
14.02.2011, 07:33
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
04.04.2010 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
3.143 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
09.02.2016
(19:34) |
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
|
|
|
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفي المبحث الثاني : ناقش المؤلف الذي نسأل الله تعالى له الرحمة دور بولس في تحريف رسالة المسيح عليه السلام ، وهو اليهودي مجهول الأصل والهوية ، والذي عرف باسم شاول الطرسوسي، والذي ادعى الرسالة كذبا بغير دليل في وقت ظهرت فيه أعداد كبيرة من مدعي النبوة افتراءا على الله تعالى ، وكان بولس هذا هو أول من أدخل إلى المسيحية الشرك بالله تعالى كما هو ظاهر في عقيدة التثليث بالباطلة ، والتي سجلها في عدد من الرسائل الشخصية لأصدقائه ، وضمها رجال الكنيسة خطأ إلى العهد الجديد ، وهي رسائل مليئة بالأخطاء والتناقضات والكذب على الله تعالى ورسله صلى الله عليهم وسلم .
وفي المبحث الثالث : ناقش الكاتب يرحمه الله كذب الدعوة الباطلة بألوهية المسيح عليه السلام ، والحجج الواهية التي قدمها المسيحيون لدعم دعواهم ، وفندها ، ورد عليها حجة حجة حتى أبطل دعواهم ، ثم عرض لآراء الطرق المسيحية المتباينة في تلك القضية وأثبت أن هذا التباين وحده كاف لدحض تلك الدعوى الباطلة واجتثاثها من جذورها .
وفي المبحث الرابع : ناقش الكتاب (دعاوى عقيدة التثليث الباطلة) ، وسرد الأدلة الدامغة على بطلانها ، ثم عرض لإقرار تلك العقيدة الفاسدة في مجمع نيقيا الأول الذي انعقد في ظل الإمبراطور الروماني الوثني قسطنطين، والذين قتل دعاة التوحيد من رجال الدين الصحيح ، وخرج على الناس بعقائد ثلاث : أولاها الشرك بالله تعالى (التثليث) ، وثانيها تقديس الصور والتماثيل (الوثنية الجديدة) ، وثالثها التقليد المنافي لكل منطق سوي والقاضي بتمثيل جسد المسيح عليه السلام ودمه بكسرة خبز ورشفة نبيذ يتناولها المتعبدون من المسيحيين على مذبح الكنائس من يد القسيس متخيلين بذلك أن المسيح عليه السلام قد حل بأجسادهم ، وهذا التقليد أطلقوا عليه اسم (العشاء الرباني) .ثم عرض الكاتب الفاضل لأصل عقيدة التثليث ، وانطلاقها من العقائد الوثنية القديمة من مثل الهندوكية ، والبوذية ، والفرعونية ، والصينية ، والهيلينية ، والرومانية ، والفارسية ، والاسكندنافية ، والسيبيرية ، والمكسيكية وغيرها ، وكلها تتمحور حول شرك التثليث .وفي عدد من الجداول المعبرة قارن المؤلف الكريم عليه رحمة الله بين عدد من عقائد هذه الوثنيات القديمة وعقائد مشركي النصارى الذين انحرفوا عن تعاليم السيد المسيح عليه السلام ، وهذه الجداول من أروع إضافات هذه الكتاب ، لأنها تبرز للقارئ بوضوح ، ودون أدنى لبس كيفية وصول شرك التثليث إلى عقيدة النصارى في غيبة من تعاليم المسيح عليه السلام السماوية ، وضياع كامل لأصلي التوراة والإنجيل .
وفي المبحث الخامس : ناقش الكتاب بطلان عقيدتي الخطيئة والكفارة (أو الفداء) ونفى صلب المسيح عليه السلام ، ...... الأدلة القاطعة والدامغة لذلك ، العقلية منها والنقلية ، ومن أبرزها انتشار تلك العقائد الفاسدة في الغالبية الساحقة من الوثنيات القديمة التي سبقت الإشارة إليها ، وانتقالها إلى الفكر المسيحي في ظل الوثنيات الرومانية القديمة ، وبتحريض ورعاية من الإمبراطور الوثني قسطنطين .كما استدل على نفي عملية الصلب عن السيد المسيح عليه السلام بتناقض الأناجيل واختلافها في وصف تلك الخاتمة ، وأثبت من تلك الروايات ذاتها أن المصلوب كان بالقطع شخصا آخر غير المسيح عليه السلام الذي رفعه الله تعالى إليه ، وبدأ بحكم الله تعالى علام الغيوب الذي فصل ذلك في محكم كتابه تفصيلا رائعا ليس لنا من بعده حكم أو رأي أو اجتهاد .
