اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 14.02.2011, 07:34
صور كلمة سواء الرمزية

كلمة سواء

عضوة مميزة

______________

كلمة سواء غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 04.04.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.143  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.02.2016 (19:34)
تم شكره 33 مرة في 28 مشاركة
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثالث من الكتاب
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على خير من اصطفى ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين ، اختاره الله سبحانه وتعالى من بين الناس أجمعين ، وهيأه بسلامة الفطرة ، وتمام وصحة الخلق والخلقة ، بحيث يكون أهلا لتلقي آخر وأكمل وأتم رسالة من الله سبحانه وتعالى إلى البشر جميعا ، وزوده الله سبحانه وتعالى بالقرآن الكريم معجزة المعجزات وسجلها ، لا ليدهش الناس ويبهرهم ، ولكن ليقنع الناس ويهديهم ، بعد أن استوت اللغة العربية على عودها ، وبلغت أوج نضجها ، وغدت لغة حية لا تموت كما ماتت وانقرضت لغات ولغات ، ليظل القرآن الكريم معجزة المعجزات ، خالدا لا يموت ، يشهده جيل لاحق جما شهده جيل سابق ، وليرى على الدوام ويشاهد ، وليقرأ ويكتب ، وليتلى ويسمع ، ولينفع ويقنع ، ولله سبحانه وتعالى الخيرة في الاختيار والاصطفاء ، ولله سبحانه وتعالى القدرة المطلقة الحكيمة دون مراء ، ليخلق الله سبحانه وتعالى ما يشاء كما يشاء ، وهو سبحانه وتعالى يلهم المؤمنين من الناس أن يلزموا في تصورهم لقدرته حدود الأدب والحياء ، وبعد ..
دفع إليَّ صديق حميم بكتاب كريم راجيا أن أنقحه وأقدمه إلى القراء الكرام ، الكتاب في طبعته الأولى قد صدر عن المطبعة الرحمانية بالخرنفش بمصر سنة 1355هـ/1937م بعنوان (المسيح والتثليث) لمؤلفه الدكتور/ محمد وصفي ، وهو طبيب مصري مرموق توفاه الله إلى رحمته منذ سنوات .يقع الكتاب في مائتين وسبع وعشرين صفحة من القطع المتوسط ، مطبوع على ورق الساتانيه العروف الذي كان شائع الاستخدام في طباعة الكتب بمصر ، وقد جمعت حروف الكتاب على (المصف) الذي كان شائع الاستخدام في عالم الطباعة بمصر إلى وقت قريب ، والكتاب مزود بفهرس تحليلي رائع .أذهلني الكتاب ، وما تعرض له المؤلف الكريم من الموضوعات فيه ، وتناوله لها بطريقة علمية سليمة وبتوثيق دقيق .والمؤلف طبيب مسلم ، طبع ونشر كتابه على نفقته الخاصة فيما يبدو عام 1937م ، ويدل كل شيء في كتابه هذا على أنه كان قد كرس كل وقته وجهده لدراسة موضوع كتابه على مدار عشرات من السنين ، ويدل على ذلك استشهاده لكل جملة إخبارية يذكرها في مؤلفه بالنصوص التي تشهد بصحتها ، والمشتغلون بالتأليف ، والحريصون على الموضوعية في البحث يعرفون جيدا كم يكلف هذا المنهج من جهد ووقت .ولا ريب أن المؤلف كان يجيد عددا من اللغات الأجنبية إجادة تامة ، مما مكن له من الاطلاع على أمهات المراجع المتصلة بموضوع كتابه ، والمكتوبة بتلك اللغات وهي كثيرة .ولا ريب أن الموضوع الذي عالجه المؤلف في كتابه يشغل بال الناس جميعا .ولا ريب أن كتاب الدكتور/ محمد وصفي محاولة فذة فعالة مدهشة في تفصيل ذلك الموضوع والإجابة على تساؤلات الناس فيه .
