آخر 20 مشاركات |
|
أدوات الموضوع | أنواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
ما هو تفْسير قوله تعالى " من شرّ غاسق إذا وقب " ؟ بُلوغُ نهاَية الأرب ردّ شُبْهة " منْ شرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَب ".
الحمد لله المتصف بأسماء وصفات الجلال والكمَال .. وصلى الله وسلم على النبي المُختار وآل بيته الأطهار والصحابة والتابعين الأبرار .. ثم أما بعْدُ : خلال مرُوري على بعْض ما كُتبّ ضد الإسْلام عامّة والقرآن خاصّة وجدْت أنّهم حشروا أنُوفهُم في آية قُرآنية أرادوا أن يجْعلوها حلقَة في أفواه المَسيحيين للنيْل من المُسلمين بُغية الإنتصار لمُعتقدهم الوثني وأتكلم هنا بالإطلاق لا بالتقييد , فكُلّ من أثار هذه الزوْبعة اللاعلمية هم أصحاب مُعْتقد وَثنيّ وليس هذا مجال بسط الدلائل فيه , ولكن أشد ما أثار انتباه الطاعنين في هذه الآية القُرآنية هو أن في كتابهم الذي يُقدسُّونه نُصوص تُشجع على الإنحلال الأخلاقي وعلى الجنس المُقدس , ونصوص أخرى تحرّك قُلوب الزُّهّاد العُبّاد كثديين بحجم العناقيد والذكر – العضو التناسلي – والفرج وزغزغة الثديين وترائب العذراوات , والسائل المنوي واللفاح [ أُكلة تهيّج الرجل والمرأة من أجل الجماع أو الجنس المُنْحل ] .. وغير ذلك فبدأوا بالبحث في القرآن ليجدوا لهم مخرج ويُسقطوا القوْل بأن كتابهم جنسي 100% على القرآن الكريم فكانت هذه محاولتهم فلننظر هل محَاولتهم هذه ثابتة الرّكيزة أم أنها نسيج خيُوط العنكبوت ﴿ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ . 1/*- شرح قوله تعالى ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ . 2/*- تفْسير قوله تعالى ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ بأنه “ الذَّكَر إذا انْتصَب ” . هل يصحُّ هذا الوجْه .؟ 3/*- اعتراضات والردّ عليها . شرح قوله تعالى ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ هذه الآية هي آية عامة مُطلقة يدخل تحتها كل ما هو شرّ يجب التعوذ منه بدون العدول عن حقيقة المعنى القرآني . وقد انتصر لهذا القول إمامُ المفسرين محمد بن جرير الطبري 310 هـ في [ جامع البيان ط : مُؤسسة الرسالة , م 24 ص 704 ] وغيره وبين أنه لم يتم تخصيص الآية بل هي عامة , والتعوّذ المُراد هنا هو كل ما يأتي بالظّلام فمثلا الليل يأتي بالظلمة . ومعنى كلمة ” غسَقَ ” أي الظلام وغاسق مُظلم , من غسق يغسق غسوقا , والغسُوق هو حلول الظلام , ويقول أبو جعْفر النّحّاس بأن من رجع إلى اللغة سيجد أنه يُقال ” غسق إذا أظلم فاتّفقت الأقوال لأن الشمس إذا غربت دخل الليل ” { النحاس في “إعراب القرآن ” ط : دار الكتب م 5 ص 197 }. وتفسير الغسوق بحُلُول الظلام هو الذي عليه أكثر أهل التفسير أما لماذا اختلف أهل التفسير في شرح هذه الآية كل منهم قال شيء سأرد على هذا الإعتراض في مكانه إن قدّر الله تعالى . وأما ” وقب ” إذا ربطناها بالليل فهي تعني إذا الظلام إذا حل أو دخل … الخ . قد يقول قائل لماذا اخترت تفسير كلمة ” غسق ” بظلام الليل ؟ أرد بأن كلامي ليس من مكيالي وجُعبتي فأنا إذا جئت بشيء يكون عن مصْدر ، ومصْدري هو القرآن . أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا , ما وجه التصاق الغسق بالليل في الآية الكريمة ؟ له وجه واحد وهو كناية على حلول الظلام فيكون الليل , وهذا المذهب قلت انتصر له كثير من أهل التفسير كابن عباس ومحمد بن كعْب القُرظي والحسن البصري والضحّاك وخُصيف وقتادة وعطية وابن وهب ويونُس ومعمر وأبو صالح ومعاوية وعلي وسفيان وابن أبي عديّ … وغيْرهم . قال ابْنُ قيس الرُّقَيَّات : إِنَّ هَذَا اللَّيْلَ قَدْ غَسَقَا … وَاشْتَكَيْتُ الْهَمَّ وَالْأَرَقَا . قَالَ آخَرُ : يَا طَيْفَ هِنْدٍ لَقَدْ أَبْقَيْتَ لِي أَرَقًا … إِذْ جِئْتَنَا طَارِقًا وَاللَّيْلُ قَدْ غَسَقَا وهذه الآية كما قلت سابقاً عامة يدْخل في تفسيرها القمر أيضا لما رواه الترمذي والنَّسَائي وغيرهما بسند صححه شيخنا اللأباني والأرنؤوط وغيرهما من حديث أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِي ، فَأَرَانِي الْقَمَرَ حِينَ يَطْلُعُ ، وَقَالَ : ” تَعوَّذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الْغَاسِقِ إِذَا وَقَبَ “. وهذا يتفق مع التفسير الذي قلنا ، لأن ظهور القمر كناية على حلول الظلام في الأرض ، وكذا القمر يرتبط ارتباطا عجيبا بالسحر وأعمال السحر ، فتجد أن أفضل الأيام التي يحبها الساحر هي الأيام البيض المقمرة ، لسبب نحن نعلمه الله يعلمه . قال أبُو زكريا بن منْظور الفراء المتوفى: 207هـ في ” معاني القرآن ” ط : الدار المصرية 3 / 301 :{ الغاسق : الليل « إِذا وَقَبَ » إِذَا دخل فِي كل شيء وأظلم ، وَيُقَال: غسق وأغسق }. وانظر أيضا قول بن قُتيْة الدينوري المتوفى: 276هـ في ” غريب القُرآن ” ص477 . وأيضا قول أبو محمد بن رفيع التُستري في تفسيره ط: دار الكتب العلمية ص210 . وانظر ” بحر العلوم ” لأبو الليث السمرقندي 3 / 636 . قال ابن القيم الجوْزية المُتوفى سنة 297هـ في ” زادُ المسير ” 4 / 509 { قال اللغويون : ومعنى «وقب» دخل في كل شيء فأظلم. و «الغسق» الظلمة }. وانتصر لهذا القول الشوْكاني رحمه الله في ” فتح القدير ” ط : دار ابن كثير 5 / 639 حيث قال {مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ الْغَاسِقُ: اللَّيْلُ ، وَالْغَسَقُ : الظُّلْمَةُ ، يُقَالُ : غَسَقَ اللَّيْلُ يَغْسِقُ إِذَا أَظْلَمَ }. وأقرّهُ شهاب الدّين الآلوسيّ في ” روح المعاني ” دار الكتب العلمية 15 / 520 بقوله { تفسير الغاسق بالليل والوقوب بدخول ظلامه }. وانتصر لهذا القول أيضا أبو محمد بن بن مختار القيرواني المالكي في ” الهداية إلى بلوغ النّهاية ” م 12 ص 8509 و 8510 . الكثير ممن انتصروا لهذا المذْهب القائل بأنه ظلام الليل لما يدخل كالقشيري في ” لطائف الإشارات ” و “الوجيز ” للواحدي و ” الكشاف “للزمخشري .. الخ . معنى الآية الكريمة اتضح . تفْسير قوله تعالى ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ بأنه ” الذَّكَر إذا انْتصَب ” . هل يصحُّ هذا الوجْه .؟ كلا ولسنا نرْفُضه بدون أيّ سبب كما رفَضَ المسيحيون الأوائل أكْثر من 100 إنجيل بدُون سبب , كلا لا يذْهبن بك عقلك إلى ذلك الجانب , فنرْجع ونقُول بأن تفسير قوله تعالى ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ يعْني الذّكر – الجهاز التناسلي للرجل – إذا انتَصَب قول لا يسْتقيم أبدا مع السورة فكُلُّنا نعْلم أن هذه السورة نزلت على الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم لما اجتمع لبيد بنُ الأعصم وأخواته فسحرُوا النّبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى عليه ملكان أظهرا له موضع السحر ومن سحره وأنزل عليه سورة الفلق والناس وسُميّتا بالمُعوذتين والرواية التي ذكرَت ذلك هي التي ذكرها هبَة الله اللالكَائي في ” شرْح أصول اعتقاد أهْلُ السُّنّة والجَماعة ” ط : دار طيبة المجلد 7 حديث رقم 2272 , بسَند صحيح لا غُبار عليه ووقفْت على صحة السند بنفْسي من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابَهُ شَيْءٌ ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ ، فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ : ” يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ ، أَتَانِي آتِيَانِ ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ : مَا بَالُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ، قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ: فِيمَ ؟ قَالَ : فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ ، قَالَ : وَأَيْنَ ؟ قَالَ : فِي جُفِّ طَلْعَةٍ تَحْتَ رَعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ “. قَالَتْ : ” فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبِئْرَ ، فَاسْتَخْرَجَهُ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي رَأَيْتُهَا كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةٌ مِنَ الْحِنَّاءِ ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ » . قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ لَهُ : أَلَا تَنْتَصِرُ ؟ قَالَ : « أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا» ، قَالَتْ: « وَنَزَلَتْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، حَتَّى خَتِمَتِ السُّورَةَ » . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ }. وهذا الحديث رواه البيْهقي بسند ضعيف من حديث عائشة رضي الله عنها إذ أن في إسناد رواية البيهقي في الدلائل مجْروح وهو محمد بن السائب الكلبي المتروك وقد روى في هذا الإسناد عن أبي صالح وقد صرّح ابن السائب بعظمة لسانه بأن كل ما رواه عن أبي صالح كله كذب فلهذا تم تضعيف الرواية , وقد أشار البيهقي في الدلائل بقوله الرواية الأولى أصح وهي رواية البخاري , وللإشارة رواية البخاري ليس فيها ” نزول المعوذتين ” ولكن قد أشار الحافظ ابن حجر في الفتح لهذه الرواية ولم يُضعّفها ولم يقُل فيها شيء , وكذا أقرّها ابن كثير الدمشْقي في ” البداية والنهاية ” ط : إحياء التُّراث م 6 ص 44 بقوله { الْمَشْهُورُ فِي الصَّحِيحِ: أَنَّ لَبِيدَ بْنَ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيَّ هُوَ الَّذِي سَحَرَ النَّبيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مشط ومثاقة في جفّ طلعة ذكر تحت بئر ذروان ، وأن الحال استمر نحو ستة أشهر أَنْزَلَ اللَّهُ سُورَتَيِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ } . وذكرها الواحدي في أسباب النُّزول ص 474 بتحقيق الحُميدان . وعند البخاري روَاية تُبيّن بأن ما قُلناه له وجه الصحة إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ عليه المُعوذتين إذا اشتكى من مرض مَا والرواية كما قال البخاري كالآتي : حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة، عن عائشة أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات ويَنفث، فلما اشتد وجَعُه كنت أقرأ عليه وأَمسح بيَده رجاء بركَتها. وأشار شهَاب الدين القُسْطلاني في “إرشاد السّاري ” الطبعة السابعة م 5 ص 292, للحديث الذي فيه ذكر المُعوّذتين واستشهد به . فإذا استقرّ هذا وجب علينا أن نسْأل : ما دخْل انتصاب ذكر الرجل في هذا الحال والموضع ؟ إن كانت الآيات نزلت من أجل أن تشفي النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من الأمراض كالسحر وغيره فلماذا نحشر تفسير انْتصاب الذَّكَر هنا ؟ اقرؤوا سورة الفَلقِ كاملة وستجدون بأنها متناسقة المعنى والهدَف وكلها تتحدث عن معنى واحد , وهي التعوّذ من أفعال الخلائق , فقوله تعالى ” من شرّ ما خلق ” كناية عن شراَر الخلق ,” ومن شر غاسق إذا وقب ” أي من شر ما يُعمل إذا حلّ الظلام أو إذا انسكف القمَر , ” ومن شر النَّّفَاثات في العُقَد ” كناية عن الساحر الذي ينفُث في عقدة السحر , ” ومن شرّ حاسد إذا حسد ” معلوم معناها ! فتوجّب السؤال مرة أخرى بأي وجْه نُدرج تفسير ” انتصاب الذكر ” تحْت قَوله تعالى ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ ؟ فهذا تفسير شاذ لا يُقول به عاقل عالِم , أما ما رُوي أن ابن عباّس أُثر عنه هذا القوْل فهذا كلام مُرسل مُعلق إذ يفتقر إلى المصْدر وقد بحثْتُ في كتب الحديث وشروحه فلم أجد له إسناد ، لذلك ها أنذا أنادي بكل ما أملك من جهْد وأقول : أعطوني إسناداً صحيحاً عن ابن عباس يقول فيه بأن شرح الآية هو انتصاب الذكر … فإن لم تجدُوا فاعلموا بأن ما بُني على باطل فهُو باطل . اعتراضات والرد عليها قال المُعترض وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (الفلق 3) = من شر قضيب الرجل اذا انتصب !!{ وقب } في كلام العرب: دخل، وقد قال ابن عباس في كتاب النقاش: ” الغاسق إذا وقب “: ذكر الرجل {تفسير “المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز” / ابن عطية}. الرد حديث ابن عباس لا سندّ له ولن نتكلّم فيه إلا إذا وقع أمامنا الإسناد كاملا وأنا بدوري أطالب بإسناد أثر ابْن عبَّاس , أما اعتماد ابن عطية رحمه الله مع فضله وعلمه الشاسع لا يطْعن ولا يحْتمل أي وجْه من وجوه الطعن في النص القرآني لأن المفْهوم من قول ابن عطية هو أن الذكر ليس اسمه الغاسق بل هو كناية ، والكناية هي لفظ أريد به غير معناه , بمعنى أعوذ بالله من شر ذكر الرجل إذا حل الظلام على الأرض وفي هذا إشارة إلى الزنا والعياذ بالله , والتعوذ من هذه الأمور مطلُوب بل واجب ذلك فالتعَوُّذ من إتيان الفرْج الحرام حصْن لك من الله وليس في هذا أدنى شُبهة أصلا , وعلى عمُوم القوْل لازال تفْسير الغاسق إذا وقب بانتصاب الذكر يفْتقر للدليل الذي يُقوّيه حتى نُفنّده . قال المُعترض عن ابن عباس : في قوله تعالى ” ومن شر غاسق إذا وقب ” قال: هو قيام الذكر. وقد أسنده بعض الرواة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه قال في تفسيره: الذكر إذا دخل. الكتاب: إحياء علوم الدين ـ الجزء الثالث ـ كتاب كسر الشهوتين ـ بيان اختلاف حكم الجوع وفضيلته واختلاف أحوال الناس فيه الكاتب: حجة الإسلام أبو حامد محمد الغزالي الطوسي الشافعي الرد الغزالي رحمه الله ذكرها على أنّها من نوادر التفسير , وقد ذكر بصيغة التمريض “رُوي ” مع انعدام الإسناد وهذا وحْده يرد رواية ابْن عباس لافْتقارها إلى الأصل أو ما يُسمّى عند أهل الحديث بالسَّند المُتصل . هذا وقد أطنَب العلاَّمة أبي عبد اللَّه مَحمُود بِن مُحَمّد الحَدّاد (1374 هـ) , في استخْراج ردّ وافي بخصوص هذا الحديث الذي أوْرده الغزالي رحمهُ الله فقال في كتَابه ” تخريج أحَاديث إحيَاء عُلوم الدّين ” ط : دار العاصمة 4 / 1615 : { قال صاحب القوت رويناه عن ابن عباس قلت والمشهور عن ابن عباس في تفسيره قال الليل إذا أقبل هكذا أخرجه ابن جرير وابن المنذر وروى عنه أيضاً الغاسق الظلمة والوقب شدة سواده إذا دخل في كل شيء أخرجه ابن السنّي في فوائده ورُوي عن مجاهد قال يعني الليل إذا دخل هكذا رواه ابن جرير وابن المنذر وإن صح ما قاله المصنف فهو نقل غريب عن ابن عباس وقوله هو قيام الذكر كأنه تفسير للوقوب والغاسق هو الذكر وهو في غريب اللغة (وقد أسنده بعض الرواة إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – إلا أنه قال في تفسيره الذكر إذا دخل) هكذا ذكره صاحب القوت قلت وهذا أغرب من الأوّل ولغرابة القولين نقلهما صاحب القاموس في كتابه وأسندهما للمصنف وهو إنما تبع صاحب القوت وكأنه لعدم اشتهار كتابه بين أيدي الناس تنوسي وجعل كأن الغزالي هو الذي أبدى هذين القولين وقد ذكرت في شرحي عليه كلاماً يحتاج إلى مراجعته وكان شيخنا أبو عبد الله بن الطيب رحمه الله تعالى ينكر هذا جداً ويدلك على هذا قول العراقي في تخريجه حديث ابن عباس موقوفاً ومسنداً لا أصل له . قال ابن السبكي: (6/ 336) لم أجد له إسناداً }. وقد ردّ الإمَام شهاب الدين الآلوسي في ” روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ” ط : دار الكُتب 15 / 520 على