
02.12.2013, 16:57
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
24.08.2013 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
555 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
04.08.2015
(18:15) |
تم شكره 111 مرة في 102 مشاركة
|
|
|
|
|
أما الخوف فهو من سوء عواقب المعصية وقبح أثرها ، أي خوف المرء مما يصيبه من جرائها في الدنيا والآخرة :
والخوف أيضا قسمان : خوف الدنيا وخوف الآخرة ، أما خوف الدنيا فهو ما ذكره الإمام ابن القيِّم :
" الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة ، فإنها إما أن توجب ألما وعقوبة ، وإما أن تقطع لذة أكمل منها ، وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة ، وإما أن تثلم عرضا توفيره أنفع للعبد من ثلمه ، وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير له من ذهابه ، وإما أن تضع قدرا وجاها قيامه خير من وضعه ، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة ، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقا لم يكن يجدها قبل ذلك ، وإما أن تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة ، وإما أن تنسي علما ذكره ألذ من نيل الشهوة ، وإما أن تُشمت عدوا وتُحزن وليا ، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة ، وإما أن تُحدث عيبا يبقى صفة لا تزول ، فان الأعمال تورث الصفات والأخلاق " .
سؤال : أيهما أعلى مقاما وأكثر أجرا : الخوف أم الحياء؟!
فصل ابن القيِّم بين الخصمين فقال في كلام ألفاظه أنوار ومعانيه ثمار :
" ولما كان الحياء من شيم الأشراف وأهل الكرم والنفوس الزكية : كان صاحبه أحسن حالا من أهل الخوف ، ولأن في الحياء من الله ما يدل على مراقبته وحضور القلب معه ، ولأن فيه من تعظيمه وإجلاله ما ليس في وازع الخوف ، فمن وازعه الخوف : قلبه حاضر مع العقوبة ، ومن وازعه الحياء : قلبه حاضر مع الله ، والخائف مراعٍ جانب نفسه وحمايتها ، والمستحي مراعٍ جانب ربه وملاحظ عظمته ، وكلا المقامين من مقامات أهل الإيمان ؛ غير أن الحياء أقرب إلى مقام الإحسان وألصق به ، إذ أنزل نفسه منزلة من كأنه يرى الله ، فنبعت ينابيع الحياء من عين قلبه وتفجرت عيونها " .
ولابد مع الخوف والحياء لكي يُحدِثا أعظم الأثر من صفتين متلازمتين وهما العلم واليقين ، فبغيابهما يغيب الخوف والحياء ، وبقوتهما يقويان.
|