اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 09.07.2010, 16:55

MALCOMX

عضو

______________

MALCOMX غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 09.07.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 206  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
14.08.2012 (23:08)
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي


قبل أو أواصل مع صديقنا العزيز يسوع، فإنّه من الجدير أن نقوم بجولة تاريخيّة حول الأناجيل و تاريخيّتها.

أقدم مخطوطات كاملة للكتاب المقدّس، هي ثلاث:
1- الأولى تعود إلى القرن الرابع ميلادي و هي تحت اسم: Codex vaticanus
2-الثانية تعود أيضا إلى القرن الرابع ميلادي و هي تحت اسم: Codex Sinaiticus
3-الثالثة تعود إلى القرن الخامس ميلادي و هي تحت اسم : Codex Alexandrinus

هذه هي أقدم مخطوطات كاملة وصلتنا و هي مكتوبة باليونانيّة، للعهد القديم و الجديد، و الملاحَظ أنّه توجد عديد الإختلافات بينها و بين الكتاب المقدّس الحاليّ، و ذلك و حسب تقديرات الخبراء يعود إلى أخطاء في النسخ، حيث إن أخطأ الناسخ في كلمة ما، ثمّ يأتي بعده ناسخ آخر و ينقل الكلمة الخاطئة ، ثمّ يخطئ هو أيضا في كلمة أخرى، ثمّ يأتي آخر و ينقل الخطأين و يخطئ في كلمة أخرى، و هكذا دواليك، فإنّه بعد ألف سنة سيصلنا كتاب مليء بالأخطاء.
و بغضّ النظر عن هذه الأخطاء في النسخ التي يمكن رؤيتها بسهولة حيث كان الناسخ يتفطّن أيضا إلى الخطأ، و لكنّه لا يغيّره، بل يكتب في هامش الصفحة الكلمة الصحيحة، فإنّه تمّ اكتشاف بعض التحريفات، مثل الآيات من 9 إلى 20 في الإصحاح 16 من إنجيل مرقس، و هي التالية:
وبعد ما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين. 10 فذهبت هذه واخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. 11 فلما سمع اولئك انه حيّ وقد نظرته لم يصدقوا 12 وبعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم وهما يمشيان منطلقين الى البرية. 13 وذهب هذان واخبرا الباقين فلم يصدقوا ولا هذين 14 اخيرا ظهر للاحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم ايمانهم وقساوة قلوبهم لانهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. 15 وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. 16 من آمن واعتمد خلص.ومن لم يؤمن يدن. 17 وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. 18 يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون 19 ثم ان الرب بعدما كلمهم ارتفع الى السماء وجلس عن يمين الله. 20 واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة.آمين

هذا المقطع غير موجود في المخطوط السينائي و الفاتيكاني،رغم أنّ الناسخ ترك مكانا أبيض مكان هذه الآيات ممّا جعل الخبراء يرون أنّ الناسخ كان يعرفه لكنّه لم يكن يدري هل يضيفه أم لا، لذلك نجده موجودا بين قوسين في الطبعات الحديثة، وخاصّة الطبعة الإنجليزيّة المنقّحة.

هذه صورة من أقدم مخطوط المسمّى Vaticanus حيث ينتهي إنجيل مرقس عند الآية 8 :



و كذلك هذا المقطع في رسالة يوحنّا الرسول الأولى:[5، 7-8]:
7 فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. 8 والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد.

هذا المقطع ليس أصليّا و يعتبر الباحثون أنّه تمّت إضافته بعد القرن 13 ميلادي، و هو غير موجود في الـ 250 مخطوطة يونانيّة قبل ذلك التاريخ، ’’1’’ و لم يقع ذكره من أيّ رجل من رجال الكنيسة قبل ذلك الوقت، و ليس موجودا في النقاشات المسيحيّة حول التثليث في روسيا و جورجيا و فارس و أرمينيا و سوريا و العربيّة و الحبشة و مصر.
هذا عن المقطع باليونانيّة، أمّا باللاتينيّة فهو موجود في مخطوط يعود إلى القرن 7 ميلادي، و يوجد أيضا في مخطوطات لاحقة بعد ذلك التاريخ [إلاّ في مخطوطة Alcuin التي تعتبر أصحّ المخطوطات باللاتينيّة، القرن 8 ميلادي، فهو غير موجود]لكنّهم يكتبونه بعد الآية رقم 8 ممّا يشير إلى أنّ التزوير وقع باللاتينيّة أثناء الترجمة و ليس باليونانيّة.



