رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
دعوة غير المسلمين والبشارة بالنبي الأمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما أمر والصلاة والسلام على خير البشر الشفيع المشفع في المحشر وعل آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر الأكبر، وبعد... الداعية إلى الله حكيم حليم عاقل هدفه الوصول إلىقلوب الناس قبل عقولها؛ لأنهم لو أحبوه وآمنوا بما يقول فسيِعملون عقولهم في كلامه إعمال القابل الراضي لا إعمال الرافض الساخط.. والداعية إلىالله يتعامل مع العقول حسب مقدرتها لا حسب مقدرته، ولا يحملها فوق طاقتها. وقد فهم ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قول الله _تعالى_: " ولكن كونوا ربانيين " فقال: (كونوا حلماء فقهاء) وقال البخاري: (ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره) والبدء بصغار العلم مرجعه مراعاة العقول حتى لا تنفر من الدعوة. قال ابن حجر: (والمراد بصغار العلم ما وضح من مسائله، وبكباره ما دق منها) فتح الباري 1\162 وربانية الدعوة إلى الله لا تتم بمجرد تبليغ الأحكام والأدلة فقط وإنما باتخاذ الوسائل الحكيمة للوصول إلى هداية الناس، ولا شك أن دعوة غير المسلمين أصعب وأشق على الداعية من دعوة المسلمين أنفسهم ذلك بأن غير المسلمين لا يقتنعون إلا بما يوافق أفهماهم سواء أكانوا على علم بدينهم أم لم يكونوا ، ولذلك فإن من الحكمة عند دعوة غير المسلمين أن نحدثهم بما يفهمون كما ورد في الأثر (خاطبوا الناس على قدر عقولهم) ، وتتضح هذه المسألة جليا في مسألة (البشارة بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في الكتب السابقة ) وانظر إلى تنظير العلماء الذين فتح الله عليهم في هذا المجال وكيف كانوا يخاطبون غير المسلمين بما يوافق أفهامهم. وما أجمل أن تجد أحدهم بعد أن يشرح الله صدره للإسلام هو هو من يقوم بالدعوة والتنظير. يقول الدكتور محمد جميل غازي (رحمه الله): لي تعقيب بسيط على قضية البشارات والتي أرجو أن ننتبه لها جيدًا ، وهي في ثلاثة نصوص . لقد ورد في إنجيل ( لوقا 2 : 14) قوله عن تسبيح الملائكة : " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " . كذلك ورد في (سفر التكوين 17 : 20) : " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ، هأنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدًا . وأكثره اثني عشر رئيسًا يلد وأجعله أمة كبيرة " . كذلك ورد في إنجيل ( متى 11 : 13- 14) : " لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا . وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي " . ولنذهب الآن لدراسة النص الأول ، ولسوف أنقل هنا تعليقًا عليه لأحد المسيحيين الذين أسلموا وهو عبد الأحد داود الذي كان مطرانًا للموصل . لقد قدم سيادته بحثًا لغويًّا استنبط منه أن ميلاد المسيح كان بشارة بميلاد محمد ، وأورد من إنجيل لوقا ما يدل على ذلك : فقد جاء في إنجيل لوقا أنه عند مولد المسيح ظهر جمهور من الجنود السماوية للرعاة السوريين وأخذ هؤلاء الأملاك يترنمون بالنشيد الآتي : " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " . وهذا هو النص الموجود في الترجمة العربية كثيرة الانتشار . أما النص في الترجمة التي قامت بها " جمعية التوراة-Bible Society " فهو : " الحمد