رقم المشاركة :1 (رابط المشاركة)
|
|||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||
رهافة الميزان
رهافة الميزان حتى تُنسيه هذا الشعور، ولكن هناك من يقف.. ويتفكر.. ويتأمل.. ويتألم، محاولا معرفة سببينتابنا أحيانًا شعور بالضيق، فمنا من يمضي ولا يكترث، ويحاول أن يشغل نفسه بالملهيات هذا الشعور، أهو عقاب من الله يا ترى؟ هل هناك من ذنب أو تقصيـر؟ أهو بسبب تلك النظرة؟ أم تراه بسبب تلك الكلمة؟.. أم تراه إشارة من الله لتجديد العهد معه؟.فنحن نتفاوت في دقتنا في التعامل مع هذا الشعور، وفي فهم المواقف التي نمر بها في حياتنا، وفي انفعالاتنا الوجدانية تجاهها، فمنا من هو بليد الإحساس، ومنا من هو مرهف الإحساس،وبين هاتين الدرجتين درجات كثيرة، فما المعيار يا ترى في درجات هذا الميزان الشعوري؟. يقول الله تعالى: {.. واتَّقوا اللهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللهُ..} [البقرة: 282]، فتقوى الله تفتح القلوب للمعرفة، وتُهيِّئ الأرواح للتعليم، فالله يُعلِّم أحياناً بالمواقف وبالشعور،وكلما ازدادت دقة الميزان، ازداد تلقي وفهم الرسائل بفعّالية فائقة. يكفي اللبيبَ إشارةٌ مكتومة *** وسواه يُدعى بالنداء العالي والرسائل التي يرسلها الله لنا تتناسب مع درجة الرهافة عند كل منا، والتي معيارها كما قلنا التقوى وقوة الصلة بالله، فعقوق الأولاد رسالة، ولكن كثير منا لا يفهمها، والحرمان من قيامدرجة عالية جدًّا، وبلغوا من دقة الشعور ما يُؤهلهم لمثل هذه الرسائل. قالوا : ((أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا)). وقال الحسن البصري - رحمه الله -: ((لم أجد من العبادة شيئًا أشد من الصلاة في جوف الليل))، فقيل له: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهًا؟ فقال: ((لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره)). وقد يسوق الله رسائل صارخة تهز الوجدان للشاردين عن سبيله، فلعلهم يعودون إلى الجادّة ويتحرك عندهم الميزان، وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده..لو كانوا يفقهون!!.اجتاز بعضهم في سكة، فطُرح عليه رمادٌ من السطح، فجعل أصحابه يتكلمون. فقال: ويسب و...الخ، ولكن من منا يقف وقفة متأنية وفاحصة، ويتهم نفسه بأنها تستحق هذا قبل((من استحق النار فصولِحَ على الرماد، ينبغي له أن لا يغضب)). انظروا كيف فهم هذا الرجل هذا الموقف وكيف فسره، أما نحن فمنا من يغضب ويتوعد أن يلقي باللوم على الآخرين، أو يسخط على قضاء ربه؟!. ولقي رجل علي بن الحسين – رضي الله عنهما– فسبه، فثار إليه الناس، فقال مهلاً، ثم أقبل على الرجل فقال:((ما سُترَ عنك من أمرنا أكثر،..))، وأخلاق الناس معه في بعض المواقف، ويحاول أن يأخذ منها إشارات أو دلالات يفهم منهاوهذا موقف آخر لو حدث مع واحد منا فكيف سيفسره ويتعامل معه؟ من منا يقف عند تعامل رضا الله من سخطه، فإنه لا يقف مثل هذه الوقفات إلا ذوو الدقة المرهفة والقلب اليقظ؟!. إن تدقيق الحساب المستمر مع النفس يجعلها أكثر دقة وانفعالاً مع المواقف، وصاحب الشعور المرهف لا بد وأن يكون قد روّض نفسه لتصل إلى هذه الدرجة من الرهافة. مرّ حسان بنسنان بغرفة فقال: ((متى بُنيت هذه؟ ثم أقبل على نفسه فقال: تسألين عمّا لا يعنيك! لأعاقبنك بصوم سنة، فصامها)). سبحان الله.. يحاسب نفسه على تدخلها فيما لا يعنيها! ونحن..كم مسألةوكم أمر نحشر أنوفنا فيه وهو لا يعنينا، ثم نمضي ولا نكترث!!. ومن أن نراقب الله في الحركات والسكنات والخطرات، ولا بد من ترويض النفس ولزوم المحاسبةلا بد لنا - إن كنا حريصين على فهم الرسائل التي يرسلها الله لنا - من أن نرتقي في سلّم التقوى، لها، فمن حاسب نفسه في الدنيا، خف في القيامة حسابه، وحسُن منقلبه، ومن أهمل المحاسبة دامت حسراته. ومما ورد في باب رياضة النفس، أن سهل بن عبد الله قال: (( كنت ابن ثلاث سنين، وأناأقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، فقال لي خالي يومًا: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ قلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك من غير أن تحرك لسانك: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهدي،فقلت ذلك ليالي، ثم أعلمتُه، فقال: قلها في كل ليلة. فقلت ذلك، فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة، قال لي خالي: احفظ ما علمتك، ودُمْ عليه إلى أن تدخل قبرك، فلم أزل على ذلك سنين،فوجدت له حلاوة في سري، ثم قال لي خالي: يا سهل، من كان الله معه، وهو ناظر إليه، وشاهد عليه، هل يعصيه؟ إياك والمعصية. ومضيت إلى المكتب، وحفظت القرآن، وأنا ابن ست سنينأو سبع، ثم كنت أصوم الدهر، وقوتي من خبز الشعير، ثم بعد ذلك كنت أقوم الليل كله)). اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين.اللهم اجعلنا من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا... منقول للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
رهافة الميزان
-||-
المصدر :
مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة
-||-
الكاتب :
pharmacist
المزيد من مواضيعي
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية |
الميزان, رهافة |
الذين يشاهدون هذا الموضوع الآن : 2 ( 0من الأعضاء 2 من الزوار ) | |
أدوات الموضوع | |
أنواع عرض الموضوع | |
|
|
الموضوعات المتماثلة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ردود | آخر مشاركة |
الحكم الشرعي للعبة كمال الأجسام | طائر السنونو | ركن الفتاوي | 10 | 30.07.2012 00:41 |
القمص عبدالمسيح بسيط في الميزان | منتدى المسيح عبدالله1 | كتب رد الشبهات ومقارنة الأديان | 0 | 23.02.2011 04:30 |
فربما صحت الأجسام بالعلل | محمود جابر | القسم الإسلامي العام | 3 | 23.08.2010 16:17 |
دعاوى زكريا بطرس فى الميزان | miran dawod | كشف أكاذيب المنصرين و المواقع التنصيرية | 4 | 05.03.2010 15:14 |
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان | أمــة الله | القسم الإسلامي العام | 6 | 04.11.2009 16:21 |