قال علماء اللجنة الدائمة :
" كل فِرقة من هؤلاء فيها خطأ وصواب ، فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب ، واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء ، مع التناصح ، والتعاون على البر والتقوى " .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 237 ، 238 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - :
هل تعتبر قيام جماعات إسلامية في البلدان الإسلامية لاحتضان الشباب وتربيتهم على الإسلام من إيجابيات هذا العصر ؟ .
فأجاب :
وجود هذه الجماعات الإسلامية فيه خير للمسلمين ، ولكن عليها أن تجتهد في إيضاح الحق مع دليله وأن لا تتنافر مع بعضها ، وأن تجتهد بالتعاون فيما بينها ، وأن تحب إحداهما الأخرى ، وتنصح لها وتنشر محاسنها ، وتحرص على ترك ما يشوش بينها وبين غيرها ، ولا مانع أن تكون هناك جماعات إذا كانت تدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 272 ) .
وأما في حال غياب العمل المنظم من أصله ، أو غياب العمل الذي يغلب خيرُه شرَّه ، وحيث لا يتمكن الإنسان من تعاون منظم مع غيره ، فإن ذلك لا يمنع من أن يتعاون المرء مع نفر ممن حوله ، يصطفيهم ، ويلتقي معهم على التناصح والتذاكر في العلم النافع والعمل الصالح ، ونشر الخير بين المسلمين ، وهذا كله من أعظم مقاصد التعاون مع الجماعات الإسلامية ، وعلى ذلك ينبغي أن يحمل الأمر بالتعاون على البر والتقوى ، لا على خصوص الانضمام إلى جماعة من الجماعات ، أو الانتماء إلى حزب من الأحزاب ، فالأمر بالتعاون أعم من ذلك كله .
فإن عدم الإنسان ذلك ، ولا يكاد يعدمه ـ إن شاء الله ـ ؛ فليكن بنفسه داعية إلى الخير ، إماما في الهدى لمن حوله ، وهكذا بدأت دعوات كثير من المصلحين والدعاة ، وليلزم ذلك ، ولو لم يجد من يعينه عليه ؛ فمن الأنبياء من يأتي يوم القيامة ، وليس معه أحد !!
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
فتوى رقم 98668