العقيدة و الفقه قسم يحتوي على المواضيع الفقهية و العقدية لأهل السنة و الجماعة. |
آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
حكم الانضمام إلى حزب إسلامي في بلد علماني ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم حكم الانضمام إلى حزب إسلامي في بلد علماني ؟ الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى الله خير مما يشركون وبعد ... ههههههههههههههههه ههههههههههههه ههههههه هكذا ضحكت حتى دمعت عيناى وتذكرت قول القائل : (كله عند العرب صابون) وإن كنت لا أعرف بالضبط السبب الحقيقي لهذه المقولة إلا أنني أحملها بمعنى : (كله زي بعضه) هذا ما حدث عندما قرأت: قول أحدهم - ولبئس ما قال - يظن انه أتى بالتائهة: «دولة مدنية يطالب بها العلمانيون هي دولة يطالب بها الإسلاميون، كل ما في الأمر أن هنالك تقليدا عند العلمانيين وهنالك تجديد عند الإسلاميين». بهذه الطريقة (المبسطة) عبر أحد الكتاب من ذوي التوجه الإسلامي عن رؤيته لطبيعة النظام السياسي المطلوب الذي يكثر الحديث عنه في دول مثل تونس ومصر هذه الأيام." قلت: سبحان الله هذا ضلال مبين... هلا سألت نفسك أيها الفقيق (من الفقاقة - وهي نوع من الفهم على الطاير-) من أين جاءت العلمانية ومن أين جاء الإسلام؟ وكيف التقى الإسلام بالعلمانية لينصهرا في بوتقة الكوكتيل الفكري التقدمي اللوزعي الذي تتقيأ به علينا؟ وأما عن العلمانيين أنفسهم فيكفيني أن أحكي لكم موقفا واحدا تابعته على قناة الجزيرة الفضائية منذ أيام ... حيث استضافت أحد الدعاة وفي مقابله فيما يسمى بالاتجاه المعاكس عالماني (من الأقحاح) يقول العلماني القحة - موجها الحديث للداعية المسلم عندكم في القرآن في سورة (الزَّمْر) ربنا بيقول:(من أضل فكأنما أضل عليها) ورد عليه الشيخ جزاه الله خيرا ردا طيبا. ولكن ما لفت نظري بشدة أن هؤلاء لا عقل لهم ولا فهم وعلم بما ينتقصونه من دين الإسلام فليس عندنا في القرآن سورة (الزَّمْر) ولا حتى (الطبْل) كما قرأها - الجاهل - ولكن عندنا سورة (الزُّمَر) فتنبهوا للتشكيل. وحتى الآية التي استدل بها قرأها بطريقة تنم على جهله وثقافته البباغاوية فهو كأسياده لا يعرف شيئا عن الإسلام - فالآية في سورة الإسراء - الآية: 15 (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "15") وأشباهها كثير في كتاب الله. أقول لأمثال هؤلاء : العقل لا يكفي لمعرفة الحق فهناك ما خير من العقل وهو التوفيق. هذا التوفيق قد يصادف قلبا سليما لفلاح أو عامل بسيط فيمتلئ قلبه بالإيمان بالله والحب لدينه . وقد يخالف أذكي الأذكياء فيعيش حياته لا يعرف له ربا ولا يرفع بدينه رأسا فيعيش كالبهيمة ويموت كالبهيمة ولو سبح بحمده ملايين البشر وهو في الآخرة من الخاسرين. كان هذا مدخلا لما أردت أن أنبه عليه كل مسلم ومسلمة قبل أن ينجرف إلى تلك الهوة السحيقة التي يحفرها أمثال أسامة القوصي ومحمود عامر من أصحاب السلفية المودرن (ماركة على كل لون يا باتيستا) نسأل الله العافية لكل مسلم. وحتى لا يشغب علينا أحد بأني أذكر أسماء بعينها أقول : هذا واجب شرعي على كل من شم رائحة العلم ووثق الناس فيه وهذه غيبة جائزة للتحذير وهي واجبة على الملأ كما أنهما (أسامة القوصي ومحمود عامر) يتكلمان على الملأ وتاريخهما الأسود المدعم بالأدلة الصوتية والمرئية والمكتوبة لا ينكره أحد من المنصفين. وحتى أوضح الأمور (وعن نفسي أتحدث) فيما يخص الواقع الذي نعيشه بزخمه الفكري الذي ترك الحليم حيران أقول - مستعينا بالله -: أما عن المشاركة السياسية في الوقت الراهن فهي جائزة على رأي كثير من أهل العلم ولكن التحزب مرفوض قولا واحدا (عندي) وهذا ما قصده شيخنا الجليل (أبو إسحاق الحوينى) في معرض كلامه عن الأحزان السياسية (أقصد الأحزاب) حيث أكد الشيخ - حفظه الله - فى الندوة التى عقدت منذ أيام بمسجد المدينة الجامعية بجامعة القاهرة، أن الأحزاب السياسية فى بلاد الإسلام ظاهرة مرضية، وقال: "هناك طائفة من الناس تريد أن تسرق عقولنا وقلوبنا، وبكل أسف الأحزاب السياسية فى بلاد المسلمين ظاهرة مرضية انتقلت إلينا لأن كل منها له برنامج ويريد أن يصل إلى سدة الحكم ، ومما زاد الطين بلة أن إنشاء الأحزاب صار بمجرد الإخطار". وأضاف الشيخ الحوينى - حفظه الله - أن هناك بعض الأحزاب التى ترفض الإسلام رفضا واضحا، وبعضها لديه برامج أجنبية، وتساءل: ما مرجعية هذه الأحزاب؟ هل القرآن والسنة النبوية أم الهوى؟ انتهى. قلت (أبو أنس) والآن آن الآوان للسؤال المصيري: ما حكم الانضمام إلى حزب إسلامي في بلد علماني؟ وهنا تأتينا إجابة شافية لكل مريد للحق أما اصحاب الهوى فيمتنعون - حيث لن يكفيهم ألف ألف دليل ... فقد جاء في فتاوى الإسلام سؤال وجواب ما يلي: أولاً : أوجب الإسلام على أتباعه أن يكونوا مجتمعين على الحق ، وحذَّرهم من الفرقة ، وأخبرهم التنازع والتفرق بعد العلم بالحق هو سبيل غير المسلمين ، وهو كفيل بإحداث الفشل وذهاب القوة ، وهو ما يجعلهم فريسة سهلة المنال من المتربصين بالإسلام . قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) آل عمران/103 . وقال ابن كثير - رحمه الله - : وقوله: ( وَلا تَفَرَّقُوا ) : أمَرَهُم بالجماعة ، ونهاهم عن التفرقة ، وقد وردت الأحاديثُ المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف ، كما في صحيح مسلم من حديث سُهَيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا ، يَرْضى لَكُمْ : أنْ تَعْبدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وأنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ، وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاهُ اللهُ أمْرَكُمْ ؛ وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا : قيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وإِضَاعَةَ الْمَالِ ) ، وقد ضُمِنتْ لهم العِصْمةُ عند اتفاقهم من الخطأ ، كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضًا ، وخِيفَ عليهم الافتراق ، والاختلاف ، وقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة ، منها فرقة ناجية إلى الجنة ومُسَلمة من عذاب النار ، وهم الذين على ما كان عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . " تفسير ابن كثير " ( 2 / 89 ، 90 ) . وقال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) آل عمران /104،105 . ثانياً : لا يجوز للمسلم الانضمام إلى الأحزاب المخالفة للدين أو المحاربة له ، كالأحزاب العلمانية أو القومية أو الشيوعية ؛ لأن في الانضمام إليهم إقراراً بضلالهم وكفرهم ، وتكثيراً لسوادهم . قال تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأنعام/153. وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) الأنعام/159 . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم ، أي : شتتوه وتفرقوا فيه ، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيباً من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئاً ، كاليهودية ، والنصرانية ، والمجوسية ، أو لا يكمل بها إيمانه ، بأن يأخذ من الشريعة شيئاً ويجعله دينه ، ويدع مثله ، أو ما هو أولى منه ، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأمة . ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف ، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين ، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية . وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال : ( لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ) أي : لست منهم ، وليسوا منك ؛ لأنهم خالفوك وعاندوك . ( إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ) يرِدون إليه ، فيجازيهم بأعمالهم ، ( ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) . " تفسير السعدي " ( ص 282 ) . ثالثاً : لا مانع للمسلمين من إقامة جمعيات خيرية وإصلاحية لتقوم بالدعوة إلى الله من خلالها ، أو بأعمال الخير عموماً ، على أن لا يكون تعصب للاسم أو للآراء بما يحدث فرقة في صف المسلمين . رابعاً : لا يجوز للمسلمين تكوين أحزاب وجماعات تقوم على التعصب لآرائها ، والتحزب لقياداتها ؛ لما في ذلك من الوقوع في التفرق الذي نهينا عنه . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وليس للمعلِّمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء ، بل يكونون مثل الأخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) . وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده ، وموالاة مَن يواليه ، ومعاداة مَن يعاديه ، بل من فعل هذا : كان من جنس " جنكيزخان " وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا والي ، ومن خالفهم عدوّاً باغي ، بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله ، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله ، ويحرموا ما حرم الله ورسوله ، ويرْعَوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله . " مجموع الفتاوى " ( 28 / 15 ، 16 ) . وقال – رحمه الله - : ومن حالف شخصاً على أن يوالي مَن والاه ، ويعادي من عاداه : كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان ! ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى ، ولا من جند المسلمين ، ولا يجوز أن يكون مثل هؤلاء من عسكر المسلمين ، بل هؤلاء من عسكر الشيطان ، ولكن يحسن أن يقول لتلميذه : عليك عهد الله وميثاقه أن توالي من والى الله ورسوله وتعادي من عادى الله ورسوله ، وتعاون على البر والتقوى ، ولا تعاون على الإثم والعدوان ، وإذا كان الحق معي نصرتَ الحق ، وإن كنتُ على الباطل : لم تنصر الباطل ، فمن التزم هذا كان من المجاهدين في سبيل الله تعالى الذين يريدون أن يكون الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا . " مجموع الفتاوى " ( 28 / 20 ، 21 ) . وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : أما الانتماءات إلى الأحزاب المحدثة : فالواجب تركها , وأن ينتمي الجميع إلى كتاب الله وسنَّة رسوله , وأن يتعاونوا في ذلك بصدق وإخلاص , وبذلك يكونون من حزب الله الذي قال الله فيه سبحانه في آخر سورة المجادلة ( أََلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) بعدما ذكر صفاتهم العظيمة في قوله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) الآية . ومن صفاتهم العظيمة : ما ذكره الله عز وجل في سورة الذاريات في قول الله عز وجل : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) فهذه صفات حزب الله لا يتحيزون إلى غير كتاب الله والسنَّة ، والدعوة إليها ، والسير على منهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان . فهم ينصحون جميع الأحزاب وجميع الجمعيات ويدعونهم إلى التمسك بالكتاب والسنة , وعرْض ما اختلفوا فيه عليهما فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وهو الحق , وما خالفهما وجب تركه . ولا فرق في ذلك بين جماعة الإخوان المسلمين , أو أنصار السنة والجمعية الشرعية , أو جماعة التبليغ أو غيرهم من الجمعيات والأحزاب المنتسبة للإسلام ، وبذلك تجتمع الكلمة ويتحد الهدف ويكون الجميع حزباً واحداً يترسم خُطا أهل السنة والجماعة الذين هم حزب الله وأنصار دينه والدعاة إليه . ولا