هل الله قادر على التجسد - جواب عقلى مفحم

[أبوجنة]

هل الله قادر على التجسد - جواب عقلى مفحم

بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على أشرفالنبيين و سيد المرسلين و خير خلق الله أجمعين
سيدنا محمد و على اهتدى بهديه و استن بسنته إلى يوم الدين

أما بعد ....

فإن هذا جواب عقلى بحت على السؤال المعهود الذى يسأله العديد من غيرالمسلمي:

هل الله - سبحانه و تعالى - قادر على التجسد؟

الحقيقة أن كثير من المسلمين قد يقعون فى ذلك الفخ الغبى - و أنا أعنى فعلا أنه غبى عقليا لأن هذا السؤال عقليا هو أغبى الأسئلة التى يمكن أن يسألها أى إنسان كما سيتبين لنا إن شاءالله هنا - و ذلك الفخ يتمثل فى أن المسلم إذا أجاب بلا فإنه ينفى عن الله عز وجل المقدرة و إذا أجاب بنعم فإنه يثبت التجسد و كلاهما كفر و كلاهما باطل و كلاهما خطأ.

يلجأ كثير من الإخوة إلى الجواب بكلمة "إن الله عز وجل قادر على ما يليق به" و المعنى المقصود هنا حق و لكنه للأسف لا يرد على سؤال السائل ردا مفحما يشفى صدور المؤمنين و يتركه فريسة للأوهام لأن هذا الجواب يعنى ببساطة أنالله عز وجل غير قادر على ما لا يليق به أو أنه - سبحانه - غير قادر ... ولو على أى شئ ولو كان لا يليق به

و لذلك فإننا هنا نقوم بالرد على السؤال ردا نهائيا مفحما

و هو رد عقلى منطق بحت بلا أى استدلالات نقلية من أى كتاب أو عقيدة أو شريعة

لا نستند إلا إلى العقل السليم و المنطق الصحيح فقط الذى لا يختلف عليه اثنان من العقلاء.

و الرد من خلال تحليل السؤال نفسه ... فلنتوكل على الله:

السؤال هو "هل الله يقدر - أو قادر - على التجسد؟"

سنقوم بتقسيمه

هل الله يقدر على التجسد

هل : هى أداة الاستفهام فى السؤال. و وجودها كأداة استفهام يعنى أن السؤال يجب أن يكون جوابه بنعم أو لا ...حتى لو كان هناك تفصيل بعدها و لكن لابد أن يكون الجواب إما بنعم أو لا و لا ثالث لهما.

الله يقدر هى مقدمة السؤال. و فى حالتنا هذه فإنه لا يختلف إثنان على أن الله عز وجل - فى كل الأديان والأفهام و العقول - لا نهائى القدرة. كلىّ القدرة, مطلق القدرة. أى ان قدرته تفوق أى قدرة و تفوق مجموع قدرات مخلوقاته عز وجل بلا لا ينبغى معها المقارنة. و كون الله مطلق القدرة و وصفنا له عز و جل بذلك يعنى أننا ننفى عن الله عز وجل كل نقص من أى نوع. أى اننا جميعا فى كل الديانات و العقول و الأفهام نتفق على أن الله عز وجل له اطلاق القدرة و ننفى عنه أى نقص من أى نوع سبحانه و تعالى.

على التجسد مجرد فكرة التجسد هى نقص. لأن التجسد محدودية وتحيز. مجرد التجسد يعنى الاحتياج إلى جسد. و إلى أرض تحمل هذا الجسد و كل توابع هذا الجسد - إذن التجسد نقص و عيب و هو ينافى الكمال بكل حال.

و هذا هو الفخ الذى وضعه صاحب السؤال الغبى. سأل السؤال بأداة استفهام لا تحتمل إلا نعم أو لا. ثم وضع فى مقدمة السؤال شئ يخالف نهايته تماما و يعاكسها.

فى مقدمة السؤال قدرة الله و هو لا محدود القدرة و منفى عنه كل نقص و فى نهاية السؤال نقص واضح و عيب ظاهر و هو التجسد.

إن طرفى السؤال يعاكس بعضهما بعضا. فإن أثبتَّ مقدمة السؤال فلابد ان تنفى نهايته و إن أثبتَّ نهايته فلابد أن تنفى مقدمته و لا سبيل إلى حل وسط لأن أداة الاستفهام تجبرك على ألا تجيب إما بنعم أو لا.

هذا السؤال خطأ. السؤال نفسه خطأ و لا يصح عقلا أن نسأل هذا السؤال.

لكى تطلب منى إجابة على سؤال لابد أن يكون السؤال أولا صحيحا فيمكننى أن أجيب عليه فى هذه الحالة.

هذا السؤال لا يوجد له أى إجابة صحيحة على الإطلاق لأنه سؤال ينفى نفسه

أهل المنطق يقولون على مثل هذا السؤال أنه سؤال "منعدم" ... أى ليس له محل . أى أنه سؤال ليس موجودا أصلا

و مثله الكثير من الأسئلة التى سألها الأخوة بنفس المنطق المنعدم - يعنى المنطق غير المنطقى يعنى المنطق غير الموجود

هل الله يستطيع أن يتلاشى فلا يكون له وجود؟
هل الله يستطيع أن يخرجنى من ملكوته؟
هل الله يستطيع أن يخلق إلها آخرا يماثله تماما؟
هل الله يستطيع أن يخلق حجرا كبيرا بحيث لا يستطيع هو نفسه أن يحمله؟

كلها أسئلة تفترض فى مقدمتها كمال و إطلاق القدرة ثم تأتى فى نهايتها و تنفى تلك القدرة ثم تطلب منك الجمع بينهما بالرد على أداة استفهام لا تدع مجالا للتوسط.

و مثال ذلك:

هل يمكن ان تصعد صعودا مطلقا و أنت تهبط هبوطا مطلقا فى نفس الوقت؟
هل يمكن أن تحيا حياة أبدية و أنت ميت موت أزلى؟
هل يمكن أن تكون موجودا و غير موجود فى نفس الوقت؟

كل أسئلة تحمل أضداد و يعاكس كل سؤال بعضه بعضا.

كلها أسئلة منعدمة

كلها أسئلة لا محل لها

كلها أسئلة غير موجودة

كلها أسئلة غير صحيحة

و من يجيب على سؤال غير صحيح . سؤال غير موجود . سؤال منعدم ...... لابد أن تكون إجابته خطأ مهما كانت الإجابة.

إلى كل من يسال هذا السؤال: هل الله قادر على التجسد؟

أقول له - و لا أجيب عليه -

أنت لم تسأل أى سؤال صحيح. أن لم تقل أى شئ صحيح فى الحقيقة.

لكى تأخذ جوابا صحيحا يجب - مبدئيا - أن تسأل سؤالا صحيحا أولا

بارك الله بكم و أحسن إليكم

للمزيد من مواضيعي