![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين ﴿ وَأَرۡسَلۡنَـٰهُ إِلَىٰ مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ ١٤٧﴾ [الصافات] مضمون الشبهة أن عدد من أرسل إليهم سيدنا يونس غير معلوم لوجود "أو" التي قد تفيد الشك الرد المُجمل يتبعه الرد المفصل "أو" من حروف العطف التي تأتي بمعنى "و" تأتي أيضا بمعنى "بل" "أو" جأت هنا بمعنى "و" و لم تحدد الزيادة بعدد لأن هذه الزيادة أُهملت أولاً لقلتها ثانياً لتنوعها حيث هذه الزيادة تشمل الأطفال و الغير مكلفين كالمجانين و غيرهم و تشمل أيضاً الذين لم يؤمنوا ومن جملة هذه المعاني الفرعية التي قد تدل عليها (أو) بالقرينة وتخرج إليها معنيان تصير فيهما نائبة عن غيرها ومؤدية لمعنى هو في الأصل يؤدَّى بغيرها من حروف العطف، وهذان المعنيان هما: معنى الواو في مطلق الجمع، ومعنى (بل) في الإضراب؛ وذلك بحسب نص كثير من النحاة على ما سيأتي. وفيما يلي نناقش هذا المسلك في تحول دلالة (أو) إلى هذين المعنيين، أو نيابتها عن هذين الحرفين في الاستعمال القرآني، ومتابعة هذا التحول الدلالي فيه، وبيان مدى صحته أو صدقه على بعض الأساليب القرآنية، وذلك في إطار المطلبين الآتيين: ذهب الكوفيون ووافقهم بعض البصريين إلى أن حرف العطف (أو) قد يستعمل بمعنى الواو عند أمن اللبس، فيجيء في بعض الأحيان ويراد به مطلق الجمع بين المتعاطفين[1]؛ لأنه - كما يقول الرضي -: "لمّا كثُر استعمال (أو) في الإباحة التي معناها جواز الجمع، جاز استعمالها بمعنى الواو[2]. ويرى بعضهم أن هذا المسلك في تحول دلالة (أو) ونيابتها عن الواو إنما يكثر فيما إذا جاءت عاطفة لِمَا لا بد منه، أو لِمَا يتحتم ذكره[3] [1] انظر: الجنى الداني ص 229 - 230، والمغني ص 74، وهمع الهوامع للسيوطي، ت: د. عبد الحميد هنداوي، المكتبة التوفيقية - مصر، دون تاريخ، 3/ 204. [2] شرح الرضي على الكافية، للرضي، ت: يوسف حسن عمر، منشورات جامعة فاريونس - بنغازي، ط 2 - 1996م، 4/ 398. [3] انظر: الخصائص، لأبي الفتح عثمان بن جني، ت: محمد علي النجار، عالم الكتاب - بيروت، دون تاريخ، 1/ 348، 2/ 465، والبحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، ت: عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية - بيروت، ط 1 - 2001م، 3/ 151. جاء في التفاسير ﴿وَأَرۡسَلۡنَـٰهُ إِلَىٰ مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ﴾ [الصافات ١٤٧] قوله: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ قال مقاتل: وأرسلناه قبل أن يلتقمه الحوت(١). وعلى هذا الإرسال وإن ذكر بعد الالتقام فالمراد به التقديم، والواو معناها الجمع، وليس فيها دليل على أن أحد الشيئين أو الأشياء قبل الآخر. وروي عن ابن عباس أنه قال: كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت(٢). وعلى هذا يجوز أنه أرسل إلى قوم آخرين سوى القوم الأُوَلْ، ويجوز أن يكون أرسل إلى الأولين ثانيًا بشريعة فآمنوا بها. وقوله: ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ قال أبو عبيدة: (أو هاهنا ليس بشك، وقالوا هي في موضع الواو وأنشد لجرير: أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طُهيَّة والخشابا(٣) [وأيضًا](٤): [إن] بها أكتل أو رزاما ... خُوَيرِبين ينفقان الهاما(٥) قال: ولو كان شكًا ما قال خويربين وإنما هو أكتل ورزام)(٦). وقال ابن الأحمر: ألا فالبثا شهرين أو نصف ثالث ... إلى داكما ما غيبتني غيابيا(٧) وهذا قول قطرب واختيار أبي قتيبة فقال: (أو ربما كانت بمعنى واو النسق كقوله: ﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا﴾ [المرسلات: 6] وقوله: ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 44]، وقوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾ [طه: 113]. قال: وهذا كله عند المفسرين بمعنى واو النسق. قال: ونحو هذا قال: ﴿وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ﴾ [النحل: 77]، وقوله: ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾(٨) [النجم: 9]. وقال: وبعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل في هاتين الآيتين وفي قوله: ﴿أَوْ يَزِيدُونَ﴾ على مذهب التدارك، وليس كما تأولوا، وإنما هي