمثل بطبيعتها بدون ما كياج ..
وبدأ الفيلم بمشهد لفم ميخا الأحمر نتيجة { المائة علبة من أقلام الصبغة }
التي تكفلت بجعل لونهما هكذا ..
وظلت الكاميرا تبتعد تدريجيًا عن فم ميخا لُتظهر باقي الكادر لمدة ثلاث ساعات ..
ولا تزال الشاشة حمراء ..
حتى أصيب المخرج والمصور بعمى الألوان المركب ..
وظل فيلم ميخا حبيس الأستوديو
حتى تقرر عرضه في برنامج غرائب الطبيعة ..
ناهيك عن إفلاس القناة بعد عرض الفيلم ..
وموت عدد من كبار السن متابعي القناة بالأزمات القلبية ..
وتظل مشكلة ميخا معلقة
على وعد إكمال حلقات مذكرات ميخا إن نالت رضاكم ..
هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين