|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
![]() إلى أمتي الغالية الحبيبة، إلى أمة خير البشر وسيد الأولين والآخرين، إلى أمة التوحيد، إلى الأمة التي اصطفاها الله تعالى من بين الأمم لتحملَ هذه الرسالةَ العظيمة، إلى خير أمة أُخرِجت للناس. إلى إخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان، إلى من طالتهم يدُ الكفر والإلحاد، وتناوشتهم أنيابُ الشر والفساد، وتعامت عما أصابهم أعينُ دعاة الأمن والسلام في كل البلاد، وتكالبت عليهم زَرَافات من الصاغرين والأوغاد. إلى كل من تكبر من الكافرين وطغى، إلى كل من حشد الحشود وأوعى، وجيَّش الجيوش وسعى، وأنفق الأموال فما اكتفى، ورفع راية الكفر ليصد عن سبيل الله من آمن به وبغاها عوجًا. أزفّ إليكم بشرى من خير من مشى على وجه الأرض، وخير من بعث ونطق بالحق، البشير النذير، الداعي الأمين، الصادق المصدوق، المؤيد بالوحي والرسالة -صلى الله عليه وسلم-. هي بشرى للمؤمنين، وويل وعذاب على الكافرين، من الكتاب والسنة، وليست هذياناً ولا وسوسة جِنّة، هي طمأنينة وسكينة للصالحين، وخوف ورعب للمجرمين. هذه تباشير نطق بها الرسول، فخالجت الألباب والعقول، فرحت بها قلوب المؤمنين، واستنكرتها ومجتها عقول المنافقين. كان ذلك في أيام مثل أيامنا، إذ اجتمعت دولُ الكفر والإلحاد، وتكالبت وتحزبت على المؤمنين، {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8] هنا تبشيره عليه السلام لأصحابه ببلوغ الإسلام سائرَ البلاد والعباد، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا )) رواه مسلم (8 / 171) وأبو داود (4252) والترمذي (2 / 27) وصححه. وابن ماجه (رقم 2952) وأحمد (5 / 278 و 284) من حديث ثوبان، وأحمد أيضا (4 / 123), انظر تخريجه في السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله (1 / 7 ).. وفي بشرى أخرى يبلغنا إيّاها تميمٌ الداري -رضي الله تعالى عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ؛ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ)). وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِىُّ يَقُولُ قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِى أَهْلِ بَيْتِى؛ لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِراً الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ. أخرجه أحمد (4/103 ، رقم 16998)، والطبرانى (2/58 ، رقم 1280)، قال الهيثمى (6/14): رجال أحمد رجال الصحيح. والحاكم (4/477 ، رقم 8326)، وقال: صحيح على شرط الشيخين. والبيهقى (9/181، رقم 18400). . وهذا المقداد بن الأسود -رضي الله تعالى عنه- يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((لاَ يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الإِسْلاَمِ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ؛ إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللَّهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا)) أخرجه أحمد في مسنده ج 6/ ص 4 حديث رقم: 23865. الطبراني في مسند الشاميين ج 1/ ص 325 حديث رقم: 572. الحاكم في مستدركه ج 4/ ص 477 حديث رقم: 8324 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ابن حبان في صحيحه ج 15/ ص 93 حديث رقم: 6699. البيهقي في سننه الكبرى ج 9/ ص 181 حديث رقم: 18399. وصححه الألباني في المشكاة (1/9). إذن النصرُ قادمٌ بإذن الله لا محالة، وسيُهزم الكفرُ ولو بعد حين، ولكن هذا النصر سيكون للدين الذي يريده الله -عز وجل- ويرتضيه، كما قال الله تعالى في كتابه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]. هذا وعد من الله تعالى لرسوله -صلوات الله وسلامه عليه- بأنه سيجعل أمتَه خلفاء الأرض، أي أئمةَ الناس والولاة عليهم، وبهم تصلحُ البلادُ، وتخضع لهم العباد، وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً فيهم. كمثل أيامنا هذه، فالخوفُ والرعبُ يسود البلاد، والقتل والتشريد والاضطهاد، ولكننا مؤمنون بنصر من الله العزيز، كما نصر المؤمنين من قبلنا، ونعلم أن هذه الآية الكريمة هي كقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: 26]. وقوله تعالى: {كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: 55]، كما قال تعالى عن موسى -عليه السلام- إنه قال لقومه: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]، وقال تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 5-6]. فالصحابة -رضي الله تعالى عنهم- لما كانوا أحسنَ الناس امتثالاً لهذا الدين بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- وأنهم تعبدوا لله بما ارتضى لهم، وقاموا بهذا الدين حق القوامة هم ومن تحتهم، جاءهم النصرُ والتمكين لما كانوا له خاضعين. ولمّا قصّر الناس بعدَهم في الخضوع لهذا الدين، ونزلوا من العلو الذي كانوا فيه إلى أسفل سافلين، وضيعت الأمانة، وانتشرت الخيانة، وصُدق الكاذب، وكُذب الصادق، خارت قواهم، وضعفت هممُهم، وتكالبت عليهم حشود الكفار والمفسدين. ولكنّه قد ثبت في الصحيح، من غير وجه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ)). مسلم في صحيحه ج 3/ ص 1524 حديث رقم: 1037 عن معاوية رضي الله تعالى عنه. إذن فهناك من هم قائمون على ما كان عليه الأصحاب، برغم الخلاف والشقاق والصعاب، يعبدون الله كما يرتضي، ويأخذون ما يختار لهم ويجتبي، بالكتاب والسنّة قائمون، وبنصر الله مؤيدون، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون. لذا فإن النصر والتمكين سيكون لهم بالتأكيد كما وعدهم الله، وإن كانوا قِلَّة، حفاة عراة، لا يملِكون الأسلحةَ النووية، ولا الطائراتِ النفاثة القوية، ولكنهم ملكوا معيّةَ وتأييدَ خالق كل هذه الأشياء، وخالق البشرية. فقد بشرهم بذلك نبيهم -عليه الصلاة والسلام- كما جاء في الحديث: عن أبي بن كعب قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِى الأَرْضِ؛ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِى الآخِرَةِ نَصِيبٌ)). أحمد في مسنده ج 5/ ص 134 حديث رقم: 21258-وقال عنه الهيثمي في المجمع: رواه أحمد وابنه من طرق ورجال أحمد رجال الصحيح. والحاكم في مستدركه ج 4/ ص 354 حديث رقم: 7895-وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وابن حبان في صحيحه ج 2/ ص 133 حديث رقم: 405. وقال الشيخ الألباني: ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2825 في صحيح الجامع. فهذه بشارات من النبي الحبيب، بنصر هذه الأمة عما قريب، إذا رجعوا لدين خالقهم الذي ارتضى، واستغفروا وتابوا عما بدر منهم من الآثام والذنوب ومضى، سيأتيهم النصر لا محالة، بتأييدٍ مِن هازِم الأحزاب ومظهر الرسالة.. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
بشرى لأمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
زهراء
المزيد من مواضيعي
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
مهمة, أحمد, وسلم, الله, الحبيب, بشري, عليه |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
بعد ان تم أخفاوها 12 عام العثور على الانجيل الذي يحوي نبوءة عيسى عليه السلام بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم | جادي | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 12 | 08.03.2012 18:43 |
الطفل اللبيب في حفظ أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم | نوران | روضة الطفل المسلم | 1 | 23.04.2011 11:03 |
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم | إيمان 1 | أقسام اللغة العربية و فنون الأدب | 2 | 15.01.2011 18:20 |
وصايا ثمينة من رسولنا الكريم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم | هبة الرحمن | القسم الإسلامي العام | 11 | 30.10.2010 14:12 |
كتب مفيدة فى سيرة الرسول الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم | هبة الرحمن | كتب إسلامية | 5 | 26.08.2010 07:07 |