حياك الله اخي الحبيب مجاهد بن جبر
أدرج فيما يلي جزء من مشاركة سابقة تخص موضوع مشابه عن الحضارة الاسلامية
علينا ان نفهم اولاء قاعدة تاريخية مثبته قبل الخوض في الرد بحول الله
اولاً : علينا ان نفهم جيدا انه ماكان للحضارة الاسلامية بكل عناوينها ان تسود العالم وتدرس علومها في بقاع الدنيا لولا الاسلام . فبالاسلام وفي ظل دولة الاسلام انتشرت العلوم المختلفة وتطبيقاتها الظاهرة للعيان والتي درست فيما بعد في كبريات الجامعات الاوروبية التي نزعتها من التخلف والانحطاط الى مصاف الحضارة والمعرفة
يقول آرنولد توماس في كتابه الدعوة الى الاسلام :
انتعاش العلم في العالم الغربي نشأ بسبب تأثر شعوب غربي أوربا بالمعرفة العلمية العربية، وبسبب الترجمة السريعة لمؤلفات المسلمين في حقل العلوم ونقلها من العربية إلى اللاتينية لغة التعليم الدولية آنذاك .
يقول المستشرق الاسباني جوان فيرفيه :
دأ أصل التطور العلمي للرياضيات عند المسلمين مع القرآن الكريم، وذلك فيما ورد في القرآن من الأحكام المعقدة في تقسيم الميراث، ويعتبر الخوارزمي أول رياضي مسلم، ونحن مدينون له بمحاولة وضع تنظيم منهجي باللغة العربية لكل المعارف العلمية .
يقول المؤرخ الفرنسي سديو :
أرسى العرب والمسلمون أركان الحضارة والمعارف، ناهيك عما لهم من إنتاج، وجهود علمية في ميادين علوم الطب والفلك والتاريخ الطبيعي والكيمياء والصيدلة وعلوم النبات والاقتصاد الزراعي، وغير ذلك من أنواع العلوم التي ورثناها نحن الأوربيين عنهم .
وما كان لهذه العلوم ان تتطور او تنتشر الا في ظل دولة الاسلام ورعايتها .
ونرى بعكس ذلك انهيارا لهذه الحضارة والاهداف التي رعتها في ظل دولة غير اسلامية وفي ظل انحسار الخلافة الاسلامية بل اعادنا ذلك الى عصور من الجهل وانعدام واضح في ريادة العلوم والثقافة في العالم وما نراه من جهل وتخلف لاكبر دليل على ذلك في هذا العصر والذي سبقه.
وقد يسأل سائل ان اوروبا الان متقدمة جدا في كافة العلوم وهي دول غير دينية بل علمانية مدنية وربما بعضها دول الحادية فكيف لنا ان نحكم على التقدم من ناحية دينية ؟
وكيف لهؤلاء ان ينكروا أساس تقدمهم ، ويرجعون فضل كل ذلك الى العلمانية وغيرها بل نحسبهم جاهلون بالتاريخ وحقائقه الدامغة ؟؟؟
يقول المستشرق مسيو ليبري :
لو لم يظهر المسلمون على مسرح التاريخ لتأخرت نهضة أوربا الحديثة عدة قرون
يقول المستشرق الإنجليزي توماس أرنولد :
كانت العلوم الإسلامية وهي في أوج عظمتها تضيء كما يضيء القمر، فتُبدد غياهب الظلام الذي كان يلف أوربا في القرون الوسطى .
وكذلك علينا ان نفرق بين الحكم الديني الاسلامي والحكم الديني الكنسي الذي كان سائد في العصور الوسطى فما عرفت اوروبا عصورا مظلمة من الجهل والتخلف مثل تلك العصور في ظل الحكم الديني الكنسي فالشواهد كثيرة على محاربة العلم والعلماء في تلك الفترة بل واعتبار العلماء مهرطقين وما حادثة جاليليو عنا ببعيد بعد اتهامه من قبل الكنيسة بالهرطقة :
http://en.wikipedia.org/wiki/Galileo_affair
لقد قدم الاسلام للعالم في ظل حكم الاسلام الاف من المؤلفات العلمية والبحثية والمعرفية والفلسفية كانت المنارة التي انتشلت الغرب من الجهل الى مصاف الدول الحضارية ولولا هذه العلوم لما بنيت حضارة اصلا في تلك الدول او غيرها.
يقول غوستاف لوبون إن أوروبا مدينة للعرب (المسلمين) بحضارتها ،
يقول الدكتور السرجاني ردا على جوستاف لوبون :
وقد كان ذلك لمَّا فَقِه المسلمون حقيقة دينهم، وعلموا كيف أنه يُشجِّع على العلم النافع بكُلِّ أشكاله، ويُعلي من شأن العلماء ومكانتهم، فطفقوا يجُوبون في تحصيله، شعارهم أنهم أحقُّ الناس به أنَّى وجدوه، وفي ذلك فإنهم لم يُفرِّقوا بين علوم شرع أو علوم حياة؛ فإذا كان بعلوم الشرع يُقام الدين، فإن علوم الحياة هي أيضًا تلك العلوم النافعة التي يحتاج إليها الإنسان ليُصْلِح بها حياته، ويعمِّر بها أرضه، ويستكشف بها كونه وبيئته، فتتحقَّق بذلك أهليَّته كخليفة لله في الأرض .
