ورد في ملاخي{4: 1-4} " فهو ذا يأتي اليوم المُتقد كالتنور وكُل المُستكبرين وكُل فاعلي الشر يكونون قشاً ويحرقهم اليوم الآتي( الآتي مُحمد ، والغضب الآتي على الشرك والكُفر والعُصاه وعلى عبادة الأصنام ) قال ربُ الجُنود فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً . ولكم أيُها المُتقون( وهُم المُسلمون مُستقبلاً )إسمي تُشرقُ شمسُ البر والشفاء أجنحتها فتخرجون وتنشأون كعجول الصيره . وتدوسون الأشرار لأنهم يكونون رماداً تحتَ بطونِ أقدامكم يوم أفعلُ هذا قال ربُ الجُنود . أُذكروا شريعة موسى عبدي ألتي أمرته بها في حوريب على كُل إسرائيل الفرائض والأحكام "
كما تحدثت البشارات والنبوآت السابقه عن الآتي ، يدور الحديث هُنا عن اليوم الآتي ، اليوم المُتقد ، وهو الغضب الآتي، ولا يُعني ذلك أن هذا الآتي غضب ، ولكن غضب الله على الشرك والكُفر والظُلم على الأرض سيأتي به لينتقم لله ، وعن الآتي الذي وصفه بحيرى الراهب الذي سيُبعث بالقتال الشديد، ويؤمر من الله ولا يستطيع أن يعصيه لقتال ودحر المُستكبرين ، وقوى الشر والإستكبار ، والمُستكبرين وفاعلي الشرور ليكونواقشاً ليحرقهم ، فلا يبقى لهم أصل ولا فرع ، فمُحيت مثلاً عبادة النار وتقديسها من بلاد فارس وإمبراوريتها وحل محلها الإسلام والتوحيد وعبادة رب العباد بدلاً من عبادة النار ، ولقهر إمبراطوريات الإضطهاد والقهر والشرك والكُفر واستعباد العباد من دون رب العباد ، فلا يُبقي لهم أصلاً ولا فرعاً ، فدُحرت إمبراطورية الفُرس عُباد النار ، ودُحرت إمبراطوريه الروم التي شوهت دين المسيح وأضطهدت أتباعه وشردتهم .
وسيُعطي الله إسمه لهؤلاء المُتقون ، فلا يبدأون عملاً أو قولاً إلا بأسمه ببسم الله وتوكلنا على الله ، وستُشرقُ شمسُ البر والشفاء عليه ، بهذا القُرآن الذي فيه شِفاءٌ للناس ، وهذه الشريعة السمحه ، وأن هؤلاء بعد أن كانوا محصورون في الجزيرة العربيه وكأنهم في صيره وصيره وجزيره على نفس الوزن ، أي مُسيج عليهم وكأنهم داخل منطقه مُغلقه عليهم ، وسينطلقون من معاقلهم ومن موطنهم هذا ليدوسوا الأشرار وليُصبحوا رماداً تحت أرجلهم وأرجُل خيولهم .
وإن هؤلاء سيُعطون في اليوم الآتي بالآتي لهم شريعةً كما هي شريعةُ موسى عليه السلام ، فيها كُل الفرائض والأحكام ، وسيُذكرُ موسي وكتابه التوراه في القُرآن مراراً ، شريعة موسى التي لم تمتد لها يدُ الكتبة والمُحرفين لتُشوهها ، لتملأها أوامر بقتل النساء والشيوخ والأطفال الرُضع ، وقتل البهائم والدواب على أنها أوامر من الله ، بل وإبادة الشعوب وإذلالها لا لسببٍ إلا لأنهم ليسوا يهوداً .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }يونس57
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44
****************************************
وفي نفس ملاخي{4: 5-6} " ها أنذا أُرسلُ إليكم إيليا( كما قُلنا في البشارات والنبوءآت التي وردت في العهد الجديد أن إيليا هو رمز وضعه اليهود بدل الإسم الحقيقي لنبي آخر الزمان ، حتى إذا جاء منهم قالوا هذا هو إيليا الذي ننتظره ، وإذا لم يكن منهم قالوا ننتظر إيليا ) النبي قبل مجيء يوم الرب(قبل مجيء يوم القيامه)اليوم العظيم والمُخوف(ذو الأهوال والشدائد) . فيُردُ(هذا النبي )قلب الآباء على الأبناء وقلب الابناء على أبائهم ( يأمر بطاعة الوالدين ، وقرآنه يربط عباده الله بطاعة الوالدين ) لئلا آتي وأضرب الأرض بلعنٍ ( وبطلبه إكرام الوالدين وبه وإكراماً لهُ ولما أعطيته من تعاليم سأرفعُ غضبي عن الأرض)" .
قُلنا سابقاً أن إيليا هو الرمز أو الإسم الذي وضعه اليهود لآخر الأنبياء والرُسل بدل الإسم الحقيقي ، حتى إذا جاء منهم قالوا هذا هو إيليا ، وإذا جاء من غيرهم قالوا ننتظر إيليا ، ولذلك فهم لم يعترفوا بالمسيح على أنه نبي ورسول ، والمسيح أخبر أنه ليس إيليا الذي ينتظرونه ، كما أخبر يحيا المعمدان من قبله اليهود بأنه ليس إيليا الذي ينتظرونه لا هو ولا المسيح .
