لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ
قال الله تعالى يقسم الخالق بمن يشاء وبما يشاء, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, وقد أقسم الله تعالى بحياة محمد صلى الله عليه وسلم تشريفًا له آ72لعمرك": اللام للابتداء، "عمرك" مبتدأ، خبره محذوف تقديره قَسَمي. والجار متعلق بالخبر، وجملة "يعمهون" حال من الضمير المستتر في متعلَّق الجار. قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) أقسم تعالى بحياة نبيه، صلوات الله وسلامه عليه، وفي هذا تشريف عظيم، ومقام رفيع وجاه عريض. قال عمرو بن مالك النُّكْري عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، أنه قال: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفسًا أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره، قال الله تعالى: ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [يقول: وحياتك وعمرك وبقائك في الدنيا " إنهم لفي سكرتهم يعمهون"] رواه ابن جرير. وقال قتادة: ( فِي سَكْرَتِهِمْ ) أي: في ضلالتهم، ( يَعْمَهُونَ ) أي: يلعبون. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( لَعَمْرُكَ ) لعيشك، ( إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) قال: يتحيرون أتساءل لماذا بكى الشيخ ؟ أبو بكر الشاطري الذي بكى عندما تلاها ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) و لأول مرة أشعر بأن تلك الآية تنبيه لناجميعا السكرة هي انشغال العقل بالملذات و الأهواء و الشهوات و غياب المسؤولية والتركيز شعرت بأن أغلبنا نعيش في تلك السكرة بانشغالنا عن الآخرة بالدنيا وبجرينا وراء رغباتنا و أهوائنا أصابنا الوهن و تعلقت قلوبنا بدنيازائلة و كرهنا الموت و نسينا الآخرة إلا ما رحم ربي يقول تعالى في سورة يونس : (( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها و الذين هم عنآياتنا غافلون ** أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )) فعندما تسعى فقطلأجل الدنيا و تأمن و تطمئن بها و تنسى الآخرة فأنت ترمي بنفسك إلى النار و العياذبالله نجري وراء المال بكل قوتنا و لو حتى على حساب قيمنا و مبادئنا وكرامتنا فكم من أخ أكل مال إخوته و كم من صديق نصب على صديقه و باع ضميره لأجلالمال و كم من مرتشٍ و آكل ربا يسعى فقط لكسب المال بأي طريقة كانت ناسياً لقاءربه معمياً وراء سكرته و حبه للدنيا و كم من ظالم و مستبد متعلقبالمنصب و الكرسي غير آبه بالناس و ناسيا الموت و راضيا بالدنيا فقط وكم من إنسان أهان كرامته و رضي بالذل و المهانة لأجل مال و لأجل دنيا ناسياًالآخرة و كم من إنسان يسوف التوبة و يؤجلها لأجل الدنيا و المال والشهوات يبتعد عن كل شيء يذكره بالآخرة و الموت كي لا يصحو ضميره و يتوبو يقلع عن ذنوب يحبها و يريدها لأجل الدنيا و إرضاء الشهوات تقول لهابتعد عن العلاقات المحرمة فيرفض سماعك كونه يستلذ بها و كأنه مخمور سكران فقد عقله تقول له توقف عن الكذب و الغش فيرفض سماعك لأنه تائه و أعمى بسببشهواته التي تعمي بصيرته صدقوني كثيرون منا و لا حول و لا قوة إلا باللهيعيشون كالسكارى في هذا العالم لاهثين وراء الرغبات و الشهوات و الأطماع غيرآبهين بالآخرة متجاهلين كل القيم و المبادئ و الأخلاق أعماهم حب الدنيا وأفقدهم عقولهم و ضميرهم و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحمربي لم أكن هنا في تفسير لتلك الآية الكريمة بل هي تأملات و أفكار خطرتلي و أردت نقلها لكم و ما كان من توفيق فمن الله وحده و ما كان من خطأ أو نسيانفمني و من الشيطان و أعوذ بالله بنت الحرمين الشريفين |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 21:43. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.