وفي ذلك كتب الدكتور/ محمد حسين هيكل في كتابه (حياة محمد) مصورا كفالة المسلمين لحرية العقيدة الدينية في (يثرب) بعد هجرة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم إليها في القرن السادس الميلادي ، وبعد أن فرغ الدكتور/ محمد حسين هيكل من تصوير مراحل الصراع الفكري بين اليهودية والإسلام في يثرب ذاتها وانحدار اليهودية التي كان رجالها يعرفون صدق رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ، ولكنهم كانوا يعاندون ويكابرون إذ كانوا يريدون أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين من بني إسرائيل وليس من بني إسماعيل ، يعرض الدكتور هيكل لتلك المواجهة التي حدثت بين الإسلام والمسيحية على المستوى الفكري ، بعد انسحاب اليهود منها بقوله : " في هذا الوقت الذي اشتد فيه الجدل بين محمد صلى الله عليه وسلم واليهود وفد على المدينة وفد من نصارى نجران عدتهم ستون راكبا ... " إلى أن قول : " أي مؤتمر أعظم من هذا المؤتمر الذي شهدت يثرب ، تلتقي فيه الأديان الثلاثة التي تتجاذب حتى اليوم مصاير العالم ، وتلتقي فيه لأسمى فكرة وأجل غاية ! لم يكن مؤتمرا اقتصاديا ، ولا كان مرماه أي غرض من هذه الأغراض المادية التي ينطح عالمنا اليوم عبثا صخرتها ، إنما كان مرماه غاية روحية تقف من ورائها في أمر النصرانية واليهودية مطامع السياسة ومآرب أرباب المال وذوي الملك والسلطان ، ويقف فيه محمد صلى الله عليه وسلم لغاية روحية إنسانية بحتة يملي عليه الله تعالى في سبيلها الصيغة التي يلقي بها إلى اليهود والنصارى وإلى الناس كافة ، يقول لهم فيها : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64) " .
ويستطرد الدكتور/ محمد حسين هيكل ليقول : " ماذا يستطيع اليهود أو يستطيع النصارى أو يستطيع غيرهم أن يقولوا في هذه الدعوة : ألا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به شيئا ، وألا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله ؟! فأما الروح المخلصة الصادقة ، وأما النفس الإنسانية التي كرمت بالعقل والعاطفة فلا تستطيع إلا أن تؤمن بهذا دون غيره ، ولكن في الحياة الإنسانية إلى جانبها النفساني جانبها المادي ، فيها هذا الضعف الذي يجعلنا نقبل لغيرنا علينا سلطانا بثمن يشتري به أنفسنا وأرواحنا وقلوبنا ، فيها هذا الغرور القتال للكرامة وللعاطفة ولنور النفس العاقلة ، هذا الجانب المادي المصور في المال وفي الجاه وفي كاذب الألقاب والرتب ، هو الذي جعل (أبا حارثة) أكثر نصارى نجران علما ومعرفة يدلي إلى رفيق له باقتناعه بما يقول محمد صلى الله عليه وسلم ، فلما سأله رفيقه : فما يمنعك منه وأنت تعلم هذا ؟ كان جوابه : يمنعني ما صنع بنا هؤلاء القوم* ، شرفونا ومولونا وأكرمونا وقد أبوا إلا خلافة ، فلو فعلت نزعوا منا كل ما ترى** .
هكذا كان يجري الحوار والجدل بالتي هي أحسن بين اليهود والنصارى والمسلمين منذ فجر الإسلام في حياة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم .وهكذا يكتب الدكتور/ محمد وصفي ليوضح موقف الإسلام بصراحة وبوضوح من المعتقدات المسيحية ويكرس جهوده لإدراك الحق وتمييزه من الباطل ، وليكون كل على بينة من أمر دينه وعقيدته ، وهو الكتاب الذي اخترنا له عنوانا آخر هو (المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام) .وغني عن البيان أن القرآن الكريم نفسه يوجه الناس إلى أن يدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادلوا بالتي هي أحسن ، وغني عن البيان أن كتابا تم تأليفه بمصر عام 1355هـ بهذه الطريقة العلمية الموضوعية لهو صورة راقية من صور الجدل بالتي هي أحسن .ولقد أفضت بنا هذه الاعتبارات كلها إلى بذل كل جهد مستطاع في سبيل تقديم وتنقيح هذا الكتاب الذي قام بتأليفه الدكتور/ محمد وصفي ، لم نغير فيه سوى عنوانه مهما اختلفت وجهة نظرنا معه في بعض النتائج التي أفضت إليها الدراسات الحديثة خصوصا فيما يتعلق بمسألة (نهاية شأن المسيح عليه السلام مع قومه) وهو التعبير الذي نؤثره بدلا من الصلب والرفع وغير ذلك مما لا مجال لذكر أي تفاصيل عنه في هذا التقديم الوجيز .وإذا أزمعت دار الفضيلة بالقاهرة إعادة طبع ونشر هذا الكتاب ، وشرفتني بإسناد تقديمه وتنقيحه إلى شخصي الضعيف ، فإنني أرجو أن يجد القارئ الكريم فيه ما وجدته من وضوح وروح علمية وموضوعية تستند إلى توفير النصوص عندما تكون النصوص ضرورية لإثبات ما يقال ، والله ولي التوفيق وهو نعم المولى ونعم النصير .