وإيليا هذا النبي والرسول الآخر والأخير ، والذي به ستُختم الرسالات والنبوات وسينقطع خبر السماء عن الأرض " خبر التشريع " ، وسيكون بعثه ما قبل يوم القيامه والساعه ، أي قبل يوم الرب هذا اليوم العظيم والمُخوف والذي يشيب من هوله الرضيع ، وتُسقط الحواملُ حملهنَ .
ولذلك قال نبي الإسلام مُحمد عليه السلام " بُعثتُ أنا والساعه كهاتان وأشار بإصبعيه السبابه والإبهام " دلاله على قُرب يوم القيامه ، فلا ندري كم صار قُربه بعد مضي ما يٌقارب 1500 عام ، وهو الذي أتي لُيُحنن قلوب الأبناء على الأباء ، وكذلك قلوب الأباء على أبناءهم وحرم وأد البنات ، وإهانة المرأه .
الذي قال " الجنةُ تحت أقدام الأُمهات " كنايه عن أن من يُريده الجنه عليه بأُمه وإكرامها ، ولو تم ذلك وطبقه البشر ، لكان ذلك قمة إحترام المرأه وإكرامها ، وعندما تم سؤال أحد الصحابه رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم : -
" من أحق الناس بحُسن صحبتي ، قال أُمُك ، قال ثُم من ، قال أُمك ، قال ثُم من ، قال أُمُك ، قال ثُم من ، قال أبوك " .
أعطى للعنايه بألأُم وحُبها وصحبتها وطاعتها ورعايتها 3 أضعاف ما يُعطى للأب .
الذي أنزل اللهُ عليه أوامره وربط الإحسان بالوالدين بعبادته ، وطلب من الأبناء إكرام والديهم عند الكبر ومكوثهم عندهم وفي بيوتهم وتحت نظرهم ، ومنع مُجرد التأفف بصوت مُنخفض أو نهر الوالدين عند كبرهما وعجزهما قال سُبحانه وتعالى :-
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
ووعد الله بأن لا يلعن الأرض ويضربها بعد بعثه لنبيه مُحمد ، لتطبيق أُمته لما أمرهم به إتجاه الوالدين .
هذه تعاليم مُحمد وتعاليم من أنزل عليه القُرآن إتجاه الوالدين ، ايُها الحاقدون يامن جعلتم مُحمد وحشاً بشرياً إضطهد المرأه بتعاليمه وما جاء به ، الذي لم يرد عنه أنه ضرب أو لطم زوجةً لهُ أو إبناً ، يا أهل بيوت العجزه والمُسنين ، يا من أنتم أول من أوجدها وعمل بتا ، يا من لا تذكرون أٌمهاتكم إلا في يوم عيد الأُم ، يا من بعتم المرأه وكرامتها وعفتها بأرخص الأثمان ، لتوجدوا منها راقصه وداعره وفنانه..إلخ ، باسم حُرية المرأه ومنحها حقوقها الزائفه ، يا من بعد سن الثامنه عشره لا حقوق للبنت على أهلها .
يا من جعلتم المسيح عاق لوالدته بأن أنكرها أو نهرها ثلاث مرات في كُتبكم ، من أُمي ومن إخوتي عندما قالوا لهُ إن أُمك وإخوتك في الخارج يُريدون رؤيتك ، ثُم مالي ولك يا إمرأه عندما إتهمتموه بأنه نادل وصانع خمور في عُرس قانا الجليل ليُفقد السكارى والثمالى عقولهم ، وأيُ خمور خمور جودتها عاليه ومُعتقه ، ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تسوقون هذا التزوير والإفتراء على هذا النبي الطاهر وتبررون أنه صنع خمور ذات جوده عاليه ومُعتقه ، ثُم عند القبر بأنها هي التي سجدت لهُ ونهرها وقال لا تلمسيني يا إمرأه لأني ما صعدت لأبي وأبيكم ، هذا الكذب والتزوير ، فلا المسيح كان عند القبر ولا هي سجدت له ولا هو هُناك حتى يقول هذا الكلام المُزور الذي كتبه اليهود لكم .
أليست هذه ثلاثة خطايا للمسيح لفقتموها لهُ زوراً وبُهتاناً وهو لم يفعلها ، وقُلتم إنه بدون خطيه ، إذا ماذا نُسمي هذه ، هل ستقولون إن الخمر حلال ، هل ستقولون إنه عليه أن يرفض مُقابلة أُمه التي هو وحيدها وتُحبه حُباً جنونياً ، وكان من النُدر رؤيتها لهُ ، ويردُها خائبه مكسوره محزونه لإنشغاله مع تلاميذه الذين إتهمتموهم باطلاً بأنهم هربوا وتركوه لحظة شدته هذا إذا كان هو الذي قُبض عليه وصُلب ، ثُم من اين أتيتم للمسيح بالأُخوه والعذراء لم يمسها رجل حتى ماتت ، اليس هذا إتهام لها بالزنا ، وإلا ماذا تُسمون إيجادكم لأبناء لإمرأه لم تتزوج من الرجال قط ، ثُم كيف يقبل أن تسجد أُمه وتقبل قدميه عند القبر وينهرها ألا تلمسهُ ، وكأنها نجسه ، ومن أين أتيتم بهذه التُهمه الباطله بأن المسيح كان يُقر ويقبل السجود من البشر لهُ وعند قدميه .
****************************
يتبع ما بعده