يجوز التعصب لأي جمعية أو أي حزب فيما يخالف الشرع المطهر . " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 7 / 177 ، 178 ) . خامساً : إذا كان المسلم في بلد علماني كافر ، ووُجِد حزب يدعو إلى الإسلام ، أو يساهم في تثبيت الدين عند المسلمين ، ويسعى للحفاظ على هويتهم واعتقادهم : فإنه لا يجوز لأحدٍ أن يخذله ، بل يُنصر ويُعان بالمستطاع ، فإن لم يستطع المسلم مساندته إلا بالانتساب إليه : فلا مانع من ذلك ، مع ضرورة التنبه لما قلناه من عدم التعصب والتحزب . قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله ، في كلامه على فوائد قصة شعيب ، في سورة هود ، عليهما السلام : " ومنها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة ، قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها ، وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار ، كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه ، وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان . فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار ، وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية ، لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية ، وتحرص على إبادتها وجعلهم عمَلَةً وخَدَمًا لهم ؛ نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين ، ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة ، والله أعلم " تفسير ابن سعدي (388) . وقد سئل علماء اللجنة الدائمة : هل يجوز إقامة أحزاب إسلامية في دولة علمانية ، وتكون الأحزاب رسمية ضمن القانون ، ولكن غايتها غير ذلك ، وعملها الدعوي سري ؟ . فأجابوا : يشرع للمسلمين المبتلين بالإقامة في دولة كافرة أن يتجمعوا ويترابطوا ويتعاونوا فيما بينهم ، سواء كان ذلك باسم أحزاب إسلامية أو جمعيات إسلامية ؛ لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى . " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 23 / 407 ، 408 ) . سادساً : نرى لك ولغيرك أن تنصر الحزب الإسلامي دون الانتساب إليه ؛ لما بيَّناه سابقاً من وجود محاذير في التحزب ؛ ويمكنك أن تنصر الحق الذي عندهم من غير انتساب ، فتكون حققت الأمرين معاً : عدم التحزب ، والاستجابة لمطلب أهلك ، فإن كان يمنع بالقانون نصرتهم إلا بالانتساب لهم : فنرى أن تحاول إقناع أهلك بأن انتسابك هو لمصلحة الإسلام والمسلمين ، فإن أبوا ، ولم يمكنك أن تخفي انتسابك لهذا الحزب عنهم ، وكنت في بيتهم وتحت طاعتهم : فالذي نراه لك عدم الانتساب لذلك الحزب ، وأما إن كنت منفصلاً عنهم : فلا تأثم إن لم تستجب لمطلبهم ، إن شاء الله . والله أعلم . انتهى في النهاية أتحف من يسألون (بخبث) عن علاقة الإسلاميين بالسياسة بهذه المؤلفات ليتعلموا من علمائنا ما لم يكونوا يعلمون وليبتلعوا ألسنتهم خيرا لهم من أن يسبوا أسيادهم في العلم والفقه من الذين أراد الله بهم خيرا ففقهم في الدين. هذه كتب مهمة في التكوين التأصيلي العام في السياسة الشرعية ، في جانبها الفقهي فقط ، لأنه هو الذي ينبغي أن ينال مزيد اعتناء به ؛ لتكوين الملكة الفقهية السياسية الشرعية ، وهي كالتالي : 1) رسالة القضاء لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . توثيق وتحقيق ودراسة الأستاذ أحمد سحنون . وهي أول رسالة في السياسة الشرعية كما أشار إلى ذلك العلامة السرخسي رحمه الله . 2) الخراج ، لأبي يوسف ، وهو كتاب أشمل من عنوانه ، حيث فيه من أصول السياسة الشرعية وتطبيقاتها في الأموال والإدارة والقضاء ، الشيء الكثير . 3) الأحكام السلطانية والولايات الدينية ، للقاضي الماوردي رحمه الله . وهو في الفقه السياسي الشافعي . 