لقد تعرضت مخطوطات الكتاب المقدس عبر مئات السنين للتحريف وهي ليست مخطوطات أصلية لأن المخطوطات الأصلية فقدت كما ذكرنا سابقا من أهم هذه المخطوطات (مخطوطات الفاتيكان أو ما يعرف بالمجلد الفاتيكاني) ومخطوطات نجع حمادي ومخطوطات سيناء، وإليكم بالصور أهم التحريفات التي ظهرت واضحة للعيان عليها.



صورة للصفحة 1512 من المجلد الفاتيكاني المحفوظ في متحف الفاتيكان حيث يشاهد على اليسار تعليقاً على بداية الرسالة إلى العبرانيين حيث يقول التعليق ( يا أحمق يا مخادع ألا تستطيع أن تترك القراءة القديمة على أصلها وألا تحرفها).



صورة عن العبث بالمخطوطات الفاتيكانية فنجد أن أحدهم عبث بها فمحى من نصوصها ما شاء أن يمحوا وأضاف نصاً من عنديته، وإليكم المثال العلمي، ففي الصورة التالية عُبث بأيدٍ متأخرة لإنجيل متى 16:20 في صفحة 1257 من المجلد الفاتيكاني



وإليكم عبثاً آخر في بداية سفر دانيال في صفحة 1207 من المخطوطة الفاتيكانية



وهذا عبث آخر في إنجيل لوقا 10:39 وهو موجود في الصفحة رقم 1325 من المخطوطات الفاتيكانية



وإليك عبث آخر من ناسخ متأخر وهو يضيف إلى المخطوطة الفاتيكانية ولكن يفضحه لون الحبر، فلون الحبر مختلف في السطر الثالث ونصف السطر الرابع


و أودّ أن أفتح قوسا بالمناسبة عن كلمة ’’الفارقليط’’ التي يرى بعض المسلمين أنّها تبشّر بالنبيّ محمّد و أنّ المسيحيّين غيّروها. و منطقيّا أن يكون التغيير -إن حدث- بعد بعثة النبيّ محمّد و ليس قبله، و بالتالي نعود إلى Codex Sinaiticus في القرن 4 ميلادي لنرى كيف كانت مكتوبة هذه الكلمة، و هذه صورة لها:[جعلتُ دائرة بالأحمر حول الكلمة] : يو14، 26



و هذه الصورة بأكثر وضوح:


جعلتُ دائرة حول الكلمة، أمّا الذي بالأزرق فهو الفرق بين المخطوط و بين الإنجيل الحاليّ.

الكلمة مكتوبة هكذا: παρακλητος أي Parakletos و تعني المحامي أو المعزّي.

لكن البعض يقول أنّ اصل الكلمة هو هذا: περικλυτος

و تعني حرفيّا: الشخص الذي نثني عليه دائما، أي المحمود أو الأحمد .

لكن و كما رأينا فإنّه في أقدم مخطوط فإنّ الكلمة تعني المعزّي أو المحامي، فمن أين جاءت فكرة التحريف إذن؟

الراجح هو أنّ الفكرة جاءت من كتابة الأحرف بلا حروف مدّ، مثلا في الكتابة العربيّة القديمة لا نكتب بعض حروف المدّ و إنّما فقط الحروف الخام، مثل: كتب، و نعني بها: كتاب إلخ...

