إفحام الأقران بإعجاز القرآن

[طالب علم السنة]

إفحام الأقران بإعجاز القرآن

الحمد لله على توفيقه ومنه وفضله وجوده وكرمه
وصلوات الله والسلام على النبي المصطفى الإمام
الهاشمي المجتبى النذير ما ناح طير الأيك والحمام

أسلوب القرآن، وما أدراك ما أسلوب القرآن!
يوقن كل من اطلع وتعمق في اللسان العربي، ودرس البلاغة العربية: أن القرآن بلغ ذروة الإعجاز فيها، فيرى آياته معلنة بنفسها أنها كلام الله. [ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً]
فأسلوبه وتأثيره وجمله ونظمه ومعناه ومبناه وخطابه وفحواه ، كلها شاهدة ناطقة بأنه وحي يوحى.

فلن أحيلك على وقوف فصحاء العرب فاغري أفواههم أمام عظيم بلاغة القرآن.
وعجزهم عن إجابة التحدي بأن يأتوا بسورة واحدة ثماثل هذا الكلام، فعجزوا وبُهتوا، وسكتوا وما ردوا.

ولكني سأنقل لك شهادة كبار علماء النصارى! بذلك:
فقد اعتراف المستشرق الفرنسي الدكتور جوزيف شارل ماردروس بعظمةالقرآن الكريم وذلك بعد أن كلفته وزارتا الخارجية والمعارف الفرنسية بترجمة معاني (62) سورة من السور الطوال التي لا تكرار فيها، ففعل .
ثم قال في مقدمة ترجمته الصادرة 1926م" أما أسلوب القرآن، فهو أسلوب الخالق جل وعلا فإن الأسلوب الذي ينطوي على كنه الخالقالذي صدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلا إلهاً، والحق الواقع أن أكثر الكُتَّاب شكاًوارتيابا قد خضعوا لسلطان تأثيره ... "

وقال المستشرق النرويجي أينربرج - وهو من مترجمي معاني القرآن الكريم - عندما سئل أيضاً عن القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم: "لا شك في أن القرآن من الله، ولا أشك في ثبوت رسالة محمد.. وعندما ترجمت القرآن الكريم كنت أشعر أن الله ساعدني على ذلك"

وقال الكونت هنري دي كاستري: "لو لم يكن في القرآن غير بهاء معانية وجمال مباينه لكفى بذلك أن يستولي على الافكارويأخذ بمجامع القلوب، ولقد نزل على محمد دليلا على صدق رسالته"، وراجع كتابه الإسلام سوانح وخواطر.


وقال الدكتور الفرنسي موريس بوكاي: "إن القرآن أفضل كتاب أخرجته العنايةالأزلية لبني البشر، وإنه كتاب لا ريب فيه" ، وراجع كتابه دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة .

وقال المستشرق ليون : "حسب القرآن جلالة ومجداً أن الأربعة عشر قرناًالتي مرت عليه، لم تستطع أن تخفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضاً كأنعهده بالوجود أمس"

وقال الكس لوازون : "خلف محمد للعالم كتاباً هو آية البلاغة وسجل الأخلاق، وهو كتاب مقدس. وليس بين المسائل العلمية المكثفة حديثاً أو المكتشفات الحديثة مسألة تتعارض مع الأسس الإسلامية، فالانسجام تعاليم القرآن والقوانين الطبيعية"

وقالت المستشرقة والأستاذة الجامعية لورافيشيا فاغليري: : "إن أول واجبات الإنسان أن يتدبر ظواهر الطبيعة، وأن يتأمل فيها لكي ينتهي إلى الإيقان بوجود الله. وانطلاقاً من هذا المبدأ الرئيس ينشأ الإيمان بالأنبياء وبالكتب المنزلة، وللإسلام في كتابه المنزل شيء أعجوبي؛ إن معجزة الإسلام العظمى هي القرآن.. وقد أثبت أنه ممتنع على التقليد والمحاكاة حتى في مادته.. ولا يزال لدينا برهان آخر على مصدر القرآن الإلهي، في الحقيقة التالية: وهي أن نصه ظل صافياً غير محرف طوال القرون التي تراخت ما بين تنـزيله ويوم الناس هذا"، راجع كتابها دفاع عن الإسلام
...وغيرهم الكثير والكثير.

