
13.04.2010, 20:42
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
06.05.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
|
المشاركات: |
30 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
12.10.2010
(20:08) |
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
|
|
|
|
|
نتابع معاً بعون الله ،،
ثانياً : سلمنا تنزلاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أوحيَ إليه بأمر عذاب القبر بعدُ ، فلا يصح أن يُتخذ ذلك مطعناً عليه أو اتهاماً ، فنحن نؤمن أن ليس كل ما يقوله أهل الكتاب أو ما في كتبهم باطلاً ، بل فيه الحق الذي خالطه الباطل ، ووجه معرفة حقه من باطله هو موافقة حقهم لما في شرعنا ، فإن وافقه فهو حق ، وإن خالفه فهو باطل ولا ريب ، وإن لم يوافق ولم يخالف فهو ما نتوقف فيه .
ولقد علم صاحب الموضوع بهذا الأمر وبهوان حجته إن أجراها في هذا المجرى ، فذهب يلتف عليها ولم يبصر مسلكاً لينفذ منه حجته فأضاء له الكذب مسلكاً من نفسه ، فزعم أن كل ما في كتب يهود غير التوراة إنما هو محض خرافة وأساطير ، وكذب يطبق كذباً .
ونسي - أو تناسى - أن الشريعة التي ألقاها الله لموسى - حسب إيمانه - كانت شقين ، شقاً مكتوباً وهو التوراة ، وشقاً آخر شفهياً وهو التفاسير (مدراشيم) والتلمود ، وقد جاء فى تفسير سفر الخروج الكبير (شموت رابا) أن اليهود قد نهوا عن تدوين الشريعة الشفاهية إذ جاء أمر الرب موسى عليه السلام أن يدون أسفار التوراة والأنبياء والمكتوبات، ونهاه عن تدوين التفاسير (مدراشيم) والتلمود كما أشرنا سابقاً ، وظل اليهود يتداولون هذه الشريعة الشفهية إلى أن تم تدوينها بعد الإسلام .
تقول د. ليلى إبراهيم أبو المجد ، أستاذ الدراسات التلمودية بكلية الآداب ، جامعة عين شمس في مقال لها على صفحات جريدة (المصري اليوم) بتاريخ 6 / 3 / 2010 :
" لا يُعرف بالتحديد متى دونت هذه الشريعة الشفاهية، ولم يفصل إلى الآن فى زمن تدوين التلمود، ويبدو أن اليهود اضطروا إلى تدوينه، وتعدوا ما نهوا عنه، عند شعورهم بالخطر بعد ظهور الإسلام وانتشاره بسرعة فائقة، وبعد دخول الكثير من أحبار اليهود فى الإسلام، فقد أدرك اليهود عندئذ أنهم إن لم يدونوا هذا التراث الشفاهى فإن مصيره إلى الفناء والاندثار لا محالة.
ولقد وجد علماء اليهود فى كتب التفسير الإسلامية النموذج والقدوة فنقلوا عنها الكثير من المصطلحات التى لا يتسع المقام لذكرها، ولهذا السبب تتعمد معظم المصادر اليهودية أن تذكر أن الشروح التى قامت على متن التلمود قد انتهت فى نهاية القرن الخامس الميلادى لكى تستبعد وتنفى أى احتمال لوجود تأثيرات إسلامية فى التلمود، على الرغم من أن أقدم نص مكتوب للتلمود وهو مخطوط أوكسفورد يرجع إلى عام ١١٢٣م، ويضم أبواباً متفرقة من التلمود البابلى، ويرجع مخطوط المتحف البريطانى للقرن الثانى عشر الميلادى أيضاً وهو يضم بعض أبواب من التلمود .
وبناء على ما سبق، فالتلمود لم يدون فى عصر فقهائه، ولكن تم تدوينه بعد تدوين كتب التفاسير الإسلامية، التى بدأ تدوينها فى القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادى)، وقد تأثر التلمود بها " . ا.هـ
إذاً ، ليس هناك مانع مطلقاً أن يكون ما تضمنته تلك الكتابات من عذاب القبر أحد نوعين :
- فإما أن يكون فعلاً من الشريعة الشفهية التي أوحاها الله لموسى ، وعلى هذا فلا غضاضة فيها ، وتندرج تحت ما أتى من شرعهم موافقاً لشرعنا ولم تطله يد التحريف ، فهذا نصدقه ولا نكذبه .
وإما أن يكون استلهاماً من كتب المسلمين كما جاء في كلام د. ليلى أبو المجد ، ويكون حينها المتهم بالاقتضاب إنما هم مدونوا التلمود لا النبي صلى الله عليه وسلم ، خصوصاً وأن الحديث ليس فيه ذكر ٌمطلقاً لهول واحد من أهوال القبر التي أثبتتها الأحاديث النبوية .
والحمد لله رب العالمين ...
توقيع أبو عبد الله البخاري |
" هم يقولون إنهم يريدون بآرائهم الأمة ومصالحها ومراشدها ، ويقولون في ذلك بما يسعه طغيانهم واتساعهم في الكلام واقتدارهم على الثرثرة ، حتى إذا فتشت وحققت لم تجد في أقوالهم إلا ذواتهم وأغراضهم وأهواءهم يريدون أن يبتلوا بها الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم ، كالمسلول يصافحك ليبلغك تحيته وسلامه ، فلا يبلغك إلا مرضه وأسباب موته " ** الرافعي متحدثاً عن العلمانيين ** |
|