لذلك فإنّ الفرق بين الكلمتين Parakletos و Periklutos هو هذه الحروف، فلو كتبناها بالأحرف الخام بلا مدّ لكانت هكذا: Prklts
و أوّل من أوّل هذه الكلمة هو ابن إسحاق في السيرة، حيث ذكر الكلمة بلا حروف مدّ و أوّلها إلى ’’أحمد’’، و لكن هذا صحيح في حالة أنّ الكلمة لم تكن مكتوبة بحروف مدّ، لكنّها في الأصل واضحة و لا يمكن تغيير حروفها.

و اعتمد ابن إسحاق على ترجمتها إلى السريانيّة: منحمنا و قال تعني ’’محمّد’’، و هذا غير صحيح، لأنّ جذر ’’منحمنا’’ هو ’’نحم’’ بينما جذر محمّد هو ’’حمد’’
هذا الأمر دفع بعض المستشرقين ’’2’’ إلى اعتبار أنّ الآية في القرآن [و مبشّرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد] هي إضافة لاحقة و ليست أصليّة في القرآن، كما أنّ ’’أحمد’’ اقرب إلى معنى الكلمة باليونانيّة بلا احرف مدّ، من كلمة ’’محمّد’’ لذلك وضعوا ’’أحمد’’ ثمّ لعبوا على الجذر المشترك بينها و بين ’’محمّد’’ و قالوا ’’أحمد’’ تعني محمّد’’.

أُغلق القوس.
------------------------------------------------------
بالنسبة لمن يريد أن يطّلع على المخطوط السينائي، و يرى الفروق بينه و بين الكتاب المقدّس الحالي، يتبع هذا الرابط:
http://www.codexsinaiticus.org/en/ma...r&zoomSlider=0



أمّا أقدم جزء من مخطوط فهو يعود إلى القرن الثاني ميلادي، و هو جزء صغير جدّا ليوحنّا:
و يمكن مطابقته مع يوحنا 18: 31-33
وجه المخطوط:
31... اليهود ... لنا ...
32 ليتم قول .... قاله مشيرا .... ان يموت
33 ... دخل بيلاطس... دار الولاية .... و قال .... اليهود

ظهر المخطوط:
يمكن مطابقته مع يوحنا 18: 37-38
37... السبب ولدت .... العالم لأشهد ... من الحق ...
38 قال له .... و ... هذا .... لا شيء ....


صورة المخطوط:Papyrus P52 في بريطانيا:

الظهر:


البطن:

لكن لا يمكننا استخلاص شيء مهمّ منه لأنّه لا يمكن إلاّ قراءة بعض الكلمات المتفرّقة القليلة، و لا نعرف كيف كان الباقي، كما أنّ المخطوطات الكاملة التي اشرتُ إليها أعلاه تختلف في الكثير من الآيات عن الآيات الحاليّة.[لكن في المجمل تتوافق مع العقيدة المسيحيّة]

يتبع...................



1- http://www.bibliquest.org/Lortsch/Lo...e_France-4.htm
2- راجع مثلا gallez/ Le Messie et son prophete/ ص 343 و ما بعدها/باريس/2005




هناك واحدة من المغالطات المنطقيّة المنتشرة عند البشر،و هي حين
نجد شخصا صادقا و صريحا فإنّنا نعتقد أنّه يملك و يقول الحقيقة
و بهذه الطريقة يعتقد الطفل في الأحكام التي يأمره بها والديه و بهذه
الطريقة يعتقد المسيحيون في الأحكام التي تأمرهم بها الكنيسة

فريدريك نيتشة/ إنساني..إنساني جدّا/1878


النبيّ المخلوع:

هناك شخصيّة مرتبطة بشخصيّة يسوع منذ البداية و هي شخصيّة يوحنّا المعمدان، ندّ يسوع و ليس بينهما في العمر سوى بضعة شهور.
يوحنّا المعمدان، شخصيّة تاريخيّة مؤكّدة، ذكرها يوسفيوس فلافيوس في كتابه تاريخ اليهود ’’1’’ و روى لنا قصّة موته التي تختلف عن رواية الأناجيل، و طبعا [عن قصّة وفاته] فنحن نصدّق فلافيوس الذي اختارته روما مؤرّخا رسميّا لها بسبب جديّته ودقّته، و قد اتّبع يوحنّا اليهود و اعتبروه نبيّا و كان يقوم بالتعميد.[كما تذكر الأناجيل أيضا]
و الراجح أنّ يوحنّا المعمدان [اسمه يحي في القرآن] كان من الأسينيّين، حيث نرى بعض الإشارات المتفرّقة عنه في الأناجيل التي تجعلنا نستنتج ’’أسينيّته’’، [لوقا 1، 80:أمّا الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان في الصحراء الى يوم ظهوره لاسرائيل]و قد كانت اليهوديّة في ذلك الوقت منقسمة إلى ثلاثة مذاهب كبرى:
1-الفريسيّون: و تعني ’’المنشقّون’’ [ظهروا تقريبا سنة 150 قبل الميلاد ] و هم يعتقدون بوجوب تطبيق التوراة و تطبيق السنّة الشفويّة أيضا، [يشبهون تقريبا المذهب السنّي في الإسلام] و يؤمنون بالبعث و الحساب و الملائكة، و يسمّيهم يسوع - حسب الإنجيل- ’’المنافقون’’ : هكذا انتم ايضا تَبدون في الظاهر للناس ابرارا ولكنكم في دواخلكم مشحونون رياء واثما. [متّى 23، 28] و قد كانوا يطبّقون التعاليم التوراتيّة و السنّة بحذافيرها، حدّ التطرّف.
2-الصدوقيون: و تعني [على الأرجح]’’أبناء صادق’’ [ظهروا تقريبا بدايات القرن الثاني قبل الميلاد] و هم يعتقدون بوجوب تطبيق التوراة فقط و يرفضون التعاليم الشفويّة، و بالتالي فهم لا يؤمنون بالبعث و الحساب لأنّها غير موجودة في التوراة، و يرون أنّ الله يحاسب الإنسان في حياته و ليس بعد موته، و قد ذكرهم يوسفيوس فلافيوس [تاريخ اليهود، 13، 297 ] و على الراجح أنّ هذا المذهب هو الذي كان موجودا في يثرب، حيث نرى القرآن يدخل في جدال معهم حول البعث، إذ يقولون: وكانوا يقولون ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا لمبعوثون ؟ [الواقعة، 47] و إن ذهب المفسّرون إلى أنّ الآيات التي تتحدّث عن منكري البعث تشير إلى مشركي مكّة، فإنّي استبعد هذا الأمر، حيث لا نملك دليلا على إنكار أهل مكّة للبعث، بينما من الراجح جدّا أن يكون القرآن يناظر هؤلاء الصدوقيّين.
3-الأسينيّون: و يمكن أن نسمّيهم تجاوزا ’’المعتزلة’’ [ظهروا في بدايات القرن 2 قبل الميلاد] حيث اعتزلوا الحياة الإجتماعيّة في فلسطين، و عاشوا في الصحراء عند قمران قرب البحر الميّت، و كانوا يطبّقون تعاليم التوراة بدقّة، و لهم جانب روحيّ متطوّر، و منهم يوحنّا العمدان [يحي] و قد ذكرهم فيلون الإسكندري، و بلين القديم، و يوسفيوس فلافيوس، و على الأغلب أنّهم كانوا يسمّون أيضا في زمن يسوع: ’’النصارى’’ أو ’’النصرانيّين’’ Nazarenes
-----------------------------------------------------------------
أفتح قوسا عن ’’النصارى’’:

المسيحيّون هم غير النصارى، رغم أنّ التسمية الإسلاميّة الحاليّة - اعتمادا على القرآن- تسمّي جميع المسيحيّين ’’النصارى’’، و النصارى مذكورون عند بلين القديم [في كتابه الخامس، التاريخ الطبيعي] و يشير إلى وجودهم سنة 50 قبل الميلاد في نواحي سوريا، كما أنّ Epiphane في القرن 4 ميلادي يشير إلى وجود النصارى قبل مجيء المسيحيّة، و يشير أيضا قائلا في كتابه ضدّ الهرطقات: المسيحيّون كانوا معروفين جميعا باسم النصارى، حيث يذكر التلمود المسيحيّين دائما بالنصارى ’’2’’
لكن فيما بعد تمّ فصل التسمية بين ’’المسيحيّين’’ [الذين بدؤوا عهدا جديدا] و بين ’’النصارى’’ [الذين ظلّوا محافظين على التعاليم اليهوديّة] ، و قد صار هذا الفصل واضحا و معروفا، كما نرى في نقش كارتر الفارسي الذي يعود إلى القرن الثالث ميلادي: أنا، كارتر، (...) طردت مذاهب أهرمان و الشياطين من المملكة، و قضيت على اليهود و البوذيّين و البراهمة و النصارى و المسيحيّين والمندائيّين و الزنادقة [الزنادقة=المانويّين] ’’3’’ [أهميّة هذا النقش تكمن في ذكره للديانات أو المذاهب المتواجدة وقتها]
من الواضح أنّ القرآن استعمل التسمية التلموديّة للمسيحيّين: ’’النصارى’’

أغلق القوس
------------------------------------------------------
و يوجد مذهب رابع يسمّى ’’الثائرون’’ و هو حركة سياسيّة أكثر منها دينيّة، و سنتعرّض له لاحقا لأنّ له علاقة وطيدة بيسوع.
إذن فإنّ يوحنّا المعمدان كان من الأسينيّين النصارى [النصارى من الجذر العبريّ: نذر أو حرس أو راقب]و كان يوحنّا يقوم بتعميد كلّ اليهود: حينئذ خرج اليه اورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالاردن. واعتمدوا منه في الاردن معترفين بخطاياهم [متّى3، 5-6] و قد جاء يسوع أيضا إلى يوحنّا ليقوم بتعميده: حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن الى يوحنا ليعتمد منه [متّى3، 13] و هذه مشكلة، فكيف ليسوع المسيح ابن الله، المولود من عذراء، الموجود منذ الأزل، أن يذهب ليتعمّد عند يوحنّا و يتخلّص من خطاياه؟ و هل للمسيح خطايا؟
لذلك قام كتبة الإنجيل بتقزيم يوحنّا المعمدان و تقويله كلاما يأنف من قوله، و يصبح يوحنّا ليس أهلا حتّى لحمل حذاء يسوع: انا اعمدكم بماء للتوبة.ولكن الذي يأتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه... [متّى3، 11] و يجعلونه يقول أيضا حين جاء يسوع يطلب التعميد: ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تأتي اليّ. [متّى3، 14] أي أنّ يوحنّا طلب من يسوع أن يقوم بتعميده و ليس العكس، و هذا الأمر أسقطهم في التناقض، فمن ناحية يقولون أنّ يوحنّا شهد ليسوع: فجاءوا الى يوحنا وقالوا له يا معلّم هو ذا الذي كان معك في عبر الاردن الذي انت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون اليه.[يو3، 26] و أنّ يوحنّا لا شيء أمام يسوع، و أنّه اعترف به، و من ناحية أخرى يقولون: أمّا يوحنا فلمّا سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه. وقال له انت هو الآتي أم ننتظر آخر.[متّى11، 2-3] فيوحنّا لم يكن يعرف من هو يسوع حتّى أنّه أرسل إليه بعض تلاميذه، فكيف شهد ليسوع من قبل، بل و أراد أن يعتمد هو نفسه بيد يسوع؟
العكس هو الذي حدث، فيسوع كان من تلاميذ يوحنّا الأسينيّ النصرانيّ، لذلك تمّت تسمية يسوع بالنصرانيّ أيضا من طرف اليهود، لأنّه يتبع مذهب يوحنّا، بل أنّ يسوع يكرّر كلام أستاذه، فيوحنّا يقول: توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات [متّى3، 2] فيقول يسوع أيضا في وقت لاحق: توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات [متّى4، 17] و يوحنّا يقول: فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. [متّى3، 10] فيقول يسوع أيضا في وقت لاحق: كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار [متّى7، 19] فيسوع كان من تلاميذ يوحنّا، و الذي لم يعترف به أنّه المسيح، لأنّ المسيح يجب أن يقدّمه النبيّ و يعلن عنه بأمر من الله، كما أعلن النبيّ صامويل عن داود الملك المسيح، و الملك داود المسيح هو: قال لي انت ابني.انا اليوم ولدتك اسألني فاعطيك الامم ميراثا لك واقاصي الارض ملكا لك.[مزمور2، 7] فالمسيح هو الذي سيعيد عرش و ملك داود و إسرائيل، و النبيّ في عصر يسوع هو يوحنّا، لكنّه لم يعلن عن يسوع، بل تساءل فقط، ممّا دفع يسوع إلى أن يشهد بنفسه على نفسه بأنّه المسيح [و هذا خارج التقاليد اليهوديّة] حيث قال: ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم.من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة. [يو8، 12] فأجابه اليهود قائلين: فقال له الفريسيون انت تشهد لنفسك شهادتك ليست حقّا [يو8، 13]
يوحنّا المعمدان تخلّى عن يسوع، لم يشهد له، لم يعلن أنّه المسيح، و من الممكن أنّ آخر كلمات قالها يسوع على الصليب: إيلي، إيلي، لم تركتني؟ يقصد إيليا أي يوحنّا المعمدان حيث أنّ بعض الحاضرين قالوا: ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني. فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا [متّى27، 46-47] و قد كتبها متّى هكذا: ηλι حيث ترجمها حرفيّا من الآراميّة [و هو الأمر الذي فهمه الحاضرون أنّه يتحدّث عن إيليا حين صرخ يسوع] أمّا إيليا النبيّ فهو يكتبه هكذا: ηλιας بصيغته اليونانيّة: إلياس:
متّى 11، 14: και ει θελετε δεξασθαι αυτος εστιν ηλιας ο μελλων ερχεσθαι
و في هذه الآية فيوحنّا هو نفسه إيليا بشهادة يسوع، حيث أنّ ترجمتها إلى العربيّة : وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع أن ياتي.

