[كلنا نريد السعادة]

ربما يكون من العسير على النصارى ان يفهموا الحكمة الكامنة وراء زواج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
سيما ذلك الذي شحن عقله بأفكار مغلوطة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وانطلق يصيح وينادي بها في كل نادي
لكن فهم ذلك سيكون يسيرا باذن الله على من امتلأ قلبه بالمعاني الإنسانية ...
وفهم عن الله تعالى مراده من تشريع الزواج لعباده
وفطن ان الزواج لم يكن يوما من الأيام مجرد تلاصق بين اجساد متباعدة
بل هو أبعد من ذلك بكثير
إنه صورة من صور الرحمة الكبرى التي أسبغها الله تعالى بين عباده وخلقه
زينب بنت خزيمة
ولو استئذنّا عجلة الزمان كي ترجع بنا قليلا الى الوراء
الى زمان كانت فيه الجاهلية الجهلاء هي الحاكمة في مكة
زمان كان القوي والغني والنسيب ذا الصوت المسموع
والفقير والضعيف والمسكين خافت الصوت جريح الفؤاد لا يعلم به إنسان
في ذلك الزمان
وقبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
كانت زينب تلقب وتعرف بين قريش وهي النسيبة من بني هاشم
تلقب بلقب يعرفها به كل كفار مكة
ترى ما هو ذاك اللقب
هل كانت تعرف بحسناء العرب؟!!
ام كانت تدعى بفاتنة الرجال..
أم أنها كانت تلقب بأم الجمال والحسب...؟!!!!
ان اي رجل شهواني مزواج لحريٌّ به ان يبحث عن ذات واحد من هذه الالقاب ليتزوجها
فقد تستطيع اشباع شهوته الجامحة
ولكن لا وكلا
لقد كانت تلقب ب(أم المساكين)....
كانت زينب لرحمتها وعطائها الواسع للفقراء والمساكين تعرف بأم المساكين
وحري بقلبٍ هذا حال صاحبته أن يشرح الله صدرها للاسلام فتسلم
وتعيش روعة هذا الدين الذي ترى فيه ارقى معانى الرحمة واسمى صور الرأفة
وتكون زينب زوجة للطفيل بن الحارث
فيطلقها
فيتزوجها اخوه عبيدة بن الحارث رضي الله عنه
الصحابي الباسل
الفارس المقدام
شهيد غزوة بدر الكبرى....
الذي يستشهد ويترك زوجته الشابة تلتاع نفسها بلوعة الفراق
فتدخل أم المساكين في دائرة المساكين أنفسهم..
وتذوق من كانت تسقي الرحمة لكل مسكين
تذوق مرارة الوحدة وحرقة المسكنة...
ولكن أنّى للرحمة المهداة من رب السماء أن تترك هذه المرأة الصالحة تكابد مرارة العيش وحيدة مسكينة بلا زوج او معيل
يسارع الحبيب صلى الله عليه وسلم ويتزوج زينب رضي الله عنها
ويضمها الى بيوت امهات المؤمنين
رسالة وجهها اليها
لئن كنت ترحمين عباد الله المساكين
فرحمة الله لا يمكن أن تخذلك في وقت كهذا أبداً
وتنال السيدة زينب شرف ان تكون أما لكل المؤمنين
وتموت السيدة زينب بعد ثلاثة او ثمانية اشهر من زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم
وكأنها نسمة خفيفة مرّت بهذه الدنيا
فتركت فيها الخير والبر
وحملت منها وسام العز والفخر....
أوّاه ما أحلى الندى فوق السنابل يقطرُ
ويداعب الازهار خجلى فوق غصنٍ يثمرُ
هذي الجداول مالها مثل السبائك تقمرُ
والنسمة الفيحا تهبّ بطيبها تتعطّرُ
والشمس تجلو عن محيّاً ضاحكٍ تتأثّرُ
والكون كل الكون يهتف منشداً فلتبصروا
هذا رسولي في الورى كالبدر لكن أنورُ
هذي سجاياه العظيمة رحمةٌ فتدبّروا
ولتنظروا في طيبها وتأملوا وتفكّروا
كي تدركوا سر السعادة في الحياة وتظفروا ...

المزيد من مواضيعي

هم أدوا وظيفتهم وطعنوا في دينك، فهل أديت واجبك وعرّفتَ بنبيِّك؟

زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من زوجة !!

همسة في اذن كل مسلم.. الصح ما عليه نبيك.. فكن واثقاً بدينك ومعتزاً بنبيك

أنت غنيٌّ عن ذكر ذلك.. فلا تكن مثلهم...

توقيع كلنا نريد السعادة

الا تريد السعادة؟!!! دعني أساعدك للوصول اليها... و اتمنى ان تساعدني لنيلها... انا وانت... اختلاف فيه جمال الانسجام.. فلا تحوّل اختلافنا المتناغم الى نارٍ و فتنةٍ وتصادم...