على الجوهري
طنطا في : 19/4/1992م
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ربنا تبارك وتعالى في محكم كتابه : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) .ويقول عز من قائل : (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46) .يختلف العالم في بيان حال المسيح عليه السلام ، وتتفاوت اعتقاداتهم في تحديد شخصيته ، وتتباين آراؤهم في إدراك ذاته ، فاليهود هم أشد الناس مقتا له ، وأكثرهم عداء لتعليمه ، وأسرعهم إلى تكذيبه واتهامه ، فقد أنكروا رسالته ، وطعنوا في نسبه ، وحاربوه ، وطلبوا التمثيل به والانتقام منه .والمسيحيون غالوا في تقدير المسيح عليه السلام ، والغلو كثيرا ما يدعو إلى الحيد عن الصواب ، فقد عدوه إلها ، ولكي يعللوا ذلك جاءوا بالتثليث الذي لا تقره كتبهم ، والذي تنفيه الأقوال المنسوبة إلى ابن مريم فيها ، وقد كان من جراء ذلك أن نسبوا إلى المسيح عليه السلام ما ليس فيه ، وألحقوا بالله تعالى ما لا يليق به من الصفات .
وجاء القرآن الكريم فبرأ ابن مريم عليه السلام من كل ذلك ، ورد الحق إلى نصابه ، وأظهر حقيقة عيسى عليه السلام ، وأثبت عصمته ، وأبرأ ساحته ، وأخرجه خالصا من الشوائب ، بريئا من التهم والعيوب .وقد كان غرضنا من تأليف هذا الكتاب ، تنزيه الله تعالى من كل نقص ، وإثبات حقيقة المسيح عليه السلام التي أتى بها القرآن الكريم ، وذلك من عين كتبهم ، ومن نفس شهادات المسيح ابن مريم عليهما السلام فيها .
القاهرة : شوال 1355هـ
دكتورمحمد وصفي
المبحث الأول
المسيح عليه السلام في العهد الجديد
تتكون كتب العهد الجديد من سبعة وعشرين سفرا مقسمة إلى ثلاثة أجزاء كما يلي :
الجزء الأول : وهو عبارة عن أربعة كتب يطلق على كل منها لفظ (إنجيل) ويضاف إلى هذا اللفظ اسم من يظن أن كتبه رواية عن المسيح عليه السلام ، وذلك في التراجم العربية ، فتسمى (إنجيل متى) ، (إنجيل مرقص) ، (إنجيل لوقا) ، (إنجيل يوحنا) ، ويطلق عليها في اللغة الإنجليزية أسماء من تنسب إليهم المؤلفات مجردة عن لفظ (إنجيل) فتسمى (متى) ، (مرقص) ، (لوقا) ، (يوحنا) ، وأما بالتركية فعنوان كتاب لوقا مثلا (إنجيل .. لوقاتك تحريري أوزره) أي (الإنجيل الشريف على ما كتبه لوقا) ، وهكذا .. ويلقب كل من المؤلفين الأربعية بعنوان (مبشر) ، وأما في النسخ السريانية وهي الأكثر اعتبارا عند المسيحيين ، فقد وضع اسم (كاروزوتا) أي (موعظة) مكان لفظ (إنجيل) ، وتسمى هكذا (موعظة متى) ، (موعظة مرقص) ... الخ ، وفي هذه الكتب الأربع ذكرت الأحوال والأقوال المنسوبة إلى المسيح عليه السلام .