لقد اعترف يسوع بيوحنّا على أنّه إيليا، و أنّه النبيّ، لكنّ يوحنّا لم يعترف بيسوع على أنّه المسيح و الملك الذي سيعيد عرش إسرائيل، و كأنّي بالحزن بقي في قلبه، فكانت تلك آخر كلمات قالها قبل موته: يوحنّا، لماذا تركتني؟
و عند هذه النقطة، فلكي يقول يسوع هذا الكلام، و يعتبر نفسه المسيح، لا بدّ أن يكون من نسل داود حقيقة و ليس معنويّا كما تشير الأناجيل، و إلاّ ما جرؤ يسوع كيهوديّ على قولها، و هنا سنبحث عن رجل في تلك الفترة من نسل داود كان له 12 صاحبا و طالب بالملك، و تمّ صلبه، و هذا الشخص ذكرتْه المصادر التاريخيّة، و هو الذي سنتعرّض إليه في الفصل القادم.

يتبع......................

1-[ Antiquités judaïques, XVIII, V, 116-119]
2- [ Gerard Mordillat/Jesus contre Jesus/ص 25 /Seuil/باريس/2008 ]
3- Mani et la tradition manicheene/francois decret/ص 25/باريس/2005







توقيع MALCOMX
https://www.kalemasawaa.com/vb/search...&starteronly=1
https://www.ebnmaryam.com/vb/f4
http://www.almwsoaa.com/Forum/
http://www.ansaaar.net/vb/search.php...&starteronly=1
http://www.11emam.com/vb/search.php?...&starteronly=1


رد باقتباس