لله في الأعالي . على الأرض سلامة . وفي الناس حسن رضى " ويقول السيد عبد الأحد : إن هؤلاء الأملاك لم يتكلموا باللغة العربية ولو تكلموها ما فهم هؤلاء السوريون ، ولم يتكلموا كذلك بلغة غير لغة هؤلاء الرعاة ، لأن طبيعة الرعاة ألا يعرفوا لغات أجنبية لقلة ثقافتهم . وإذا كانت الأنشودة باللغة السوريانية لغة الرعاة ، فما هي كلمات الأنشودة بهذه اللغة وما ترجمتها الحقيقية وبخاصة الكلمتين : السلام أو سلامة ، والمسرة أو حسن الرضى ؟ وقبل أن يجيب سيادته على هذا السؤال يؤكد تأكيدًا قاطعًا أن ترجمة الكلمتين السوريانيتين : السلام أو سلامة ، والمسرة أو حسن الرضى ، إنما هي ترجمة خاطئة . ويتساءل ما معنى " على الأرض السلام أو سلامة " ، وأي سلام شهدته الأرض منذ خلقها ؟ وقد دنسها أحد ابني آدم حين قتل أخاه في مطلع البشرية ، واستمر بعض أولاد آدم يقتلون إخوتهم دون توقف حتى العهد الحاضر ، وأصبح طبيعيًا للنوع البشري أن يعيش عيشة تكاد تكون مستمرة بين الفجائع الوخيمة والاختلافات والحروب التي جبلت عليها الطبيعة البشرية . وأن ما يقال في هذه الجملة يقال كذلك في الجملة الأخرى : " وبالناس المسرة " أو " وفي الناس حسن الرضى " ، فأين المسرة التي رآها الناس وما قيمتها إذا قيست بالدموع والعرق والكفاح والآلام التي يعانيها الجنس البشري ؟ وأين حسن الرضى الذي أظهروه والأطماع لا تحد والكفاح لا يلين ؟ . ومما يؤيد بطلان هذه الترجمة أن تولستوي المفكر الروسي الشهير كتب مؤلفًا عن الأناجيل الأربعة ورتب من الأربعة أناجيل إنجيلًا واحدًا رابطًا جمل الآيات المفيدة على زعمه بعضها ببعض . ولم يثبت تولستوي هذه الآية في إنجيله الشامل زاعمًا أنها من الآيات المعروفة التافهة ومن لغو القول . وبعد هذا يورد السيد عبد الأحد الكلمتين الأصليتين وهما : " إيريني- وأيادوكيا " ويوضح ببحث لغوي طويل أن " إيريني " معناها الإسلام ، وأن (أيادوكيا) معناها أفعل تفضيل من الحمد أي أكثر الحمد أو أحمد . والمعنى العام كما يراه هو : " الحمد لله في الأعالي . أوشك أن يجئ الإسلام في الأرض . يقدمه للناس أحمد " . ويؤكد مرة أخرى أنه لو كان المقصود سلام بمعنى الأمن وعدم الحرب لاستعملت كلمة " شام " السوريانية أو " شالوم " العبرانية . وأما بخصوص النصين الآخرين فسوف نجري عملية حسابية بسيطة تتعلق بما يعرف باسم " حساب الجمل " وهو حساب عرفه علماء بني إسرائيل واستخدموه في تفسيراتهم للتنبؤات . فهذه هي الحروف وما يقابلها من أعداد : ي ط ح ز و هـ د ج ب أ 10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 ر ق ص ف ع ص ن م ل ك 200 100 90 80 70 60 50 40 30 20 غ ظ ض ذ خ ث ت ش 1000 900 800 700 600 500 400 300 ولنرجع الآن للنص الثاني من النصوص الثلاثة السابقة وهو الذي يقول فيه الرب لإبراهيم : " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه . هأنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدًا . اثنا عشر رئيسًا يلد وأجعله أمة كبيرة " . إن كلمتي " كثيرا جدا " تقابلها في اللغة العبرية " بماد ماد " وكذلك كلمتي " أمة كبيرة " تقابلها في اللغة العبرية " لجوي جدول " . ولحساب القيمة العددية للكلمتين العبريتين " بماد ماد " نجدها كالآتي : ب م أ د م أ د 2+ 40+ 1+4 +40 +1 + 4 = 92 وكذلك بحساب القيمة العددية للكلمتين العبريتين " لجوي جدول " نجدها كالآتي : ل ج و ي ج د و ل 30+ 3+ 6+ 10 + 3+ 4+ 6+ 30= 92 والآن نحسب القيمة العددية لكلمة " محمد " فنجدها كالآتي : م ح م د 40 + 8 + 40 + 4 = 92 إن هذا يبين وفق حسابات علماء بني إسرائيل في استخراج النبوءات ، أن بركة إسماعيل التي وعد الله بها إبراهيم ستظهر في شخص محمد . بعد ذلك نذهب لدراسة النص الثالث الذي أورده إنجيل متى في قوله على لسان المسيح : " لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا . وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياء المزمع أن يأتي " . وبحساب القيمة العددية لكلمة " إيلياء " نجدها كالآتي : أ ي ل ي أ ء 1 + 10 + 30 + 10 + 1 + 1 = 53 ثم بحساب القيمة العددية لكلمة " أحمد " نجدها كالآتي : أ ح م د 1 + 8 + 40 + 4 = 53 إن هذا يبين مرة أخرى أن النبي الذي أعلن المسيح مجيئه من بعده - كما تبينها عبارته عن المستقبل بقوله " المزمع أن يأتي " -إنما هو " أحمد " . وهو واحد من الأسماء المشهورة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم . وصدق الله العظيم إذ يقول القرآن الكريم في سورة الصف { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
دعوة غير المسلمين والبشارة بالنبي الأمين
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
ابن عباس
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :2 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
إلى حبيب قلبي وقرة عيني
رسولِ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقولُ : عُذْرًا رَسُولَ اللهِ عُذْرًا رَسُولَ اللهِ يَا خَيْرَ الْوَرَى * أَفْدِيـكَ مِـنْ أَهْـلٍ وَ مِنْ خِلانِ عُذْرًا فَإنِّي قَـــدْ سَمِعْتُ مَقَــالَةً * مَسْـمُومَةً هُـــزَّتْ لَهَا أَرْكَانِي عُذْرًا فَإنَّ الْخَطْبَ جِدٌّ مُوجِـــعٌ * ذُبِحَ الْفُــؤَادُ بِعَجْــزِهِ وَيُعَـانِي نَبَحُوا عَلَيْكَ فَيَا سِقَامَ عُقُــولِهِمْ * بُرِّئْتَ مِــنْ عَيْبٍ وَمِنْ نُقْصَانِ مَا ضَرَّ نَجْمًا فِي السَّمَاءِ نُبَاحُ مَنْ * يَعْـوِي بِجَهْلٍ مِنْ صِغَارِ الشَّانِ لَكِنْ عَزَائِي فِي الإلَــــــــهِ فَإنَّهُ * يَكْفِيـكَ مِنْ إنْسٍ عَدَا أَوْ جَانِ تَكْفِيكَ تَزْكِيَةُ الإلَــــــهِ وَحَسْبُهُ * ثَبَتَ الْبَيَــانُ بِمُحْــكَمِ الْقُـرْآنِ يَكْفِيكَ دَيَّانُ الْخَــــــلائِقِ كُلِّهَا * مِنْ شَــرِّ سَـاقِطَةٍ وَ مِنْ شَيْطَانِ لا عُذْرَ مَقْبُــــولٌ لَدَيْهِ فَقَدْ غَدَوْ * بِمَقُولَةٍ فِي سَخْــطَةِ الرَّحْــمَنِ يَهْوونَ فِي لُجَجِ الْجَحِيمِ بِغَيِّهِمْ * سَبْعِينَ عَامًا فِي لَظَى النِّيـرَانِ إلا إذَا تَابُـوا يُتَـابُ عَلَيْـهِمُ * بِمَشِـيئَةِ الرَّبِّ الْعَظِـيمِ الشَّانِ وَيُقَــــامُ حَدُّ اللهِ فِي تِلْكَ الْتِي * سَبَّتْ رَسُــولَ اللهِ فِي الأعْيَانِ هَــذَا وَإنَّي قَـدْ بَرِئْتُ إلى الَّذِي * بَرَأَ الْعِبَــادَ بِلُطْفِ ذِي سُلْطَانِ ثُـمَّ الصَّــــلاةُ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ * وَ كَذَا الصِّحَابِ وَكُلِّ ذِي إيمِانِ (شعر المتوسل إلى الله بحب النبي) أبو أنس المزيد من مواضيعي
|
الأعضاء الذين شكروا ابن عباس على المشاركة : | ||
رقم المشاركة :3 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