ما جاء في إحياء علوم الدين بقوله : { ذكر المجد الفيروزآبادىّ في القاموس في مادة وقب قولا في معنى الآية زعم أنه حكاه الغزالي وغيره عن ابن عباس ولا أظن صحة نسبته إليه لظهور أنه عورة بين الأقوال } . ولا زال أثر ابن عباس يحْتاج إلى سند . قال المُعْترض من شر غاسق إذا وقب إنه الذكر إذا انتصب. الكتاب: الإتقان في علوم القرآن ـ النوع الثامن والسبعون في معرفة شروط المفسر وآدابه الكاتب: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين ، الخضيري ، المعروف بـ جلال الدين السيوطي. الرد هذا تدليس وتمْويه يبْتغي سارق هذا القول أن يُوهمنا بأن السيّوطي رحمه الله استشهد وفسّر قوله تعالى ﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ بأنه الذكر إذا انتصب وهذه مُحاولة مُستميتة لدعْم فكْر خاطئ للأسف لأن السيوطي لم يورد هذا التفْسير على أنه صحيح بل أوْرده في باب “ غرائب التفْسير ” وإذا قرأْنا بمَا ابتدأه في هذا الباب نجدُه يقُول : ” أَلَّفَ فِيهِ مَحْمُودُ بْنُ حَمْزَةَ الْكِرْمَانِيُّ كِتَابًا فِي مُجَلَّدَيْنِ سَمَّاهُ ” الْعَجَائِبَ وَالْغَرَائِبَ “ ضَمَّنَهُ أَقْوَالًا ذُكِرَتْ في معاني آيات مُنْكَرَةً لَا يَحِلُّ الِاعْتِمَادُ عَلَيْهَا وَلَا ذِكْرُهَا إِلَّا لِلتَّحْذِيرِ مِنْهَا .. “. { الإتقان – للسيوطي م 4 ص 231 ط :مكتبة الثقافة } . وبدأ بسرْد التفاسير الغريبة المُنْكرة وذكر منها في ص 232 من نفس المجلد ال 5 : { وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ قَالَ فِي {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} إِنَّهُ الذَّكَرُ إِذَا انْتَصَبَ }. وبالتالي فالسيوطي 911 هـ أورد الكلام في باب يبين فيه غرائب التفسير وعجائبه ولم يورده على أنّه التفسير الصحيح للآية ، فييكفيكم ضحك على العقول . والحمد لله رب العالمين . : بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [ الأنبياء : 18 ] . كتبه : أخُوكم ” الباحث المحاور “. حسابي على = الفيسبوك من هنا للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
ما هو تفْسير قوله تعالى " من شرّ غاسق إذا وقب " ؟ بُلوغُ نهاَية الأرب ردّ شُبْهة " منْ شرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَب ".
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
حارس الحدود (أستاذ باحث)
المزيد من مواضيعي
آخر تعديل بواسطة حارس الحدود (أستاذ باحث) بتاريخ
14.03.2017 الساعة 14:20 .
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ حارس الحدود (أستاذ باحث) على المشاركة المفيدة: | ||
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
up المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
نهاَية, هَذَا, وَقَب, المرة, بُلوغُ, تعالى, تفْسير, شُبْهة, عاشق, غَاسِقٍ, قوله |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 1 ( 0من الأعضاء 1 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
هل فعلاً فى النصرانية "أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" و"أحبوا أعداءكم" !؟ | الشهاب الثاقب | القسم النصراني العام | 6 | 23.11.2015 15:39 |
تفسير قوله تعالى "قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا" | * إسلامي عزّي * | القرآن الكـريــم و علـومـه | 2 | 16.09.2013 10:38 |
حوار بين الأخ "الإشبيلي" والضيف "تنوير" حول "حقيقة وجود إله للكون" | الاشبيلي | الرد على الإلحاد و الأديان الوثنية | 51 | 26.11.2011 18:23 |
شبهة: الاسلام يدعو الي تعدد الآلهه والدليل قوله تعالي " قل هو الله احد " !!!! | نور اليقين | إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم | 2 | 19.12.2010 23:53 |