اذا رأيتم الكرب يشتد !!
|
لم يجعل الله اليسر بعد العسر أوعقبه بل معه فقال : { فإن مع العسر يسر ، إن مع العسر يسرا }
وذلك ليؤكد على أمرين : الأول : قرب تحقق اليسر عند العسر حتى كأنه معه ومتصل به ، وفي هذا قال بعض السلف : لو دخل العس جحرا لتبعه اليسر . الثاني : إن مع العسر بالفعل يسرا ، ومع المنع عطاء ، ومع الفقر غنى قد يكون ظاهرا ملموسا وقد يكون خفيا مكتوما ، وهذا هو اللطف ، ففي كل قدر لطف وفي كل بلاء نعمة ، ومن ظن انفكاك لطف الله عنه فذلك لقصور نظره عن مشاهدة آثار قوله تعالى : {{ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لما يشاء }. إذا ضاق بك الأمر **** ففكر في ألم نشرح فعسر بين يسرين **** لذا لا بد أن يبرح وهذه أم المؤمنين عائشة توقد فيك جذوة الأمل ، إن كانت عواصف البلاء قد أخمدتها، وتمحو في نفسك آثار اليأس والقنوط عن طريق قولها لك : ( كن لما لم ترج أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران خرج يقتبس نارا فرجع بالنبوة ). فإن أردت المزيد معك أتيناك بشعر الفقيه الأديب الأثري : اشتدي أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالفرج ******* مهما اشتدت بك نازلة *** فاصبر فعسى التفريج يجي يريد ان يقول لك إذا ضاق الأمر اتسع ، وإذا اشتد الحبل انقطع ، واعلم ( أن وراء الظلام فجرا ، وخلف الغمام بدرا ، إن ضحك الرياض في بكاء السحاب ، وحياة النبات في شق التراب ، وأنها الغمرات ثم ينجلين ، والظلمات ثم يولين ، وإن حالها لا يدوم أبدا ، وأن مع اليوم غدا ). - النفحات لعبد الوهاب عزام -. من كتاب صفقات رابحة ، كيف تحجز مقعدا في الجنة |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 11:15. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.