بسم الله الرحمن الرحيم
الاسراء والمعراج
( سُبحان الذِى أسرى بعَبدهِ ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذِى باركنا حولهُ لنُريهُ مِن ءاياتنا إنهُ هُو السمِيعُ البصيرُ) الإسراء :1
حدث الاسراء بنبينا الكريم
قبل الفتح العربي لبيت المقدس حيث أم رسولنا الاعظم الأنبياء كلهم وصلي بهم تكريما له وتأكيدا لفضله وفضل أمته علي سائر الامم ....
وجأت رحلة الاسراء والمعراج بعد فقد رسول الله صلى الله علية وسلم لعمه وزوجته وما قاساه بعدهما من اشتداد أذى قريش وما أسفرت عنه محاولته لدعوه أهل الطائف من مشاق ونتائج أليمة ثم ما لقية من قريش عند عودته إلى مكة من عنت وصلف بدت أثارهما على النبى صلى الله علية وسلم حتى توجه الى الله سبحانه وتعالى شاكياً همومه ومعاناته ملتمساً النصر مجدداً العزم على المضى قُدماً فى تحمل مسئوليته فى نشر الدعوة مستهيناً بكل الصعاب ما دام الله راضياً عنه فقال 
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلةَ حيلتي ،
وهواني على الناس يا أرحم الراحمين .
أنت رب المستضعفين . وأنت ربي .. إلى من تكلني ؟
إلى بعيد يتجهمني .. أم إلى عدوٍ ملكته أمري ؟؟
إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي ..
غير أن عافيتك هي أوسعُ لي...
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقتْ له الظلمات ،
وصلحَ عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحلّ عليّ غضبك ،
أو أن ينزلّ بي سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ..
ولا حول ولا قوة إلا بك
فوقعت حادثة الأسراء والمعراج تسريةً عن نفس النبى صلى الله علية وسلم ومواساة له وتكريماً وتثبيتاً وكان ذلك فى السنة العاشرة من البعثة بعد وفاة عمه أبى طالب وقبل هجرته إلى المدينة 
وقد قال الشيخ عطيَّة صقر في مسألة ثبوت الإسراء والمعراج ما نصُّه:
"الإسراء مأخوذٌ من السُّرَى، وهو المشي ليلا، وإسراء الله تعالى بالنبيِّ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم معناه نَقلُه ليلاً من المسجد الحرام بمكَّة إلى المسجد الأقصى بالشام، وهو ثابتٌ بالقرآن الكريم في قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُريه من آياتنا إنَّه هو السميع البصير"(الإسراء:1)، كما وردت به الأحاديث الصحيحة، وهى كثيرةٌ مشهورة.
والمعراج مأخوذٌ من العروج، وهو الصعود إلى أعلى، وقد ثبت أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم عُرِج به من الأرض إلى السماء، وذلك بالأحاديث الصحيحة، أو بقوله تعالى: "ولقد رآه -أي جبريل- نَزلةً أخرى، عند سِدرة المنتهى، عندها جنَّة المأوى، إذ يغشى السِّدرة ما يغشى، ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأَى من آيات ربِّه الكبرى"(النجم: 13-18).
وأورد هنا بعض الاحاديث الصحيحة التي تروي قصة الاسراء والمعراج من
الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها
تأليف:
محمد ناصر الدين الالباني
الناشر:
المكتبة الإسلامية
2000م - 1421هـ
وأود الإشارة إل الرموز التي استعملها الشيخ في هذا المصنف وهي: "خ": البخاري, "م": مسلم, "حم": أحمد بن
ص -5- حنبل, "عبد": عبد الله بن أحمد بن حنبل, "ت": الترمذي, "جرير": ابن جرير ويجدها القارئ داخل الزيادات والروايات للدلالة على مخرجيها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
رواية ثابت؛ فقال: عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"أتيت بالبراق - وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه - قال: فركبته
حتى أتيت بيت المقدس قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء.
قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت.فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل: اخترت الفطرة1.
......................
ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل: ومن أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه1. ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: ومن أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. قال: ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعوا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم فقيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح لنا فإذا أنا بيوسف عليه السلام وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت: قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: قد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه. ففتح الباب فإذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 لفظ مسلم هنا وفيما يأتي: "وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه".
ص -23- بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير ثم قال: يقول الله عز وجل:؟{وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} [مريم /57].
ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. فقيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. فقيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. ففتح لنا فإذا أنا بموسى عيه السلام فرحب ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم وإذا هو مستند وفي رواية: مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه.
ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد.
ص -24- من خلق الله يستطيع أن يصفها وفي رواية: ينعتها من حسنها.
قال: فأوحى الله عز وجل إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة. قال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم.
قال: فرجعت إلى ربي عز وجل فقلت: أي رب! خفف عن أمتي. فحط عني خمسا.
فرجعت إلى موسى فقال: ما فعلت؟ قلت: حط عني خمسا. قال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك.
قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا خمسا حتى قال: يا محمد! هن خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة.
ومن هم بحسنة فلم يعملها؛ كتبت [له] حسنة فإن عملها كتبت [له] عشرا. ومن هم بسيئة فلم يعملها؛ لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة.
ص -25- [قال:] فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [فقلت:] لقد رجعت إلى ربي حتى لقد استحيت [منه]".
أخرجه أحمد 3/148 والسياق له ومسلم 259 من طريق حماد بن سلمة: أنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال…. فذكره.
والروايات الأخرى مع الزيادات لمسلم.
وفي رواية لأحمد 3/152 و 247 من الوجه المذكور عنه: أنه قرأ هذه الآية: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أعطيت الكوثر فإذا هو نهر يجري ولم يشق شقا فإذا حافتاه قباب اللؤلؤ فضربت بيدي إلى تربته؛ فإذا هو مسكة ذفرة وإذا حصاه اللؤلؤ".
وهذا طرف من حديث المعراج كما يأتي في بعض الطرق ولذلك أوردته.
وفي رواية عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني وسليمان التيمي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
ص -26- "أتيت وفي رواية: مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره".
أخرجه مسلم 164 والنسائي في قيام الليل وأحمد 3/148 و 248.
فائدة: قال الحافظ ابن كثير - بعد أن ساق الحديث بطوله من رواية أحمد-:
رواه مسلم بهذا السياق وهو أصح من سياق شريك يعني: الآتي قريبا. قال البيهقي: وفي هذا السياق دليل على أن المعراج كان ليلة أسري به عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس. وهذا الذي قاله هو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية.
ورواه النسائي في أول الصلاة من طريق أخرى عن البناني عنه :
( أن الصلوات فرضت بمكة وأن ملكين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبا به إلى زمزم فشقا بطنه وأخرجا حشوه في طست من ذهب فغسلاه بماء زمزم ثم كبسا جوفه حكمة وعلما.
وسنده صحيح.
وتكثر الروايات والاختلافات بينها طفيفة أكتفي بما أوردت ومن
يرغب بالمزيد فليراجع
المرجع السابق ذكره للشيخ الالباني
والقصد ثبوت ذهاب رسولنا الكريم الي بيت المقدس
والي الفتح العربي لبوابة السماء القدس
يتبــــــــــــــــــع
توقيع طائر السنونو |
أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه .. سُبحانهُ الله ..
صدقوني و إن تغيبت أني أحبكم في الله
أحبكم الله
|