في جميع هذه المواضع بمعنى واحد: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾، ﴿وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ﴾، ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾، وأنشد بيت ابن الأحمر الذي أنشده أبو عبيدة، وقال: هذا البيت يوضح لك معنى الواو؛ لأنه أراد شهرين ونصف شهر ثالث)(٩). وقال الفراء: أو هاهنا بمعنى بل كذلك جاء في التفسير مع صحته في العربية(١٠). وهذا الذي قاله الفراء قول مقاتل(١١) والكلبي(١٢). وأنكر البصريون القولين(١٣) جميعًا. البسيط للواحدي — الواحدي (٤٦٨ هـ) ﴿وَأَرۡسَلۡنَـٰهُ إِلَىٰ مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ ١٤٧ فَـَٔامَنُوا۟ فَمَتَّعۡنَـٰهُمۡ إِلَىٰ حِینࣲ ١٤٨﴾ [الصافات ١٤٧-١٤٨] ﴿وأرْسَلْناهُ إلى مِائَةِ ألْفٍ أوْ يَزِيدُونَ﴾ ﴿فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهم إلى حِينٍ﴾ ظاهِرُ تَرْتِيبِ ذِكْرِ الإرْسالِ بَعْدَ الإنْجاءِ مِنَ الحُوتِ أنَّهُ إعادَةٌ لِإرْسالِهِ. وهَذا هو مُقْتَضى ما في كِتابِ يُونُسَ مِن كُتُبِ اليَهُودِ، إذْ وقَعَ في الإصْحاحِ الثّالِثِ ”ثُمَّ صارَ قَوْلُ الرَّبِّ إلى يُونُسَ ثانِيَةً: قُمِ اذْهَبْ إلى نِينَوى ونادِ لَها المُناداةَ الَّتِي أنا مُكَلِّمُكَ بِها. والمُرْسَلُ إلَيْهِمْ: اليَهُودُ القاطِنُونَ في نِينَوى في أسْرِ الآشُورِيِّينَ كَما تَقَدَّمَ. والظّاهِرُ أنَّ الرَّسُولَ إذا بُعِثَ إلى قَوْمٍ مُخْتَلِطِينَ بِغَيْرِهِمْ أنْ تَعُمَّ رِسالَتُهُ جَمِيعَ الخَلْطِ لِأنَّ في تَمْيِيزِ البَعْضِ بِالدَّعْوَةِ تَقْرِيرًا لِكُفْرِ غَيْرِهِمْ. ولِهَذا لَمّا بَعَثَ اللَّهُ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - لِتَخْلِيصِ بَنِي إسْرائِيلَ دَعا فِرْعَوْنَ وقَوْمَهُ إلى نَبْذِ عِبادَةِ الأصْنامِ، فَيُحْتَمَلُ أنَّ المُقَدَّرَيْنِ بِمِائَةِ ألْفٍ هُمُ اليَهُودُ وأنَّ المَعْطُوفَيْنِ بِقَوْلِهِ“ أوْ يَزِيدُونَ ”هم بَقِيَّةُ سُكّانِ نِينَوى، وذُكِرَ في كِتابِ يُونُسَ أنَّ دَعْوَةَ يُونُسَ لَمّا بَلَغَتْ مَلِكَ نِينَوى قامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وخَلَعَ رِداءَهُ ولَبِسَ مَسْحًا وأمَرَ أهْلَ مَدِينَتِهِ بِالتَّوْبَةِ والإيمانِ، إلَخْ. ولَمْ يُذْكَرْ أنَّ يُونُسَ دَعا غَيْرَ أهْلِ نِينَوى مِن بِلادِ أشُورَ مَعَ سَعَتِها. التحرير والتنوير — ابن عاشور (١٣٩٣ هـ) للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
الرد على شبهة " وَأَرۡسَلۡنَـٰهُ إِلَىٰ مِا۟ئَةِ أَلۡفٍ أَوۡ یَزِیدُونَ " هل العدد غير معلوم !؟
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
الشهاب الثاقب
المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا الشهاب الثاقب على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين قمت بالرد على الشبهة في المشاركة السابقة و جاء دوري في السؤال سفر صموئيل الثاني 10: 18 وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ. سفر أخبار الأيام الأول 19: 18 وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ رَاجِل، وَقَتَلَ شُوبَكَ رَئِيسَ الْجَيْشِ. كم عدد المركبات التي قتلت و هل المركبات تقتل !؟ المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا الشهاب الثاقب على المشاركة : | ||
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الر،على شبهة،أو،يذيدون |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُوراً | * إسلامي عزّي * | ركن التلاوات القرآنية | 0 | 08.02.2024 00:07 |
وَقَالُوا۟ كُونُوا۟ هُودًا أَوۡ نَصَـارَىٰ تَهۡتَدُوا۟ۗ | * إسلامي عزّي * | ركن التلاوات القرآنية | 0 | 08.11.2023 21:53 |
لقد كان في یُوسُفَ وإِخۡوَتِهِ ءَایَـٰت لِّلسَّاۤئلِین | * إسلامي عزّي * | ركن التلاوات القرآنية | 0 | 07.12.2020 23:22 |
وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡیُنِنَا وَوَحۡیِنَا | * إسلامي عزّي * | ركن التلاوات القرآنية | 0 | 19.11.2020 22:29 |
یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلۡكَرِیمِ | * إسلامي عزّي * | ركن التلاوات القرآنية | 0 | 17.11.2019 14:43 |