4) الأحكام السلطانية ، للقاضي أبي يعلى الفراء رحمه الله تحقيق الفقي . وهو مقارنبين الفقه السياسي الحنبلي مع مقارنة بالفقه السياسي الشافعي . وهناك دراسة للكتاب ومقارنته بكتاب الماوردي ، للشيخ محمد عبد القادر أبوفارس ، بعنوان : القاضي أبو يعلى الفراء وكتابه الأحكام السلطانية (مجلد) . 5) غياث الأمم في التياث الظلم ، لإمام الحرمين الجويني رحمه الله . 6) السياسة الشرعية ، لأبي العباس ابن تيمة ، وقد نصحني بالبدء به في السياسة شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله ! حين استشرته في التخصص في السياسة الشرعية . وكذلك تعليقات الشيخ محمد بن عثيمين عليه . والكتابان مجموعان في كتاب واحد طبع بإشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية بعنوان : 7) التعليق على السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية . وقد وفقني الله بفضله وكرمه للعناية به وتحريره وتخريجه متنا وتعليقا ، ولكن للأسف وجد فيه أخطاء لم يتم تصحيحها في الصف الأخير للكتاب ، وأرجو أن تستدرك في الطبعة التالية إن شاء الله ، كما أن طريقة تحريره التزمت بشكل كبير بشروط التحرير في مؤسسة الشيخ رحمه الله ، وهي شروط مبنية على رؤية للشيخ رحمه الله . 8) الطرق الحكمية ، لابن القيم ( يحبذ تحقيق الشيخ د. نايف الأحمد النسخة الأصلية لكونها رسالة علمية ، ولما فيها من فوائد مضافة ) . 9) تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام ، لبدر الدين بن جماعة ، تحقيق أستاذنا د. فؤاد عبد المنعم . 10) تبصرة الحكام ، لابن فرحون . 11) معين الحكام ، للطرابلسي . 12) ضياء السياسات وفتاوى النوازل مما هو من فروع الدين من المسائل ، للعلامة عبد الله بن محمد فودي . رحمه الله . 13) إكليل الكرامة وتبيان مقاصد الإمامة ، لسيّد صديق حسن خان القنوجي . رحمه الله . 14) السياسة الشرعية في الأحوال الشخصية ، للقاضي د.عبد الفتاح عمرو رحمه الله . 15) السياسة الشرعية والفقه الإسلامي ، لشيخ شيوخ مشايخنا في السياسة الشيخ عبد الرحمن تاج رحمه الله . 16) المدخل للسياسة الشرعية ، لشيخ شيوخنا في السياسة عبد العال عطوه رحمه الله . 17) الرتبة في طلب الحسبة ، للماوردي . 18) معالم القربة في أحكام الحسبة ، لضياء الدين محمد بن أحمد القرشي المعروف بابن الإخوة . 19) التراتيب الإدارية للكتاني . 20) منهج عمر بن الخطاب في التشريع ، للدكتور محمد البلتاجي . وكل ما ذكرته فهو إما مجلد أو دونه ، إلا كتاب التراتيب فهو في مجلدين . وهناك كتب كثيرة ، لكنني حاولت انتقاء ما أراه مغنيا منها عن غيره عند التزاحم قدر المستطاع ، مع تأثري ببعض عوامل الموازنة ذات البعد التربوي والنقدي . أحبابي الكرام : هذا غيض من فيض مكتبة ذخرت بنتاجات عقول أذكى الأذكياء وأعلم العلماء من سادتنا وسلفنا الصالح الذين نفخر بأننا ننتمي إليهم وليمت أصحاب الثقافات الغربية بغيظهم فالله من ورائهم محيط. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وكتب ونقل أبو أنس / أمين بن عباس عفا الله عنه للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
حكم الانضمام إلى حزب إسلامي في بلد علماني ؟
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابن عباس
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ******* جزاكم الله عنا خيرا يا مولانا المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
إسلامى, الانضمام, علماني |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 2 ( 0من الأعضاء 2 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين | الاشبيلي | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 5 | 27.06.2011 02:48 |
إسلامي و البندقية | طائر السنونو | القسم الإسلامي العام | 16 | 18.06.2011 22:15 |