وفي المبحث السادس والأخير : عرض الكاتب الكبير يرحمه الله للسيد المسيح عليه السلام في القرآن الكريم : شرف نسبه ، وكرامة أهله ، ومعجزة ميلاده ، ووصف حياته ، وتفاصيل دعوته ، والمعجزات التي جعلها الله تعالى له ، أو أجراها على يديه ، ومحاولة اليهود صلبه ، ورفع الله تعالى له ، ومواقف حوارييه وأتباعه منه ، وانقسام هؤلاء الأتباع من بعده إلى مؤمنين ومشركين ، وانحراف المشركين منهم إلى الدعاوى الباطلة بتأليهه ، وإشراكه مع الله الخالق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا في دعوى التثليث الباطلة واختلاق عدد من المفتريات لتبرير ذلك ، ويقرر القرآن الكريم في حزم ووضوح كفر كل من نادى بتلك الدعاوى الباطلة ، ويعلن براءة المسيح عليه السلام من كل هذا الزيغ ، وتلك المفتريات ، ويشير إلى الإنجيل الحقيقي الذي أوحاه الله تعالى إلى عيسى عليه السلام ، وإلى تفاصيل رسالة المسيح عليه السلام من دعوة إلى توحيد الله تعالى ، ونبذ الشرك ، والالتزام بتعاليم كل من التوراة الصحيحة والإنجيل الصحيح ، دون أدنى تحريف أو تغيير ، والتأكيد على رفع المسيح عليه السلام إلى الله تعالى وعدم تمكين اليهود من صلبه ، والبشارة بمقدم الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم .والآيات الدالة على تلك المعاني السامية قد وردت في بعض الأحيان في الكتاب دون مقدمات ، اعتمادا على وضوح دلالاتها ، ولذلك سمحت لنفسي بوضع مقدمات موجزة لها ، كما سمحت لنفسي بعدد من الإضافات والتصويبات كلما شعرت بالحاجة إلى ذلك ، وبشيء من إعادة الترتيب والتبويب أملا في أن يؤدي الكتاب رسالته الدعوية الهامة .
وفي الختام أتوجه إلى الله تعالى بجميل الحمد وعظيم الثناء أن أعانني على القيام بهذا الواجب على وجه أسأله تعالى أن يرضى عنه ، فإن أصبت فمن توفيق الله تعالى ، وإن أخطأت فمن تقصيري وعجزي الذي أسأله تعالى عليه العفو والغفران .كما أسأله تعالى أن يجزل المثوبة لمؤلف هذا الكتاب ، وأن يجعل كل هداية به نورا يصله في قبره ، وزيادة في أجره ، وأنسا له في وحدته ، وكرامة له في ذريته ، وثقلا له في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلى من أتى الله بقلب سليم .. آمين .
وأسأله تعالى كذلك أن يجزي جزاء وافيا المراجع الكريم الأستاذ/ على الجوهري ، على جهده المشكور في مراجعة هذا الكتاب المراجعة الأولى ، وإعادة نشره ، وهو ثروة علمية هائلة كانت قد طويت في عالم النسيان ، وله – بعد الله تعالى – الفضل في إعادة عرضها على عقول وقلوب كل من سيقرأ الكتاب وينتفع بما فيه من علم نافع إن شاء الله تعالى .كما أسأله تعالى أن يجزي بكل خير الصديق الوفي الأستاذ/ عبد المنعم السيد سالم الذي قدم إليَّ هذا الكتاب بعاطفة إسلامية عامرة ، وحب صادق لنشر الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة ، وشوقني إلى غزير مادته ، وحببني في قراءته ، واستطلاع ما فيه من درر غالية ، وفوائد نافعة ، فجزاه الله تعالى خير الجزاء .كما أتوجه إلى الله تعالى بصادق الدعاء للأخ الكريم الدكتور/ محمد الجار الله على حماسه لنشر الكتاب ، وتشجيعه لي على مراجعته ، وتحقيقه ، والتقديم له ، وللقائمين على أمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي ولكل من ساهم في إعادة نشر هذه الصفحات المضيئة من جديد لتبقى نورا يهدي إلى الحق ما بقي الكتاب بين أيدي الناس ، وأسأله تعالى ألا يحرمنا أجر ذلك وهو أكرم مسئول ، وأعظم مأمول ، وهو تعالى ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد إمام المرسلين ، وعلى أنبياء الله ورسله أجمعين ، وعليها معهم برحمة رب العالمين .. آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
زغلول النجار
|