وهناك أمور كثيرة في مجالات الطب والكيمياء وعلم الفلك وغيرها لم نذكرها لضيق الوقت ذكرناها مختصرة كي لانطيل ....
وقد يسأل سائل اننا نسلم ان الرخاء والنماء انتشر في ظل دولة الاسلام لكن اين هو الان
يا سبحان الله وكيف يكون هناك نما وازدهار في ظل عالم عربي اسلامي ترك الدين وشرع الله واتبع الشهوات وقلد غيره من الامم فيما تخلى عن أرثه الحقيقي من حضارة عربية اسلامية علمت الغرب ونورت بلادهم بالعلم والثقافة واخرجتهم من براثن الجهل والعصور المظلمة ؟؟؟
ومن هنا يمكننا اختصار بداية الانهيار للدولة الاسلامية و توقف االحضارة والعلوم والتوسع فيهما .
يقول كوندي - أحد الكتاب النصارى -: ( العرب هَوَوْا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها ، وأصبحوا على قلب متقلب يميل الى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات ) .
قول ابن خلدون واصفا درجة التقليد التى وصل إليها المسلمين للكفار ( .. إذا كانت أمة تجاور أخرى لها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير كما هو في لأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم وشاراتهم الكثير من عوائدهم وأحوالهم حتى رسم التماثيل في الجدران والمصانع والبيوت ، حتى يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء والأمر له ).
يقول الإمام ابن حزم فى وصف حكام زمانه من أهل أندلس" والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم بادروا إليها ، فحن نراهم يستمدون النصارى فيمكنوهم من حُرَم المسلمين وأبنائهم ... وربما عطوهم المدن والقلاع طوعاً فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس .
يقول الامير شكيب أرسلان في كتابة لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم :
أن حالة المسلمين الراهنة في أيامه لا ترضي لا من جهة الدين ولا من جهة الدنيا.. ولا من جهة المادة ولا من جهة المعنى.. فلماذا تقدموا في ماضيهم.. وتقهقروا في حاضرهم؟.
والجواب يسير.. فإن تقدمهم السابق ــ كما يقول الأمير ــ يعود الى دينهم وقرآنهم فالقرآن قد أنشأ العرب نشأة مستأنفة وأكسبهم خلقاً جديداً وأخرجهم من جزيرتهم يفتحون ويسودون ويتمكنون في الأرض بطولها وعرضها.
أما تأخرهم فهو في فقدهم للسبب الذي به ساد أسلافهم.. فقد فقد المسلمون الحماسة وهي التي بها تخلق أعداؤهم من الألمان والفرنسيين والروس والانجليز، ولأنهم فقدوا روح البذل وفقدوا العزائم. وقد انحطوا ايضاً بسبب جهلهم وعلمهم الناقص وفساد الأخلاق والجبن والهلع وبسبب اليأس والقنوط من رحمة الله! فمنهم فئات قد وقر في أنفسهم ان الافرنج هم الأعلون على كل حال وانه لا سبيل الى مغالبتهم بوجه من الوجوه وان كل مقاومة عبث، وان كل مناهضة خرق في الرأي ولم يزل هذا التهيب يزداد ويتخمر في صدور المسلمين امام الأوروبيين الى ان صار هؤلاء ــ الأوروبيون ــ ينصرون بالرعب وصار الأقل منهم يقومون للأكثر من المسلمين! وهذا بعكس ما كان في العصر الاول
هكذا تزول الامم والدول وهكذا تتوقف المعرفة والحضارة ان اعتز المسلمون بغير الله اذلهم الله وكذا كان وحصل
قال المنصور بن أبي عامر عوتب فى سهره وقلة نومه:
إن الملك لا ينام إلا إذا نامت الرعية ، ولو استوفيت نومي لما كان في دور هذا البلد العظيم عين نائمة .
فالناكر لدور الحضارة والعلوم الاسلامية في التقدم الانساني - التي ماكان لها ان تكون او تتقدم بدون دولة اسلامية ( دولة اسلامية حقيقية ) ترعاها وتسبب الاسباب لتقدمها وتوسعها - جاهلٌ بحقائق التاريخ وشهادة المستشرقين والمورخين الغربيين وغيرهم ونرى البعض من العلمانيين والليبراليين يدلس على الناس بأن أوربا تطورت بعدما جعلت الدين في الكنيسة وصارت علمانية
أقول بأن المسلمين في العهود الأولى كما بينا كانوا مدرسة في شتى العلوم فلما لم يؤثر الدين على التطور أنذاك ؟؟؟.
تنبيه:
كان ذلك العلم او تلك القواعد هي الاساس لتلك التطورات التي استفادت منها الدول الغربية المتقدمة الان صناعيا
والى كل من ينكرون أثر هذه الحضارة اقدم لهم هذا الفيديو من bbc عن أثر هذه الحضارة على الغرب بعنوان :
المقطع به موسيقى في جزء منه يرجى خفظ الصوت جزاكم الله خيرا
وبعد فهذه دعواهم وهذا رد اولي على الموضوع ويفضل اخي ان تدعوا صاحب الصفحة للحوار هنا ان كان يجروء ولا احسبه كذلك
والحمد لله رب العالمين
توقيع جادي |
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون
 |
آخر تعديل بواسطة جادي بتاريخ
11.09.2011 الساعة 16:35 .