قال تعالى:{ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد }
قال: أبو الحسن الماوردي في كتابه النكت والعيون وهذه البشرى من عيسى تتضمن أمرين : أحدهما : تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه ، وذلك لا يكون منه بعد إعلام الله له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته . الثاني : ليكون ذلك من معجزات عيسى(1) عند ظهور محمد صلى الله عليه وسلم،وهذا يجوز أن يقتصر عيسى فيه على إعلام الله له بذلك دون أمره بالبلاغ . وفي تسمية الله له بأحمد وجهان : أحدهما : لأنه من أسمائه فكان يسمى أحمد ومحمداً (2)قال حسان : صلى الإله ومن يحف بعرشه ... والطيبون على المبارك أحمد الثاني : أنه مشتق من اسمه محمود ، فصار الاشتقاق اسماً ، كما قال حسان : وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد(3) ــــــــــــــــــــــ (الهامش) (1) ... فظهور نبوته تصديق لنبواتهم وشهادة لها بالصدق فإرساله من آيات الأنبياء قبله وقد أشار سبحانه إلى هذا المعنى بعينه في قوله (جاء بالحق وصدق المرسلين ) فإن المرسلين بشروا به واخبروا بمجيئه، فمجيئه هو نفس صدق خبرهم، فكأن مجيئه تصديقا لهم إذ هو تأويل ما اخبروا به ولا تنافي بين هذا وبين القول الآخر أن تصديقه المرسلين شهادته بصدقهم وإيمانه بهم فانه صدقهم بقوله ومجيئه فشهد بصدقهم بنفس مجيئه وشهد بصدقهم بقوله ومثل هذا قول المسيح (ومصدقا لما بين يديه من التوراة وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد) فان التوراة لما بشرت به وبنبوته كان نفس ظهوره تصديقا لها ثم بشر برسول يأتي من بعده فكان ظهور الرسول المبشر به تصديقا له كما كان ظهوره تصديقا للتوراة فعادة الله في رسله ان السابق يبشر باللاحق واللاحق يصدق السابق فلو لم يظهر محمد بن عبد الله ولم يبعث لبطلت نبوة الأنبياء قبله والله سبحانه لا يخلف وعده ولا يكذب خبره ... وانظر [هداية الحيارى لابن قيم الجوزية ] (2)لأنّ صفاته، عليه الصلاة السلام، تستجلب الحمد في أقوى صوره، وأجلاها، وأفضلها. فهو إذن يُحمدُ أكثر من غيره، لأن صفاته تجعله يُحمد من الناس أكثر. أمّا ( محمّد) فدال على كثرة حمد الحامدين إيّاه. وعليه فإذا قصدنا بالاسم الصفة الذاتيّة، التي تدفع الناس إلى حمده، عليه السلام، فهو (أحمد)، أمّا إذا نظرنا إلى ردّة فعل الناس عندما يصفونه، عليه السلام، بما يليق بصفاته، فإنّه يكون عندها محمداً. فهو، عليه السلام، أحمد في ذاته، ومحمّد ومحمودُ من قبل الناس. ... وذلك لما يتجلى فيها من صفات حميدة، هي شخصية الرسول، عليه السلام، فهو أحمد من غيره على مدى التاريخ البشري وإلى يومنا هذا. فتبشير عيسى، عليه السلام، كان برسول يأتي من بعده، صفته أنّه أحمد من غيره. ... انظر قوله تعالى :" اسمه المسيح عيسى ابن مريم ". ثم انظر قوله تعالى:" إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا " وانظر قوله تعالى:" فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحق يعقوب ". ويعقوب، عليه السلام، هو أيضاً في القرآن الكريم إسرائيل، كما أنّ يونس، عليه السلام، هو أيضاً ذو النون، وإدريس، عليه السلام، فيما يرجحه بعض المفسرين هو إلياس، ومحمد، عليه السلام، هو أحمد. وانظركتاب من أسرار الأسماء (3)وهنا يلزمنا الرد على إشكال أثاره كثير من جهلة المستشرقين فاسم الرسول صلى الله عليه وسلم محمد، والآية تقول: { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد } ، فكيف يدفع الإشكال بين هذا وذاك؟ وأمثل ما قيل في هذا لدفع الإشكال: هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر، وأنا العاقب )، فقد ذكر الله سبحانه نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام في كتابه العزيز باسم محمد وباسم أحمد، { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ } [الفتح:29]. وأحمد: من الحمد، أي: أحمد الناس لربهم، وأكثرهم حمداً لربهم هو عليه الصلاة والسلام محمد. ومحمد بمعنى: محمود يحمده غيره، فتحمده الملائكة في الملأ الأعلى، ويحمده من آمن به عليه الصلاة والسلام، فالمادة واحدة، فأحمد من: أحمد الناس لربهم سبحانه، ومحمد من: المحمود، وهو المحمود ممن آمن به، ومحمود من ملائكة الله عليهم السلام. فلا إشكال؛ فأحمد هو محمد كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، وكما قال ربنا سبحانه. وراجع سلسلة التفسير لشيخنا مصطفى العدوي ( شرائط ) والحاصل: أن محمداً وأحمد كلاهما اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب". وقد جاء الإنجيل مبشراً برسول الله صلى الله عليه وسلم باسم محمد وباسم أحمد ،ففي إنجيل يوحنا الموجود حاليا ( يوحنا 14 : 16 : 15 : 26 و 16 : 7 ) تأتي كلمة " كومفورتر " ( Comforter ) في النسخة الإنجليزية ( والتي تترجم في التراجم العربية بـ " المعزى " ) عوضا عن الكلمة اليونانية " باراكليتوس " ( Paracletos ) التي تعني " المحامي " أو " المؤيد " أو " الشفيع " ( Advocate ) " الذي يُدعى لمساعدة أو معاونة ( إنسان ) آخر ، الصديق أو الولي الودود الحنون " . وهذه الترجمة مفضلة عن ترجمتها بـ " المعزى " . ويؤكد علماء(حاصلون على درجة الدكتوراة في الأدب والفلسفة ) أن كلمة " باراكليتوس " ( Paracletos ) تفسير خاص محرف أو قراءة محرفة لكلمة "بيريكليتوس " ( Periclytos ) . ومعناها المستوجب للحمد وأنه كان هناك في القول الأصلي لعيسى نبؤة خاصة بنبينا الكريم " أحمد " بالإسم . وحتى لو قرأناها " باراكليت " ( بارقليط أو فارقليط " ( Paraclete ) ، فإنها تشير إلى النبي الكريم ونجد في إنجيل ( يوحنا 15 : 26) : " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء ... فنجد في اللغة اليونانية أن كلمة " المعزي " المذكورة في إنجيل يوحنا هي باللغة اليونانية (بارقليط) ، وهذه الكلمة لها أربع معان هي : المعزي- المحمد- المحمود- الماحي .وقد تقدم الكلام عليها بفضل وحده. وينصر الله نبيه وتأمل معي :- لقد استعمل كتبة الأناجيل كلمة المعزي ، لماذا ؟ إنهم يمكرون ، { وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } . وليكن. لكنها تعني في الحقيقة : المواسي . إن من الواضح لكل الباحثين عن الحق بإخلاص أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو " الباركليت " الموعود ( The Promised Paraclete ) أو المعزى ( Comforter ) ، المسمى أيضا على سبيل التخيير بالمساعد أو المعين ( Helper ) والمحامي أو المؤيد أو الشفيع ( Advocate ) والناصح ( الأمين ) أو المشير ( Counsellor ) .. إلخ المذكور في نبؤات عيسى ( عليه السلام ) في إنجيل يوحنا . و قد ورد اسم الرسول " محمد " خمس عشرة مرة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه " أحمد " مرة واحدة، ولو كان الكاتب مسلماً لعمد إلى كتابته - ولو مرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } (الصف: 6). ثم لو كان كاتبه مسلماً لكتب معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن وأغفلتها الأناجيل، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول بانتحال مسلم لهذا الإنجيل. وانظر: هل العهد الجديد كلمة الله؟ نَبَحُوا عَلَيْكَ فَيَا سِقَامَ عُقُــولِهِمْ * بُرِّئْتَ مِــنْ عَيْبٍ وَمِنْ نُقْصَانِ مَا ضَرَّ نَجْمًا فِي السَّمَاءِ نُبَاحُ مَنْ * يَعْـوِي بِجَهْلٍ مِنْ صِغَارِ الشَّانِ |
رقم المشاركة :4 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
يـا من له الأخلاق ما تهوى العلا منهـا ومـا يتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيـم شمـائل يغرى ِبِهن ويـولع الكرمـاء فإذا سخوت بلغت بالْجود الْمدى وفعلت مـا لا تفعـل الأنواء وإذا عفـوت فقـادرا ومقـدّرا لا يستهيـن بعفـوك الجهلاء وإذا رحـمـت فأنـت أم أو أب هـذان فِي الدنيا هُما الرحماء وإذا غضبـت فإنمـا هـي غضبة في الحـق لا ضغن ولا بغضاء وإذا رضيـت فذاك من مـرضاته ورضـا الكثير تَحلّم وريـاء وإذا خطبـت فللمنـابـر هـزة تعرو النديَّ وللقلوب بكـاء وإذا قضيت فلا ارتيـاب فكأنَّمـا جاء الخصومَ من السماء قضاءُ وإذا أخـذت العهـد أو أعطيتـه فجميـع عهدك ذمة ووفـاء |
رقم المشاركة :5 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاك الله خيرا شيخنا بن عباس يشهد الله انى استفيد كثيرا من دروسك الرائعه
شكرا جزيلا جزاك الله خيرا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم و روح منه المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :6 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تسلم ايدك اخى الكريم بارك الله فيك لا اله الا الله سيدنا محمد رسول الله |
رقم المشاركة :7 (رابط المشاركة)
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخى الكريم ابن عباس أكرمك الله وجزاك كل خير
المزيد من مواضيعي
|
رقم المشاركة :8 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
جزاكم الله خيرا المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
والبشارة, الأنين, المسلمين, بالنبي, دعوة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 2 ( 0من الأعضاء 2 من الزوار ) | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
البشارة بالنبى المختار ,وحقائق تؤكدها الأيام | أسد الجهاد | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 8 | 17.10.2013 00:23 |
لكي يتم ما قيل بالنبي: « اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعة » | بن الوليد | المخطوطات و الدراسات النقدية | 6 | 07.01.2013 23:20 |
هل كلمة محمديم في الكتاب المقدس بشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام؟؟ | التائبة | البشارات بالنبي الكريم في كتب النصارى | 18 | 05.07.2010 17:44 |
هل فكرت يوما في دعوة المسلمين ؟ ادخل وشاركنا برأيك في هذا الموضوع البسيط | نور اليقين | قسم الدعوة والدورات والمشاريع الدعوية | 21 | 01.07.2010 22:11 |
الأنين | dr_Moslima | قسم الصوتيات والمرئيات | 2 | 02.09.2009 17:22 |