الجزء الثاني : وهو عبارة عن عدد من الرسائل العامة التي يبلغ عددها اثنتان وعشرون رسالة ، تسمى الأولى منها (أعمال الرسل) ، والثانية [ رسالة بولس إلى أهل (رومية) ] ، ورسالتان إلى أهل (كورنثيوس) ، وخامسة إلى أهل (غلاطية) ، وسادسة إلى أهل (أفسس) ، وسابعة إلى أهل (فيلبي) ، وثامنة إلى أهل (كولوسي) ، ورسالتان إلى أهل (تسالونيكي) ، وأخريان إلى (تيموثاوس) ، والثالثة عشر إلى (تيطس) ، والرابعة عشر إلى (فيلمون) ، والخامسة عشر إلى (العبرانيين) وهي رسالة غير معلوم كاتبها ، وقد تنسب إلى (بولس) كذلك ، والرسالة السادسة عشر (ليعقوب) ، ورسالتان (لبطرس) وثلاث رسائل (ليوحنا) والثانية والعشرون (ليهوذا).
الجزء الثالث : وهو عبارة عن رؤيا منامية رآها يوحنا وتسمى في العهد الجديد (رؤيا يوحنا اللاهوتي.وقد ورد ذكر المسيح عليه السلام في كل جزء من هذه الأجزاء الثلاثة على النحو التالي :
أولا : ذكر السيد المسيح عليه السلام في الأناجيل المزورة التي يؤمن بها نصارى اليوم .تذكر الأناجيل الأربعة شيئا عن نسب المسيح عليه السلام وعن حياته الأولى ، وعن علاقته بيحيى بن زكريا عليهما السلام ، وعن تلاميذه ، ومعجزاته ، ورسالته ، وعن علاقة تلك الرسالة بالناموس الذي سبق وأن أنزل إلى موسى عليه السلام .وسنعرض فيما يلي موجزا لذلك :
1 – نسب السيد المسيح عليه السلام في الأناجيل المزورة التي يؤمن بها نصارى اليوم :
يبتدأ الإنجيل المنحول إلى متى ببيان نسب المسيح عليه السلام ، وإنك إذا ما وقفت قليلا بجانب هذا البيان أخذتك الدهشة من الاختلاف الغريب بين ما رواه هذا وبين ما سرده الإنجيل المنسوب إلى لوقا (لوقا 3) ، وأشد غرابة من ذلك نسبة المسيح عليه السلام في الإنجيلين إلى يوسف النجار الذي يذكر الإنجيل المنسوب إلى متى أنه زوج مريم البتول (متى 1 : 19 ، 24) وذلك مما يحتج به اليهود في إنكار معجزة ميلاد عيسى عليه السلام ، وفي اتهام أمه – شرفها الله – في عرضها ، وفي دعواهم الباطلة بعدم حمل أم عيسى عليه السلام بغير علاقة جنسية بذكر .كذلك تختلف الأناجيل الأربعة في ذكر نسب يوسف النجار ، فيذكر متى أن يوسف النجار هو ابن يعقوب عليه السلام ، ويخالفه لوقا في ذلك فيقول : هو ابن هالي ثم يذكر الأول أن عيسى عليه السلام من ولد سليمان بن داود عليهما السلام .. والثاني يقول : إنه من ولد ناثان بن داود .. ويقول البروتستانت بمناسبة ذلك : " إن من أخرج سليمان من نسب المسيح فقد أخرج المسيح عن كونه مسيحا " ، ويذكر متى أن جميع آباء المسيح كانوا سلاطين مشهورين ، ويقول لقوا : " إنه لم كن منهم مشهور غير ناثان وداود " ، ويقول الأول أن زربابل (zerubbabel) ولد أبيهود (abiud) ، والثاني يقول إنه ولد ريسا ، والاثنان يخالفان العهد القديم في ذلك ، حيث يثبت أنه ليس لزربابل من الأولاد من يسمى أبيهود أو ريسا (أيام : 3) ، ثم يقول الأول إن بين المسيح وداود ثمانية وعشرين جيلا .. ويقول الثاني إن بينهما واحد وأربعون جيلا .
وذكر الياقيم (eliakim) جدا لعيسى عليه السلام يعارض العهد القديم الذي يقدسه المسيحيون معارضة شديدة في قوله إن الرب قال عن إلياقيم ملك يهوذا أنه : " لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا وأعاقبه ونسله وعبيده على إثمهم وأجلب عليهم وعلى سكان أورشليم وعلى رجال يهوذا كل الشر الذي كلمتهم عنه ولم يسمعوا " (أرميا 36 : 31،30) .ويقول متى أن : " داود هو بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص " ، وفارص هذا الذي ذكر متى أنه جد للمسيح عليه السلام تذكر التوراة المحرفة أنه ابن زنا وذلك أنه جاء عن طريق هتك أبيه يهوذا عرض امرأة ابنه ثامار كما هو مفصل كل التفصيل في سفر التكوين (38 : 6-30) مما يجعل فارص وذريته المبينة آنفا إلى داود عليه السلام خارجين عن جماعة الرب ، مطرودين من رحمته وذلك بحسب ما جاء في سفر التثنية (23 : 2) ، " ولا يدخل ابن زنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب " .
2 – حياة السيد المسيح عليه السلام كما وردت في الأناجيل الأربعة :
يذكر متى أن المسيح عليه السلام ولد في (بيت لحم) أيام حكم الملك هيرودس ، وحين طلب الأخير قتله أخذ يوسف النجار امرأته مريم أم المسيح وابنها عليه السلام وهرب بهما إلى (مصر) ولبثوا هناك مدة حكم هيرودس حتى إذا ما مات الأخير رجعوا إلى مدينة (الناصرة) ، ولكن لوقا يروي لنا ما يخالف ذلك كل المخالفة ويقول أن أبوي المسيح عليه السلام (هكذا) ذهبا بعد نفاس مريم إلى (أورشليم) ومعهما الطفل الوليد ، وبعد تقديم الذبيحة حسب الشريعة الموسوية ذهب ثلاثتهما إلى (الناصرة) وأقاموا فيها وكانوا يذهبون منها إلى (أورشليم) في أيام العيد من كل سنة ، وأقام المسيح عليه السلام في السنة الثانية عشرة ثلاثة أيام في (أورشليم) بدون علم أبويه ، ولم يسافر أو يسافروا إلى (مصر) كما ذهب إلى ذلك متى (لوقا 2) .والأناجيل المنسوبة إلى كل من متى ولوقا وبطرس تذكر أن المسيح عليه السلام مارس النبوة سنة واحدة فقط ، ذهب في نهايتها إلى (أورشليم) بمناسبة عيد الفصح حيث ائتمر اليهود عليه ، ولكن يوحنا يذكر أن المسيح عليه السلام قضى ثلاثة أعياد فصح في مدة نبوته .
3 – لقاء السيد المسيح عليه السلام بيحيى بن زكريا عليه السلام وتعرفهما على بعض :
جاء في آخر الإصحاح الثالث من الإنجيل المنسوب إلى متى أن : " يسوع جاء من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه ، ولكن يوحنا منعه قائلا : أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ ؟ فأجاب يسوع قائلا له : اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر ، حينئذ سمح له فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا إليه " ، هكذا بكل بساطة .وتستطيع أن تفهم من ذلك أن يحيى عليه السلام عرف المسيح عليه السلام بمجرد مقابلته له وطلب التعمد منه ولكننا نرى يوحنا في إنجيله يذكر أن يحيى عليه السلام لم يعرف المسيح عليه السلام إلا بعد نزول الروح (يوحنا : 1) ثم إننا إذا وصلنا إلى الإصحاح الحادي عشر من إنجيل متى عينه وجدنا يحيى عليه السلام لا يزال يجهل المسيح عليه السلام حتى بعد نزول الروح ، إذ أنه " أرسل اثنين من تلاميذه وقال له أنت هو الآتي أم تنتظر آخر " .
وإنجيل يوحنا يذكر لنا أن يحيى عليه السلام لم يعرف أنه هو إيليا المبشر به في التوراة أي أنه لم يكن يعرف نفسه ، وذلك أن كهنة (أورشليم) سألوه مستفسرين : أهو إيليا ، فأجابهم قائلا : " لست أنا " (يوحنا : 1 : 21) وإننا إذا اعتبرنا أن يحيى عليه السلام ليس هو إيليا بدليل اعترافه فكيف نقول في قول المسيح عليه السلام أن يحيى عليه السلام " هو إيليا المزمع أن يأتي " (متى 11 : 14) ، وبمناسبة ذلك نذكر تناقضا غريبا في شأن يحيى بن زكريا (أو يوحنا المعمدان) حيث يؤخذ من إنجيل مرقص (1 : 6) أنه كان " يأكل جرادا وعسلا بريا " ويؤخذ من إنجيل متى (11 : 18) أنه كان " لا يأكل ولا يشرب " .









توقيع كلمة سواء


رد باقتباس