وفي يوحنا{12 :16 } " ولكن لما تمجد يسوع حينئذٍ تذكروا أن هذه كانت مكتوبه عنهوأنهم صنعوا هذه له"
فإن من أتهمه وافترى عليه بأنه أمر تلاميذه بأخذ جحش مربوط وأتانه مربوطه معهُ ، دون الإستئذان من أصحابهما
مُسبقاً ، وبالتالي كأنه يُعلمهم السرقه والسطو على مُمتلكات الآخرين دون الإستئذان من أصحابها مُسبقاً ، وكُل ذلك من أجل
تجيير نبوءه وبشاره لتنطبق عليه هو وحده ، أي صناعتها لهُ ، وهي لغيره أصلاً ، لتُصنع لهُ ، والبشارات والنبوآت لا تُصنع ، ولا تُعطى لمن هي لهم ، وإنما تحدث بتسييرٍ من الله وأمرٍ منهُ .
في متى{21: 1-6} وفي مُرقص{11: 108} " حينئذٍ أرسل يسوع تلميذين قائلاً لهما . إذهبا إلى القرية التي أمامكما
فللوقت تجدانأتاناً مربوطهوجحشاً معهافحلاهما وأتياني بهما . وإن قال لكما أحدٌ شيئاً فقولا
الربُ مُحتاجٌ إليهما . فللوقت يُرسلهما .....فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع . وأتيا بالأتان والجحش
ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما " .
هذا طبعاً من التأليف والتحريف الذي أُدخل على الأناجيل ، حتى أن المُفتري الذي وضع هذا التحريف على لسان متى وعن المسيح منغفلته وغباءه ، أركب المسيح الأتانه والجحش معاً وكأنه أراغوز أو لاعب سيرك ، ليسرق البشارتان معاً .
هذه النبوءه والبشاره مُزدوجه تتحدث الأُولى عن دخول نبي الله مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم القُدس وهو يركب البُراق في رحلة
الإسراء والمعراج ، الشبيه بالجحش ، لأنه أكبر من الحمار ودون الحصان ، والثانيه عن دخول عُمر بن الخطاب القُدس وهو يركب البغله(الأتانه) وبرفقة خادمه ، عندما فتحها ودخلها سلماً زمن حاكمها صفرونيوس ، وأصبحت أُورشليم بعدها من ضمن الملكوت الذي أقامه نبي الإسلام .
وصفة عمر بن الخطاب موجوده في التوراه الأصليه (هامةٌ عاليه وثوبٌ مُرقع) فعندما دخل القُدس فاتحاً دخلها بهذا
الثوب المُرقع ، وكان يمتاز عمر بن الخطاب بطوله وضخامة جسمه وهامته الواسعه العاليه بعلو طول قامته .
*****************************************
ضرب المسيح الكثير من الأمثال ، لمسير الرسالات السماويه ، وقتل الأنبياء واضطهادهم ، وخاصةً أنبياء ورسل اليهود ، ولتوضيح نزع الملكوت من اليهود وإعطاءه لأُمه تستحقه وتصونه ، وتعمل بأثماره ولإثماره ، نكتفي بمثل الكرم والكرامين .
ورد في متى{21: 33-41} وفي لوقا{20: 9-16} " إسمعوا مثلاً آخر . كان إنسانٌ ربُ بيتٍغرس كرماًوأحاطه بسياجٍوحفر فيه معصرةًوبنى بُرجاًوسلمه إلى كرامينوسافر . ولما قرُبَ وقتُ الإثمار أرسل عبيده إلى الكرامين ليأخذَ إثماره . فأخذ الكرامون عبيدهُ وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً . ثُم أرسلَ أيضاً عبيداً آخرين أكثر من الأولين(أنبياء اليهود) . ففعلوا بهم كذلك . فأخيراً أرسل إليهم إبنهُ(كنايه عن المسيح عليه السلام ) قائلا يهابون ابني . وأما الكرامون فلما رأوا الآبن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث . هلموا نقتله ونأخذ ميراثه . فأخذوه واخرجوه خارج الكرم وقتلوه . فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين . قالوا له . أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاًويسلم الكرم الىكرامين آخرينيعطونه الأثمار في أوقاتها .
والكلمات التي أوردها المسيح لا تُعني كُل كلمه المعنى الحقيقي لها ، وإنما كان يضربُ أمثاله ولكل كلمه أو معنى كنايته المُحدده لهُ ، فرب البيت كنايه عن الله سُبحانه وتعالى ، والكرم الأرض ووراثتها ونبوة الله وملكوته ورسالاته السماويه ، والسياج هي الشرائع والدين..إلخ والعبيد هُم أنبياءه ومُرسليه ، والكرامين هُم البشر والأُمم بما فيهم اليهود ، وإبنه هُنا كنايه عن المسيح ولا تُعني البنوه بذاتها كما يفهمها المسيحيون ، ولكنها كُنيه لخصوصية المسيح بطريقة خلق الله لهُ ، وخصوصية نبوته ورسالته ، فمن يقول كأنك إبني لا تُعني أنها إبنه ، هذا إذا ثبت أن المسيح استخدم هذه الكلمات بعينها ، وأن النصوص الأصليه لم تُحرف وأن الترجمات تمت للأصل كما هو .
أولئك الأردياء يهلكهم هلاكاًويسلم الكرم الىكرامين آخرينيعطونه الأثمار في أوقاتها
وما يهمُنا هو نهاية هذا المثل الذي ضربه المسيح ، واخترناه من أمثال عديده ، سعى المسيح من خلالها ، لإيصال أن هؤلاء " الأردياء وهُم اليهود وبني إسرائيل " الكرامون سيطردهم الله من قيامهم على ملكوته الأرضي ، لإساءتهم له وقتلهم الأنبياء وتشريدهم وعدم تصديقهم ، وينزعه منهم ويُسلم الكرم وهذا الملكوت إلى كرامين آخرين ، ومن هُم غير نسل إسماعيل من العرب بنبيهم مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم.
............
يتبع ما بعده