ومن نصارى العرب العلامة الاستاذ جبر ضومط في كتابه الفذ ( الخواطر الحسان ) فأشاد بعظمة القرآن، وقال أن بلغ من مواقع الفصاحة والبلاغة حد الإعجاز.

وذكر العلامة الرافعي اعتراف أديب النصارى العلامة إبراهيماليازجي - وهو أبلغ كاتب أخرجته المسيحية - بإعجاز القرآن، وقد ألمح إلى ذلك في كتابه ( نجعة الرائد ) ،
وكذلك أقر شاعر التاريخ المسيحي الأستاذ خليل مطران - وليس في شعراء النصارى من يجاريه - بإعجاز القرآن.

وهذا مارون عبود - الأديب اللبناني الكبير - يشيد في مقالته بالقرآن ويعلن بإعجازه ومحبته للنبي محمد، بل لا تكاد تخلو مقالة من مقالات عبود من الاقتباسات القرآنية، فقد قرأ الرجل القرآن حتى خالط لحمه ودمه، ثم سال من حبره على الورق من غير تكلف ولا افتعال.
بل إنه سمى ابنه محمداً!!! ولما لاموه واتهموه بأنه أسلم انشد قصيدة رائعة.
عشت يا بني

عشت يا خير صبي ولدته أمه في «رجبِ»
فهتفنا واسمُهُ محمدٌ أيها التاريخ لا تستغربِ
خَفّفِ الدهشةَ واخشعْ إن رأيتَ ابنَ مارونٍ سميّاً للنبي
اُمّه ما ولَدتْهُ مسلماً أو مسيحياً ولكن عربي
والنبيُّ القرشيُّ المصطفى آية الشرق وفخر العربِ

إلى آخر قصيدته ...
ومعنى "سمياً للنبي" أي اسم ابنه على اسم النبي

ومثله الأديب الشاعر نقولا حنا، فقد تلا القرآن، فجذبه إليه وشغل قلبه وفؤاده، وتأثر بروعته، وعظمة أسلوبه، وتأثيره البالغ في القلوب، فيقول في مقدمة قصيدته الرائعة (من وحي القرآن):
( قرأت القرآن فأذهلني، وتعمقت به ففتنني، ثم أعدت القراءة فآمنت.. آمنت بالقرآن الإلهي العظيم، وبالرسول من حمله .. النبي العربي الكريم، أما الله فمن نصرانيتي ورثت إيماني به، وبالفرقان عظم هذا الإيمان ...
وكيف لا أؤمن ومعجزة القرآن بين يديَّ أنظرها وأحسها كل حين ...هي معجزة لا كبقية المعجزات .. معجزة إلهية خالدة تدل بنفسها عن نفسها، وليست بحاجة لمن يحدث عنها أو يبشر بها ...
ثم شرع في قصيدته التي مطلعها

حجاز لقلبي بالحجاز هيام ووجد له طي الضلوع ضرام

... ثم اقرأ وأنشد معه وهو يقول

كفى معجز الفرقان للناس آية علا وسما كالنجم ليس يرام
فكل بليغ عنده ظل صـامتا كأن على الأفواه صرَّ كمام
كفى نصره فردا تعاديه أمـة ومن ينصر الرحمن كيف يضام
وشاء إله العرش بالناس رحمة وأن يتلاشى حقدهم وخصام
ففرق ما بين الضلالة والهدى بفرقان نور لم يَشُبْهُ قـتـام
أتاهم بقرآن السلام رسـوله فطاف بأرجاء البلاد سلام

أما كلامهم عن نبي الإسلام، فأحيل على موضوع "نبي المسلمين، ودين الإسلام، والحضارة الإسلامية"
http://www.alukah.net/Sharia/0/142/

فهل بقي بعد ذلك من شيء لمتكلم من النصارى؟؟!!

للمزيد من مواضيعي